كتَّاب إيلاف

المتأسلمون بأسهم بينهم شديد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تنطبق على المتأسلمين في العالم الإسلامي الآية القرآنية الكريمة التي نزلت في حق يهود يثرب والتي تنطبق اليوم حرفياً على متأسلمي هذا الزمان:"بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"
الصراعات داخل الحركات المتأسلمة دائرة بحدة وشدة في جميع حركات الإسلام السياسي. أقدم اليوم مثلاً من الجزائر التي عانت منذ 1992 حرباً أهلية فرضها عليها المتأسلمون مازالت بقاياها متأججة، وكلفت الشعب الجزائري التعيس 150 ألف قتيل، و15 ألف مجهول المصير، اختطف منهم الأمن الجزائري 5 آلاف وقتلهم، واختطف منهم المتأسلمون 10 آلاف وذبحوهم ذبح النعاج وألقوا بجثثهم في الآبار ليحرموا السكان من المياه الصالحة للشرب. الجنرال مدني مرزاق هو قائد الجيش الإسلامي للإنقاذ، الذراع العسكري للجبه الإسلامية للإنقاذ [لفيس، الذي هو الاختصار لاسمها الفرنسية ] والذي يستخدمه الإعلام الجزائري بدلاً من اسمها العربي. الجيش الإسلامي للإنقاذ عاث في الجزائر فساداً سنوات طويلة إلى أن أستسلم بفضل ميثاق المصالحة الذي اقترحه الرئيس بوتفليقه على هذا الجيش. و ذكر المرحوم محفوظ نحناح رئيس "حماس" الإسلامية الجزائرية أن الجيش الإسلامي للإنقاذ كان يقتل النساء السافرات ذبحاًُ ويقتل أعضاء حماس المتحجبات ذبحاً أيضاً،و لكنه كما قال نحناح يفصل رأس المناضلة الحماسية عن جسدها، لماذا؟ لأن حماس كانت ترفض "الجهاد" الذي يعتبره المتأسلمون "فريضة غائبة". وكما صرح نحناح أيضاً فقد ذبح جيش الجبهة الإسلامية للإنقاذ بقيادة مرزاق " 114 إمام ذبح النعاج " على حد قول نحناح. لماذا؟ يجيب نحناح "لأنهم يقيمون صلاة الجمعة في الجزائر التي أفتى قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ بمنع صلاة الجمعة فيها لأنها أرض محتلة من حزب فرنسا" أي الحكومة الجزائرية. وأقول لأخواني المصريين إن التنظيم الخاص للإخوان المسلمين الذي رأيتم طلائعه الملثمة بأقنعة سوداء مكتوب عليها "صامدون" في ساحة الأزهر الشريف، سيعيدون غداً، عندما يستولي هتلر مصر محمد مهدى عاكف على السلطة، مأساة الجزائر في مصر مضاعفة عشرات المرات !.

استضافت الأسبوعية الجزائرية المستقلة "الخبر الأسبوعي" قبل اسبوعين مدني مرزاق الذي صرح بأن شيوخ الجبهة الإسلامية للإنقاذ هم المسئولون عن الـ 150 ألف قتيل في الجزائر لأنهم رفضوا سنة 1994 إدانة قتل المدنيين الجزائريين. واعترف هو نفسه بكل وقاحة بأنه قتل المدنيين الأبرياء واختطف جنوداً مجندين لم يكونوا في حالة قتال وذبحهم، وعندما سألته الصحفية كيف سولت له نفسه بارتكاب مثل هذه الجرائم أجابها ببرود أعصاب:"لقد قتلوا [يعني الجيش] وقتلنا، هل تظنون أني خرجت بجيش الإنقاذ للجبال لصيد العصافير؟!". اعتراف مرزاق قائد الذراع العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ بمسئولية الجبهة عن جرائمه وجرائم جيشه لم يرق لقادة هذه الجبهة المنحلة المحظورة فانتدبت عنها أحد قادتها السيد عبد القادر بو خمخم ليستضيف نفسه في "الخبر الأسبوعي" العدد 414 الصادر بتاريخ 3/2/2207 ليرد على قائد ذراع جبهته العسكرية وليته لم يرد. قد كان رده مجموعة من الأكاذيب البلهاء التي يكتشفها حتى الصبيان. حقيقة "اللي اختشوا ماتوا" كما يقول مثلنا المصري الحكيم. يقول كمال زايد الذي أجرى الحديث مع قيادي من الجبهة الإسلامية للإنقاذ عبد القادر بو خمخم في هذا الحديث يرد بو خمخم على تصريحات مدني مرزاق، قائد الجيش الإسلامي للإنقاذ :"مدني مرزاق الذي أتهم فيها قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ لتضيع فرصة تاريخية لتوقيف حمام الدم عام 1994 عندما رفضوا إصدار بيان بإدانة الجرائم التي كانت ترتكب في حق الأبرياء من المواطنين".

يقول خمخم القائد في الجبهة الإسلامية للإنقاذ رداً على الجنرال مرزاق قائد الجيش الإسلامي للإنقاذ الذي لم يذكره هذا الأخير بالاسم ولو مرة واحدة كما يلاحظ "الخبر الأسبوعي" [وعدم ذكر اسم الخصم إعدام رمزي له قبل إعدامه بالفعل] :"ما ورد من أحكام [في تصريح مرزاق] تفتقد للموضوعية وتفتقر للمنطق السليم، وإنها مجرد لغط واستهلاك إعلامي وهراء سياسي وظلم وشهادة زور، إن هؤلاء الذين يرددون هذا الكلام أشبه بالببغاوات التي تردد ما تسمعه، وتجتر كما تجتر الأنعام في مرقدها، وحتى ولو كان في ذلك حتفها وهلاكها، فهي لا تعي ما تقول ولا تفقه ما تسمع... وقديماً قيل للحمار لماذا لا تجتر؟ قال: أكره الكذب، أليس هذا أفضل وصف للذين يحمّلون الجبهة الإسلامية للإنقاذ وقيادتها مسئولية ما وقع من أحداث". بالله عليكم هل في هذا السيل من الشتائم البلهاء حجة منطقية واحدة لدحض إدانة مرزاق لقيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي هي قيادته الدينية - السياسية، وما أبشع دمج الدين بالسياسة؟ والأدهي من كل ذلك أن قائد الجبهة الإسلامية للإنقاذ عبد القادر بو خمخم ينتقل من الشتائم إلى الكذب المذهل قائلاً:"يشتم من تلك الأحكام والأقوال الجزافية رائحة المكر والحقد والغش السياسي مثل قولهم "قول مدني مرزاق" أن للجبهة الإسلامية للإنقاذ جناح مسلح، فهذا في الحقيقة كلام سخيف ومن قال بمثل ذلك فهو إما مغالط، وبالتالي لا يحق له الكلام عن أحداث لا يعرفها، وإما يريد من وراء ذلك رمي أوساخه على الآخرين، لعله يجد من يصدقه ويبعد الأنظار عنه، فهذه هي الخديعة الكبري التي خسر أصحابها ما كانوا يطمحون إليه". المتأسلمون كذابون فنفس المنطق المغلوط يستعمله إخوان الشياطين في مصر حيث ينكرون دائماً وجود جهازهم السري المسلح، فلا يوجد في القنافد ما هو أملس. يعرف الجميع قراء الصحافة الجزائرية والفرنسية أيضاً أن علي بن حاج الرجل الثاني، بعد عباس مدني، في قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وجه رسائل عديدة إلى مدني مرزاق قائد الذراع العسكري في الجبهة الإسلامية للإنقاذ مشجعاً له على"الجهاد في المرتدين" وقد حجزت السلطات الجزائرية ثلاثة من هذه الرسائل نشرتها وسائل الإعلام، فبأي وقاحة تكذّب قيادة الجبهة اليوم مدعية أن الجيش الإسلامي للإنقاذ لم يكن ذراعها العسكري، ومدني مرزاق لم يكن هو القائد الذي عينته الجبهة لقيادة هذه العصابات المتعطشة لدماء الأبرياء ؟ ويمضي خمخم في الهذيان والبارانويا لأبعد حد زاعماً :" أن من كان يسمي بالطاغوت [الحكومة الجزائرية] لدي هؤلاء [الجيش الإسلامي للإنقاذ] ومن كان يسمي بالإرهاب[أعضاء الجيش الإسلامي للإنقاذ] لدي أولئك قد اتفقا على توجيه الضربات لقيادة الجبهة ومشروعها السياسي الرسالي الحضاري الطموح" لا أجد حقاً كلمات مناسبة للسخرية من وصف مشروع هذه الجبهة المتخصصة في ذبح البشر نساء ورجالاً من الوريد إلى الوريد كما قال المرحوم محفوظ نحناح بـ:" السياسي الرسالى الحضاري الطموح" قول كمان...وكمان... سوى قول عبد الحليم حافظ في أغنيته الشهيرة"حلو وكذاب"، وأنا أقول لقائد الجبهة الإسلامية للإنقاذ "بشع وكذاب". وكعادة المتأسلمين يقدم خمخم قادة جبهته الملوثة بدماء الأبرياء بأنها ضحية بريئة حتى لقائد ذراعها العسكري قائلاً :"وهكذا تحول المتهم إلى بريء يستحق الاحترام والتقدير، والبريء إلى متهم يتحمل مسئولية ما وقع ويمنع من حقوقه السياسية والمدنية، إنها معادلة الذئب مع الخروف، نفرض على المتتبعين إلي الشأن السياسي والأمني في بلادنا السخرية والاستهزاء" حقاً يا شيوخ الجبهة الملوثة بالدم، اللي اختشوا ماتوا، وكجميع قادة المتأسلمون في أرض الإسلام أبو خمخم جاهل وجهول، لا يستحق حتى حمل شهادة الإعدادية المصرية، استمعوا إليه جيداً !!! :" إن القول بأن شيوخ الجبهة الإسلامية للإنقاذ [عباس مدني، وعلى بن حاج] لم تكن في مستوى الحدث ولم يتمكنوا حتى من تحرير بيان ينددون فيه بالتجاوزات التي وقعت في تلك الفترة، هذه الأحكام والأوصاف قد توقع صاحبها في تناقض تام مع نفسه ومحيطه، أو كما يقول الفلاسفة في موضع انفصام الشخصية، وهذا الكلام مضحك،ويجب على العارف بخبايا الأشياء أن يضحك من بلاهة وسخافة هذه الأقوال، فمتى كان المصباح بحاجة إلى قنديل، والشمس إلى ضياء مصباح؟" تمعنوا جيداً في هذه الحجج الفلسفية العميقة جداً لأبي خمخم المتعمق في قراءة الفلاسفة حتى منخريه، لذلك ضاقت أنفاسه واختلط عقله فنسب انفصام الشخصية الذي هو أحد أمراض الطب النفسي إلى أقوال الفلاسفة الذين لم يجري هذا المصطلح على ألسنتهم قط في العصور القديمة أو الحديثة. الشخصية السيكوباتيه المريضة والمؤذية يتجلي مرضها بكثرة رفع الدعاوي إلى القضاء ضد الخصوم، وهكذا فقد قرر بو خمخم باسم (الفيس) القيام بدعوى ضد قائد جيش (الفيس)... ومين يصدق مين !!!.


الحديث طويل وأرجو من قرائي أن يقرئوه بأنفسهم في "الخبر الأسبوعي" ليبكي منهم من يشاء، وليضحك منهم من يشاء، و"شر البلية ما يضحك"، فقادة المتأسلمين لا يثيرون إلا الضحك أو البكاء أو هما معاً، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.فالإصرار على الزج بالدين في السياسة يفسدهما معاً ويعيث بهما فساداً كما عاثت (الفيس) وذراعها العسكري فساداً في أرض الثورة الجزائرية الطاهرة.
ashraf3@wanadoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف