كردستان العراق برسم الفتنة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كردستان لاكردياً(عربياً مثلاً)، كما أرّخ الباحث الكردي القدير إبراهيم محمود ل"صورة أكرادها" (صورة الأكراد عربياً 1992) يوماً، وبحث في شئونهم التي طالما كانت شئوناً في مهب التاريخ(الكرد في مهب التاريخ 1995)، كما كانت في مهب الجغرافيا(ولاتزال)، وقرأناها.
كردستان الآمنة والمستقرة، حسب كلّ الأرقام والبيانات القادمة من جهة "الوحل العراقي الراهن"، وآمننا بها.
كردستان "العاقلة" التي لم تنجرّ وتُستدرج حتى الساعة، إلى جهة "اللاعقل"(جهة الإفتاء بثقافة القتل والتفخيخ والبغض والكراهية؛ جهة "جنود وفيالق وجيوش السماء" التي أرّخت ل"أبشع" صورةٍ لله، في "تاريخه المعاصر"، على الإطلاق)، و"ركعنا" لرجاحة عقلها وعقل أكرادها.
ولكن ماذا، كردياً(من الكرد إلى الكرد)، عن صورة كردستان الواقعة(لا المحتملة)، كردستان الحقيقة(لا الوهم)، كردستان الرقم، في المعادلة العراقية الأصعب(لا الشعار فيها)؟
ماذا، كردياً، عن "صورة أكرادها"، وصورة "عقلائها"(كما وصفهم د. شاكر النابلسي في أكثر من مناسبةٍ، ولا يزال، ب"عقلاء العراق الحقيقيين الواقعيين النابهين "/ الحوار المتمدن، العدد 1709، 10.2006.20 )؟
ماذا، كردياً، عن "صورة بعضِ آسايشها/ أمنها"، و"صورة بعض جهاتها"(الرسمية والغيررسمية)، و"صورة بعض إعلامها"، و"صورة بعض شيوخ فتاويها الملقمين المدججين"؟
أجل، ماذا، كردياً، عن صورة هذا البعض من كردستان "العاقلة"، حيث اللاعقل في العراق قائم على قدمٍ وساق، إذ يقيم الدنيا، إرهاباً وقتلاً وبطشاً، ولايقعدها؟
بالأمس القريب جداً(15.02.07،14) كادت حادثة "خطف شابين إيزيديين لفتاة كردية مسلمة...كذا"(كما أخبرتنا بعض وسائل إعلام إقليم كردستان)، كادت أن تجرّ منطقة الشيخان(أحد أكبر معاقل الإيزيدية في كردستان العراق، حيث يصل تعدادهم إلى 650 ألف إيزيدي في عموم العراق، والجهة الأكثر قدسيةً في الإيزيدية، حيث قبلتها لالش)، إلى "فتنة طائفية بإمتياز" لا أوّل لها ولا آخر.
بُعيد ساعاتٍ فقط من انتشار الخبر الفتنة، تحوّلت "حادثة الخطف" هذه إلى حدث طائفي ديني بإمتياز، إذ صار الكلّ الإيزيدي(بلاداً وعباداً) من جهة البعض المسلم، الذي تبنّى "الثأر والإنتقام" ل"شرفه"، مستهدفاً. فكان حصاد "طيور الظلام" وشيوخ إفتائهم المدججين، إعدام مزارات دينية لا حول لها ولا قوة(مزار الشيخ مَند)، وحرق مراكز ثقافية إجتماعية(مركز لالش الثقافي والإجتماعي)، و هتك دور عبادة لتأدية الطقوس الدينية والإجتماعية(قاعة الشيخ حسين بابا شيخ)، وترهيب أبناء الطائفة الإيزيدية بمن فيهم القائمين على رأس مجلسهم الروحاني الأعلى، وفي مقدمتهم الأمير تحسين سعيد بك(حيث أُحرقت البعض من ممتلكاته الخاصة، ولمشاهدة جانب من جوانب هذا الإرهاب، يُنقَر هنا http://www.bahzani.dk/services/forum/showthread.php?t=13608 ).
