كتَّاب إيلاف

إسرائيل أكثر أمانا فى ظل حكومة حماس!!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ ولادتى ومع أول رضعة من لبن الأم رضعت معها قضية "فلسطين"، ذهبت إلى المدرسة فعلمونا حب "فلسطين" وكراهية إسرائيل واليهود، أعود من المدرسة فأجد أمى قد طبخت صحن ملوخية بالأرانب (تاكل صوابعك وراه) وإذا بها بدلا من وضع (التقلية بالثوم) على الموخية تضع قضية "فلسطين"، عاصرت فى مصر ثلاث رؤساء : عبد الناصر قام بثورته لأنه كان (زعلان) من هزيمة الجيش المصرى فى "فلسطين" عام 1948، (رغم أنه أضاع باقى "فلسطين" فى عام 1967)، السادات أصر فى معاهدة كامب دافيد (رغم أنها كانت بين مصر وإسرائيل) على ذكر حق تقرير المصير "لفلسطين" بعد خمس سنوات من الحكم الذاتى، مبارك يرفض زيارة إسرائيل على مدى ربع قرن حتى لايغضب "فلسطين"، أفتح الراديو فأجد "فلسطين" دائما فى الأخبار، أحول مؤشر الراديو لكى أسمع فيروز فأجدها تغنى (زهرة المدائن)، وعبد الوهاب يغنى (أخى جاوز الظالمون المدى)، وام كلثوم تغنى (أصبح عندى الآن بندقية إلى فلسطين خذونى معكم ) رغم أن أم كلثوم كانت قد جاوزت سن التجنيد ! أفتح التليفزيون فأجد "فلسطين"، أفتح البوتاجاز فأجد "فلسطين"، أفتج الثلاجة فأجد "فلسطين" مجمدة داخل الفريزر، هاجرت هربا من شعورى بالذنب تجاه "فلسطين" فوجدت الرئيس كلينتون يحاول حل قضية"فلسطين" وتفرغ لها لعدة أيام فى كامب دافيد الثانية، أستمع للرئيس بوش يوجه حديثه إلى الأمة الأمريكية فأجده يتكلم عن حق "فلسطين" فى دولة مستقلة بجوار دولة إسرائيل، لذلك إستسلمت أخيرا وعرفت أن قضية "فلسطين" هى قدرى وسوف تلازمنى من المهد إل اللحد، لذلك وجدت نفسى اليوم أكتب عن "فلسطين".
....
ففى الإسبوع الماضى لفتت نظرى عملية إنتحارية (مش قد المقام) قام بها إنتحارى (يقال أنه تسلل من الإردن) وقام بتفجير نفسه فى مخبز (فرن بلدى) فى مدينة إيلات المجاورة لمدينة العقبة الإردنية ومدينة طابا المصرية، وقتل نفسه بالإضافة إلى ثلاثة إسرئيليين، وعلى الفور تذكرت وقلت :"والله زمان"... إحنا نسينا العمليات الفلسطينية ضد إسرائيل، وأصبحت بقدرة قادر كل العمليات الفلسطينية موجهة ضد الفلسطينين (علشان يبقى زيتنا فى دقيقنا)، أتحدى أى منكم أن يتذكر آخر مرة قامت بها حماس بعملية داخل إسرائيل ؟!! ولكى أنعنش ذاكرتكم، هل تذكرون الهدنة التى وافقت عليها حماس وإنتهت فى نهاية عام 2005، ثم جاءت بعدها الإنتخابات التشريعية وإنتهت بفوز حماس ( أرجو الرجوع إلى المقالة التى كتبتها فى هذا المجال فى 27 يناير عام 2006 تهنئة لحماس بفوزها فى الإنتخابات):
https://elaph.com/amp/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/1/123592.htm

