نساهم بزيادة تلوث بيئتنا بالإطارات المحترقه..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الجهود الغربيه تنصب على حماية البيئه في العالم..
برغم انشغال الدول الغربية حاليا بالجدل القائم في برلماناتها وبين شعوبها على عدم شرعية الحرب ضد العراق.. وفيما إذا كان استمرار وجودها العسكري يخدم مصالح شعوبها في المنظور القريب والبعيد.. يتزايد عدد المثقفين والبرلمانيين والعلماء في جدل من نوع آخر لا يقل سخونة ولا خطورة عن الجدل حول الحرب.. الحوار ينصّب الآن حول خطورة التغيرات المناخية على البيئة للاعتقاد الراسخ بوجود رابط بين غازات التلوث وهذه التقلبات.. وأن هذا الخطر المناخي لا يقل أهمية عن موضوع الحرب والسلام.. لأنه يهدد بخلق صراعات جديدة من نوع آخر تهدد العالم بأسرة..
في ندوة جديدة من ندوات "مبادرة وزارة السلام" في بريطانيا التي تعقد في إحدى قاعات البرلمان البريطاني شهريا.. حيث تنصب الجهود على طرق وبحث مواضيع الساعة التي تهدد العالم بصراعات جديدة وخطيرة.. في محاولة جادة لإقناع وتحريك الرأي العام البريطاني بضرورة تكوين وزاره أو قسم خاص في الحكومة يختص ببحث الوسائل والطرق لتفادي هذه الصراعات وحلها قبل أن تصل إلى مرحلة العنف بالطرق السلمية.. إضافة إلى جهود الأعضاء العاملين في اللجنة التنفيذية لإقناع البرلمانيين الممثلين لكل الأحزاب بضرورة التوجه السلمي في القضايا البريطانية المصيرية وأهمية وضرورة وجود مثل هذه الوزارة..
ندوة 24 يناير تركزت حول موضوع الاحتباس الحراري.. وهو الخطر الذي يواجه العالم بأسره من جرّاء الارتفاع المتزايد في حرارة الجو الناتج من الاستهلاك المتزايد للطاقة سواء على الأرض أم في السماء.. الذي يؤدي بدوره إلى إذابة الثلوج واختفاء الكتل الثلجية.. مما يؤدي بدورة إلى ارتفاع نسبة المياه في الأنهار والمحيطات إضافة إلى عواصف ضارية.. أكثر عنفا وتهديدا للبيئة وازدياد في قوة الرياح الموسمية وكلها ظهرت خلال السنوات الأخيرة كأثر سلبي لنمط الحياة المتقدم جدا في الدول الغنية المرتبط بكثرة الرحلات الجوية.. وتبديد للطاقة بأنماط استهلاكية خرجت عن المعقول في الحياة لسكان الدول المتقدمة.. والذي ستعاني منه الدول الفقيرة بنسب أكبر بكثير من الدول الغنية برغم عدم مسؤوليتها عنه.. بحيث تخلق صراعات جديدة بأشكال وأنماط مختلفة... تؤثر بسلبية على مساعي السلام التي تقوم بها العديد من منظمات العمل المدني في توجهها الإنساني الذي بدأت بتبنيه شعوب هذه الدول لرفع المستوى المعيشي للدول الفقيرة.. ومساعدتها على التطور والتنمية في مواطنها الأصلية.. وللحد من الآثار السلبية للهجرة المتزايدة من هذه الدول الفقيرة إلى الدول الغنية..
دعت "مبادرة وزارة السلام " ثلاثة من كبار المختصين في مجال البحث العملي إضافة إلى عضو البرلمان البريطاني ( وزير البيئة السابق في الحكومة العمالية).. مايكل ميتشل.
1- بروفسور بيتر كوكس - محاضر في جامعة إكستر عن التغيرات الجوية.. حيث قدّم نتائج البحث العلمي التي أكدت الحقائق التي توصل إليها بأن الاحتباس الحراري الناتج من احتراق الوقود يؤدي إلى تلوث خطير في الجو مما ينذر بصعوبة الحياة على هذا الكوكب خلال فترة زمنية قصره إن لم يعمل الجميع على تداركها من الآن...
2- بروفسور بول روجرز.. محاضر في جامعة برادفورد - قسم دراسات من أجل السلام.. تحدث عن الآثار الخطيرة والمدمرة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة الذي سيخّلف الملايين من الجياع.. مما ينذر بزيادة كبيره في أعداد المهاجرين وخاصة الغير مؤهلين مما يعمل على حدة الصراعات الدولية.. أيضا أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة سيسبب نقصا حادا في موارد المياه..مما سيعمل على زيادة هذه الصراعات.
3- دان موريل مؤسس لمنظمة تبريد عالمي.. بيّن وأكد أن أنشطة البشر ونمط الحياة مسئولة بنسبة 90% عن هذا الاحتباس والتلوث وحثّ الأفراد لتبني خيارات معيشية أبسط مما تعودوا عليه.. قد تكون صعبه ولكنها غير مستحيلة للعمل على الحد من هذا الخطر من منطلق المسؤولية المشتركة لنا جميعا.....
4- النائب العمالي والوزير السابق عن البيئة في حكومة حزب العمال مابين 97-2003 مايكل ميتشل.. الذي أكد أن خطورة الاحتباس الحراري ونتائجه المدمرة على الإنسان والحيوان لا تقل خطورة عن الحرب العبثية التي تشنها الحكومة البريطانية على العراق..وأن تغاضي الحكومة البريطانية في السابق عن هذا الخطر أدى إلى نتائج سيئة ولكن الوقت لم يفت لتدارك هذه الظاهرة... وأكد أن الحكومة مسئولة عن اتخاذ إجراءات أكثر لإيجاد الطرق والوسائل للحد من الآثار السلبية.. وذلك برفع معدل الضريبة على السيارات الكبيرة والمستهلكة لكميات كبيرة من الوقود. إضافة إلى الحد من الرحلات الجوية بوضع ضريبة عاليه على الطائرات.. وأن عامل الوقت يجب أن يحثنا جميعا للعمل على الضغط على الحكومة للإسراع في هذه الإجراءات.. أيضا العمل على إقناع أميركا والصين والهند بالالتزام بإجراءات جديدة لخفض انبعاث الغازات المسببة لهذا الاحتباس... وإلا فإننا حقيقة نتوجه نحو كارثة بيئية خطيرة ستؤثر على مستقبل أولادنا في كل مكان..
جلست في القاعة أحبس أنفاسي لكمية وخطورة هذه الحقائق العلمية.... ففي الوقت الذي أجد كل النوايا الجادة والصادقة لتفادي أخطار البيئة من السماء والأرض.. تتركز في ذهني صور في الأرض المحتلة لحرق إطارات في الشوارع كتعبير للغضب ضد الاحتلال الإسرائيلي... وصور أخرى من بيروت والحرائق في وسطها إطارات تحترق.. ويتنفسها أبناؤنا وليس الاحتلال.. وتلتصق كغبار أسود على جدران بنايات كانت قد رسمت أروع صورة للتراث العربي والتاريخ والحضارة.. ولكن أكثر ما يقتلني.. صور حرائق بغداد التي اختلط فيها الحابل بالنابل.. يتنفسها السني والشيعي ولم أعد أعرف من هو المسؤول الحقيقي عن حرائقها..؟؟؟
أحلام أكرم - باحثة وناشطة في حقوق الإنسان - لندن