كلّ هذا "الحصاد الإرهابي"، كان انتقاماً ل"شرف فتاةٍ مسلمة" قيل أنّها "خُطِفت" من قِبل "شابين إيزيديين. وكان في مقدمة القائمين على شئون هذا "القال والقيل"، بعض "شيوخ" الإعلام الحاكم في كردستان، حيث لا يزالون يصرّون على إذاعة الحدث إنترنتياً، بإعتباره "خطفاً لفتاةٍ مسلمة، من قبل شابين إيزيديين، بهدف الزواج" (يُنظر مثلاً http://www.pukmedia.com/arabicnews/16-2/news6.htm). علماً أنّ كل الجهات الإيزيدية الرسمية والغير رسمية(بشخصياتها وجمعياتها وأحزابها) نفت(ولاتزال) هذا الخبر، في كونه هكذا طائفياً ملفقاً. فهم أصرّوا منذ البدء(ولايزالون)، كما تشير غالبية بياناتهم وتصريحاتهم(بما فيه نداء أمير الإيزيدية/ 16.02.07، وبيان الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والإجتماعي/ 16.02.07 في كردستان العراق) على ضرورة مثول الكلّ(إيزيديين ومسلمين)، لحكم العقل والقانون(لا لحكم اللاعقل والإحتقانات الطائفية).
لاشك أنّ الحادثة(في كلّ احتمالاتها الواقعة منها والمفبركة) تدخل في حيز الحق الخاص والخاص جداً.
فلنقل جدلاً أن الحادثة، هي حادثة "خطفٍ لفتاة كردية مسلمة من قبل شابين إيزيديين"، رغم أنّ الإيزيديين، بعامتهم وخاصتهم، ينفونها بالقطع. ولكن السؤال هو، لماذا تكون عواقبها، في كردستان "العاقلة" هذه، النيل من الكلّ الإيزيدي، ديناً ودنيا؟
لماذا استهداف الكلّ الإيزيدي(بما فيها مقدساتهم وجهات آلهتهم)، من قِبل بعضٍ كرديٍّ مسلم، واختزاله لكلّ الإيزيدية، بهذه "العقلية الظلامية"، في "شابّين"، كلُّ ما يمكن أن يُقال عنهما أنّهما "نفَرين وحسب" من أبناء هذه الطائفة، قيل "مفبركاً" أنّهما "خطفا فتاة مسلمة، بهدف الزواج"(وهو ما نفاه الإيزيديون وأعلنوا على الملأ تسليم القضية بصحيحها ولا صحيحها، إلى القانون، لتأخذ العدالة مجراها)؟
أين كانت قوى الآسايش الكردية "العاقلة"، حين أفتى "فقهاء الظلام"، بإعدام دور عبادةٍ، ومزرارات، ومراكز ثقافية واجتماعية إيزيدية، هي تدخل أولاً وآخراً، في حيز الحق العام، والقانون العام، والإجتماع العام، والعيش العام، والعقل العام، والثقافة العامة، وكردستان العامة؟
كيف لحادثةٍ خصوصية جداً كهذه، أن تُستغَل هكذا "عمومياً"، وتُقيم كردستان في بعض جهتها(مسلمين وإيزيديين) ولا تقعدها، وهي "العاقلة" التي لم تنجرّ، للآن، إلى هكذا "وحولٍ"، لن يحصد فيها أكرادها/ كلّ أكرادها(فيما لو نُصِبت أو وقعت) سوى اللاأمان واللاإستقرار، فضلاً عن العنف والعنف المضاد؟
أين هم "عقلاء الكرد" وبعض "شيوخ إعلامهم" لا تزال(حتى تاريخ تدوين هذا المكتوب 16.02.07) تصرّّ على الخبر الفتنة، بإعتباره خبراً "أكيداً": "خطفاً إيزيدياً أكيداً، لفتاةٍ مسلمة أكيدة، بهدف الزواج الأكيد"؟ علماً أن هذا(حتى لو حصل بالفعل)، يدخل حكماً وبالمطلق، وتبعاً ل"دفاتر إيمان الديانة الإيزيدية"، في خانة "الممنوع" و"اللامشرّع به"، إيزيدياً قبل إسلامياً.
