الجنس فى رواية شيكاغو ليس ظلاً بل هو مظلة لجميع الأحداث
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
* الأدب المعقم المبستر يذكرنى بنشرات هيئة الإستعلامات وأوبريتات وزارة الإعلام!.
* من يستنكر تناول الجنس فى الأدب فهو يستنكر الحياة.
* الرجل يبحث عن الحب من أجل الجنس أما المرأة فالجنس عندها من أجل الحب!.
* الجنس فى الرواية كشف وعرى إزدواجية المجتمع المصرى وفضح فصامه.
* كتب نجيب محفوظ فى السراب عن العجز الجنسى ليلة الدخلة، وكتب الأسوانى عن العجز بعد الستين.
* ألوان الجنس فى الرواية ترسم لوحة كابوسية لمجتمع يحتضر، ورحم ينفجر بأشلاء آدمية.
صدمت رواية "شيكاغو " الكثير من القراء، وكانت المفاجأة الشخصية لى أن الكثير من أصدقاء علاء الأسوانى نفسه من اليساريين والناصريين والمستنيرين غير المتزمتين قد تحفظوا عليها، وحتى من إحتفى بها إستدرك بكلمة "ولكن " مستنكراً الجنس فى الرواية من حيث الكم ومن حيث صراحة التفاصيل، مرروا الهجوم على الرئيس، وإحتفوا بالسخرية من أجهزة الأمن، وتغاضوا عن تعرية المتاجرين بالدين، وطنشوا عن فضح عملاء المباحث من أعضاء هيئة التدريس، ولكن عند الإقتراب من ألغام الجنس ظهرت العين الحمراء للكاتب الذى سامحوه على تناوله للشذوذ فى رواية يعقوبيان نتيجة فضولهم وإنشغالهم بالنميمة عمن هو المقصود بشخصية الشاذ؟!، إلا أن التحفظ والتوجس فى شيكاغو تطور من العتاب الرقيق إلى الهجوم العنيف، لدرجة أن صديقاً عزيزاً أخبره بأنه منع الرواية من دخول بيته وحرمها على أسرته، وهاجمه آخر بأنه صنع فيلم "بورنو " على الورق، أما الثالث فقد إتهمه بأنه يغازل مشاعر المراهقين ويسعى إلى ترجمات المستشرقين!.
من يستنكر تناول الجنس فى الأدب فهو يستنكر الحياة، والجنس فى الأدب ليس قلة أدب، والأدب المعقم المبستر المفلتر أو مايطلق عليه تهذيب الأدب يذكرنى بنشرات الهيئة العامة للإستعلامات وأوبريتات وزارة الإعلام فى أكتوبر، آمنة وصحية ومسلوقة لكن ليس لها أى طعم!، والفرق بين الجنس فى مجلات البورنو والجنس فى الرواية أن الأول لإثارة الغرائز أما الثانى فهو لإثارة العقول وإستكمال أركان الصورة وإستكشاف سر الحياة ورصد المسكوت عنه، والرغبة فى الحديث بلسان بدلاً من نصف لسان، والتحرق شوقاً إلى تشريح المجتمع عارياً لعلاجه، فالجراحات لاتتم من تحت النقاب!، ولأن الجنس عنصر أساسى وحيوى فى الوجود فإن كل الأساطير القديمة الأرضية وجميع الكتب السماوية لم تخجل من الخوض فيه، ولم ينتقص من قدسيتها تفاصيل هنا أو إشارات هناك، من إيزيس وأوزوريس وجلجامش وعشتار وباخوس وفينوس إلى نشيد الإنشاد وقصة سيدنا يوسف وكتب الفقه والأحاديث التى إقتحمها الجنس ولم يفقدها رغم ذلك الورع أو ينزع عنها رداء الإحترام والمهابة.
