الصراع بين العقلية الشفاهية والعقلية التدوينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من التعبيرات الشائعة الممرضة في مجتمعاتنا العربية، تعبير: "حبر على ورق". جملة صادمة لا ريب.
تكشف عن معاطب لا حصر لها. أقلّها وأوّلها أنْ لا أهمية لأية وثيقة ممهورة، وأنّ السلطة، مغبرّة أضابيرها. في مجتمع كهذا، تكون العقلية الشفاهية هي القوّة المنظِّمة للعلاقات بين الفئات المختلفة.
وهي عقلية مزاجية خاضعة لظروف الفرد الشخصية، سواء أكان مسؤولاً حكومياً أم شخصاً عاديّاً، متعلّماً أم غير متعلّم.
المجتمع المدموغ بالعقلية الشفاهية، مرهون بالمصادفات. تطوّره متقطّع وقد ينتكس للا سبب معقول. غير متواشج. متنافر، حتى لو بنى أحدث الجامعات ونشر التعليم من أقصى البلاد إلى أقصاها، ووصل المدن بأدقّ شبكة مواصلات. يكون البلد مثل شخص لا يأبه بالمواعيد وفي يده أفخر ساعة.
يبدو أنّ مشكلتنا الأساسية، أننا لم نصلْ بعدُ إلى حضارة التدوين، أيْ العقلية التدوينية. أدبنا ولا سيّما شعرنا المنفوخ، وكذلك مناهجنا التربوية تشجّع عموماً على العادات الشفاهية. همّ الحكومات منصبّ على تنشئة أجيال متعلمة، لا أجيال متحضرة.
ثمّة تفسيرات سياسية، وأخرى اقتصادية كثيرة، لتأخرنا عن الدخول إلى القرن الواحد والعشرين، ولكن حتى لو تحسنت الظروف السياسية، وارتفعت الدخول ومستويات المعيشة، فإننا لن نكون شيئاً مذكوراً بين الأمم الصالحة للعيش، ما لم نجدّ في تغيير العقلية الشفاهية إلى عقلية تدوينية، وليس هذا بهيّن، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ "المسلمين القدامى، ولا سيّما الأصوليون منهم، قللوا من أهمية التدوين لدرجة الاستهجان، واعتبروا الأحاديث النبوية المدونة تصحيفاً. الأفضل بنظرهم ما روي مشافهة: Oral أو سمعاً Aural. (تجربتي الشخصية في الغرب: ص 7) العجب، عين العجب، ما ذكره الإمام محمد عبده (الجزء الثاني _في الكتابات الاجتماعية، ص264) من أنّ القضاة بمصر على عهده أهملوا الشهادات المدوّنة مفضلين عليها الشهادات الشفاهية. قال محمد عبده: "hellip; والأدلة الخطّية مهملة بالمرّة، لا يعدّها القضاة إلاّ مؤيّدة للشهادات، والمعوّل عليه هي الشهادة (الشفاهية)، لا غير، اللهمّ إلاّ في قليل من حجج المبايعات وإعلامات الأحكام" اعتير محمد عبده عدم الأخذ بالشهادة المكتوبة نقيصة لا سيّما والقضاة أنفسهم كانوا قد تعلّموا أحكامهم من المدونات: "وعار على قومٍ يأخذون الأحكام من الكتب ويجلسون للحكم بدلائل الخطّ لا سواها أن يأبوا اعتبار الخط دليلاً متى كان بإمضاء مَنْ عليه الحق أو خطّه ولم توجدْ فيه شبهة للتزوير". مما يُلاحظ هنا أنّ محمد عبده استعمل كلمة: "عار" وقسوتها تدلّ على مدى يأسه من شيوع العقلية الشفاهية.
مع ذلك ما يعنينا هنا، هو العقلية التدوينية بالدرجة الأولى، وليس التدوين بحدّ ذاته، وإن كان التدوين مهداً لها. ففي الأوساط المتحضرة، يكون تشقيق اللغة وتصاريف الكلام، حتى إذا جرى شفاهاً، بمثابة تدوين من حيث مسؤولية انتقاء الكلمات الوظيفية والتراكيب والجمل والاعتراضات وخطوط الرجعة وعدم الجزم القاطع. بكلمات أخرى يكون الكلام مشحوناً بالاحترازات حتى لو كان حواراّ بين خدنين حميمين. لا شكّ إنّ الحوارات في المسرحيات الكبرى من أتقن حالات التدوين وإن اتخذت صيغة المخاطبة الشفويّة.
هذا بالضبط ما ورثناه عن الأسلاف. العقلية الشفاهية. والأنكى إننا تواطنّا عليها، ونستميت في بعض الأحيان في الدفاع عنها. كان النتاج الفكري قبل العصر العباسي، متفرخاً عموماً من عقلية شفاهية. مشحوناً بأسمن المبالغات وأغلظها، وبينه وبين الكذب الأبلق اختلاف طفيف لا يكاد يُذكر. هذا النوع من الأدب حتى وإن كان مدوناً، يظلّ شفاهيّاً.
لا مراء، لا يجمل بنا أن نتوقع وكيف نتوقع من أناس رُحّل، لا ينتمون لمكانٍ جغرافي بعينه، ولا يرتبط مصيرهم بمصيره، أن يتحلوا بعقليةٍ تدوينية؟ لنأخذ الخوارج كعيّنة مثلاً، كما وصفهم الجاحظ: (رسائل الجاحظ،ج1 ص42): "إذا احتاجت أمستْ بأرض وأصبحتْ بأرض، وإنهم قوم حين خرجوا لم يخلّفوا الأموال الكثيرة، والجنان الملتفّة، والدور المشيّدة، ولا ضِياعاً ولا مستغلات ولا جواري مطهمّات وإنهم لا سلبَ لهم ولا مال معهم فيرغب الجند في لقائهم، وإنما هم كالطير، لا تدّخر ولا تهتمّ لغد" يرى الجاحظ من ناحية أخرى، أنّه: "لولا تقييد العلماء خواطرهم على مر الدهر، ونقرهم آثار الأوائل في الصخر لبطل العلم وضاع آخره ولذلك قيل: لا يزال الناس بخير ما بقي الأوّل يتعلم من الآخر" (رسائل الجاحظ _ ص 283).
على هذه الوتيرة، ذكر طه باقر، (ملحمة كلكامش- ص40): "أنّ الملوك الآشوريين اعتادوا على أن يصطحبوا في حملاتهم الحربية، بالإضافة إلى المهندسين وآلات الحرب والعربات الحربية الضخمة، عدداً كبيراً من الكتاب لتسجيل سير المعارك، وان هؤلاء الكتاب الأدباء المجهولة أسماؤهم هم الذين خلّفوا لنا تلك القطع الأدبية الرائعة في النثر الأدبي والشعري" قد يكون من المفيد أنْ نقتبس ما ذكره عالم الآثار البريطاني سير ليونارد Wolley في كتابه النفيس: أور مدينة الكلدانيينUr Of The Chaldeens (ص 67 -68)، بأنّ أحد العاملين معه، عثر في مقبرة أور على لوح مستطيل صغير من حجر الكلس الأبيض وفيه كتابة: "لقد بنى أ-آني -باد - دا، ملك أور هذا البناء لزوجته نين -خارساغ". أكّد ورود آسم الزوجة على تاريخ وضع الحجر الأساس أوّلاً، وأوضح ثانياً فصلاً كاملاً مجهولاً من التاريخ القديم". يقول Wolley:"والآ ن أصبحتْ بأيدينا وثيقة معاصرة لذلك العهد تبرهن على وجود مؤسس سلالة أور الأولى، وعلى إثبات الحقيقة التاريخية لقائمة الملوك القديمة". أي لولا تلك الكسرة من التدوين الطيني لضاعت منّا حقبة مهمة من تاريخ السومريين، ربّما إلى الأبد، كما ضاعت منّا آلاف آلاف الأغاني لأنها لم تُدوَّنْ بنوتات موسيقية.
