كتَّاب إيلاف

بوش: صدام آخر؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كيف أخبار العراق؟
طرحت هذا السؤال على بعض من أعرفهم من العراقيين، احدى صديقاتي أجابت :"ليش هسه أكو عراق؟"أوأخرى قالت :"آني صدام كاتل أبويا، وآني أقل لج الله يرحم أيام صدام "ومن داخل العراق جاءتني رسالة من امرأة ذبح زوجها على الهوية وصودرت جثته ولم يعيدها اليه الا الأميركيين وهو ممتنة لهم كثيرا - أليست هذه سياسة فرق تسد التي نسمع عنها - ؟
ما الذي يحدث في العراق؟
قبل الغزو الأميركي كان التزاوج بين أطياف الشعب العراقي سائدا، بل كان من المعيب ومخالف لأصول الايتيكيت ذكر المذهب في الحديث، والعراقي كان عراقي أولا قبل أن تنقرض هذه الكلمة ويحل محلها كلمة شيعي وسني وكردي...، اليوم وبعد (هدية )الديمقراطية الأميركية انقلب ذلك التوافق والتزاوج الى حرب أهلية وقتل على الهوية والاسم، حتى يقال اليوم أن الكثير من العراقيين لجأوا الى تغيير أسمائهم واختيار أسماء (آمنة )ومحايدة لا تفضح مذاهبهم فهل نحن العرب (مو كفو )ديمقراطية؟، وهل نحتاج لمن يقمع نوازع الشر والتعصب في داخلنا؟وهل كل مايفعله خليط التخلف والتعصب والجهل مع الديمقراطية والحرية هو : اظهار هذا الشر وتوزيعه بالعدل والقسطاط، عبر أبواق القنوات الفضائية والسيارات المفخخة؟.
كان بوش يريد أن يؤسس لنموذج ديمقراطي في العراق يسيل لعابنا ويثير غيرتنا نحن أهل الجوار، لكن كل ما فعله أنه عطل أي تطور بعد أن جعل نموذج العراق هو النموذج الذي تخيف به الأنظمة مواطنيها وعطّل التطور وجعل لسان حال الشعوب العربية يقول (امسك مجنونك لا يجيك أجن منه )؟ .
تتهم الولايات المتحدة دول الجوار في افساد المشروع الأميركي في العراق، لكن السؤال الذي يفرض نفسه : أكبر وأقوى دولة في العالم ألم تضع في حسابها مثل هذا السيناريو قبل أن تقطع المحيطات من أجل (تحرير ) العراق من حكم صدام حسين؟ألم تكلف نفسها بدراسات استراتيجية والاستعانة بالاستخبارات والمستشارين لدراسة جميع الاحتمالات الممكنة والتأكد من القدرة التصدي لها؟
من جانب آخر، واذا آمنا بأننا خسرنا العراق - وحتى اشعار آخر - ما الذي استفادته الولايات المتحدة من هذه الحرب؟لقد خسرت مليارات من الدولارات مليار ينطح مليار؟آلاف الشباب بعمر الورود يعودون الى أمهاتهم في الولايات المتحدة داخل توابيت، وصحافة ممنوعة من نقل صورهم - يا ضيعان بلد الحرية! - أما الذي لم يعد داخل تابوت، عاد بيد مقطوعة أو وجه محترق أو عاهة ستذكره طوال حياته بحرب عبثية لا يعرف لماذا خاضها.
واليوم وبعد سنوات من الغزو نشاهد بوش يمارس ما كان يمارسه صدام حسين من (القضاء على المتمردين )(وقمع الارهابيين )من أجل حماية العراق.
فهل حقا العراق لا يضبط الا بالسيف؟وهل هذه لعنة تلاحق العراق؟وهل الحزن هو قدر هذا البلد المنكوب؟
thepuzzle3@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف