مفاجأت العقيد القذافي وزياراته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زيارات العقيد معمر القذافي تشكل حدثا إعلاميا مهما، فنادرا ما تسير بشكل تقليدي دون مفاجأة أو مفاجآت مختلفة وهذا مهما تكن الدول التي يزورها، سواء تلك المجاورة الصديقة والمحبة للعقيد مثل تشاد والجزائر ومصر أو الدول الأبعد وبالأحرى الأقل حرارة في علاقتها معه. والمفاجآت التي رافقت زيارات القذافي عديدة ومتنوعة تمتد من مضمون الخطب التي يلقيها إلى طريقته في الحديث أو الامتناع عن الحديث، مرورا بالأزياء التي يرتديها أو تقلب أطواره، وصولا إلى بعض المواقف الغريبة مثل استعارته قفاز أحد موظفي تشريفات الرئاسة الجزائرية أثناء أحد المؤتمرات قبل مصافحة شخصية رفيعة.
أيا كان الأمر فإن التعامل مع ليبيا القذافي ليس بالأمر السهل، فقد عايشت شخصيا أحداثا تؤكد هذه المقولة. فعندما كنت أعمل في مجلة الدستور اللندنية عام 1979 تلقيت عرضا للمشاركة في الندوة العالمية للكتاب الأخضر التي انعقدت في بنغازي. وتضمن العرض تكليفي بمسؤولية إصدار الصحيفة أو المطبوعة المتابعة لنشاطات أيام الندوة لمدة خمسة أيام لقاء خمسة آلاف دولار هي أجري كصحافي حرفي وهو ما حدث فعلا. ولا بد من الإشارة إلى أن الندوة جمعت عشرات الشخصيات المهمة العربية والدولية، مثل محمود أمين العالم والدكتورة حمكت أبو زيد وغالي شكري والنجمة السينمائية البريطانية الكبيرة فانيسا ردغريف ورئيس تحرير صحيفة حزب العمال الثوري التروتسكي في لندن والنائب اللبناني الناصري السابق نجاح واكيم والسياسي السوري محمد الجراح ومحمد عبد الحكم دياب وبكر عويضة وغيرهم. بعض المداخلات التي قدمت في هذه الندوة كانت هامة وعميقة ومن بينها مداخلة محمود أمين العالم الذي استعرض الأصول الثلاثة للكتاب الأخضر، وهي الإسلام والماركسية ووثيقة الثورة المصرية "الدستور" عام 1962، أي المنابع الثلاثة للأحداث المصيرية التي ساهمت بشكل غير مباشر في تشكيل فكر معمر القذافي وكتابه الأخضر.
لكن للأسف الشديد، شن أنصار القذافي الليبيين حملة عنيفة ليثبتوا عدم وجود أية أصول فكرية سياسية لكتاب العقيد القذافي. وفي الحقيقة لم يأت هجوم أنصار القذافي في إطار جدل وحوار حضاري كما يجب أن يكون ولكنه جاء في إطار تهجم عنيف على مفكر كبير ومحترم في الدول العربية وخارجها، هجوم كان يمكن تبريره باندفاع وحماس شباب المثقفين الليبيين. ورغم أن العقيد القذافي أبدى إعجابه بهذه الصحيفة الإعلامية التي أشرفت أو شاركت فيها، إلا أنني لمست تغيرا في العلاقة معي جعلني أشعر وبهدوء أن استمراري في هذه المهمة بات صعبا، إذ طلب مني الذهاب إلى المطبعة حين يتوفر لدي الوقت الكافي، لذلك توقفت عن الكتابة. وربما يعود الموقف مني إلى دفاعي عن محمود أمين العالم ومضمون مداخلته، وربما أخذ الليبيون علي كتابة المنصب الحزبي تحت صور الشخصيات المشاركة في الندوة. وكانت ليبيا الكتاب الأخضر تنتقد الأحزاب على أساس أن الفكرة العالمية الثالثة، أي الكتاب الأخضر، ترفض الأحزاب السياسية وتعتبرها خرابا. ولا شيء يؤكد أن العقيد كان وراء أنصاره المثقفين المتحمسين الذين انتقدوا محمود أمين العالم. أيا كان الأمر، ظلت علاقاتي جيدة مع المسؤولين أو بعض المسؤولين الليبيين واحتفظت بعلاقة مودة مع الشيخ الراحل أحمد شحاتي رحمه الله الذي كان مسؤولا عن العلاقة بالمنظمات الاشتراكية والذي عاود الاتصال معي أثناء ندوة نظمها في أثينا ليطلب مني التدخل لدى صاحب مجلة الدستور التي انتقلت إلى لندن الزميل علي بلوط وإقناعه ببيع مجلة الدستور بإشرافي أو بمساعدتي، وكان بلوط يتفاوض لبيعها مع السياسي السوداني الشريف الهندي وبمساعدة البعث العراقي، أما أنا فكنت شابا متحمسا يصعب عليه التفكير في بيع وشراء مجلة.
