دع أرأيت في اليمن!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قيل أن بعض أهل اليمن متوله في الجدل كثيراً، وهذا الولع قديم، قبل أن يبتلى بعضهم بمصيبة القات، فهي من أشرّ ما ذمّ من العادات.. حتى قيل: إن رمتَ أن تعرف آفة الآفـات.. فانظر إلى إدمان مضغ القـات.. ولعل لهذا المضغ "والاجترار" صلة قديمة والجدل الذي ضاق به الصحابي عبد الله بن عمر ذرعاً ذات يوماً، لما جاءه قوم من اليمن السعيد وكانوا في الحج، ولأهمية الموقف في تلك الأيام وحرص الناس على أداء المناسك، يلحّ بعضهم في السؤال عن الميقات والإحرام وغيره من أمور الحج وما يحتاج. غير أن جماعتنا "من أهل اليمن" استبقوا كل الأحداث وأرسلوا واردهم يدلي دلوه ليأتيهم بالخبر والحجة الصحيحة، الرجل الذي ألحَّ واستغرق في الأسئلة مع الصحابي وقتاَ طويلاً من الجدل، وهو يقول أرأيت لو أني فعلت كذا وفعلت كذا.. فما حكم صنيعي؟.. أرأيت لو أني.. فعلت كذا وكذا.. أرأيت.. فما حكمها؟. أرأيت لو. أرأيت لو.. فيثير إشكالات لاحتمالات ربما تحدث وربما لا تحدث أبدا، وتكون نقاشاً بيزنطياً يشبه النقاش عن جنس الملائكة إن كانوا ذكوراً أم إناثاً!. وأطال صديقنا (البيزنطي) اليماني أسئلته حتى قال له عبدالله بن عمر غاضباً: دعْ أرأيت في اليمن!.
وكأني بجماعة يمنية جديدة تريد أن تعيد حكاية "أرأيت"، بأسئلة أخرى:
أرأيت إن جاءت ابنة ديكتاتور معدوم لتحيي أربعينيته في اليمن؟..
أرأيت لو عاد البعث إلى الحكم؟!..
أرأيت كم ذا سيكون نصيبنا؟..
أرأيت لو إننا أقمنا له نصباً هنا.. ما سبقتنا إليه القبائل بأوثانها؟..
أرأيت لو جعل للنصب ظلاً.. أرأيت كم ضالاً لا ظلّ له سيستظل؟.. وكم من باعث على الشفقة سيجد رأياً ليرى.. أرأيت إن يرى.. ويقول من العلى.. في منبر من لا منبر له.. منبر صدقٍ عند بيريز ومن ماثله؟..
أرأيت لو أن لليمن مثل أموال ليبيا.. أرأيت لصنعنا مسلسلاً سيفوق ما يعكف عليه الليبيون الآن لإنتاجه في ثلاثين حلقة.. عن حياة ديكتاتور قصفتها المشنقة..
قل رأيتُ، و بئس ما رأيتم و بئست النصيحة تمجيداً لديكتاتور.. بدأ حياته بالفجور.. فقتل معلمه مراهقاً وأعدم الآلاف رئيساً.. وشرّد الملايين فخان الخيانتين؛الوطن والإنسان.. ثم أرأيت إلى غدره الجارتين.. الكويت وإيران؟..
قل أي وربي.. أني رأيت وسمعت "ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء وبين الرُطبْhellip;
فيا للعجبْ!!
ولم أر إلا جرائدَ تخلع أثوابها الداخليّةhellip;
لأيِ رئيسٍ من الغيبِ يأتيhellip;
وأيِ عقيدٍ على جُثة الشعب يمشي
فيا للعجب.. "
قل إي وربي.. ليست نبوءة ولكنه غيض من فيض شاعر في وصفٍ متكرّرٍ لبعض أعراب الساسة والإعلام ممن ينتظرون قدوم المعدوم من غيب أمانيهم، فقل ليس بأمانيكم ولا أماني بقايا الأعراب، فهذا مصير كلّ ديكتاتور..
قل أي وربي رأيت.. وهي ليست نبوءة؛قول الشاعر ذاك بل هو الوصف الأمثل لعقد عقيد عمّر قذفاً وعدّاً للسنوات على جثث الشعب..
فيا للعجب..
ويا للعجب.. فهل يريد أهل اليمن العزّة لعزة الدوري الذي شوهد في مجلس التأبين متباكياً؟!..
وهل إن أموال ليبيا مهدورة إلى هذا الحد لينفق منها 20 مليوناً لإنتاج مسلسل عن صدام؟. فهل كان مسلسل الثلاثة عقود من السنوات قصيراً.. ومشهد الدم المديد شحيحاً.. وعظام المقابر الجماعية التي أرتفع بياضها إلى أعنان السماء ونواحيها وما اعترض منها.. أو ما كانت شاهداً عن الشهداء الملايين؟..
أين الحكمة اليمانية في ما جاء أهل اليمن؟..
ألا زال أهل اليمن "أرق قلوباً" بشهادة نبي هذه الأمة؟.. والإيمان يمّان؟.. والفقه يمّان؟.. فأي فقيه أجاز نكران ضحايا العراق؟.. وأين الثقافة في انعقاد مجلس تأبين الطاغية بقصر الشباب الثقافي لوزارة الشباب والرياضة؟..
و أي العقد تريد ليبيا حلّها في خلط الأوراق بموضوع صدام؟. والى ما الإساءة إلى التأريخ الليبي بخلط جرائم طاغية متشح بالعار.. بخلود بطل كالمختار؟..