كتَّاب إيلاف

القانون والناس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أوائل عملى كقاض، وُلـّيت القضاء لمحكمة دسوق، وهى مدينة تقع على فرع النيل رشيد، شمال الدلتا، وتـُعد مركزا تجارياً مهما. كانت جلساتى الثلاث تتوزع بين جلسة جنائية، ثم جلسة لنظر قضايا الأحوال الشخصية ولاية على المال (وهى المعروفة بالحَسْبى) وولاية على النفس (وهى المعروفة بالشرعى) ، وكانت الجلسة الثالثة تتعلق بالقضايا المدنية والتجارية والعمالية.
فى جلسة القضايا الجنائية (الجنح والمخالفات) عُرضت على ذات يوم قضية أثرت فىّبشدة، حين عرفت منها حقيقة التراث الشعبى، وأدركت أن عمل المحاكم، بتوقيع العقوبات والجزاءات على الجانح أو الجانى عملا لا طائل وراءه، مادام التراث باق على ما هو عليه، دون إصلاح جاد حقيقى. كانت الواقعة أن المتهم فيها يقود سيارة أجرة تعمل على الخط بين مدينتى دسوق و فوة، فيما يسمى النقل (بالنفـَّر) ، أى بأجرة خاصة لعدد من الأفراد. قاد المتهم سيارته دون كوابح (فرامل) مدة 17 يوما، فلم تقفه (أى تـُوقفه) شرطة أو تمنعه سلطة، إلى أن صدم وقتل سبعة أفراد كانوا يقفون على حافة الطريق، إذ إنحرفت السيارة نحوهم ولم يستطيع أن يقفها (يوقفها) لعدم وجود كوابح. قتل سبعة أشخاص بطريق الخطأ (أى دون قصد القتل ولكن بسبب الإهمال) كان قد صار فى القانون يُعد كارثة، يجب على المحكمة أن تحكم فيها إن ثبتت الإدانة، بعقوبة مغلظة. نودى على المتهم، عند نظر الدعوى، فوقف فى قفص الإتهام. كنت قد قرأت أوراق الجنحة وعجبت أن يقود المتهم سيارته على خط رئيسى دون كوابح مدة 17 يوما، فسألت المتهم عن التهمة فلم يعترف بها أو ينكرها، لكنه أجاب: أمر الله يا سيادة القاضى. فعجبت من قوله ولم أشأ التعجل بتوقيع العقوبة قبل أن أعرف ما فى رأس المتهم من فهم وما فى نفسه من مشاعر. فواجهته بأن التقرير الفنى يشير إلى أنه كان يقود السيارة دون كوابح، وأنه ذكر فى محضر الضبط المحرر بواسطة الشرطة أن سيارته بلا كوابح منذ 17 يوما خلت. قال: وأعمل إيه، كان ربنا ساترها. قلت له: وأين ذهب الستر عندما وقعت الحادثة الفظيعة، أليس ذلك نتيجة خطئك. قال: أبداً، أمر الله، شاء الله وما شاء فعل. قلت للمتهم: وهل تعرف ما سوف يحدث لك؟ قال: نعم، الحبس 7 سنوات. قلت له: وما تقديرك فى ذلك، ألست تحبس لخطئك وإهمالك. قال: أبداً، نصيبى كده (كذا) حُكم ومكتوب على الجبين. سكتّ ولم أواصل الحديث معه، وسرت فى إجراءات الدعوى حتى أصدرت المحكمة الحكم بحبس المتهم 7 سنوات مع نفاذ الحكم فوراً.
لكنى بعد إنتهاء الجلسة، جلست فى إستراحتى وأنا أعجب من التأثير الشديد للتراث الخاطىء. فالرجل يقود سيارته على الطريق ذهابا وإياباً، وهى تحمل أنفاراً لكل منهم حياة وآمال، ووراءه عائلة وأصدقاء، فلا يعبأ بهم ولا بحيواتهم، بل ولا يهتم لنفسه ولا بمن يقف أو يسير على جانبى الطريق، وهو يظن أن الله سوف يستر خطأه وإهمالة، فإذا وقعت الواقعة وتعرض للعقوبة، لم يأخذها على أنها جزاء عما أثم، أو تطهير له من الخطأ، لكنه يرى أنها قضاءُ كتب عليه منذ الأزل. فى ثقافة مغلوطة كهذه، لا يكون للخطأ معنى ولا يكون للعقوبة أىّ مفهوم ! ويكون عمل المحاكم من ثم عبث لا طائل وراءه.
بعد ذلك بسنوات كنت رئيساً لمحكمة جنايات أسيوط، عندما كانت المحكمة تنظر جناية قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد. من إجراءات المحاكمة أن يسأل رئيسها المتهم عن إسمه وعمره ومهنته ومحل إقامته، ليتثبت من أنه هو المقصود بالإتهام وليس شخصاً آخر زُج به بدلا منه (وهو افتراض صعب، لكنه يحدث) فأجاب المتهم على النحو الثابت فى الأوراق، واجهتـُه بعد ذلك بالإتهام (وتـَرسِمُ الإجراءات ذلك، لأنه عند إعتراف المتهم بالجريمة تختلف الإجراءات عنها إذا أنكر) فأنكر التهمة. واجهته بأعترافه فى تحقيقات النيابة، وهى تحقيقات قضائية يفترض فيها الحياد والنزاهة، لكن المتهم أجاب بجسارة عجيبة قائلاً: وأنا أقدر أقتل إلا إذا كان ذلك أمر الله، وما تشاءون إلا أن يشاء الله، لقد نفذت حكم الله، وكان عمره (المجنى عليه) قد انتهى، وما كنت إلا أداة تنفذ حكم الله. لم أشأ أن أدخل فى مناقشة مع المتهم، وإنما اعتبرت المحكمة أنه أنكر الإتهام، وسارت فى الإجراءات التى ينبغى إتباعها عندما ينكر المتهم، وإنتهى الأمر بتوقيع العقوبة عليه.
استدعت هذه الواقعة إلى ذاكرتى ما حدث فى الواقعة الأولى، ودار الحديث بينى وبين زميلىّ المستشارين عضوى المحكمة ونحن جلوس فى الإستراحة عن ذلك، ثم إنتهينا من النقاش إلى أنه لا جدوى من المساءلة ومن العقاب، إذا كان كل متهم يرى أن ما اقترفه من إثم، ولو كان قتلا، هو أمر الله ؛ وأن العقوبة مهما كانت هى حكم الله كذلك، وأن لا إرادة له فى الجريمة، ولا أثر على نفسه من العقوبة، لأنها قضاء الله. فلم إذن تـُوجد الشرطة وتعمل النيابة وتحكم المحاكم، فى ثقافة كهذه !؟
منذ أيام قرأت سؤالا وجهه أحد الأشخاص إلى شيخ معروف ممن يتصدون للفتوى. وكان السؤال قد أثير من قبل فى كتابى (حقيقة الحجاب وحجية الحديث) ، ولا أعرف ما إذا كان السائل قد قرأه أو سمعه أو كان قد وصل إليه من نفسه، فسأل من يستفتيه قائلاً: إن فى صحيح البخارى حديثاً نصّه (كُتب على ابن أدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة) وأضاف قائلاً: إذا كان الزنا مكتوباً من الله على المرء، فلم يُوجد فى القرآن حَدّ (عقوبة) عليه، ولماذا يعاقب الإنسان عما لا إرادة له فى فعله، لكنه فعله وهو مغلوب على أمره، بما سبق أن كتبه الله عليه، ولاراد لقضاء الله وأمره؟ فأجاب المفتى بما جاء فى كتاب "احياء علوم الدين" لأبى حامد الغـّزالى، منذ ألف عام، بأننا عبيد لله، يأمر فينا بما يشاء ويحكم علينا بما يريد. وهو أمر مُحيّر يجعل لله صورة غير مقبولة، ويجعل الإنسان فى الحياة كمّا هَمَلا، لا إرادة له ولا هدف منه.
