كتَّاب إيلاف

زوايا حرجة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

-1-

لم يكن شحاته جوهر الفلسطيني من سكان مخيم عين الحلوة يوماً من الأيام كاتباً، أو مثقفاً ليبرالياً، أو من الليبراليين الجدد.
يعترف شحاته جوهر، بأنه عضو في تنظيم 'القاعدة'، وقائد التدريب السابق في العراق.
شحاته جوهر يعترف في مقابلة له مع فضائية 'العربية' (12/12/2007)، بأنه كان في العراق يدرب الشباب على القتل، والاختطاف، والفوز بالغنائم، وأنه دخل سوريا ومنها إلى العراق بمساعدة المخابرات السورية.
شحاته جوهر يقول بصراحة أنا تاجر سلاح في مخيم عين الحلوة.
شحاته جوهر يقول بوقاحة العواهر أنه إرهابي، كما تقول العاهرة بأنها عاهرة. ويقول وما العيب في ذلك؟
الشريط موجود الآن على موقع 'آفاق' فشاهدوه.
وشاهدوا كيف يردد هذا الإرهابي نفس الكلام الذي سبق أن قاله لكم الليبراليون الجدد منذ ثلاث سنوات أو أكثر، من أن الذي يحارب الجيش الأمريكي في العراق ليس الشعب العراقي المُحَرَر، ولكنه النظام السوري والإيراني.
وعندما سألته المذيعة في مقابلة في مخيم عين الحلوة: ما مصلحة هاتين الدولتين في ذلك؟
كان رده ما قلناه بالضبط قبل ثلاث سنين وأكثر: لكي لا يتكرر ما حصل في العراق في سوريا وإيران.
شحاته جوهر الإرهابي، تاجر السلاح، مدرب القتلة، أدرك الحقيقة التي تعامى أو عميَّ عنها جهابذة التحاليل السياسية العربية، والأشداق الكبيرة في الفضائيات العربية الرائدة.
شحاته جوهر: عليك أن تكتب هذا التاريخ من خلال تجربتك الفريدة في العراق، لكي يعرف العميان والطرشان الحقيقة كاملة.
-2-
وصلتني على بريدي هذه الرسالة من محمد بالحارث من مدينة نجران السعودية:
'سيدي الفاضل:
أنت تكتب من الولايات المتحدة الأمريكية، وتلمّست أفول نجم 'القاعدة'. وهناك العديد من المؤشرات لهذا الأفول. وهناك أيضاً مؤشرات تساعد على توقّع سقوط 'القاعدة'، أبرزها أن الجماعات الإسلامية التي دخلت الانتخابات في عدد من البلدان العربية سجّلت فشلاً ذريعاً، وكشفت أن الشعار الإسلاموي يظل مجرد شعار يفتقد إلى التطبيق، وأحيانا آلية التطبيق. كما أن دموية تنظيم 'القاعدة'، وبشاعة جرائمه، في مقابل تبريرات تخالف الفطرة السليمة للإنسان، دفع المتعاطفين إلى إعادة النظر، خصوصاً مع تجاسر الرأي الفقهي المعارض، وظهوره للعلن.
وأنا من الداخل حيث معقل الفكر السلفي الوهابي.
أقول إنني اليوم أسمع من الناس ضد ابن لادن و'قاعدته'، ما لم أكن أسمعه قبل عام واحد.
وأصبح لدينا من أخذ في التنصل أصلا ًمن السلفية وأفكارها. وأصبح الشافعي يقول أنا شافعي، والمالكي يقول أنا مالكي، وكنا قد ظننا أن 'الحنبيلة' هي مذهب الغالبية السعودية.
تحياتي وتحيات صحيفة صوت الأخدود'.
لقد قلتُ في المقال الذي يشير إليه الصديق محمد بالحارث:
أن الصحوة قد بدأت، والناس بدأت تفهم الحقيقة.
لقد عادت الروح إلينا.
عادت الروح.. عادت الروح.
-3-
صرّح فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قبل يومين من اغتيال العميد الركن فرانسوا الحاج قائد العمليات في الجيش اللبناني والمرشح لخلافة العماد سليمان في رئاسة الجيش، فيما لو انتخب رئيساً للجمهورية بقوله:
'نحن اليوم في لبنان أقوى مما كنا قبل الانسحاب العسكري منه. وأصدقاؤنا في لبنان أقوى وأشجع مما كانوا عليه أيام كنا في لبنان'.
وبعد يومين من هذا التصريح اغتيل العميد الحاج.
لأول مرة، يصدق فيها فاروق الشرع.
ولأول مرة، يفلت فيها لسانه على هذا النحو.
الله يستر الشرع، وعسى أن لا يكون مصيره كمصير غازي كنعان، عندما فلت لسانه هو الآخر، فكانت النهاية.
-4-
أمريكا متعهدة جمع القمامة في العالم العربي.
تلك هي صورة أمريكا الآن في العالم العربي.
أمريكا هي التي تكنُس بيوت العرب وتنظفها من الإرهاب، والفساد، وتصدر قائمة سنوية بأكثر الدول العربية انتهاكاً لحقوق الإنسان، وتحاول عبر دعم المحكمة الدولية الكشف عن قتلة السياسيين والصحافيين والعسكريين اللبنانيين.
العرب يتهمون أمريكا بأنها هي التي فجرّت قنابل الإرهاب في العالم العربي. وهذا يعني أن هذه القنابل كانت موجودة، كبؤر نائمة، وأمريكا هي التي أيقظتها.
هذا جميل.
شكراً لأمريكا على هذا العمل الجليل، وعلى فتح هذا الدمّل الإرهابي المُتقيّح، حيث لا نظام عربياً كان قادراً على تفجير هذه القنبلة، وعلى فتح هذا الدمّل، وعلى إيقاظ هذه البؤر النائمة.
لقد سبق وقال لي المرحوم المفكر التنويري خالد محمد خالد أثناء إعدادي لكتاب عن فكره (ثورة التراث: دراسة في فكر خالد محمد خالد) في حرب الخليج 1991، وكتب ذلك في جريدة 'الوفد': 'من أن المشكلة الكبرى ليست في تدخّل أمريكا في حرب الخليج، ولكن المشكلة الكبرى ستكون لو لم تتدخل أمريكا لردع صدام الذي غزا الكويت وطرده من الكويت'. ولو عاش خالد محمد خالد إلى الآن لقال لنا الكلام نفسه، وهو أن المشكلة الكبرى لو أن أمريكا غير موجودة، وابلتينا بوباء الإرهاب الحالي.. ماذا سيكون مصيرنا ونحن العاجزين عن الإمساك بمجرمين يغتالون السياسيين والصحافيين والعسكريين في لبنان؟
صحيح إذن، أن أمريكا أصبحت متعهدة جمع القمامة العربية، ومزيل أوساخنا، ولا ينالها آخر النهار غير صفعة على قفاها من الحي العربي جزاء ما تقوم به.
ولا شكر، ولا عزاء لأمريكا.
السلام عليكم.

اية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مجرد راي
رضوان -

لم اقرا لك يوما يا سيد النابلسي مقالا تنتقد فيه السياسات الامريكية والاسرائيلية في الشرق الاوسط مما يؤكد ان الليبراليون الجدد هم مجرد ابواق لهؤلاء

هذه القرصات
زاهر المصري -

نريد المزيد من الزوايا الحرجة هذه يا أستاذنا، وعدم الاكتفاء بكتابة مقال حول موضوع واحد فقط. فالأحداث تملأ الساحة العربية. والتعليقات صحيح أنها كثيرة ولكنها لا تشفي الغليل. كلامك القارص والمباشر والشجاع شفاء للقلوب المحترقة.

ثقافه الاعتذار
. -

هناك مراجعات فكريه للاسلاميين فى مصر ! فمتى يتراجع ويعتذر عما كتبه اليبراليين الجدد ومن على شاكلتهم عندما هلّلوا لغزو العراق وتدميره وتشريد شعبه ...وايضا بعد ان اِنفضحوا عندما فشل الغزو الهمجى الصهيونى لجنوب لبنان !

رد على (.)
سمير الحاج -

لا أدري أهذا (.) صفر أم نقطة؟ على أية حال فالليبراليون لا يحتاجون للمراجعة لأن رؤيتهم صدقت في العراق. فهاهي بريطانيا تنسحب من البصرة. وهاهي أمريكا تعلن أنها ستنسحب من العراق بدءاً من 2008.وها هو الاستقرار والهدوء يعود تدريجياً الى العراق.والشعب العراقي يتمتع بحريته وها هو لبنان على الطريق. فلماذا يتراجع الليبرليون عن أفكارهم. الارهابيون وفقهاء الإرهاب هم الذين يتراجعون الآن.

كن صادقا عند الجميع
سالم -

اكتب ايضا للغرب ان ما فكرنا به مند عشرة الاف سنه كشعوب الجزيرة قبل مارب وبعده اصبح عندهم اديان وعقيده وعليهم ايضا ان يفكوا انفسهم كما تطالبنا

هم السبب
بنت العراق -

لقد اعترف الامريكان عشرات المرات انهم من خلقوا القاعدة ودربوا متخلفي الاسلام لمحاربة البعبع الاشتراكي، وطبل لهم العربان حتى دعاة الثقافة.. وحين صرح بن لادن انه يريد قتال امريكا على ارض مسلمة..كان المخطط امريكي ايضا فالقائد المشعول كان بالامكان ازاحته بنفخة من الشعب العراقي لو تركوا الامر لهم بلا تدخل..هم السبب لاشكر لهم على ماحل بنا فالبعث صنيعتهم والقاعدة والتكفيرين صنيعتهم ونحن سلة مهملات ترمى بها مخططاتهم.

المكابرة العقيمة
سامر -

أأضحكني مقالك بقدر مالامس حقيقة ساطعة مازال 99.99% من الشعب العربي يصم آذانه عنها، وهي أن النظامين السوري والايراني لن يهنأ لهما بال حتى يزيحان من طريقهما هذا الكابوس الذي قد ينقلب واقعاً بين لحظة وأخرى،، هذا الخطر الداهم على أبوابهما والذي يهدد وجودهما وكيانهما، 150,000 جندي أمريكي مدججين بآخر ماتوصلت إليه مختبرات الأسلحة والعتاد في أمريكا، قد لايهمون بالخطوة الأولى تجاه النظامين حتى يولي أزلامهما الأدبار ويقولون الهريبة ثلثين المراجل وخصوصاً رموز القيادة السورية، واذا لم يكن قد جند النظام السوري هذه الجيوش الجرارة من الارهابيين القتلة من أمثال الزرقاوي ، فهو في أضعف الايمان سهل مهمتها وغض الطرف عنها ثم فتح لها الباب على مصراعيه للدخول الى العراق والفتك بالشعب العراقي المسكين، هذا إن لم يكن قد لجأ الى التجنيد بالوكالة عن طريق أبي القعقاع وأمثاله، اذ لايمكن لهكذا نظام أن يعدم الحيلة خصوصاً في مثل هذه المواقف المصيرية،- إنها حقيقة تدركها حتى الولايات المتحدة لكن تتغافل عنها، لاندري لماذا، كما يعيها أيضاً في قرارة أنفسهم جيوش المحللين السياسيين من بني يعرب