موت بنظير بوتو باعث حقيقي لنهضة نسائية جادّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عندما هبطت "بنظير بوتو " سلالم الطائرة التي أقلّتها إلى أرض الميعاد المستعجل مع الموت بتوقيت الغدر، تابعتُ متفرّسة عبر الشاشة الصغيرة التي اتسعت بحضورها ومن خلال ملامحها التي كانت تبثّ بثّا حيّا ومباشرا، نظرة التفاؤل التي غطّت سماء الباكستان قاطبة كسحابة بيضاء محمّلة بالغيث الوفير الذي امتدّ إلى سماء نساء الأراضي المجاورة التي تحتاج إلى صحو مماثل بعدما أدمنّ الخمول والكسل والبلادة والسلبية واللامبالاة، بدتْ بنظير وهي تتهادى فرحا إلى ساحة نضالها أكثر إشراقا وجمالا وحضورا وثقة ورونقا وشبابا وإصرارا وعزيمة من أي وقت مضى، بدتْ وكأنها تُدرك في قرارة نفسها خطورة العودة، ووعورة الزمن القادم لطموحاتها الفادحة، بدتْ جديرة بقدرها المحتوم وبمخاوفنا الضارية المفتوحة على كافة الاحتمالات والغصّة، بدتْ مميّزة باختصار شديد قادني إلى مرآتي لأتصيّد من نسائيَ الكثيفات امرأة تشبهها، كانت أميزهنّ جميعا، مما جعلني أتأهّب لعقد العزم معهنّ كي أضاعف اجتهادي لأكون جديرة بإعداد مساحة تليق بواحدة على شاكلة تلك المرأة التي تتقدّم نسائي الشغوفات ب"نظيرها "، كما تقدّمت بوتو بنات جنسها وتربّعت كدرّة فريدة فوق نون النسوة، لتحرّك تاء التأنيث والتأسيس عن كثب وإدراك ووعي وإحساس وسعي ومسؤولية وحميميّة وحرارة، كان بودي أن أكون في عداد المرحّبين والمحتفين والمهللين لعودتها، كان بودّي أن أطلق العنان لذراعيّ لاحتوائها، للاغتراف من وهجها، لاقتناص بصيص الحركة من صميم وجدانها، لاختطاف قبس من نور كبريائها وعليائها وشموخها وألقها، لاحتباس قسط من أجيج حرارة اندفاعاتها المُحكمة ومواقفها الشرسة في وجه الظلام، كان بودّي أن أفتح باب الطائرة التي أقلّتها وأدير محركاتها وآمر جناحيها لحمل بنظير ثانية إلى منفاها القسري الذي واراها عن الفعل لثمان سنوات متتالية ليكمّل دورة الحجب والحماية، ريثما ينقشع ضباب الإرهاب والعنف والدمويّة، لكنّ القتلة كالعادة لا يسعهم سوى أن يتربّصوا بكل معنى جميل ليغتالوا صاحبه، مُفْرَغين من كافة المعاني كأدوات قابلة للاستعمال فقط، قابلة للاستخدام لا غير... قابلة للوحشية والشر تحالفا مع شياطين المرحلة، إكراما لأبالسة السياسة والمصير.
الخبر الذي تصدّر نشرات الأخبار أول أمس كان صاعقا ومدوّيا ومُرْبِكا وشرسا للغاية، تعاقبت على إثره تصريحات الشجب والاستنكار من كافة رؤساء الدول تقدمهم جميعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، وكأن بموقفه هذا اختزل رؤية رجل يعي تماما ما تعنيه المرأة عندما تكون مستقلّة ومثقّفة وصاحبة قرار، فتح آفاق الرياض أمامي على اتساعها برحابة مُضاعفة، ينغّص الحديث عن الرياض وأنا زائرتها في معرضي هنا، رحيل بوتو المدوّي على يد آثمة خطط له، كما يخطط لغيره كثير من الآثمين، جعلهم الله الذي يقتلون باسمه خالدين مخلدين في النار وبئس المصير.