ذلك تراث قديم وشامل، وتغييره مسئولية الجميع، من الناس والحكومات، على حد سواء ؛ وليست مسئولية كاتب أو مفكر واحد. فحسب الكاتب أو المفكر أن يشير إلى المشكلة، وتحديد الداء نصف الطريق إلى العلاج، ثم يرسم لها الحل، وعلى الجميع أن يتعاونوا معاً لتغيير هذا التراث المخطىء والذى يسىء إلى الألوهية كما يسىء إلى الإنسانية. أمّا أن يُطلب من فرد واحد أن يتحمل العبء فى كل مسألة وكل مشكلة وفى تغيير التراث وفى وقف التطرف، فهو تحميل للشخص بما فوق طاقته، فضلاً عن أنه لا جدوى منه لأن التغيير لابد أن يشمل نظام التعليم والتربية والإعلام والوعظ والإرشاد، وهى جميعاً تحت يد السلطات التنفيذية، فى البلاد العربية.
وإنا لنأسف أن يشعر البعض بالإضطهاد نتيجة الفكر الدينى المغلوط، فيخرج عن لياقات الخطاب ويوجه إلى الكاتب عبارات إستفزازية ليـُكرهه على أن يتبنى وجهة نظره، وأن يعبرّ عن رأيه كما يريد وبالطريقة التى يشاؤها هو، فيكون بذلك قد صار الوجه الآخر لعملة التطرف والإضطهاد الذى يشكو هو منه. ولم يسأل هذا المُحتد الغاضب نفسه، وماذا فعل هو لدرء الإضطهاد بينما هو يحتمى تحت اسم مستعار أو تحت صفة مدعاة؟ ولماذا لم يتوجه بخطابه الإستفزازى إلى مؤسسته الدينية، وأول واجباتها رفع الإضطهاد عنه وعن باقى الطائفة، أو يكتب إلى الصحف التى تتكلم بإسم طائفته، أو إلى أعضاء مجلسى الشورى والشـّعب من أبناء هذه الطائفة ليتولوا العمل المنظم الفعّال لرفع التعصب ومنع الإضطهاد بما لا يوجد تعصباً مضاداً وإضطهادا مقابلاً؟
إن الكاتب (شخصى) يعيش تحت حراسة الشرطة منذ عام 1980 وحتى الآن، وقد دفع الكثير جدا نتيجة رفعه المظالم عن الناس حين كان يمكنه رفع هذه المظالم. وقد حورب حرباً شعواء حتى أصبح من مظاليم القضاء وهو الذى أعطى العدل للجميع، ومع ذلك فإنه لم يغيّر أسلوبه و لا تكلم عن الخطر الذى يحيق به من كل جانب، وظل يكتب عن العدل وعن الحرية وعن المساوة وعن حق كل فرد فى أن يعبّر عن رأيه وعن معتقده بوضوح وصراحة، لا أن يبتز الآخرين لكى يرفعوا عنه ما يكون إضطهادا له (متأثرا فى ذلك بالأغنية التى تقول: يا ناس هاتوا لى حبيبى) أى إنه يعتصم بالسلبية والخفاء ويلجأ إلى عدم اللياقة فى الحديث ليقول (ياناس هاتوا لى حقوقى) .
وعلى صعيد آخر، فإننا نكتب فى موقع إيلاف، وهو موقع محترم، لا هو مجلة الكشكول ولا هو مجلة البعكوكة. وتوجد فى كل عدد عشرات المقالات. وعلى القارىء أن يتخير ما يناسب مستواه الثقافى والنفسى، فلا يطلب ولا يتوقع من الكاتب أن يكتب له فى مقالة واحدة كل ما لا يعرفه، دون أن يبذل جهداً ذاتياً فى القراءة والثقافة، وأن يدرك فى ذلك قول الشاعر:
لا تحسبن العلم تـْمرا أنت آكله ..لن تأكل التمر حتى تطلع الشجرا
وللتعليقات عادة لياقات وفيها لباقات، فعلى من يعلق أن يلتزم الموضوعية ولا يلجأ إلى الهجوم الشخصى أو الخروج عن الموضوع الذى يعلـّق عليه.
إنه ليسوء كل منصف أن يؤدى الإحساس بالتعصب والإضطهاد إلى تعصب وإضطهاد مقابل، بدلا من أن يدفع الشخص إلى العمل الجاد - من خلال المؤسسات والصحافة والأسلوب الهادىء غير المنفعل - على منع أى تعصب ورفع كل إضطهاد والتزام سواء السبيل.