بعد سقوط الحضارات العراقية القديمة انحسر التدوين لقرون ولم يظهرْ ثانية، إلاّ في العصر العبّاسي.(تفاصيل أكثر في كرّاس "تجربتي في الغرب"يبدو ما من كتاب غير وعظي أو تعليمي: Didactic اهتمّ بالتدوين وأشاع أهميته، مثل كتاب "ألف ليلة وليلة". يقول إنطوان صالحاني اليسوعي في مقدمته لألف ليلة وليلة (بلا ترقيم): "ومما يُذكر في تأليف "ألف ليلة وليلة" أنّ الملك شهريار أقلع عن ظلمه، وبعد أن رُزِقَتْ شهرزاد ابناً منه عَقِبَ ألف ليلة وليلةhellip; أمر بتسجيل حكايات شهرزاد بماء الذهب وجعْلِها في خزائن الذهب".
ومن العبارات التي تكررت في هذه الرواية الفريدة، عبارة: "لو كُتِبتْ بالإبر على آماق البصر، لكانت عبرة لمن اعتبر". (حكاية التاجر والجنّي مثلاً).
ارتبطتْ بعض قصص ألف ليلة وليلة ارتباطاً وثيقاً بالعقلية التدونية، وعلى وجه الخصوص بعقلية هارون الرشيد الذي حينما سمع قصّة: "بدر الدين حسن مع أمّه وابنه عجيب وعمّه شمس الدين"، تعجب وقال: "ينبغي أن تُكتب هذه الأحاديث بماء الذهب".
ولكن لماذا هارون الرشيد بالذات؟
في حكاية: "الحمّال والثلاث بنات"، نتعرف على هارون الرشيد وقد "نزل ليتفرّج ويسمع ما يتجدد من الأخبار هو وجعفر وزيره ومسرور سيّاف نقمته، وكان من عادته أن يتنكر في صفة التجّار".
يذكر عبد الجبار الجومرد في كتابه: "هارون الرشيد" (ج1 ص281): "وفي بعض أخباره أنّه كان يهوى التنكر في لباسه ليلاً والخروج مع أحد وزرائه أو خاصّته وقليل من الحرس، لحضور المجتمعات الشعبية التي كانت تقام في الأفراح والأعياد، ليشارك شعبه ويتلمس عن قربٍ أحزانه ومسرّاته، فكانت هوايته هذه مجالاً واسعاً لأقلام الكتّاب وأخيلتهم، فصنعوا بذلك القصص الشيّقة والنوادر الطريفة والمحاورات الظريفة بينه وبين الأعراب أو السوقة أو كبار التجّار مع شئ من المغامرات مع النساء وإن كان معظمها لا يخلو من المبالغة الواضحة أو الركاكة والتفاهة ثمّ توسّعوا في ذلك على مدى الأيام فكانت قصص ألف ليلة وليلة".
ثمة رواية منقولة عن الأصمعي (محاسن الملوك - ص85)، تدلل على حبّ هارون الرشيد للتدوين، و"أخْذِ الحكمة من أيّ وعاء خرجتْ". روى الأصمعي: "كنتُ عند الرشيد فجئ له بعبد الملك بن صالح العبّاسي، مكبّلاً بالحديد، وكان قد ارتاب في أمره فحبسه، ودار بينهما حوار طويل أغضب الرشيد. وكان يحيى بن خالد حاضراً، فأراد أنْ ينال من الرجل فقال له:إنّكَ لحقود. فأجابه هذا: "أصلح الله الوزير، إنْ يكنِ الحقد هو بقاء الخير والشرّ عندي، فإنّهما الباقيان".فأعجب الرشيد بهذا الجواب.، والتفت إليّ وقال: "حررْها يا أصمعي فوالله ما احتجّ أحد للحقد بمثل ما احتجّ هذا". (عن الجومرد -ج1-ص244).