وفي عام 1981 دعاني أصدقاء ليبيون إلى زيارة طرابلس بهدف مرافقة العقيد في جولة تحمله إلى دول أوروبا الشرقية، وقد دعيت إلى هذه الزيارة مع الزميل الصديق علي الشوباشي رحمه الله والذي كان يعمل في وكالة الصحافة الفرنسية. علما بأن وكالة الصحافة الفرنسية كانت ترفض قيام أحد صحافييها بزيارة بناء على دعوة حكومة دولة ما وعلى نفقتها، أما أنا فكنت في نفس الوقت مراسلا لجريدة البيان الإماراتية ولم يكن للإمارات علاقات قوية مع ليبيا، كما كنت أعمل تحت توقيع صالح السعيد في مجلة الحوادث، بعد اختطاف واغتيال صاحبها الأستاذ الكبير سليم اللوزي والذي كانت مجلته معادية أو مناقضة للثورة الليبية والعقيد القذافي. رغم هذه العوائق قررنا والزميل الشوباشي التوجه إلى ليبيا ومرافقة العقيد نظرا لأهمية هذه الجولة التي سيقوم بها، لكن حين وصولنا إلى مطار طرابلس لم نجد من يستقبلنا هناك، فذهبنا إلى مكتب الإعلام الخارجي ولم نجد أحدا فيه، وانتظرنا ساعة ونصف حتى وصل الدكتور خليفة العزابي رئيس الإعلام الخارجي وأخبرنا بأنه حضر إلى المطار لتوديع العقيد الذي قرر أن يبدأ رحلته قبل دقائق من وصول طائرتنا. قيل لنا بعد ذلك إن طائرة عسكرية سوفييتية ستعود إلى موسكو وأنه يمكن أن نسافر على متنها، ساعات سريالية عشناها منتظرين السفر بين لحظة وأخرى، إلى أن أعرب المستشار الصحافي للسفارة الليبية في لندن خليفة برازيلي عن استغرابه لوجود مثل هذه الطائرة، فطالب مسؤول الإعلام الخارجي بأن يكون صريحا معنا. هذا الأخير أقر بعدم وجود طائرة عسكرية واقترح علينا مرافقة الرحلة عبر السفر في رحلات تجارية عادية إلى مختلف محطات العقيد. شخصيا لم أنتظر تفاصيل العرض الخاص باستمرار هذه الرحلة فحملت حقيبتي وتوجهت إلى المطار مفضلا العودة إلى باريس التي بدأت أجواؤها السياسية تسخن مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية إثر انتخاب فرنسوا ميتران رئيسا للجمهورية، لكن سيارة قطعت الطريق أمام سيارة الأجرة التي كانت تقلني إلى المطار وأوقفتها وخرج منها رئيس الإعلام الخارجي الليبي الذي سألني مستنكرا: أين أنت ذاهب؟ قلت إلى المطار. قال إلى أين؟ قلت إلى باريس. قال لا توجد طائرة متجهة إلى باريس اليوم، قلت سأسافر إلى أول طائرة متجهة إلى أية عاصمة أوروبية. رغم محاولته صممت على السفر وكانت هذه آخر زياراتي إلى ليبيا.
لم أفكر بعدها في زيارة العقيد ولم أدع إليه مرة أخرى، لكنني حضرت بعض زياراته في بعض الدول مثل الجزائر وتابعت بعضها الآخر عبر التلفزيون.
باريس
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات
جيد
مها الطالع -مقال ممتاز لكاتب محترف.. نرجو المزيد
.......
الأوراسيـــة -يعتبر رئيس ليبيا العقيد القذافي من أكثر الشخصيات الغريبة في سلوكياتها ومواقفه دائما ماتكون مدعاة للسخرية والقهقهة الطويلة العريضة ... وأخر خرجاته حين اشترط خيمة تنصب له ولزواره في ساحة الاليزي وكأنه هو أتى على بساط ريحي كما قال أحد المعلقين .
