كتَّاب إيلاف

أنا لست أقلية: أنا المصرى كريم العنصرين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أنا المصري كريم العنصرين *** بنيت المجد بين الإهرمين
جدودي أنشأوا العلم العجيب *** ومجرى النيل في الوادي الخصيب
لهم في الدنيا آلاف السنين *** ويفنى الكون وهما موجودين
لك على اللي خلانــــــــــي ***أفوت أهلي وأوطاني وأقول
حبيب أوهبت له روحـــي*** لغيره لا اميل تاني


غنى سيد درويش هذه الإغنية كجزء من مسرحية "شهرزاد" فى القاهرة عام (1921) المسرحية من تأليف عزيزعيد أما الأغانى فكانت من تأليف عبقرى العامية المصرية الأول محمود بيرم التونسى، إيه الجمال ده، بيرم الذى هاجر من تونس يعتبر عبقرى العامية المصرية !! ويقول "أنا المصرى" بدون أى حساسيات، أما "كريم العنصرين" فهما عنصرى الأمة (المسلمون والمسيحيون). وفى مسرحية (نجيب الريحانى) (قولوا له) عام (1919) من تأليف بديع خيرى يغنى سيد درويش إغنية " قوم يامصري مصر دايما بتناديك "، ويقول فى منتصفها :

حب جارك قبل ماتحب الوجود"
قال ايه نصارى... ومسلمين.... قال ايه.... ويهود
دي العبارة نسل واحد م الجدود"

...........
والعلم المصرى الأخضر الجميل والذى كان يحتضن هلاله ثلاثة نجوم تمثل عناصر الأمة فى هذا الوقت (المسلمون والمسيحيون واليهود) هذا العلم إختفى فى عام 1954.

أنا لا أطالب بعودة العلم الأخضر ولكنى أطالب بعودة روحه ومدلوله، أطالب بعودة التآلف بدلا من التناحر، ليس فقط فى مصر بل فى المنطقة كلها والتى أصبح يضرب بها المثل فى تبنى العنف لحل أى خلاف أو نزاع، أى نزاع يمكن حله بالكلام والتفاوض ومحاكم الصلح أو المحاكم المدنية أو المحاكم الدولية، أما العنف والقتل فهو ما يتبعه المجرمون والقتلة فى حل نزاعاتهم.

ولا يعرف شعور "الأقلية" إلا من عايشه يوميا وأكله وشربه، وأحكى لكم حكاية طريفة حدثت لى عندما ذهبت لأول مرة لإستخراج رخصةالقيادة فى أمريكا، فقد فرغت من كافة الإجراءات والإختبارات، وذهبت إلى الموظفة التى تراجع البيانات قبل طبع رخصة القيادة، ودار الحوار التالى بيننا:
- Mr. El-Behiri what is your race?
- I donrsquo;t know!!
(She laughed)
- Are you White?
- No.
- Are you Black?
- No.
- Are you Hispanic?
- No.
- So, which race do you belong to?
- I belong to the ldquo;Human Racerdquo;!!
(She laughed again)
- Really, I have to put something in the computer, it will not show on your Driving License, but we need it for statistic reasons.
- I donrsquo;t like to be categorized by race.
- Please help me here Sir, I have a category called ldquo;Othersrdquo;, shall I put you others?
- OK, I agree, I am ldquo;Othersrdquo;!!
hellip;hellip;hellip;hellip;hellip;hellip;hellip;hellip;hellip;
الترجمة:
- مستر البحيرى من أى جنس أنت ؟
- لا أعرف.
- (ضحكت الموظفة)
- هل أنت أبيض؟
- لا
- هل أنت أسود؟
- لا
- هل أنت من أصول أسبانية (لاتينية)
- لا
- إذن إلى أى جنس تنتمى ؟
- أنتمى إلى "جنس الإنسان"
(ضحكت الموظفة)
- حقيقة، لا بد أن أضع شيئا فى الكومبيوتر، ولن يظهر على رخصةالقيادة، ولكننا نحتاج تلك المعلومات لغرض إحصائى فقط.
- أنا لا أحب أن أصنف حسب جنسى.
- سيدى ساعدنى قليلا، لدى هنا تصنيف يقال له "آخرون"، هل أضعك تحت "آخرون".
- أنا موافق، أنا "آخرون"!!
هذه قصة حقيقية، ولكنها من المرات القليلة فى أمريكا والتى شعرت فيها بأننى أقلية. وهو شعور بغيض، ناهيك عن التفرقة فى المعاملة أو الوظائف أو فى أى حق من حقوق المواطنة، ولست أدرى كيف كان يعيش السود فى أمريكا عندما كانوا يعيشون فى ظل نظام تفرقة بغيض، عندما كانوا مجبرين أن يجلسوا فى المقاعد الخلفية فى الأتوبيسات حتى جاءت سيدة شجاعة من الجنوب الأمريكى (روزا باركر) ورفضت أن تخلى مقعدها الأمامى فى الأتوبيس، وكانت أحد العلامات البارزة فى تاريخ حركة العصيان المدنى والتى قادها مارتن لوثر كنج، وإن إنتهت حياته بإغتياله lsquo; إلا أنه أصبح من أبرز الزعماء الأمريكيين على الإطلاق حتى أن يوم ميلاده أصبح أجازة رسمية أمريكية وبفضله وبفضل غيره من الزعماء السود ربما تشهد أمريكا أول رئيس أسود فى تاريخها، حيث أن السناتور (باراك أوباما) يعتبر فى مقدمة المرشحين للرئاسة من الحزب الديموقراطى.
....
وأذكر حكاية أخرى، فى مساء يوم 11 سبتمبر 2001 المشئوم، إتصلت بنا جارة أمريكية كانت تخشى علينا من إنتقام بعض المهاوييس الأمريكان، ونصحت زوجتى بألا نرسل البنات إلى المدرسة، فرفضت تماما، وقلت لزوجتى إذا عوملت أى بنت من بناتى بشكل عدوانى من قريب أو من بعيد فسوف أكافح للإحتفاظ بحقوق "المواطنة"، لأننى أمقت التفرقة وأرفض أن أعامل كمواطن من الدرجة الثانية لأى سبب كان.. وفعلا ذهبت البنتان إلى المدرسة ولم يحدث أى مكروه لهما من بعيد أو من قريب.
....
عزيزى الإنسان فى أى مكان، تذكر جيدا أننا ننتمى إلى " نسل واحد" وعلى رأى عمنا سيد درويش وبديع خيرى :
" ده نسل واحد من الجدود"
فأنت تنتمى إلى "جنس الإنسان" يجب عليك أن ترفض تصنيفك بأى شكل آخر، وإن كان ولا بد، ldquo;Othersrdquo; إطلب أن توضع فى خانة "آخرون"
...........
samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف