كتَّاب إيلاف

الشخصيّة السّودانيّة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

(الزّول) أو الشخصيّة السّودانيّة من الكائنات التي تمزج الحيرة في عقول المفكّرين، فهي كائنات توصف أحيانًا بالكسل والخمول، وهذا أقصى اليمين.. وأحيانًا تُوصف بالنّشاط والحيويّة النّادرة وهذا أقصى اليسار..
حسنًا؛ لندخل في عوالم الشّواهد والمقولات ما لها من عوائد، على هذا الشّعب الذي تتقاسمه الهموم والقصائد وكثرة الجوع وقلّة الموائد!
فمن أدلّة الكسل والخمول ما حدّثنا به أبو سفيان بن العاصي أنّ سودانيًّا أوصى ابنه قائلاً: (يا بني.. اجعل هدفك في الحياة الرّاحة والاسترخاء، يا بني.. أحبب سريرك فهو مملكتك الوحيدة، يا بني.. لا تتعب نفسك بالنّهار حتّى تتمكن من النوم بسهولة في اللّيل، يا بني.. العمل شيء مقدّس فلا تقترب منه أبدًا، يا بني.. لا تُؤجّل عملك للغد طالما يمكنك تأجيله لبعد غد، يا بني.. إذا أحسست بأنّ لديك رغبة للعمل فخذ قسطًا من الرّاحة حتّى تزول هذه "الرّغبة"، يا بني.. لا تنسَ أنّ العمل مفيد للصّحة لذلك اتركه للمرضى..)!
ومن شواهد الكسل أنّ هناك مدينة في جمهوريّة السودان تُسمّى (كسلا)، متخصّصة في إنتاج وتصدير الكسل. ومن علامات كسل السّوداني أنّه يحترف في أحايين كثيرة الطّبخ الذي لا يتطلّب أكثر من التّمترس في مكان صغير، ونثر البهارات والملح والزّيت.. وفي العبادة يحب السّوداني (الدّروشة) والتّصوّف التي لا تتطلب أكثر من مسبحة طويلة وتمتمات أصلها غير ثابت وفرعها في الفراغ! أضف إلى ذلك أنّ الإخوة المصريّين ساهموا في تكريس هذه الصّورة، حين صوّروا في أفلامهم شخصيّة السّوداني (النّوبي) بأنّه حارس عمارة يأكل الطّعام ويحرس الأبواب.. كما إنّ بعض الملابس السّودانيّة تحتوي على جيب أمامي وآخر خلفي بحيث يصحّ لبس الثّوب على أيّ جهة كان، الأمر الذي يعفي السّوداني من بذل أيّ جهد في اللّبس كون الوجهتان كلتاهما أماميّة!
وفي كتاب (أسامة بن لادن الذي أعرف) للصّحفي الأمريكي بيتر برقرن يروي المؤلّف عن (الدّاشر) أسامة شكواه من العمالة السّودانيّة بأنّهم يوقّعون العقود معه على عمل يومي مقداره ثمان ساعات، وبعد الشّروع في العمل لا يلتزمون إلا بساعتين ويجعلون الستّة الباقية للرّاحة والاسترخاء!
وآخر الشّواهد على الكسل أنّ الشّعر ومحبّيه عبر التّاريخ بضاعة (الكسالى)، والدّليل أنّ موريتانيا (بلد المليون شاعر) وليس (شاعر المليون) لا تنتج إلا الكلام، وهي في صدارة الدّول في التخلّف والخمول.. ووفقًا لهذه النّظرة فإنّ السّوداني يحبّ الشّعر وينتجه، وفي ذلك يقول شاعرهم الكبير نزار قباني: (كلّ سوداني عرفته كان شاعرًا، أو راوية للشّعر.. ففي السّودان إمّا أن تكون شاعرًا.. أو أن تكون عاطلاً عن العمل..)!
حسنًا.. ولكن ماذا عن السّوداني الذي في أقصى اليسار، أعني الذي في غاية النّشاط والحيويّة.. فلذلك أيضًا شواهد وعوائد؛ لعلّ أوّلها عندما زار سمو وزير الدّاخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز السّودان قبل سنوات قال: (أشهد لله أنّكم - معشر السّودانيّين - أفضل من عمل لدينا في المملكة).. ومن الشّواهد أنّك ترى الجامعات البريطانيّة حافلة بالشّخصيات العلميّة السّودانيّة، التي ليس لها مثيل في كلّ الميادين، الأمر الذي يجعل كلّ عربي يشعر بأنّ رقبته قد طالت واستطالت عندما يسمع المجتمع البريطاني يسبغ الثّناء على (العقول السّودانيّة) التي أعطت قيمة مضافة للحركة العلميّة في بريطانيا، ومثل هذا النّشاط العالي يحتاج إلى (سهر اللّيالي) الذي يمارسه الإنسان وليس (النّوم) كما هو ظلم وإجحاف أبو سفيان العاصي المذكور أعلاه!
ومن شواهد ومعالم ومشاهد نشاط السّودانيين أنّهم أكثر النّاس احترافًا لمهنة الرّعي، وهي مهنة الأنبياء، إضافة إلى أنّها مهنة شاقّة لا يصبر عليها إلا أولو العزم من الرّجال، وأتذكّر أنّني في طفولتي الصّحفيّة أجريت تحقيقًا عن الرّعي والرّعاة في السّعوديّة؛ فكان كلّ المشاركين من السّودان، وعندما سألت أحدهم عن سرّ تعلّق (السّوادنة) بهذه المهنة قال: يا أحمد.. الجلوس مع البهائم، وتزجية الوقت في مصاحبتها أفضل من تزجيته مع البشر.. لأنّ المسألة ببساطة تمكن في أنّ البشر يخطئون عليهم في حين أنّ البهائم لا يمكن أن يدركك خطؤها ولا زلّتها)!
حسنًا - أيّها القارئ - تبقى أنت في النّهاية الحكم، ولك أن تختار بين اليمين بالحيويّة والتألّق والنّشاط؛ أو اليسار الحافل بالخيبة والخمول والإحباط.