رواية "شيكاغو " فضلاً عن عمقها الروائى وثراء تفاصيلها الإجتماعية والسياسية وحيوية إيقاعها اللاهث وإنضباط معمارها الفنى الدقيق، إلا أننى أعتبرها من أهم الروايات المصرية التى تناولت الجنس بوعى وفهم ودقة وحرفية، واللافت للنظر أنها بخلفية علمية سليمة ساهمت فيها ثقافة الروائى الطبية، بل لاأبالغ إذا قلت أنها فى رأيى أهم رواية مصرية حديثة تناولت الجنس على الإطلاق، وأنا آسف لأننى سأضطر إلى مناقشتها وتحليلها من هذه الزاوية فقط مما سيختزل وينتقص ثراءها وغناها فى الزوايا والجوانب الأخرى، إلا أننى خشيت من أن يتحرج النقاد من مناقشة الجنس فى الرواية أو يمرون عليه مرور الكرام، فقررت أن أتصدى لهذه المهمة المحفوفة بالصعاب والإتهامات المسبقة الجاهزة المعلبة.
الجنس في الرواية ليس عابراً أو هامشياً ولكنه عامود أساسى وحجر زاوية، إنه ليس ضيفاً بل صاحب بيت، وهو ليس مجرد خط روائى بل هو نسيج عضوى تنطلق منه و تتشابك فيه وتنتهى بسببه جميع العلاقات فى الرواية، إنه ليس مجرد ظل أو طيف بل هو مظلة لكل الأحداث، وخلفية لكل التفاعلات، وصدى لجميع الأصوات، إنه العباءة التى إحتمى فيها الأبطال، والفخ الذى وقعت فيه الشخصيات، وخيط التواصل الذى تحركت من خلاله عرائس الماريونيت الروائية التى كان مصير علاقاتها الجنسية جميعاً الفشل المزمن بدرجة إمتياز.
العلاقة الأولى بين طارق حسيب وشيماء محمدى، كل منهما مبعوث للدكتوراه فى الهستولوجى ( علم الأنسجة )، طارق إبن المدينة، منضبط ومتدين ومجتهد ويهوى إحراج من يتقدم لخطبتهن والسخرية منهن، فى نفس الوقت الذى يهوى فيه ممارسة العادة السرية أمام أفلام البورنو!، لذة مزيفة أمام عالم مزيف، وشيماء محمدى بنت ريف طنطا، خجولة دخلت فى طابور العوانس، فسرت عنوستها وعدم إقتراب الرجال منها بتفرغها للعلم، أحبت طارق وحاولت أن تجد المبرر الدينى لتشجيع طارق وعدم الإحساس بالذنب، قالت : الإسلام يشجع على الحب، وإعتمدت على فتوى الشعراوى بأن الحب ليس حراماً مادامت هناك نية الزواج، تربت شيماء على أن كل الرجال وحوش لايريدون إلا جسد المرأة، وأن الرجل لايحترم المرأة السهلة، وزاد من ذلك التوجس مفاجأة الدورة الشهرية التى داهمتها فى أولى إعدادى بدون مقدمات، فكرت بشطارة فطرية ريفية أن تدفع طارق لطريق الحب، ونجحت الخطة، ومارسا الجنس، ولكن ظل هناك خط أحمر يحول دون اللقاء الحميم، وبرغم ذلك الخط الأحمر حدث الحمل ورفض طارق الإرتباط بشيماء، فذهبت فى نهاية الرواية لعيادة الإجهاض، حيث تخلصت من خطيئتها وحملها الثقيل، رحلة تمر بها بنات مصريات كثيرات، وقصة حب مصرية قح ماأن يبدأ الحب فيها حتى يختنق بمباراة الشطرنج الزواجية التى تدفن الحب مع أول كش ملك!، بدأت الرحلة ببذرة الجنس وإنتهت بالتخلص من محصول الجنس!.