فمنذ بداية تلك الهدنة وحتى اليوم، "خلعت" حماس يديها من العمليات ضد الإسرائيل بأنواعها (الفدائية والإنتحارية والإستشهادية والمهلبية) وتفرغت للعمليات الفلسطينية - الفلسطينية، وتفرغت لوضع العراقيل أمام الرجل الفاضل "عبس" (محمود عباس)، وكلما تحدث مشكلة بينهما يهرول المسئولون المصريون لفك النزاع ووقف إطلاق النار بين الطرفين، وكأن مصر لم يعد لها (شغلانة) غير وقف الخناقة بين حماس وفتح وأصبحت تلك القضية هى الشغل الشاغل لجهاز الرئاسة فى مصر، وبدلا من أن مصر كانت تسعى لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أصبحت الآن تسعى لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والفلسطينيين!!، أما الموضوعات الهايفة الأخرى مثل : قيام الدولة الفلسطينية أو عودة القدس الشرقية أو عودة اللاجئين أو وقف البطالة بين الشباب الفلسطينى أو التنمية الإقتصادية أو إيقاف أعمال البلطجة و(الزعرنة) فكل هذه الأمور الهايفة أصبحت لا تشكل أى مكان فى أجندة الحكومة الحمساوية، ورغم إعلان حماس المتكرر أنها لن تعترف بإسرائيل، إلا أنه فى نفس الوقت (بالأرقام والإحصائيات) "آخر سمن على عسل" مع إسرائيل، فبإستثناء خطف الجندى "شليط" (والذى لم تقم به حماس) لم تحدث أى خسائر إسرائيلية تذكر، وفى نفس الوقت بلغت الخسائر الفلسطينية - الفلسطينية مئات القتلى والجرحى (والأسرى!!)، ووصل الحد إلى الإنتقام من أحد الضباط الفتحاويين بقتل أبنائه الأطفال عند ذهابهم للمدرسة (سبقا ومع سبق الإصرار والترصد)، وأخيرا تم والحمد لله بتدخل مصرى (برضه) تبادل(الأسرى) بين الفلسطينين والفلسطينين، هل هناك "هوان وخيبة" أكثر من هذا، وهل هذا يؤكد الشائعة التى تقول أن إسرائيل (شيمون بيريز) كانت أول من شجع فى البداية قيام منظمة حماس لكسر شوكة ياسر عرفات وفتح ؟ الله أعلم، ولكن إذا أخذنا بالنتائج والإحصائيات ربما يكون هناك شئ من الحقيقة فى هذه الشائعة وتكون حقا ضربة معلم من (شيمون بيريز).

وكلمة فى إذن الحاج "هنية"، ألف مبروك عودتك سالما غانما بعد ما طلعت الحجاز، أرجو أن يكون الله قد غفر لك ذنوبك، ولكن أرجو ألا تحتاج إلى زيارة أخرى للحجاز لغفران ذنوب ما بعد الحجة الأولى، وتقبل الله منا ومنك.
ونصيحة أخوية للأخ "عبس" (محمود عباس)، قلت لك منذ أكثر من سنة :"المركب إللى فيها ريسين بتغرق"، ولم تصدقنى.
وكلمة إلى "أخوة النضال" المتقاتلين من الجانبين :"ياعالم خللوا عندكم شوية دم... روحوا شوفوا لكم شغلانة غير النضال الجامد أوى ده، قذائف تنطلق من داخل الجامعة الإسلامية فى غزة فى إتجاه مقر الرئاسة، فيرد عليها حرس الرئاسة بإطلاق مدافع هاون فى إتجاه الجامعة، إيه القرف ده!!".
....
طيب وما العمل؟
أؤيد إقتراح محمود عباس فى إجراء إنتخابات جديدة وأقترح أيضا على الفلسطينيين أن يأخذوها من قصيرها ويقومون بإنتخاب (شيمون بيريز)!!، وخاصة بعد أن نال الرضا من دولة قطرالفضائية!! ولكن هذا موضوع مقالنا القادم.


samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف