كتَّاب إيلاف

أنها معركة بقاء الجمهورية في لبنان!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

المعركة طويلة ومضنية وشاقة. سيسقط مزيد من الضحايا من بين الشرفاء الذين تستهدفهم آلة القتل التي تسعى ألى أخضاع الوطن الصغير عن طريق الأرهاب. ولكن على الرغم من ذلك،على اللبنانيين عدم الأستسلام لليأس، خصوصا في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها بلدهم. صحيح أن هناك ما يدعو ألى اليأس عندما ينفذ لبنانيون، منذ ما يزيد على سنة، رغبات النظام السوري في تعطيل الحياة في بيروت مستكملين الحرب الأسرائيلية على لبنان في الوقت ذاته، لكن الصحيح أيضا أن على اللبنانيين، الشرفاء فعلا الذين يرفضون الدولار الأيراني الطاهر جدا، أن يعوا أن ما على المحك مستقبل البلد وطبيعة لبنان وتركيبته الأجتماعية والعلاقة بين الأسر والطوائف والمذاهب. ما على المحك تركيبة لبنان لاأكثر ولا أقل.
عليهم أن يعوا في البداية أن هناك بكل بساطة محاولة واضحة لمنع أنتخاب رئيس جديد للجمهورية. هذه المحاولة تستهدف الجمهورية لا أكثر ولا أقل وليس موقع الرئاسة فقط. المطلوب ألحاق لبنان بمحور أقليمي متخلف لا علاقة له بكل ما هو تقدمي وعصري في هذا العالم. المطلوب أن يكون لبنان "ساحة". ولهذا، لا يزال الفراغ هو المرشح السوري الرقم واحد ولا يزال الهدف السوري واضحا كل الوضوح وهو العودة ألى لبنان عسكريا وأمنيا. لا يستطيع النظام السوري أن يفهم أن هذه العودة مستحيلة وأن عليه الأنصراف ألى خدمة شعبه ورفع الظلم عنه بدل الهرب من واقعه الداخلي ألى التوهم بأن له دورا أقليميا في لبنان ومن خلال لبنان.
يفترض في النظام السوري أستيعاب أنه كلما مر الوقت، زاد أتكاله على النظام الأيراني وصار أكثر فأكثر تحت رحمة أيران بعيدا عن كل ما هو عربي في المنطقة. أن التظاهر بالقوة لا يعني شيئا على الأطلاق. أنه دليل على محاولة لصنع قوة من الضعف. ومن يصنع قوة من الضعف يعيش في الأوهام. من هو قوي فعلا لا يتخلى عن عمقه العربي. من هو قوي فعلا لا يلجأ ألى التخلص من كبار رجالات لبنان على رأسهم رفيق الحريري بدل السعي ألى التفاهم معه وتحقيق ما يخدم سوريا والسوريين ولبنان واللبنانيين. من هو قوي فعلا، لا يلجأ ألى مزيد من الجرائم لتغطية الجرائم الأخرى المرتكبة والتي كان في بدايتها التمديد لأميل لحود الذي لا مكان له في لبنان العربي الحر السيد المستقل...
هناك محاولة أنقلابية واضحة تستهدف لبنان. وراء المحاولة النظام السوري الذي يعتقد أن لا حياة للبنان من دونه. لدى هذا النظام فهم خاطئ لطبيعة العلاقات بين الدول في القرن الواحد والعشرين. أنه غير قادر على أستيعاب أن لبنان الحر المستقل الذي على علاقات تتسم بالندية مع سوريا هو خير حليف لسوريا وداعم لها. ولكن هل مستقبل سوريا والسوريين الهم الحقيقي للنظام؟ أنه نظام لا يفهم أن عليه عاجلا أم آجلا القبول برسم الحدود بين البلدين وتبادل العلاقات الديبلوماسية بينهما. عليه أن يقتنع بأن لبنان ليس اللواء السليب وأنه مهما قدّم ما يعتبره تنازلات ألى تركيا والأردن والأدارة الأميركية والدول الأوروبية، لن يعفيه ذلك من القبول بأمر واقع أسمه لبنان.
ليس في الأمكان وضع معركة رئاسة الجمهورية سوى في سياق الأنقلاب السوري الذي تدعمه أيران عبر أدواتها اللبنانية الممثلة بحزب مذهبي وأدوات أستأجرها هذا الحزب من نوع وئاب وهام وميشال عون وما شابههما... ستكون المعركة طويلة، لكن لبنان سينتصر فيها مهما نجح ميشال عون في تهجير مزيد من المسيحيين وفي الأعتداء على الأملاك الخاصة والعامة وأي شكل من أشكال الذوق. لبنان سينتصر لأن المعركة التي يخوضها لا تستند ألى الحق فحسب، بل لأن العالم لا يمكن أن يقبل بهزيمته أيضا مهما ظهر من تراجع في المواقف الدولية. هزيمة لبنان لا تعني القضاء على بلد صغير آمن يختلف عن محيطه من ناحية العدالة والحرية والديموقراطية والتسامح على كل المستويات فقط. أنها تعني أن لا مستقبل في الشرق الأوسط لدولة حديثة قادرة على أن تكون بوابة العالم العربي ألى الحرية والتقدم وكل ما هو حضاري.
لبنان سينتصر لأنه يمثل الأمل ولأن هناك لبنانيين على أستعداد للموت من أجل الحرية والسيادة والأستقلال والعروبة الحقيقية وليس عروبة المتاجرين بكل ما هو عربي من الذين لا يعرفون من السياسة سوى الأبتزاز. لبنان سينتصر لأنه على أرتباط بالمستقبل ولا يقرأ من كتاب قديم لا علاقة له من قريب أو بعيد بما يدور في المنطقة والعالم. لبنان سينتصر لأنه يعرف أن كل المحاولات الهادفة ألى الأستيلاء عليه ستبوء بالفشل... ذهب النظام السوري ألى أنابوليس متظاهرا أنه يخالف التعليمات الأيرانية، أم لم يذهب.
من يتنازل ويذهب ألى أنابوليس بعد أعترافه بوجود سلطة وطنية فلسطينية، بعدما كان يتباهى ألى الأمس بأنه يدير غزة من دمشق، يستطيع أن يتراجع في لبنان وأن يكف يده عن الوطن الصغير الذي لا يريد ألا الخير للآخرين. للمرة المليون أن الأنتصار على لبنان ليس بديلا من الأنتصار على اسرائيل. من ينتصرعلى لبنان أكان عبر منع أنتخاب رئيس للجمهورية أو عبر التفكير من الآن بعرقلة تشكيل حكومة لا تقف ضد المحكمة الدولية لا علاقة له بالمستقبل أو بما يدور في العالم. من يعتقد أن الأنتصار على لبنان يكون عن طريق الحقد على بيروت ووسط بيروت جاهل لا يدرك أن أدواته اللبنانية وأدوات الأدوات تعيش خارج التاريخ ولا تخدم سوى الفكر المذهبي المتخلف الذي لا يصب في نهاية المطاف سوى في خدمة أسرائيل وكل ما هو متخلف في المنطقة لا أكثر ولا أقلّ.
معركة لبنان ستكون طويلة ولن تنتهي من دون شك بأنتخاب رئيس للجمهورية، في حال حصول ذلك غدا أو بعد غد. أنها معركة أن يكون لبنان أو لا يكون... أنها معركة تشكيل الحكومة الجديدة في حال حصلت معجزة أنتخاب رئيس للجمهورية! أنها معركة رفض لبنان أن يكون مجرد "ساحة" يستخدمها المحور الأيراني- السوري لأبتزاز العرب وغير العرب... أنها أكبر بكثير من معركة رئيس جديد للبنان. أنها معركة بقاء الجمهورية أو زوالها.

