مصحف فاطمة 6
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لعبة اللغة في قضية مصحف فاطمة
تلعب اللغة دورا جوهريا في تصميم وتوجيه موضوعة (المصحف الفاطمي) المزعوم، فقد صيغ خبر المصحف ــ أحيانا ــ بلغة مبهمة ولكنها لغة (لعوب) في ا لمطاف الأخير، قابلة للتصالح مع تطرف لا نعرف سببه من حب أو دسيسة، وقابلة في الوقت ذاته للتصالح مع تأويل يصرفها عن أدب التجاوز على تأبيدات الإسلام، والتي أكدها إئمة أهل البيت عليهم السلام في روايات لا لبس بها، أسميتها في حلقة سابقة (روايات ما فوق).
كانت لغة لا أشك أنها مصنوعة بدقة، ولا أشك أبدا أنها مدعومة بسهر من ليال النسج الفني الماهر، تحوكه دواخل ذات مرتبكة بفتنة الحب الأعمى، الطاغي، أو الفتنة في دين الله عز وجل، وأهل البيت براء من هذا الهراء.
نحاول الآن استعراض بعض النماذج هنا من نقد سندي سريع، مع العلم لا يحتل النقد السندي عندي أهمية كبرى قياسا على لعبة اللغة في صياغة الأخبار.
الرواية (1)
(حدّثنا أحمد بن محمّد،عن الحسين بن سعيد الجمال، عن أحمد بن عمر،عن أبي بصير... مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرَّات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، وإنّما هو شي أملاها الله وأوحى إليها) / بصائر الدرجات 3 ص 152 ح 3 /.
أصل الرواية في (أصول الكافي) كما مر بنا سابقا / جزء واحد ص 294 حديث واحد من باب 96 / ولكن (الصفار) أو أحد شيوخه زاد على الرواية شيئا مخيفا (وإنما هو شي أ ملاها الله وأوحى إليها) !
تحتشد الرواية بمفردات لصيقة بمفردات جوهرية صميمية في بنية الإسلام العزيز (القرآن، الإملا ء من الله، الوحي، الوحي إلى...) ومن الصعب جدا تصور هذا الحشد لمثل هذه المفردات بريئا !
أعلم جيدا إن هناك من يتصدى للقول أن الوحي معان، فتلك مريم أوحى الله إليه كلمته، وتلك النحل أوحى الله إليها طريقها، ولكن ألا يحسن بنا القول، أن الإئمة عليهم السلام حذرون من كل ما يسي الفهم، ويخلط الفكر، خاصة وأن مفردة (الوحي)ــ وما يتصل بها ــ إنصرفت إلى حد ما إلى ذلك المعنى السماوي المفارق في زمن صا دق أهل البيت عليهم السلام ؟ وهل عدم الإمام البيان الذي لا يُسيئ ولا يُساء ؟
ولست ادري ما هو وكيف هو إملاء الله ؟
يقول بعضهم إن مثل هذا اللبس يمكن أ ن يرفع إذا إحتكمنا إ لى مسلِّمة أولى اختمرت في الضمير المسلم، وتحولت إلى بديهة قائمة أبدا، تلك هي إنقطاع الوحي بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مما يعطي للوحي هنا معنى آخر على غرار (وأوحينا إلى النحل)، وغرار (وأوحينا إلى أم موس، ورغم وجاهة التفسير، ولكن أليس هي مغامرة كبرى أن نفسر ظاهرا مريبا وإن كان على درجة في ضوء مسبق مُفترَض ؟ فلا يعلم سر هؤلاء الذين يروون مثل هذه الروايات المريبة ألا الله عز وجل.
أني أمعن النظر في نسيج الرواية، في تضاعيفها، في لعبتها، فهناك عملية سير مرصود بكل ما من شأنه أن يثير التصور المغلوط والمخيف، بصرف النظر عن أوليات الناقلين، وبصرف النظر عن وثاقتهم الظاهرة.