المبعوث الثالث أحمد دنانة صاحب الجسد الأنثوى، رئيس إتحاد الدارسين المصريين وعميل المباحث وعينها على المغتربين، ثالث طابور المزدوجى الشخصية فى الرواية المليئة بنماذج جيكل وهايد، يبلغ عن الدراسين ويسعى بهمة ونشاط فى نفس الوقت لإنشاء مسجد، يتمتع بخيرات أمريكا ورفاهيتها فى نفس الوقت الذى يعتبرها بلاد كفر، يغتصب زوجته مروة نوفل فى كل لقاء حميم نتيجة خبرته السابقة مع البغايا التى فهم منها أن "الجنس ليس علاقة إنسانية متبادلة ولكنه فعل أحادى ذكورى عنيف "، وعندما يداهمها الغثيان كان دنانة يهددها بلعنة الملائكة والوعيد الربانى والعذاب الأخروى، يطلق عليها الكاتب معركة الجنس التى تخرج منها مروة دائماً مهزومة، عندما إشتكت مروة للأم طمأنتها بأن النسوة فى مصر يمارسن الجنس كقضاء واجب، وعندما يرزقن بأطفال ينسونه تماماً، أقنعت مروة نفسها بنظرية قضاء الواجب، وفى اللحظة " التى تستشعر لهاثه المحموم على وجهها ويتسرب إلى فمها لعابه المختلط بمرارة التبغ، عندما تحس بكرشه الثقيل يضغط على بطنها حتى يكاد نفسها ينقطع "، عند هذه اللحظة تتخيل أنها تعانق شخصاً آخر، أحياناً رشدى أباظة، وأحياناً كاظم الساهر، وأحياناً أخرى أستاذها فى كلية التجارة!!، وتكتمل الدائرة الجهنمية بأن تثير مروة نفسها، إنه التحايل على اللذة وإختلاسها، وهى من أشهر الشكاوى التى نقابلها فى عيادات الأمراض الجنسية، يكمل الجنس محرك الأحداث دفع علاقة دنانة ومروة إلى النهاية، حيث يوافق دنانة على أن يعمل قواداً ويسلم زوجته إلى صفوت شاكر مسئول الأمن فى السفارة ثمناً لمد البعثة وإنقاذه من الفصل وبقائه رئيساً لإتحاد الدارسين!، تهرب مروة بعد أن تحكم الطوق حول عنق دنانة الذى يتوعدها بفضحها بعد العودة إلى مصر وإدعاء أنها لم تكن بكراً عند زواجه منها.
ناجى عبد الصمد المبعوث الرابع، شاعر يتعاطى السياسة، ليبرالى يكره الصهيونية ويتسامح مع اليهودية، هو أنقاهم وأكثرهم إخلاصاً، لكنه يقع أسير نفس الإزدواجية المصرية المقيتة، يفضحه الجنس أيضاً، أحبته ويندى اليهودية، حلق معها إلى عوالم غير مسبوقة من اللذة، منحته نفسها بشيك على بياض، وعندما إكتشف الأمن بأنه هو الذى يحاول إفساد زيارة الرئيس ويقف خلف بيان الدراسين الذى يهاجمه، وفضح أسراره الخاصة، إنتصبت قرون إستشعاره المنقوعة فى قطران النفاق الإجتماعى، وإتهم ويندى بأنها وراء هذه الدسيسة، هجرته حبيبته اليهودية، وضاع ناجى مهروساً تحت أسنان تروس الآلة البوليسية، بعد أن عاش مع ويندى جنة الأحلام الجنسية.
رأفت ثابت البروفيسور الذى تزوج ميتشيل، هى أمريكية تصر فى كل دقيقة أن ترسل له رسالة ملخصها أنها خسرت كثيراً بأنها تزوجت من عربى متخلف، إبنتهما سارة أحبت فناناً بوهيمياً مدمناً للمخدرات، بعد هروبها من المنزل معه، إرتمى رأفت فى أحضان غريمته وزوجته، ومارس معها الجنس كما لم يمارسه من قبل، هنا كان الجنس هروباً، كما كانت المخدرات هروباً لسارة، رصد علاء الأسوانى تأثير المخدرات على الجنس، وخلقها لعالم مواز مزيف خادع يتخيل فيه المرء أنه يركب جواد النشوة الجامح وهو فى الحقيقة يرقد على ظهر سلحفاة الخمود المقيم الساكن، طارد رأفت إبنته سارة فى أحقر أحياء شيكاغو، هربت ثانية، بحث عنها، إنتهت الرحلة بموتها أثناء لذة مخدر.