Arfaj555@yahoo.com

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اؤيد اليسار
ام وديع -

الشعب السوداني شعب كسول وسريع الغضب ولكن لدية طبية قلب وكرم قلما تجدها عند غيرهم من الشعوب وهو ايضا شعب يموت في السياسة.

السوداني
د. رأفت جندي -

عشرتي مع السودانيين اعطتني هذه الانطباعات, السوداني يرتبط بالكلمة, يدفع الفلوس ولا يطلب ايصالا, يحترم نفسه ولا يدنيها من اجل المادة, لا يعرف التحايل ولا المراوغة ولا الاونطة. وفي المقابل ليس مرنا, وضيق الافق ويزعل من الفارغة ويحس الاهانة بسرعة شديدة. هذا الكلام ينطبق علي الاغلبية مما تعاملت معهم وليس الكل.

أخطأت سامحك الله
عمر الغريب -

مقالك يا سيد عرفج كمن فقأ عينا ثم حاول ان يكحلها ! ما هكذا يا سيدي تورد الابل و ما هكذا يكون الحديث عن البشر (اي بشر) ناهيك عن شعب شقيق و خاصة في نافذة اعلامية لها سمعتها و جمهورها الواسع ! هذا الكلام يمكن ان يقال بين الاصدقاء في المجالس الخاصة و المقاهي و طلعات البر , فكيف بالله عليك تشير الى مجموعة كبيرة من البشر و تقول عنهم(كائنات)..؟ ثم تتحدث عنهم و كانهم غرباء عن المنطقة و لا يقرأون العربية و هم من روادها و سادتها ؟ قد تكون حسن النية يا سيدي و لكن كما قيل (الطريق الى الجحيم مليء بالنوايا الحسنة) , من الافضل البعد عن مثل هذه التصنيفات و المواضيع التي لا تجلب الا الخلاف و تفوح منها روائح العنصرية الكريهة ! تحياتي .

ليسوا كسالى.. ولكن
عبد الرحمن الأنصاري -

وصف السودانيين ـ على الاطلاق ـ بالكسل وصف باطل وجائر ومخالف للواقع .. ولعلّ ما حمل من يفترون تلك الفرية على السودانيين ، على استسهال اطلاق ذلك الوصف الجائر عليهم ، ما يُلاحظ من سوء الأوضاع في السودان بعامة .. وإلاّ فإنّ حال السوداني ، كحال كل من الذهب وعود الطيب في موطنهما.. فالذهب في موطنه نوع من التراب ، وعود الطيب في موطنه : نوع من حطب الغابة.. وإلاّ فما تفسير كون المبدعين في الطب والهندسة والصحافة والإعلام والفلك وسائر التخصصات ، هم في الغالب ـ خارج السودان ـ من الجنسية السودانية ؟!عبد الرحمن الأنصاري / الرياض

استوقفتني كلمة...
محمد سعد -

لا ادري لماذا حشرت كلمة الداشر قبل اسم اسامة. هل تخشى ان تتهم بالترويج له لمجرد انك استشهدت بقوله عن السودانيين. قد يكون اسامة داشرا او فالحا ولكن حين نروي عنه رواية لاتتعلق بالدشرة ولا بالفلاح فعلينا ان نقف على الحياد.