لعبة اللغة الخفية ! وما وراء اللعبة لا عبون ماهرون، والضحية نحن، والجريمة بحق أصدق خلق الله عز وجل، أولئك هم أهل البيت.
(مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد)، والتفسير أن القرآن ليس فيه (ما يكون) وإنما هو تشريع وحسب، ولكن لماذا المقارنة بالقرآن ؟ لتكن المقارنة بكل كتب الدنيا التي كتبت قبل القرآن وبعد القرآن، ثم أين نضع تلك الروايات التي تقول عكس ذلك تماما، فـ (مصحف فاطمة) تشريعي وليس تكوينيا ؟!
لغة مبهمة...
الإبهام مقصود...
الزيادة من (الصّفار) أو أحد شيوخه كما قلت، وإذا كانت رواية (الكافي) ضعيفة كما ذكرنا سابقا، فكيف الحال مع زيادتها هذه ؟
لا يوجد في كتب الرجال (الحسين بن سعيد الجمّال)، وأكبر الظن هناك تقديم وتأخير بالالقاب في السند، فإن (حسين بن سعيد) هذا يروي مباشرة في السند عن (أحمد بن عمر) وفي كتب الرجال عندنا (أحمد بن عمر الجلاب)، و(أحمد بن عمر الحلال)، والأول مجهول وا لثاني ثقة / المعجم 2 ص 179 /. فإن (الجمال) قد تكون تصحيفا(للحلال أو تصحيفا للجلاب). على أن بعضهم يمكن أن يصرف (الحسين بن سعيد الأهوازي) إلى (الحسين بن سعيد الأهوازي)، على إعتبار أن هناك من يروي عنه بأسم (أحمد بن محمد)، كما أنه يروي عن (أحمد بن عمر)، فبلحاظ ذلك يمكن تقريب الرجل بأنه (الاهوازي)، ولكن يشوب ذلك كثير من الغموض والصعوبات، فإن (الحسين بن سعيد الأهوازي) هذا يروي عن أكثر (أحمد بن محمد، وأحمد بن محمد أبو جعفر، وأحمد بن محمد بن خالد، وأحمد بن محمد بن خالد، وأحمد بن محمد بن عيسى) /ا لمعجم 5 ص 248 /. وفيهم الثقة والمجهول.
فهل يمكن الإعتماد على هذه الرواية في مثل هذا الامر الخطير الملتبس ؟
لغة غامضة...
سند مبهم...
ولكن ما يسهل الخطب حقا، إن كتاب (بصائر الدرجات) لم يصل لنا بطريق معتبر.
الرواية (2)
(حدثنا محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّأد بن عثمان، عن علي بن سعيد... والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله وإنه لإملاء رسول الله وخطَّه علي بيده...) / بصائر الدرجات 3 ص 153 ح 5 /.
فالمصحف إذن لم يكن من إملاء الله، بل هومن إملاء النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وخط علي عليه السلا م، وكان في زمنها بطبيعة الحال، أي زمن فاطمة سلام الله عليها. وبلا شك هناك فوارق مهمة بين هذه الرواية وسا بقتها كما هو واضح لأدنى نظر.
لعبة اللغة هنا تكرر عبقريتها الرهيبة، فهذا المصحف لا يحتوي شيئا مما هو في القرآن الكريم، وبالتالي، كنتيجة طبيعية هناك ما يكمل القرآن، ذلك هو مصحف فاطمة !! القرآن إذن ليس كافيا، هناك فراغ في كتاب الله، وجاء مصحف فاطمة الذي هو من إملاء الله أو من إملاء النبي ليسد مسد هذا الفراغ اللعين.
بالفعل !
فإن مصير بني الحسن وما يملكون وغيرها من حوادث أخرى ليست في كتاب الله، وما على الإمام سوى أن يهرع لمصحف فاطمة كي يسد هذا النقص !!
يبدو هنا يكمن السر، فمن أجل أن نقيم الحجة على تجرد بني الحسن من حق الخلافة فما علينا إلا أن نختلق مثل هذا المصحف اليتيم !