saidalashmawy@hotmail.com

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فكر ديني وليس ثقافي
د. رأفت جندي -

الذي ذكرته نابع عن فكر ديني وليس ثقافة شعبية؟ اليس هذا الفكر الذي يقول, قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا؟ وايضا لكل اجل كتاب؟ ويكون منطقي في المناقشة, اذا لا يقل احد لطبيب ان اهمالك ادي لوفاة المريض, لانه يوم ان ولد الشخص كان مكتوب له يوم الموت كما يقول الفكر الديني وليس الشعبي. سؤال اخير لماذا يحس المستشار ان مناقشة البعض هجوما؟ اذا لم يتفق معك البعض فما هو المطلوب؟ انك هنا لست قاضيا ولكنك كاتبا. ولقد المحت ان الكنيسة كان عليها القيام بحماية البعض فلا يشعروا بالاضطهاد, وعلي هذا اسألك وبكل احترام هل تعرف شئ عن مصر والشارع المصري؟. صحيح يختبي البعض وراء اسماء وصفات مستعارة بسبب القمع ولكن بالنسبة لي اسمي وصفتي حقيقيتان؟ تحياتي للمستشار العشماوي مرة آخري.

شيئ جميل
خليل برواري -

جميل ان يكتب السادة ذو الخبرة في الحياة عن حوادث وقعت او مااعترى عملهم من صعاب واحزان وافراح هذه مدرسة يمكن لنرء ان يتعلم فيها ويزد عليها السيد العشماوي رائع في طرحه هذه الحوادث وملابساتها وتاثيرها على المجتمع احسنت استاذنا الكبير عسى الفقهاء يكون لهم جواب

poverty
titus -

هؤلاء الأشخاص وهم أكثرية عظمى فى العالم العربى وفى تزايد مستمر هم نتاج الفقر. ليس فقر ذات اليدين ولكن فقر العلم والتوجيه والتربيةالأنسانية يا سيادة القاضى.فالأناء بما فيه ينضح.فمواد مثل الوطنية والأخلاق والأنسانية لا تدرس فى كتب ولكن هى أعمال يستشعرها الأنسان من محيطه.فأذا المحيط فارغ فهنا تتولد أحاسيس ومرجعيات هلامية يبنيها كل شخص على حدة كيفما شاء طبقا لمخزونه الثقافى.ومن هنا تبداءالمجتمعات بالتخبط الحسى والفكرى والروحانى لأنعدام المرجعية أو القدوة.ومن ثم يأتى القانون كمرحلة أخيرة ليحاكم تصرفاتهم.فمن المفترض محاكمة داء الجهل والتضليل الفكرى المتعمد ونشر التوعية والعلم فى المدارس والمؤسسات المدنية لتنشئة جيل يحاكى بمفردات المنطق والعلم وليس بخزعبلات وأساطير الأولين.ولكن هل هذا الأمر متاح أو يراد له الميلاد؟أنت أعلم يا سيادة القاضى.شكرا على مقالاتك الهادفة

جهل، وأجيال المستقبل
وسام محمد -

الأمثله المذكوره تشيرالى خطوره كارثه تعطل العقل فى معظم مجتمعاتنا وخاصه الفقيره ، وهى دليل ساطع لمدى توغل غول أميّه فهم الحياه والدين فى عقول معظم العامه ، والتغيّير فى رأيي يبدأ من البيت والأسره قبل المدرسه ، ولنتصور كيف يربى هؤلاء الناس ( منهم سائق التاكسى مثلاً ) ، اللذين تكتظ بيوتهم عاده باالأطفال ، أجيال المستقبل !! وبإحصائيه بسيطه سندرك أن أجيالاً تتلقى علوم القضاء والقدر ومسائل الجبريه والإختيار المعقده بسطحيه يمثل سائق التاكسى والمتهم بالقتل أحد أبرز نماذجها ، ولك أن تتخيل كيف تترسخ هذه الثقافه السطحيه فى أذهان من نعوّل عليهم فى بناء المستقبل ، وسندرك بالتالى مآس كثيره ، منها على سبيل المثال نشوء حركات التعصب والتطرف والقتل ، والقضيه أعقد من تناولها فى تعليق ، بسيط سائلاً الله تعالى أن يحفظكم من جهل الجهلاء ومن كل سوء .