أمّا عن عقلية هارون الرشيد التدوينية، فقد ذكر أبو يوسف القاضي في مقدمة كتابه: "الخراج" ما يلي: "سألني أمير المؤمنين - أيّده الله - أن أضع له كتاباً جامعاً يعمل به في جباية الخراج والعشور والصدقات والجوالي وغير ذلك مما يجب النظر فيه والعمل به. وإنّما أراد ذلك رفع الظلم عن رعيته والصلاح لأمرهمhellip; وقد كتبتُ لكَ ما أمرتَ به، وشرحته لكَ وبينته، فتفقْهه وتدبّرْه، وردّدْ قراءته إلى أنْ تحفظه".
لا ننسَ كذلك، أنّ أوّل مكتبة تشكلتْ عند العرب هي: بيت الحكمة وتدعى أبضاً: "خزانة الكتب"، كان قد أنشأها الرشيد في قصر الخلد" (الجومرد -ج2 ص 236).
حينما انتقلت الحضارة العربية إلى الأندلس، إنما انتقلت معها العقلية التدوينية ومنها انتشرت يوما بعد يوم في أنحاء العالم إلى يومنا هذا. وبهذه العقلية هم يختلفون عنّا في الوقت الحاضر.
تمظهرت العقلية التدوينية بالأندلس في شتّى العلوم التطبيقية وحتى في العلوم التجريدية كالفلسفة مثلاً ولا سيما لدى ابن باجه الأندلسي، وابن الصائغ وابن طفيْل.
فحينما تموت الظبية عن شيخوخة وهي التي أرضعتْ حي بن يقظان طفلاً ورعته صبياً، فتلك نهاية طبيعية في نظر الكلّ، إلاّ أنّ حي بن يقظان لم يقتنعْ، وإنما راح يفتش عن أسياب الموت داخل الجسد.
يقول الراوية: "فسكنتْ حركاتها بالجملة وتعطلتْ جميع أفعالها. فلمّا رآها الصبي على تلك الحالة جزع جزعاً شديداً، وكادت نفسه تفيض أسفاً عليها، فكان يناديها بالصوت الذي كانت عادتها أنْ تجيبه عند سماعه، ويصيح بأشدّ ما يقدر عليه، فلا يرى لها عند ذلك حركة ولا تغييراً، فكان ينظر إلى أذنيها وإلى عينيها فلا يرى بها آفة ظاهرة، وكذلك كان ينظر إلى جميع أعضائها فلا يرى بشئ منها آفةhellip;(ص112)، hellip;فعزم على شقّ صدرها وتفتيش ما فيهhellip; حتى ألفى القلب" (ص116).
ينتقل ابن طفيل، وهو ينشد أسباب الموت، من تشريح قلب الظبية الميتة، إلى تشريح قلوب حيوانات حية أخرى. أي أنّ حيّ بن يقظان كان يخوض تجربة نامية. ولكنْ مما يقلل من عملية التجربة في الكتاب لا من أهمية الإبداع أنّ النتائج متوقعة من البداية لأنها نابعة من عقلية عقائدية. مع ذلك تبقى موهبة كتاب ابن طفيل في نفاسة بنائه الروائي وطلاوة أسلوبه السردي: في منهجه التدويني.