هل عدم الإمام الصادق القوة البرهانية للتدليل على عدم أهلية أو شرعية بني الحسن للخلافة كي يستعين بمصحف فاطمة الذي لا تساوي فيه هذه المعلومة شيئا يذكر أمام هذا الحشد الهائل من الأسرار الكونية و المستقبلية ؟
الصياغة اللغوية لعينة هنا، تحاول بطريق خفي الإيحاء بأن هناك عدلا لكتاب الله، عدل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ذلك أنه كتاب معصوم، ما دام من إملاء الله أو من إملاء نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
مسافة كبيرة بين أن يملي الله مصحف فاطمة وبين أن يمليه رسول الله، ولكن هذه المسافة ترسم لنفسها مسارا آخر عندما تصادفنا رواية جديدة لتعلمنا أن المصحف كا ن من إملاء ملك ! وليس هذا فقط، وبعد وفاة أبيها !!
الرواية رقم (3)
وفي دلائل الإمامة لجرير بن رستم الطبري ص 27 نقرا إن هذا المصحف كان كتابا موجودا في السماء و أنه نزل جملة واحدة على فاطمة عليها السلام بواسطة ثلاث ملائكة (... جبرائيل وإسرافيل وميكائيل... فهبطوا به وهي قائمة تصلي، فما زالوا قياما حتى قعدت، ولما فرغت من صلاتها سلموا عليها، وقالوا : ا لسلام يقرئك السلام، ووضعوا المصحف في حجرها).
والحمد لله الكتاب غير معتبر، والرواية ضعيفة أ صلا، ومن الواضح أ ن واضعي الرواية كانوا يريدون أن يجعلوا من مصحف فاطمة هذا عد ل الكتاب الكريم، ولكن يجب أن يتخذ ما يمتاز به على أو عن الكتاب المجيد، فإذا كان الكتاب الكريم نزل فرقا، فإ ن مصحف فاطمة المزعوم نزل دفعة و احدة، وإ ذا كان الكتاب الكريم نزل بواسطة ملك وا حد هو جبرائيل عليه السلام، فإن مصحف فاطمة نزل بواسطة ثلاث ملائكة، كان جبرائيل أحدهم، وإذا كان الكتاب الكريم ينزل وحيا على صد النبي العزيز، فإن مصحف فاطمة نزل في حجرها كاملا
الرواية رقم (4)
(حدّثني أحمد بن محمد ومحمّد بن الحسين،عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة... كان جبرائيل يأتيها ـ فاطمة عليها السلام ـ يأتيها فيحسن عزاها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن ا بيها ومكانه، ويخبرها ما يكون بعدها في ذرّيتها وكان علي يكتب ذلك فهذا مصحف فا طمة) / بصائر الدرجات ص 154 ح 6 /.
سبق أن ناقشنا في الراوية (أبي عبيدة).
كان المصحف من إملاء الله، ثم تنزلت درجة الإملاء فصارت من إملاء رسول الله، والأن نلتقي بدرجة أدنى، فقد كان من إملاء ملك، ذلك هو جبرائيل !
الراوية رقم (5)
(حدّثنا عبد الله بن جعفر، عن موسى بن جعفر، عن الوشّاء، عن أبي حمزة،عن أبي عبد الله عليه السلام، قال : مصحف فاطمة ما فيه شي من كتاب الله، وإنّما هو شيء القى عليها بعد موت أبيها صلى الله عليهما) / بصائالدرجات ج 3ص 159 ح27 /.
في السند : الوشاء لم يوثق في كتب الرجال، فضلا عن أن كتاب بصائر الدرجات لم يصلنا بطريق معتبر. وهنا نلتقي بصورة جديدة فيما يخص مصحف فاطمة، فهو المصحف ألذي ألقي عليها بعد وفاة أبيها، فهو إذن ليس من إملاء أبيها سلام الله عليه، ولم يكن ظرفه الزماني هو ظروف حياة النبي الكريم !
تناقض كبير واختلاف محير.