كيف وبأيّ ضمير إعلامي و "وطني"(في ظلّ هذا الهدم الطائفي لعراق الوطن) تسمح جهة إعلامية كردستانية مرموقة، ب"فبركة" الخبر(بعد احداث شغب وحرق بعض الممتلكات الخاصة باخواننا الايزيديين، نتيجة خطف شاب ايزدي لفتاة مسلمة بهدف الزواج...كذا)، وكأنه "خبرٌ كليّ الوقوع لأنّه صحيح" (دون تنسيبه مثلاً إلى أيةِ جهة رسمية مخوّلة أو حتى غير رسمية)؟
ألا يبرر هذا "الخبر" اللاحيادي واللاعاقل، ضمناً، "أحداث الشغب والحرق" هذه بحق "الإخوان الإيزيديين" العام، وكأنّه ردة فعل أو نتيجة "طبيعية أو متوقعة" لفعل "الشاب الإيزيدي الذي خطف الفتاة المسلمة بهدف الزواج"؟
وعليه، كيف لخبرٍ "طائفي وفتنوي بإمتياز" و"لا عاقل"، كهذا، أن يخترق بعض الإعلام الكردي الحاكم، يمكن استغلاله وتعبئته سياسياً، لصالح "جهات إسلاموية فتنوية"(وهو ما حصل بالفعل)، تريد جرّ كردستانهم الآمنة، إلى شفير الهاوية الأكيدة؟
سبق ووقعت حوادث أخرى معكوسة(ذكورة مسلمة مع أنوثة إيزيدية)، في السياق ذاته، وبين الإيزيديين والمسلمين ذواتهم، وفي كردستان ذاتها، ولم "تسرّب" المنابر الإعلامية الحاكمة ذاتها، "نصف خبرٍ"، ليريحوا به "ضميرهم الإعلامي" في أقل تقدير؟
قطعاً، لست مع أيّ خبرٍ، من شأنه أن يعيد الحاضر إلى الماضي اللاعاقل، وإلى أخطائه، ومجازره، وحماقاته، وثاراته، و"فتوحاته"، من أية جهةٍ كانت.
وفي هذا السياق(الإحتقان الطائفي)، تحديداً، أقول: إنّ ما وقع في الماضي، من فرماناتٍ، وثاراتٍ، وإعداماتٍ، وإقصاءاتٍ و ارتكاباتٍ لثقافة المحو، في حق الآخر، لمجرد أنه مختلف، قد وقع.
قال التاريخ قولته(ما له وما عليه) ومشى، ولنا أن نقول هذا التاريخ بصوتٍ عالٍ، لأجل حياةٍ عالية، في راهنٍ عالٍ يليق بثقافة الإنسان العالي في هذه الحقبة الكونية الأعلى أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
أن نقول التاريخ وندرسه ونأخذ العبر منه، لايعني ولا يبرر إطلاقاً أن ننتقم به وبفرمانات سلاطينه، من راهننا.
فليس من العقلانية بمكان، أن ننتقم بماضينا الثقيل من حاضرنا.
والحال، هي حماقة ما بعدها حماقة أن نحمّل عبئنا وعبئ راهننا و أولادنا، دفع فاتورة حماقات ماضٍ أو تاريخٍ، لم نقرره نحن بأنفسنا، كما لم نكن نحن من المؤسسين له.
وما حصل بالأمس، من عنفٍ ضد الإيزيديين في عقر دارهم، وإعدامٍ لمزاراتهم ودور عبادتهم، على أيدي "غوغاءٍ تحت الطلب"، قد حصل. ولكن هذا "الماحصل" تحت ذريعة الثأر "لشرف الدين والعشيرة"، ليس تاريخاً، بل هو اليوم. هو الراهن بلحمه ودمه.
هذا "الماحدث" لا يمكن إعرابه، باعتباره "خبراً" في ذمة "كان". بل هو الآن "اللامؤتَمَن عليه"، الذي يمكن لنا في أيّة لحظة، أن نمسي ونبيت ونصبح عليه.
هذا "الماوقع"، ليس حدثاً عرضياً، كي يمرّ المراقب لحال الكرد(وتمرّ معه القيادات الكردية القابضة على زمام الأمور في كردستان العراق)عليه مرور الكرام.