كتابة فكاهية لطيفة
منوشهر -

هذه كتابات فكاهية لطيفة... يحتاج اليها العرب. ما عليك الآن الا ان تكتب عن سائر الشعوب العربية، وان تبدأ بأهل جزيرة العرب حتى لا تتهم بالعنصرية المقيتة.

للانصاف
أحمد -

أستاذي الكاتبأرى أنك أنصفت السودان فذكرت اليمين واليسار وماذكرت عن موريتانيا إلى تخلفها وكسلها أما وجدت إلى غير ذلك سبيلا؟

ارجع البصر
السيناوي -

(الإخوة المصريّين ساهموا في تكريس هذه الصّورة، حين صوّروا في أفلامهم شخصيّة السّوداني (النّوبي) بأنّه حارس عمارة يأكل الطّعام ويحرس الأبواب.)صورة مبتسرة غير محددة انطباعية اكثر من كونها حقيقية ارجع البصر كرة اخري استاذ/عرفج ربما اختلف الامر

ali -

يعني والله مواضيعك كلها سخيفة، ياأخي اكتب في شيء له معنى. يعني اي طفولة تتحدث عنها وانت لم يكن لك طفولة. لم دائما تحب اهانة الناس.هل هذا طبعك اما هذا ما تربيت عليه؟ والله انك --عيب على ايلاف اللي بتنشر مقالاتك ---. هل تعتبر مفسك كاتبا؟ لو كنت كاتبا لوجدت لك مكانا بين الناس او في جريدة او مجلة او محطة محترمة. عشت عالة وستوموت عالة على غيرك

للمسألة بعد تاريخى
الحقيقة الموجعة -

عندما غزا الأعراب أرض النوبة وإنتصروا بعد عدة محاولات فرضوا على أهالى النوبة القبط جزية عبارة عن ثلاثمائة عبد وجارية سنويا فضلا عن كمية كبيرة من الذهب... وقد ظل النوبيون يدفعون تلك الجزية من العبيد لمدة سبعمائة عام حتى كسرت ظهروهم و -دخلوا- الإسلام! ولك أن تضرب ثلاثمائة عبد مع أبنائهم لمدة سبعمائة عام لتخرج بعدد مهول من الأشخاص الذين ظلوا عبيدا حتى القرن التاسع عشر!!!؟

الخلايا النائمة
صديق ايلاف -

من الطرائف هنا ان سودانيا رغب في الالتحاق بقاعدة ابن لادن فسأله الدكتور ايمن الظواهري فين نحطك يازول ؟ قال اسمع عن الخلايا النايمه حطني فيها ؟!! مع كل الحب والتقدير لكل سوادني

سامحك الله يا اخي
ام محمد -

بصراحة عندما بدات بقراءة المقال اعتقد ان به شيئ من اللطافة والتعليقات الطريفة التي عادة ما تطلقها الشعوب علي نفسها علي سبيل الطرافة والمشاغبة لاغيرالا ان المقال استرسل بحيث اصح من ----- ان اواصل قراءته فهو تعدى مرحلة المشاغبة او الطرافة الي (التريقة )و-------- وهذا غير لائقسامحك الله يااخي روح السودان وشوف بنفسك وعيش الواقع بنفسك ولا تعتمد علي مقال صاحبك وتحكي الحكاية عن معاصرة وتجربةسامحك الله

الشجر المثمر يرمى
زول -

المقال في ظاهره الطرافة ولكن الخطورة إن بعض هذه المقالات ترسخ لنوع من الفهم الخاطئ الذي ينعكس كسلوك ولاحظت في دول الخليج انعكست على أصحاب العمل حيث أن بعضهم لو لاحظ سوداني في لحظة ليس في حالة عمل مستمر بادره بأن السودانيين كسلانين . وسعت بعض الجنسيات لذلك حتى يتم إقصاء السودانيين لاتسامهم بالذكاء والجدية والحزم والشجاعة و الصدق وسعة الأفق ورفض الإهانة والتذلل والنفاق.كفاية أم ....وأيضا للتنوية لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم .

--------------
بهاء -

أقدم احترامي للسودانيين الذين ترفعوا عن أي رد غاضب أو انفعالي ------. لكنهم بذلك قدموا ردا أفضل من كل رد!

أنا سوداني وأنت ماذا
هيثم الطيب -

يكفينا فخرا اننا سودانيين واننا ولدنا ونشأنا على اننا سودانيين, ويكفينا فخرا اعتمادنا على أنفسنا في تصريف شؤون حياتنا اليومية وبناء مجتمعنا السامي وليس على العمالة الأسيوية التي أصبحت في كل دار في جزيرة العرب وأصبحت هي الوقود لحركة المجتمعات في الجزيرة العربية .. وأنتم ماذا تفعلون... تأكلون المجبوس وتنومون.فأين هي الكائنات الكسولة كما تقول...؟!!!ألا تخاف الله في كلمتك ;كائنات; هذه..... عجبا

أو يساء إلي الشعر؟
محمد أحمد السوداني -

"حسنًا - أيّها القارئ - تبقى أنت في النّهاية الحكم، ولك أن تختار بين اليمين بالحيويّة والتألّق والنّشاط؛ أو اليسار الحافل بالخيبة والخمول والإحباط." رجل لا يعرف يمينه من يساره معذور، لا تؤاخوه إخوتي الموريتانيين

ربنا يسامحك
عبد الحميد -

اخي ..اصبح العالم باثره يسمو نحو هدف واحد ان تعــــــــــيش الشعــــــوب في ســـــــــلام..من المخجل جدا ان تكتب في مثل هذه المواضيع.الكاتب هو الذي يثابر ليظل يحمل جاهدا قضيتــــــه وهو مرآة الشعوب والامم..لا اطيل عليك..فقط اقول ملء السنابل تنحني بتواضع -----

رد موجز
معتز الامام -

كلما سمونا بدونا صغارا فى عيون الذين لا يجيدون التحليق.(نيتشه)اولا اداره الموقع يجب ان تكون واعيه باسقاطات الجاهلين ولاتسمح لكل طالب شهره بنيلها عن طريق اساءه العظماء- ثانيا كاتب المقال ذلك 0000ه لاتستحق الرد من 000 سودانى ان وجد للسودان 000انت تقول مالا تفقه علمك الله وذادك علما .اخيرا لدينا مثل يقول ( الابن الخايب يجيب لى اهله الشتيمه)...مجتمعك بريئ عن جهالاتك حتى لا تجلب لهم الاساءه.......لن اشتم الخليجين لانك شتمت السودانين والله اعلم كم احب اهلى واعتز بهم ولاكن هذا هو الفرق بين من هو مهذب ومن هو غير ذلك وبين من هو متعلم وبين من هو جاهل .ختاما لم اقراء اسمك حتى لا ازيد معرفتى بالجاهلين واحدا ..........

فاقد الشيئ لا يعطيه
رباب خالد -

هناك مثل يقول اذا تكلم ال.....فخير من اجابتها السكوتبالرغم من السخرية الواضحة في قولك التي تستفذ فلا نقول الا ( النار تلد الرماد)هذا مثل فلا ناخذ شعب بمقولة فرد وانت فرد لا تعني شيئا لي فما بالك بشعب السودان الذي لا تعرف عنه شيئا ولست ممن يقيمنا ككائنات او غيرها ولا فرق بيننا ايها الكائن

الجهل مصيبة
كمال الدين جبرالله -

إذا أتتك مزمة من جاهل فهى الشهادة لى بانى كامل بدلا من هذا الكلام الأجوف فلتذهب وتملأ رأسك .

حشف وسوء كيل
جعفر الأمين محمد -

كل الشواهد عندك مغلوطة أيها العرفج ،أعطنى مرجعا واحدا لماتقول ولوأتعبت نفسك شوية بالبحث والتقصى لعرفت مامعنى اسم مدينة كسلا،أنا عشت فى المدينة المنورة خمس سنوات عفت فيها المجتمع السعودى شعب كريم وطيب لكنك لاتحسب علية ويبدو انك (طرش بحر)تعال نعلمك أدب الكتابة عن الشعوب لانك مازلت فى مرحلة طفولة صحفية وفى حوجة ماسة لان تقرا مزيدا لتتعلم الأدب أولا ثم الصحافة ثانياز