الرواية رقم (6)
(... عن عمر بن عبد العزيز، عن حمّا د بن عثمان، قال... إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لايعلمه إلا الله عزّ وجل فأرسل ا لله إ ليها ملكا يسلّي غمّها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال : إذا احسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأ علمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا، قال : ثم قال : أما إ نّه ليس فيه شي من الحلال وا لحرام ولكن فيه علم ما يكون) / الكافي 1 ص 296 ح 2 /.
هنا لم يتعين نوع الملك، كان في الرواية السابقة جبرائيل، وقبلها جبرائيل وميكائيل وإسرافيل. ويدخل هنا عنصر جديد، هو شكوى أو شك فا طمة عليها السلام !! ويبدو كانت هناك مسافة زمنية بين مجي الملك إليها وبين شكها وشكواها لعلي عليه السلام !!!
مر بنا أن عمر بن عبد ا لعزيز غير موثق.
والمفارقة هنا أننا لا ندري هل أن فاطمة عليها السلام شكت خوفا أو شيئا آخر ؟ وهناك جدال حول الكلمة، وكلاهما يفيدان أن فاطمة كانت جاهلة بما حصل لها، فيما اصل المشروع الإلهي هو لها بالذات، من أ جل تسليتها وتطييب نفسها الكريمة
كيف يعقل هذا ؟
يقول بعضهم أنها شكت عدم حفظها لما يقول الملك بدلالة كتابة علي عليه السلام لما يقول الملك المذكور، أعتقد أن الله أرحم بفاطمة عليها السلام، وكان بالإمكان حل المشكل من الأساس، بان يخبر عليا بذلك أ و يخبر فاطمة عن طريق الملك استدعاء عليا لكتابة ما قص عليها الملك، ولكن لا أدري أين ذهب ما قص عليها الملك قبل الشكاية ؟
الرواية رقم (7)
(حدَّثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن علي بن أبي حمزة، عن عبد صالح عليه السلام قال : عندي مصف فاطمة لس فيه شي من القرآن) / بصائر الدرجات 3 ص 154 ح 8 /.
لا أريد أن أتحدث عن علي بن أ بي حمزة، فإن بعض الرجاليين يضعفونه، ولكن أتحدث عن هذه النغمة الغريبة (ليس فيه شئ من القرآن)، فهي نغمة مخيفة، مبهمة، فهم يفسرون ذلك على أساس أن القر آن ليس فيه (ما يكون)، ومصحف فاطمة فيه (ما يكون)، ومجرد أن تخطر هذه المقارنة على الذهن تثير مخاوف المخلصين، فكأنما هناك كتاب مواز للقرآن الكريم، يكمل نقصا فيه ــ والعياذ با لله ــ وزيادة على ذلك، أن هذا ا لكتاب ليس لكل الناس كما هو القرآن العزيز، بل للنخبة المُخلَصة لله، هم لا يزيدون على عدد أصابع اليدين إلا قليلا !!
أقسم إنه كلام مدسوس على أهل البيت عليهم السلام.
لعبة اللغة هنا تتمتع بكل أفانين الشيطان، تدور وتدور، كي ترسخ شيئا في الذات المؤمنة بطريق خفي، فكرة تمس التأسيس الإسلامي الضخم، المعجز.
هذه الفكرة تُلقى في الروع، لتعمل عملها فيما بعد، لتأخذ أقساطها من التمدد المزيف في داخل الضمير المسلم، ولا أستبعد أنها وضعت بسيطة أولا، ثم تشعبت وتكثفت وتفرعت...
كتاب البصائر لم يصلنا بطريق معتبر.
رواية رقم (8)
(حدَّثنا محمد بن الحسن، عن علي بن فضّأل، عن أبيه ا لحسن، عن ابي المغرا، عن عنبسة بن مصعب قال / الصادق عليه السلام / ومصحف فاطمة اما والله ما أزعم أنّه قرآن) / بصائر الدرجات 3 ص 154 ح9 /
هو ليس قرآن !