على صفحات الحياة اللندنية عبر إيلاف من يوم الجمعة، تابعت مقالة غسان شربل بغصّة فائقة واختناق شديد، كانت مقالة عسيرة جدا على المتابعة، مقالة تصبّ الزيت الحار على الجرح، تلهبه بضراوة فجرّت على إثرها كل ما احتبس لدي من شهقة الأمس، وجعلتني أجهش كالأطفال، وأشرق فائض الدمع وبقايا الماء المالح كالمشردين، وبعد وصلة مقتضبة ومكثّفة أقطعها بوقار مفتعل، أعاود الاستغراق بما كتبه غسان شربل وبما خطّه القدر ل"بنظير " وعائلتها، أتناوب فيها بين القراءة والحسرة والتصميم والغضب والبكاء.
ما أحوجنا إلى بوتو لتظل رديفا ورافدا لأخواتها في نون النسوة، أخواتها اللواتي لم يكتمل نموّهنّ الفكري والنضالي بعد، أخواتها اللواتي آثرن الانكفاء على خيباتهنّ، وحيادهنّ، وغيبوبتهنّ، وخوائهنّ، واستسلامهنّ، وعدم الاكتراث، لتمضي بوتو وحيدة وواثقة أنها قد وضعت أمام المرأة عموما حجر الأساس لخطوات قادمة، وما أحوجنا إلى وقفة مضاعفة كموقف الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين من المرأة ليمهّد أمامنا طريق النهوض، بدعم متين واضح ومباشر وصريح يوازي استنكاره لاغتيال بوتو، قبل أن يواري أحدهم طموحاتنا الثرى، ويُردي جملتنا المفيدة ومعانيها برصاصة غادرة، أيتّها المرأة العتيدة الشهيدة "بنظير " بلغي تحياتي إلى من انضممت إليهم في موكب النور، رفيق الحريري، جبران تويني، سمير قصير، لكِ، ولمن كان مثلي شهيدا في عداد الأحياء.
www.geocities.com/ghada_samman
mail: gaidoushka@yahoo.com
اية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات
النساء والقيادة
ناصر الساكت -الكاتبة المميزة غادة السمان اعتقد اننا نحتاج الى صحوة تدريجية حتى لا نصدم من فجيعة المفاجأت ما ان نصحو حتى نتفاجأ ولا اعرف متى تستقر الامور حتى نبداء بالتفكير الفعلي بعالمنا المعاصر والتركيبة البشرية التي توجة الناس نحو المستقبل اكان الموجة رجل او امرأة.ولابد ان ياتي يوم تكون القيادات النسائيةمساوية للقيادات الرجالية عندما يعم الوعي لدى الجميع.
نرجسية مفرطة
عمر السوري -مقال انشائي يصلح للنشر في المنتديات العربية المليئة بفارغ الكلام ، قرأت أكثر من مقال لهذه الكاتبة لكني لم استطع ان افهم اي رسالة من مقالاتها سوى رائحة النرجسية المفرطة التي تفوح من كافة مقالاتها ، ويبدو أن الكاتبة لا تستطيع كتابة أي مقالة دون أن تذكر بعض الروايات والقصص عن نفسها هذا رأيي وأحترم بقية الأراء أرجو النشر مع الشكر
مهنة الصحافة والأدب
حمد الشرهان -أجد في هذه المقالة تناسق يجمع بين الأدب والكتابة الصحفية، فهذا اللون من الكتابة نفتقر له، ولرثاء الكاتبة وقع جميل في كل قلب أحب المرأة وطموحاتها في قيادة المجتمع، والمرأة في الباكستان والهند وسريلانكا تبؤات مواقع نضالية كبيرة ومنهن السيدة بندرنايكا رئيسة بنغلادش، والمناضلة انديرا غاندي التي حثت خطاه على طريق مهامدا غاندي الأب الروحي للهنود، وكذلك ونحن في حالة الحزن للسيدة الراحلة بوتو والتي ضحت بنفسها من أجل أن تصبح الباكستان بلد لا وجود فيه للدكتاتورية، هذا المقال جميل في السياق والمدلول الثقافي الصحفي السلس.