إنه الحدث اللاسهل، كردياً، لكونه الأسهل توظيفاً، لإشعال فتيل فتنة طائفية، كرديةـكردية، لن يُحمدَ عقباها.
إنه الحدث اللاسهل، والطريق الطائفية الأكثر سالكةً، راهناً، لعبور صناع القتل والقتل المضاد، كردياً، إلى كردستان، التي عاشت طيلة سني "الموت العراقي بإمتياز" الماضية، في استقرارٍ وأمانٍ يُشهد لها.
في هذا الحدث الفتنة، طفت مفرزات الإحتقان الطائفي، كردياً، القادم من تراكمات الماضي، على سطح علاقة الكردي المسلم، الفوقية بإمتياز، مع شريكه الكردي الآخر اللامسلم(الإيزيدي هنا مثالاً)، في كردستان المكان والزمان والسياسة.
اليوم(16.02.07) نقلت بعض وسائل الإعلام الكردية نبأ تشكيل لجنة تابعة لجهة وزارة الداخلية في الإقليم(مكونة من السادة أمير الإيزيدية مير تحسين سعيد بك، ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الإيزيدية عيدو بابا شيخ ومسعود سالَيي) لغرض متابعة الأحداث ودراستها ومن ثم اقتراح الحلول الناجعة لمعالجتها. وهذه بادرة جيدة.
ولكن السؤال المطروح هنا، هو، كيف ستتعاطى هذه اللجنة إلى جانب لجان أخرى(ربما أمنية)، مع هذه القضية؟
هل ستتعاطى مع القضية بإعتبارها قضيةً مدنية "خفيفة" عابرة، أم بإعتبارها قضية سياسية "من الوزن الثقيل"؟
هل ستنّظر فيها، على أنها "قضية اعتداء عشائري بغرض مسح العار"، كما قيل، أم على أنها "قضية اعتداء طائفي، بغرض إرهاب الآخر المختلف ومحوه"؟
هل ستدرسها في كونها "قضية أعمال شغبٍ"، كما رُوّج لها، أم في كونها "قضية أعمال عنفٍ وإرهاب"؟
هل ستتعاطى اللجنة إياها، في عدّها "تاريخاً" قد عبر ومضى، أم ستتناولها بإعتبارها، حاضراً ممكناً قد يكون في أية لحظةٍ ممكنة؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير، تنتظر من اللجنة المذكورة أعلاه، الإجابة عليها.
في ظني، أنّ ما حصل هو أكبر من أن تحلّها لجنة أو حتى وزارة، مهما كبُرت أو توسعت صلاحيتها.
ما حصل، يجب أن يُبحث فيه، على مستوى البرلمان، والحكومة، ورئاسة الإقليم.
في هكذا "أحداثِ عنفٍ"، وفي إقليمٍ كثيرٍ، إثنياً ودينياً، ككردستان(إذ هو بعضٌ من العراق الراهن الذي يُقتل بعضه بعضاً، يومياً، على ذات الموال الطائفي الشنيع، وذات الإرهاب)، لا يمكن للحلول الوسط أو أنصافها، أن تكون، إلاّ "حلولاً مسكّنةً ومهدّئةً"(لا أكثر ولا أقل)، لتاريخٍ طويلٍ من "الإحتقان الطائفي"، الذي بات "حاضراً واقعاً"، وبقوة.
الذي حصل، تتحمل "حكومة الشيخان"، قسطاً كبيراً من المسؤولية تجاهه. والدليل هو الفلتان الأمني الذي وجد فيه الغوغائيون فرصةً، لإعدام ماشاؤوا من مزاراتٍ، وبيوتٍ للعبادة، ومراكز ثقافية، وإرهابٍ للناس، على مرأى ومسمع رجال الآسايش. وهو الأمر الذي اقتضى لاحقاً استجواب البعض من القائمين على إدارة منطقة الشيخان وحفظ الأمن فيها، وثم توقيفهم لأيامٍ(كما قيل) على ذمة التحقيق.
في ظني، إنّ المشكلة الأساسية للحكومات الكردية المتعاقبة(في السليمانية وهولير سابقاً) وكذا الحكومة الراهنة الموحدة، هي الركون إلى "الحلول المهدئة" لدى التعاطي مع المأزوم من القضايا والملفات.