ماذا يعني ؟
لانه يحوي علم ما كان وما يكون، فيما القران ليس كذلك !
سند هش، فأن أبا علي بن فضّال لم يوثق، وكذلك أبا المغرى. وبالوقت الذي يدفع الحديث صفة القرآنية عن المصحف المزعوم، نرى في روايات أخرى يطرح المصحف وهو دائرة معارف ازلية تشمل ا لكون كله، تشمل التاريخ كله، تشمل الماضي والحاضر و المستقبل !!
لغة مخدومة بكل معالم اللعبة التي تحير العقل، وتربك الفكر !!
رواية رقم (9)
(حدّثنا يعقوب بن يزيد، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن أبي عمير،عن عمر بن أذينة، عن علي بن سعد قال... وأما الجفر.. هو جلد ثور مذبوح، كالجراب، فيه كتب، وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة، من حلال وحرام إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخطّه علي عليه السلام بيده، وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القران...) / بصائر الدرجات 3 ص 156 ح 15 /
الذي نعرفه في الروايات الاخرى أ ن مصحف فا طمة ليس من الجفر، بل هو مصحف قائم بنفسه، يقابل الصحيفة الجامعة، وكتاب علي، والجفر بالذات.
رواية رقم (10)
(حدَّثنا أحمد بن محمّد، عن النّضر بن السويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد... وليخرجوا مصحفا فيه وصيّة فاطمة...)/ بصائر الدرجات 3 ص 158 ح 21 /.
وهذه جديدة، فإن مصحف فاطمة كان يحتوي وصية فاطمة عليها السلام !
في السند أحمد بن محمد، وهو مشترك بين البرقي والأشعري / المعجم 19 رقم 13038، 13043 /.فضلا عن أن كتاب (بصائر الدرجات) لم يصلنا بطريق معتبر !
رواية رقم (11)
(حدّثنا عمران بن موسى... عن عبيس بن هشام، عن محمّد بن أبي حمزة وأحمد بن عايذ، عن إبن أ ذينة، عن علي بن سعيد... وأما الجفر فإنه جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة من حلا ل وحرام إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخط علي عليه السلام، وفيه مصحف فا طمة ما فيه آية من القران...) / بصائر الدرجات 3 ص 160 ح 30 /.
في السند عبيس بن هشام لم يوثق، فضلا عمّأ عرفناه في خصوص كتاب بصائر الدرجات.
هذه أهم الروايات التي صادفتها في خصوص مصحف فاطمة عليها السلام، ونلاحظ هنا، إن هذا المصحف تارة أوحاه الله إ ليها (وحيا بالمعنى النبوي لا سامح الله او بالالهام كما يذهب كل المتعاطفين مع قضية المصحف) وتارة من إلقاء ملك، وهذا ا لملك تارة مجرد و أخرى هو جبريل، و أخرى نزل على شكل كتاب كامل بواسطة ثلاث ملائكة أحدهم جبرائيل، وتارة هو بعد وفاة أبيها وأ خرى هو قبل وفاة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم، مرة هو من إلقاء ملك وكتب بخط علي، وأخرى هومن إملاء النبي الكريم وخط علي عليه السلام، مرة هو يوازي الجفر، و أخرى هو جزء من الجفر !!!
إن هذا الإضطراب المشكل في الاخبار تشي بان هذا المصحف قد لا يعدو أكثر من حكاية شعبية، وما المانع أن يكون قد دُسّ على كلام أهل البيت عليهم السلام ؟ وإما أن يقال أن المصحف الفاطمي لا يعدو أن يكون كتاب الله بخط علي، أو هو كلام رسول الله صلى الله عليه و أله وسلم فيه بعض الاحكا م وا لا خبار، فما المانع منه، مادام عبد الله بن معاوية بن عمر العاص له صحيفته المشابهة، وهنك مصحف عائشة أيضا وغيرها كما سوف اتطرق سريعا في حلقة مقبلة إ ن شاء الله، وحديثي مع الذين يجيدون قراءة اللغة العربية، وأعني ما اقول.