الزهرة البرية
ياسر بغداد -ما اروع هذة المقالة التي تكاد ان تلامس هالة الراحلة بوتو رحمها الله
عالموضة
محمد المشاكس -كما قال الأخ عمر السوري مقال ينضح بالنرجسية وكل مقالات الأخت الكاتبة مماثلة بمستوى النرجسية ففي كل المقالات لانستطيع الهرب من كلمة أنا وضمائر الملكية الفردية
بداية النهضة النسائي
فيض الحق- نيودلهي -ايتها الكاتبة الرائعة. لا بد ان يكون اغتيال بينظير بوتو الزعيمة السياسيةالباكستانية و رئيسة الوزراء الاسبق بداية النهضة النسائية السياسية في البلدان خارج منطقة جنوب اسيا ايضا. نحن في جنوب اسيا رأينا زعيمات سياسية كثيرة منها رئيسه الوزراء الاسبق للهنداندرا غاندي, رئيستي الوزراء في بنغلاديش شيخ حسينة واجد و خالدة ضياء و مثلها في سريلانكا. لكن للاسف لا نجد اية مثلها في البلدان الخليجية و العربية الاخرى مثلها من الزعيمات السياسيات لها شعبيتها ديمقراطيا. يلعب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله دورا هاما سياسيا في احلال الازمات في منطقته. و بامكانه ايضا ان يلعب دورا ملموسا في تعزيز المرأة العربية على نطاق سياسي و اجتماعي.شكرا غادا فؤاد السمان لكلمات الرقيقة و المهمة حول بينظير بوتو.
اكتب مثلها
سعد -نحن العرب لو نحترم كتابنا والمثقفين لكنا اليوم فى العالم الاول كاتبة مثل غادة السمان ويقول نرجسية وموضوع انشاء لماذا لاتكتب مثلها انت ام هو الحسد ويعاذ باللة
الحرية
سهام -كما كان استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري دور كبير في استقلال لبنان وحريته سوف يكون لاستشهاد السيدة الشهيدة بناظير بوتو دور في خروج الباكستان الى نور الحرية والديموقراطية
لا استطيع
ميسون -لا استطيع ان اقرا عبارة واحدة اضافية بعد السطر الاول لغادا فؤاد السمان. ولمعلومات القراء فغادا فؤاد السمان هي صحفية سورية غير غادة السمان جميلة جميلات العرب وواحدة من اشهر كاتبات العربية.. (ملاحظة: أشهر لاتساوي بالضرورة أفضل..) والى سعد: ليس من الجريمة اتهام الكتاب بالترجسية.. فالكاتب ليس نبيا تقوم القيامة لتوجيه النقد له!
سؤال
جاهل -هل أنت غادة السمان الروائية المعروفة (وعندي شك بذلك) أم كاتبة أخرى نورنا نور عليكم الله
أرجو التوضيح
زياد -أرجو من الكاتبة السورية غادة فؤاد السمان أن تغير اسمها, فيصبح غادة فؤاد, لأن اللبس الحاصل بينها وبين الروائية السورية الكبيرة فؤاد السمان اصبح مزعجا بالفعل. كان من المفترض أن تقدم الكاتبة نفسها على أنها غادة فؤاد منذ البداية, بدلا من التسلق للحصول على الشهرة المتأتية من لبس مزعج لا من تميز أدبي.
غادة فؤاد بون السمان
عمر السوري -إن استخدام غادة فؤاد السمان اسمها بدون الكنية يحرمها من لقب السمان و بالتالي سوف تعود كاتبة مغمورة مثل الأخريات ومن يراجع مقالات غادة فؤاد السمان على موقع ايلاف منذ ان بدأت سوف يرى أنه لا يوجد مقال لم تتحدث فيه عن نفسها وكأنها تريد ان تقول لنا في كل مقال أنها مشهورة ،حتى انا اول كتبهاكان بعنوان ( هكذا أتكلم أنا) وهو منحول من كتاب هكذا تكلم نابليون وياسيد سعد لكل انسان مجال وتخصص و تخصصي ليس في الكتابة وعدم قيامي بالكتابة لا يمنعني من التذوق الأدبي أو الفني و لا يمنعني من الحكم مستوى المقال او القصيدة
غادا يقدرها العالم
فيض الحق - نيودلهي -هذا عجيب باني احد يسأل احدا ان يغير اسمها. لماذا على كاتبة ان تغير اسمها؟ مع الاحترام اقول هنا بان هنالك كثير من الناس اسمهم زياد. هل تتغير اسمك يا اخي زياد؟ الاستاذة غادا فؤاد السمان كاتبة و شاعرة و صحفية كبيرة جدا. والعالم يعرفها. علينا ان نقرأ ما تكتبه هي و نتكلم عن فكرتها و رأيها. الاستاذة غادا فؤاد السمان حين تكتب حتى على الموضوعات السياسية تجلب القرأء اليها. نرى في كتابتها جمال ادبي و مع معرفة الموضوعات.
أظن يكفي؟؟
عابر سبيل -مقالة الشاعرة غادا فؤاد السمان عن الراحلة بينظير بوتو مقالة مرهفة وحساسة تعبّر بصدق عن مشاعر إنسانية نفقدها تباعا ولأنها شاعرة فنرجسيتها شاهد حيّ على شاعريتها فما هذا الخلط بين غادة السمان جميلة جميلات العرب، وماهذا التعبير السخيف وغادا الشاعرة مميزة عن سميتها في كل شيء ومن يرى أن المقالة إنشائية فليكشف هويته ويكتب أفضل شكرا إيلاف التي أضافت إلى مبدعيها مبدعة كغادا.
nice
ابو امين -مقالة الشاعرة غادا فؤاد السمان عن الراحلة بينظير بوتو مقالة مرهفة وحساسة تعبّر بصدق عن مشاعر إنسانية نفقدها تباعا ولأنها شاعرة فنرجسيتها شاهد حيّ على شاعريتها فما هذا الخلط بين غادة السمان جميلة جميلات العرب، وماهذا التعبير السخيف وغادا الشاعرة مميزة عن سميتها في كل شيء ومن يرى أن المقالة إنشائية فليكشف هويته ويكتب أفضل شكرا إيلاف التي أضافت إلى مبدعيها مبدعة كغادا.
بوتو
خالد ح. -الست ماتت وانتو تستغلوا موتها لمصالح شخصيه
النرجسية الخادمة
THEKRA -إن كانت نرجسية الكاتب تأتي لخدمة النص في حضور الوعي ومنطقية الحدث فنحن نتابع كل النرجسيات الخادمة لثقافتنا والداعمة للإضافة الغير مفتعلة ..غادا فؤاد السمان تكتب للإضافة لاغير وتضيف للكاتبة ليس إلاومن ثم تضعنا في مأزق الصعودوبعض التعليقات تنم عن عدم دراية ونقص في الكالسيوم الثقافيتحياتي لك ست غادا ..
عالم الضحالة
محمد المشاكس -ذهبت إلى موقع الكاتبة وشاهدت بنفسي وإذا كان ينقصني كالسيوم الثقافة لأفهم تلك الترهات فأنا من دعاة الجهل بشدة ويامحلاك ياجهل
لا ادري
سمنة بلدي -هل هذا المديح للمرحومة بوتو تعصب لبني الجنس ام لوطنيتها وحسن قيادتها لحزبها ولشعبها ولكن الغريب ان المرحومة قد استلمت دفة القادة في وطنها مرتان وفي كل مرة تطرد بتهم الفساد انا اظن ان الموضوع لا يرق للنضال النسائي اكثر مما هو عمل ارثي عشائري بغيض والدليل ان الابن الذي لا يتجاوز العشرين ربيعا اصبح القائد وانعم به من قائد والسؤال اين كبار قادة الحزب اين النضال اين المؤسسات اين اين
يبدو بأن الكل أصبح يعطي لنفسه صفة ( ناقد ) و هي تفرق كل الفرق عن ( حاقد ) ولو أن اللبس أصبح من شيم الجهالة وعندما ذكرت الصعود كنت موقنة تماماً بأن هناك من يحترف كنوع من الوراثة ، ست غادا والبقية تأتي في يوم مشرق لتمحي كل الغيوم المتلبدة في سمائك ..