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
توضيح
أحمد جبرالله -

ان النظام السوري الذي أخلى الجولان من سكانها الذين لا يزال الكثير منهم أحياء ليسلمها فارغةالى اسرائيل هو نظام عميل لأسرائيل وضوح الشمس بعدم تقديمه وثيقة تعلن لبنانية مزارع شبعا التي دخلها الجيش السوري قبل حرب 1967 لضمّها الى الجولان الذي سوف لن يرجع وقد بنت اسرائيل مئات القرى اليهودية مستعمرات فهي ليست كالضفة وغزة محاطة بالعرب فالجولان منطقة اسرائيلية100% عدا قرية واحدة في جبل الشيخ , فتصوروا يا عرب نظام الصمود والتصدي الأنبطاحي ....

_________
########### -

معليش ياخيرالله سامحنا إذا غيرنا لك العنوان : إنها معركة بقاء الحريرية في لبنان ومستقبل ثورة ( البلح )

بيان
عقله -

لنتذكر حكمة سمير قصير .. لا حرية وديموقراطية في لبنان بدون حرية وديموقراطية في سوريا والقاعدة العامة تقول .. أي تراجع لجماعة 14 آذار لا يفيد إلا في تشجيع سياسة التعطيل لجماعة العملاء في 8 آذار وحليفهم عون.

تحية
عبد النبي -

تحية لخيرالله خيرالله

لسى غارق بلاوهام
safwan -

الغريب بهالكاتب انه بحاول يقفز فوق الواقع لحتى يبقى مساحة امل لاحلامه ... او انه مصادره بجماعة 14 اذار لسى ما خبروه عن المتغيرات الجديدةسبق وعلقت كثيرا على كتابات هالكاتب الطائفية المغرضة والتحريضية واحد تعليقاتي كانت من يضحك اخيرا يضحك كثيرا .. واضن اقترب اوان الضحك يا خير الله ... وليس مطلوب منك ان تغيرر مواقفك متل ما اتغيرت مواقف جماعتك ب 14 اذار بس على الاقل احترم القلم والعقل ( اذا كنت بتملكهم ) مع رجاء النشر

طخ في الهوا
عبدالرزاق -

سئمنا من كلامك المكرر!! والنتيجه صفر على الشمال!!لا رئيس من 14 آذار ولابطيخ ،والمعارضه إنتهت من موضوع إنتخاب الرئيس وبدأو يفرضون الشروط من إسم رئيس الحكومه الى أصغر موظف حكومي؟! وحضرتك نايم في العسل ، وأتوقع أحلامك تكون كالآتي :ايران ايران ايراااان سوريا سوريا سوووريا؟ ثم تصحى على كابوس إسمه (نصرك هز الدني)؟!

لفت نظر
لبناني مسيحي حر -

قد يتسائل البعض هل من مصلحة مسيحيي لبنان ان يسقط النظام السوري وهو من الاقلية العلوية؟اذا كان الجواب نعم فلماذا نعتقد كمسحيين واصبحنا نمثل الان اقلية في لبنان انه لا يجوز للمسلم السني او الشيعي ان يترشح للرئاسة في لبنان وهما مجتمعين او متفرقين يمثلان الاكثرية الساحقة؟؟السؤال موجه للكاتب..

عن اي تقدم تتحدث
talal sharafeddine -

بداية كيف الخوف على تركيبة لبنان وانت تتحدث عن المذهبية وكيف التنوع والتوافق مرفوض بل متهم بانه منتوج سوري ايراني وكيف تختصر الحياة في بيروت ولبنان من شماله حتى جنوبه يعيش الحرمان بسبب غياب الانماء المتوازن تستحضرون الحرب الاسرائيلية وما سببته من دمار وتتناسون الحرب الاقتصادية التي مورست من خلال السلطة وراكمت مديونية سنورثها للمستقبل الذي تتحدث عنه بالله عليك دلل على هذا المستقبل وشعار هذه الحكومة ترحيل المؤسسات الانتاجية وهذا قول جو سركيس هل مستقبل الكباريه هو ما سنبنيه لاولادنا اين القطاع الزراعي من هذا المستقبل وعن أي تقدم نتحدث هل الاعتراف بالعدو الصهيوني تقدم هل تغييب الحقوق وتحرير الاسرى تقدم عن اي تقدم تتحدث والتعليم في لبنان تجارة لغياب المدرسة المجانية عن اي تقدم تتحدث والمريض يسقط صريع عدم قدرته عن دفع تكاليف العلاج الا ليتكم تتهجمون على الكيان الغاصب بقدر ما تحاولون التطاول على سوريا ستبقى سوريا العروبة كاشفة لعورات المهزومين مثبتة بالتجربة كما يحصل اليوم بأن خيارها هو الطريق الصحيح

الطائف
حسن -

يا خيرالله انت بتعرف انو اخر رئيس جمهورية للبنان كان امين الجميل وبعدين اجا عزرائيل من الطائف وسحب روحا لكرسة الرئاسةو وعطاها للسنية, يعني لبنان صارلو عشرين سنة بدون رئيس ,وشوفيها اذا هالشهر ما اجا رئيس, شو نقطعت التماثيل من لبنان حتى ما عم تحطو تمثال على كرسة رئاسة الجمهورية

صنم
غيب -

يا خير الله انت بتعرف انو اخر رئيس جمهورية للبنان كان اسمو امين الجميل اللي جابتو اسرائيل على سدة الرئاسة مزبوت؟ وانت بتعرف انو اجا عزرائيل من الطائف وسحب روح المنصب الأول بلبنان اللي هو رئيس الجمهورية وعطاها للسنية مزبوت؟ يعني لبنان صرلو عشرين سنة رئيس لا بيكش ولا بينش متل تمثل , وبما انو صلاحيات رئيس الجمهورية اخدوها السنية من عشرين سنة بالطائف, من حق السنيورة يترك السراي وينقل عفشو وخزنتو على بعبدا,

ثلاثة بواحد, جربوه
بيروتي -

امس استحل السنيوره السراي,واليوم قصر بعبدا, وغدا رئاسة مجلس النواب, يعني سيصبح رئيس لأول ثلاث مناصب مهمة بالبلد, (سنيورة تلاتة بواحد....جربوه)