محمد صلاح البروفيسور المصرى رقم 2، شخص علاء الأسوانى حالة عجزه الجنسى بعبقرية روائية بديعة، لم تتخل فى أى تفصيلة من تفاصيلها عن الأمانة والدقة العلمية، وكما شرح أستاذنا نجيب محفوظ بعبقرية حالة العجز الجنسى فى ليلة الدخلة لبطله كامل رؤبة لاظ فى رواية "السراب"، شرح لنا علاء الأسوانى نفس الحالة عند رجل متزوج يقترب من أعتاب الشيخوخة، د.صلاح طبيب مصرى طموح هزم فى علاقة حبه من زينب فى مصر وهاجر ثم تزوج كريس عاملة البار الأمريكية الفقيرة بحثاً عن الجنسية، باع فحولته ك"جوجلو" بالدكتوراه وتاجر فى قواه الجنسية ليحصل على الجنسية!!، تسرب الروتين والملل إلى علاقته الحميمة ففقد القدرة، دق باب الطبيب بحثاً عن رجولته الضائعة، وهنا حوار مدروس ومهم يلخص نظرة العاجز جنسياً إلى زوجته، يقول صلاح لطبيبه : "عندما تشتهى إمرأة فلن ترى تفاصيلها الصغيرة، فقط بعد أن تضاجعها ستلاحظ مثلاً أن أظافرها غير نظيفة تماماً أو أن لها أصبعاً أصغر مما يجب، أو أن ظهرها مغطى ببقع داكنة، إذا لاحظت ذلك قبل أن تنام معها ستفقد الرغبة، وهذا بالضبط مايحدث مع زوجتى، عندما أقترب منها تتضح لى تفاصيلها وتسيطر على تفكيرى، فأفقد الرغبة فيها "، ويأتى بعد ذلك رصد العلاقة المركبة التى تحدث أحياناً بين الطبيب الصريح والمريض الرافض لعجزه وصراحة طبيبه، يقول الطبيب : " أحياناً يحاول المريض الهرب من العلاج بأن يسقط كراهيته على الطبيب ".
خرج صلاح وهو يلعن الطبيب وأقراصه السحرية، ويتساءل :كيف تصلح هذه الأقراص أحزان الستين عاماً ؟!، برغم العلاج والطبيب فشل صلاح وخمد، قالت له زوجته كريس : لايؤلمنى فشل الجنس، ولكن يؤلمنى أنك لم تعد تحبنى!، عندما قرأت حوار الأسوانى تذكرت مقولة علم السكسولوجى الخالدة : الرجل يبحث عن الحب من أجل الجنس، والمرأة تبحث عن الجنس من أجل الحب!، فشلت كريس فى الحصول على الحب فقررت أن تضاجع "فيبراتور" وتحصل على لذتها من جماد فى مونولوج عبثى!، هرب صلاح من إحباطه الجنسى والعاطفى إلى ماضيه مع زينب رضوان رفيقة النضال القديم والتى توفى زوجها، ظل يمارس لذته السرية معها فى الهاتف كالمراهقين، وكانت هذه اللذة المختلسة متزامنة مع لذة سرية مجنونة أخرى كانت تعتريه وهو يرتدى ملابسه القديمة وقت أن كان شاباً، فشل يعقبه فشل، وإحباط يتلوه إحباط، والتوقيع الأخير بإمضاء الجنس.