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدرايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات
شغل صح
علوان الأمين -مبروك لإيلاف التحاق الكاتب الرائع نيازي لكتابها، هذا الشغل الصحيح، مو جايبين خضير طاهر
العرب تحكمهم العواطف
رمضان عيسى -لازال العرب واقعون تحت رحمة العواطف ،والعقل مهمش فى الكثير ، بل الأغلب من الأمور الحياتية لهذا تكثر أخطائهم لأن من يرتكز على العواطف فى الحكم على المعضلات التى تواجهه , فلن يكتشف السبب الواقعى الذى سبب المشكله ، وبالتالى تتكرر أخطائه ، والشفهى دائما مشحون بالعواطف ، أما التدوين فهو قاطع لايقبل الشك ولا يحابى العاطفه
تعليق
أبو سفيان -تدل المقالة على سعة أفق كاتبها وإتقانه لشروط الكتابة وإلمامه بتاريخ الآداب والشعوب، إضافة إلى ما تضمنت مقالته من إحالات وإقتباسات منهجية.. ببساطة شديدة لقد قدم الكاتب نموذجا معرفيا ممتازا في تناوله للموضوع. والأهم أنه لقن كتاب (الردح الشفهي ومطربي النشاز السياسي) درسا بليغا في كيفية كتابة المقالة.
الدكتور صلاح نيازى
عاى عجيل المانيا -الدكتور صلاح نيازى علم فى اللغة والتاريخ والترجمه ونشكر ايلاف على نشر مقالاتة وان بحوثة ليست حبر على ورق
رائع انت يا صلاح
صباح جمال الدين -للدكتور صلاح منذ معرفتي به في الاعدادية المركزيةخصلتان رائعتان : الراي الخاص والشجاعة في قوله وقد جمع معهماالثقافة الواسعة وسعة الافق ن فلا عجب ان يبدع مهما قال!
قوة الرصد
Adnan Hussein Ahmed -نيازي . . قوة الرصد والإلتقاطتتصف مقالات الدكتور الفاضل، والمربي الكبير صلاح نيازي بالعمق والرصانة، إضافة الى الطلاوة اللغوية التي تشوِّق القارئ وتستحثه على مواصلة القراءة والإفادة والإستمتاع. وقد كتب نيازي، أطال الله في عمره، كثيراً في الصراع بين العقليتين الشفاهية والتدوينية، وأشّر على حجم الخلل الذي نعاني منه نحن العرب على وجه التحديد، ولكننا نتطلع الى المزيد من هذه المقالات القيّمة التي تؤكد على قوة الرصد وحسن الإلتقاط عند هذا الشاعر والناثر الكبير الذي يدرك أهمية ما يكتبه في ( إيلاف ) الغراء وسواها من الصحف والمواقع العراقية والعربية. فالدكتور نيازي ليس ناقداً حسب، وإنما هو معلم كبير، ومربٍ فاضل ينبهنا إلى حجم الأخطاء التي ننوء بها من دون أن نحرّك ساكناً. كنت أتمنى أن يتوقف عند " عبارة أو كلام أو حجي جرائد " التي نرددها بإستخفاف وهي قريبة جداً من عبارة " حبر على ورق ". محبتي الكبيرة للدكتور نيازي وكل عام وأنت بخير.عدنان حسين أحمد
تعليق
ناطق فرج -استاذي الفاضل، كتبتَ فأجدت. هكذا أنت تبدع في كتابة المقالة مثلما تبدع في الترجمة أو في النقد الأدبي. تمنياتي لك بالصحة.
عقدة الغرب ؟!!!!!
اوس العربي -اعتقد ان الكاتب قد انسحق وانبهر كغيره من المثقفين العرب امام الغرب ، ويحاول كل مبهور ان يزدري قومه بل وياللعجب ذاته ؟!!! والا فان الايات الكريمات حظت على التدوين في الوصية والارث والوقف بل ان التدوين ابتدأ من اول يوم والا كيف وصل الينا القرآن الكريم ووصلتنا السنة بل التراث الاسلامي كله جاء مدونا في سبعة ملايين مخطوطة ؟!! انصح تلامذة الصهيوني التلمودي الحاخام برنارد لويس قراءة تاريخنا العظيم مرة ثانية على مقاعد التلمذة من جديد لمحو الامية الثقافية والتاريخية ؟!!!!!!