وللإيزيدية مع هذه الحكومات ملفات وملفات، قال القائمون عليها، مراراً، أنهم سيعالجونها، ولكن دون جدوى.
قالوا للإيزيديين صوّتوا للدستور فصوّتوا ب"153 ألف صوت"، وهو الأمر الذي أنجح الدستور تاريخئذٍ. وحسب بعض الإحصائيات، "لو قال نصف الايزيدية، آنذاك، لا للدستور لسقط بالثلثين في محافظة نينوى، ولرجع العراق الى نقطة الصفر في العملية السياسية".
قالوا للإيزيديين، في الإنتخابات البرلمانية العراقية (15.12.2005)، صوّتوا لقائمة "التحالف الكردستاني"، فلبّوا النداء، وصوّتوا بحوالي "110 ألف صوت"، ولم تتكرّم قيادة "القائمة الكردستانية"، آنذاك، على إيزيدييها، ولا ب"نصف مقعد" من مجموع مقاعدها ال "54". علماً أنهم كانوا قد وُعدوا من جهة القيادة ذاتها، أكثر من مرة، بأكثر من مقعد، في حين كان من حق الإيزيديين، حسب أرقام حصاد أصواتهم، "3" مقاعد برلمانية، على الأقل.
قبل أيام فقط (14.02.07) تمّ تعيين السيد محما خليل قاسم عضوا في مجلس النواب العراقي بدلا من السيد روز نوري شاويس الذي اصبح عضوا في المجلس السياسي للبلاد.
قالوا وقالوا وقالوا...وما أكثر القائلين، ولكن من سيفعل...،للأسف، لا حياة لمن تنادي؟
هذا "الماحصل" و"الماحدث"، لا يمكن التأريخ له، وكأنه مجرد حادث "اعتداء عابر".
الذي حصل، هو بداية فتنةٍ طائفيةٍ، كرديةٍـكردية، حقيقية، على "عقلاء الكرد" التنبه لها وأخذ الحيطة والحذر الشديدين منها، وبالتالي التصدي لها بكل السبل "العاقلة" المتاحة، والحؤول دون تكرار مثل هذه الأحداث الطائفية التي من شأنها الإخلال بأمن الكلّ/ كلّ إقليم كردستان بكلّ مكوّناته الإثنية والدينية، وبالتالي التفريط بفوق كردستان وبتحتها؛ براهنها وبالقادم منها.
و"الحيطة" هاته، سوف لن يحصل "الأخذ بها"، ولن يُكتب لها الوقوع "العاقل"، في رأيي، دون حل المشكل الطائفي، كردستانياً، المُحتقن، تاريخياً أصلاً، من جذوره، وذلك من خلال تفعيل المشاركة المدنية والسياسية، لكافة المكوّنات والطوائف والشرائح والأحزاب الكردستانية(العراقية)، في صناعة القرار الوطن، والقرار البرلمان، والقرار الحكومة، والقرار القانون، والقرار الحق المدني، والقرار القضاء المستقل...الخ.
داخلياً، أعتقد أنّ السياسات "القديمة" و"المهرهرة"، التي أكل الزمن عليها وشرب، والتي على أساسها، تعاملت القيادات الكردية الحاكمة لكردستان(ولاتزال) مع المكوّنات الكردستانية(الأقليات الإثنية والدينية في الدرجة الأساس) البعيدة كلّ البعد، عن مطابخ صناعة القرار ومراكزه، المتمثلة في صقور الحزبين الكرديين الرئيسيين، لن تجدي نفعاً، في القادم من الأيام، وستزيد من طين كردستان بلةً، لا سيما في ظل تفشي ثقافة الفساد والإفساد في كلّ مفاصل الإقليم وهرمه المؤسساتي.
المواطنة أولاً، والمواطنة أخيراً، تلك هي الطريق "العاقلة" إلى كردستان معقولة، آمنة، حرة، ونظيفة.
تلك هي الطريق "المعقولة"، إلى كردستان عاقلة، وكثيرة بأكرادها ولاأكرادها، بمسلميها ولامسلميها، وبعقلائها ولا عقلائها. ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، كما يُقال.