-----------
عصام -الدى لايعرف الاخ القائد معمر القدافى --- ان لايكتب عنه حرف مع احترامى للكاتب وارجو اخد الدقة بعيد عن المزايدات
تحية للعقيد
مارك حسين -العقيد القذافي يبقي رجل الامة و رئيس دولة بامتياز الشعب الليبي يعيش رفاهية و يعيش سيد في وطنه و اعتقد ان رفع العقوباتت عن ليبيا سوف يساهم في حركة عمران و بناء كبيرة جدا يشعر بها الشعب الليبي ليبيا دفعت ثمن قضية لوكربي و الكل يعرف ان ليبيا لا علاقة لها بالامر لكن عزة نفس رئيسها و شعبها ابت الا ان ترفع الحمل الثقيل لوحدها نحن يجب ان نسال انفسنا ماذا قدمنا لليبيا ايام الحصار و اليوم نري و نشاهد ما يقوم به نجل الرئيس سيف الاسلام بنشاطات اصلاحية و ديمقراطية في ليبيا
مالجديد
المستقل -بعد السلام عليكم :- اخى الكاتب المعروف الموقر عدت بنا الى حقبة بعيدة من الزمن هيا التمنينات عشنا معك هده اللحضات وعرفناك الى درجة انك ابعدتنا كل البعد عن عنوان موضوع . القصد لم نفهم منك شى حتى نصل الى ماتقصده . الشى الوحيد الدى زاد اكتشافى له هو انك لم تستفد من اخطائك لازلت من سنة 81-82 تسير على نفس النهج **** تكتب موضوع وتنحرف بيدك العوجاء لا اعرف هدا العوج هل من يدك او نتيجة للضغوطات التى هيا مصدر عيشك . ليش التسرع اعتقد ان مقال تانى لك ستبين من خلاله دلك , ياعاشق المفجاءات كل احترامى لك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جيد
عبير -نحن نعتز باالعقيد
يكفينا فخرا
baseet -سيدي المحترم كاتب المقال لم افهم شي من مقالك الا انك تتهجم علي شخص القذافي. انا مواطن ليبي يكفيني فخر ان القذافي رئيسي وان لم يروق لك ذلك فانت تعرف ليبيا يوجد بها شاطي بحر طولة 1800 كم لك الحق ان تشرب منة من اي مكان من هذا الشاطي
الي كل محايد ومنصف
حسين الانصاري -شخصية وتصرفاتات القذافي ياسادة جديرة بالدراسة والبحث وليس الشجب ولاستنكار ومحاولة السخرية والتي هي لغة السطحيين والجهلاءان اي تصرف يصدر من القذافي اوحتي لباسه له مدلولاته ومعانيه النبيلة لتي يعيها اصحاب العقول النيرة والمنصفين ومواقفه عادة ماترتبط بالحق والدفاع عن كرامة الانسان والشموخ والاصالة العربية والافريقية.
القدافي مجنون و مجرم
مضلوم -سيدي كاتب المقال عليك انت تعرف انك تتعامل مع دكدتور جاهل لا يقدر المتعلمين الا من مجده و رفع من قدره هل تعرف ان القدافي اعدم شباب ليبيا فس شهر رمضان و نقلها مباشر على التلفاز سنة 84 و هل تعلم ان القدافي زج بشيش ليبيا في حرب خاسره ضالمه مع الشقيقه تشاد تم تنكر الى الاسرى و قال لا يوجد لدينا حرب مع تشاد و لا اسرى في تشاد و عندما سمع ان تشاد سلمة الاسرى للمعارضه لتستعملهم ضده تنازل عن شريط اوزو و اعترف بالحرب و اعلن تحمله لكل تكاليف دالك الحربهل تعلم ان القدافي اعدم 1300 سجين سياسي في ليله واحده سنة 96 هل تعلم ان القدافي صادر املاك كل اليبيين عداء الف دولار لكل رب اسره كان دالك في سنة 79هل تعلم ان القدافي امر باصقاط طائره ركاب ليبيه هل تعلم ان اولاد القدافي يرون بالملايين في اليله الواحده في حفلات حماء و يوجد في ليبيا اكتر من مليون فقير باعتراف القدافي نفسه
لم افهم
بن غنام -لا ادري ما يريد الكاتب قوله، أو ما قصده من هذه القالة، الكل يعرف ان القذافي شخصية غريبة لكن مقالتك اغرب. .
الصحافي ..
صالح سالم قريرة -الصحافي ..-كما فهمت و كما أراد ضمنيا الأخ قصي و أنا كنت من قراء الدستور لما كانت تصدر- يكتب و يجمل أي شىء ....
القذافي فقط
البحر الهادي -المقال لم افهم شي من مقالك الا انك تتهجم علي شخص القذافي. انا مواطن ليبي يكفيني فخر ان القذافي رئيسي
رد مواطن ليبى
مواطن ليبى -انا مواطن ليبى أرد عالكاتب الذى لم افهم من مقالته شى سوى الزج باسم العقيد لكن ارد عليك نحن نفتخر بالقائد شامخ فى اوروبا يرفع رأس كل عربى وافريقى لم يجلس مع الأوروبيين ويوطء رأسه بل شامخ ويطالب بتعويض عن الفترة الاستعمارية ويكفى انه يعمل له ألف حساب
عيب
اسيل -نعم نحن الليبيون نفتخر بقائدناوالذي يمسه يمسنا فلا لتوقحات عيب ماذا ستفعلون لو اننا شتمنا رئيسكم وبعدين وين المشكله في ان القائد ياخذ خيمته معه لماذا نحن العرب نجهز لرئساء غير العرب كل حجياتهم ونستكثر على انفسنا ما نحبه عيب فنحن كلنا عرب فلا داعي بان نسب ونشتم بعضناعيب
صحافة
سليمان -صحافة الدكتاتورين لزمن قد ولى...أي إثارة في طاغية جلب لليبيا الكثير من السخرية.
القدافى فخر ليبيا
مواطن ليبي -نرجو من الكاتب الايهين الاخ القائدلان من يهينه اهانالشعب الليبى