لو كنت مكان القاضي
خوليو -

لو كنت مكان حضرة القاضي لحكمت على السائق الذي قاد سيارته بدون فرامل بالبراءة، لقد لخص السائق ببضع كلمات ثقافة أمة بكاملها، هذه الثقافة المبنية على ومايصيبكم إلا ماكتب الله لكم(آية) والمكتوب ما منه مهروب ، وكل شيئ مدون ومكتوب من المهد إلى اللحد، ولولا المشيئة الإلهية لما حدث ذلك، ولاتتحرك ساكنة ولا دابة إلا بإذنه... لو كنت مكان السيد القاضي لحكمت بالإقامة الجبرية مدى الحياة على النصوص والتراث ووضعت مكانها في المدارس والمحطات ثقافة إنسانية تسأل الفرد عن اخطاءه وتعلمه أن الأخطاء يُدفع ثمنها ولو بعد حين.

فلنقراة ثانية
السيناوي -

مفهوم ةدعوة التراث الي المكتوب مقدر هو تخفيف وقع الفدر علي المصاب وليس دعوة الي الاهمال فلنقرا التراث مرة ثانية وثالثة وننقية بدلا من مهاجمتة لانة بدون صاحب فاعتبروا

السؤال المستحيل
بهاء -

حضرة القاضي، لقد أثرت السؤال القديم الجديد والمستعصي على الإجابة من قبل كل الأديان: كيف أحاسب والخالق القوي القادر رسم حياتي وتصرفاتي بكل تفاصيلها؟ هذا هو التناقض الأساسي بالتفكير الديني والذي غالبا ما يتم طمسه من قبل رجال الدين بضرورة الإيمان بالقدرة المطلقة للخالق وبعدله بدون أسئلة و(كثر غلبة)!!! لكنك كقاضي حكمت بالمنطق وإن كنت أتساءل ألا يوجد بالقانون ما يزيد العقوبة كحالة سائق السيارة الذي تسبب بقتل أبرياء نتيجة إهمال متعمد، أليس الإهمال المتعمد نوع من القتل المتعمد لأن خبرة أي سائق تقول أن سيارة بلا مكابح تشكل خطرا أكيدا!! سؤال لحضرة القاضي: ألا يستحق من يسير بسرعة جنونية أيضا ويتسبب بقتل بريء أن يعاقب يتهمة القتل العمد، وقد قرأت هذا الرأي لمحام قدير وأرى به شيئا من الوجاهة وأرجو من السيد العشماوي الإجابة!!

غياب العقل
ستاكوزا -

عندما يكون العقل في أجازة فقل ما شئت، لا أحد ينكر الآيات القرآنية، ولكن المشكلة دائما في الفهم الصحيح، فهذا الشخص ليس مسئولا عن فكره، ولكنه مسئول عن جريمته،والمسئول عن غياب العقل هم رجال الدين، ورجال السياسة، والدولة بأكملها، ووفي هه الحالة، فإن الآيات التي ذكرها المتهم ربما تنطبق على القتلى والمصابين، الذين كتب عليهم أن يتواجدوا في هذا المكان بالذات في هذا الزمان بالذات، أما المتهم، فما فعله - في رأي - ليس قتل خطأ، بل قتل متعمد، وإن كان ليس فيه سبق إصرار، ولكن أن يمشي بالسيارة بدون فرامل، فماذا يتوقع...

القتل الخطأ والعمد..
المصرى أفندى -

الفرق ياحضرات بين القتل الخطأ والقتل العمد فى القانون المصرى والفرنسى والنظام القانونى اللاتينى بأجمعه هو أن القتل العمد لا يفترق عن القتل الخطأ إلا فى توافر نية القتل... فهل توافرت نية القتل فى إرادة السائق الذى قاد سيارته بدون مكابح؟ بالطبع لا... وحتى لو كان نتيجة تصرفه حادث أكيد فيصعب القول بتوافر نية قتل وبالتالى لا يصح فى القانون أن يعامل معاملة القاتل المتعمد.

الفقهاء كبش الفداء
د. رأفت جندي -

كيف نحاسب الفقهاء علي شرح تعاليم الدين وكما قال بعضهم امام الثورة علي رضاعة الكبير ;أنا لم اضع هذا التشريع ولكني اشرحه