جون جراهام البروفيسور الأمريكى الثورى العجوز صاحب أفكار الستينات المناهضة للرأسمالية المتوحشة، يرفض تسليع الجنس وتحويله إلى بيزنس تجارى له خطوات إشهار محددة، عشق الزنجية المطلقة كارول، إستقبلها فى بيته هى وطفلها، عاملها بكل نبل، أحبته ونفخت فيه من حيوية الشباب وفتوته، ولكن ماكينة بيزنس الجنس طحنت أحلامهما الصغيرة، إتحدت العنصرية مع الرأسمالية لإصطياد كارول فى ركن ضيق، لجأت تحت وطأة المال للعمل فى إعلانات الملابس الداخلية، تظهر عارية وتبيع جسدها للكاميرا وللزبائن لتصبح غنية، وبرغم أن جراهام لم يشاهد هذا الإنتهاك الجسدى، إلا أنه أحس فى لحظة عبقرية عند لقائه الحميم بكارول، أن جسدها قد تلوث بأدران البيزنس الأمريكى المنحط، مجرد إحساس جعله يقفز مذعوراً من السرير، أخبرته الكهرباء السرية السحرية أن هذا الجسد الأسود العارى يكذب فقد وطأت أرضه أحذية المارينز، إفترقا وكانت لحظة الكشف هى لحظة اللقاء، وكانت نشوة الجنس هى مفتاح ذلك الكشف.
صفوت شاكر رجل أمن الدولة السادى، بذور مشكلته هى أيضاً جنسية، يقول الكاتب عن بذور تلك المشكلة " يذكر فى طفولته مشاجرات كثيرة بين أمه وأبيه بسبب علاقاته النسائية، بل ويذكر أثناء دراسته فى كلية الشرطة أن علاقة ربطته بخادمة تعمل فى بيتهم، وعندما كان يضاجعها كل خميس بعد عودته من السهرة مع أصدقائه، كان يحس بجسدها ممتلئاً متخماً بالراحة، مما خلق لديه شكاً قوياً، أيدته بعض الإشارات، فى أنها كانت تجمع فى فراشها بينه و أبيه!"، كانت طبيعة عمل صفوت شاكر الخطرة تجعله لايشبع من الجنس، وكأنه يعمق به إحساسه بكل لحظة من عمره المهدد، قادته عقد الطفولة المترسبة إلى سادية جنسية مع زوجات المعتقلين وكأنه يجلدهم بالسوط، لم يكن يسمح لهم بالقبلة لأن فى القبلة ندية ومعنى تكافؤ، تحولت أرقى الغرائز البشرية على يد رجل الأمن إلى أحط سلوكيات الحيوان، وإختلطت الدعارة الجنسية بأقذر أنواع الدعارة وهى الدعارة السياسية!.
رواية "شيكاغو"
جدارية ضخمة مليئة بتفاصيل كثيرة، وألوان طيف مختلفة، وظلال متفاوتة، ولكن يظل الجنس هو خلفية هذه الجدارية الضخمة، تمتلئ بالبورتريهات من كل حدب وصوب، ولكن تظل ضربات ورتوش الريشة الأخيرة دائماً مغموسة فى "باليتة" ألوان الجنس، لترسم لنا لوحة كابوسية لمجتمع يحتضر، ورحم ينفجر بأشلاء آدمية، وبركان يقذف بحمم نارية، وبين الولادة والموت يظل الجنس شاخصاً يطل على المشهد المأساوى العبثى بنظرة سخرية، قائلاً : من لم يفهمنى فقد ضل، ومن لم يعشنى فقد مات حياً، ومن لم يكابدنى فقد فقد الكثير من طزاجة الدنيا وعذوبتها، ومن أنكرنى فقد كتب على نفسه أن يعيش بقلب مزيف، وعقل مشلول، وطاقة مهدرة، وكذبة مصدقة، وشكراً للأسوانى ولكل فنان لايكذب ولايتجمل، يعرى المجتمع ويكشف الحقيقة ولايهادن فى فنه تحت أى دعوى، حتى ولو لم يفهمه الناس أو يقاطعه الرفاق والأحباب!.