الأمريكان و مداعبة عملاء إيران؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حادث توقيف عمار بن عبد العزيز الحكيم رئيس مؤسسة (شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي) من قبل القوات الأميركية على الحدود الإيرانية في القاطع الأوسط (واسط) بعد عودته من زيارة خاصة لإيران، أمر يثير اكثر من علامة إستفهام حول المدى الذي ستقطعه الإدارة الأميركية في التعامل مع الأحزاب السياسية الدينية و الطائفية العراقية الإيرانية الولاء و الهوى و التأسيس و التكوين!، و لعلها من أغرب الظواهر في تاريخ السياسة الدولية بل وفي تاريخ العمليات الأمنية أن تجتمع كل المتناقضات في الساحة العراقية، ففي الوقت الذي يخوض فيه الأمريكان حربا حقيقية سرية و علنية من الناحية الإعلامية مع وجود مشروع ومخطط عسكري أميركي لضرب وتكسيح أهداف إيرانية محتملة، فإنهم يقيمون أوثق العلاقات مع رجال إيران في العراق و تحديدا مع جماعة المجلس الأعلى للثورة الإيرانية و الذين هم في البداية و النهاية واجهة من واجهات النظام الإيراني في العراق وذراع إيرانية متمددة في الجسم العراقي!! و ما نقوله ليس مجرد إتهام أحمق أو أخرق و ظالم يفتقر للدليل ؟ بل أنه حقيقة ملموسة يعرفها كل العراقيين دون إستثناء؟ وبسبب حالة النفاق العراقي التاريخية تغض بعض الأطراف النظر لتلك الحقيقة و تكتفي بالصمت فيما يستمر أهل المشروع الإيراني الطائفي المعروف في السطو والتمدد على مؤسسات الدولة و المجتمع وفي محاولة خلق إيران جديدة في العراق بل وفي بناء مواقع القوى التي تغطى بلباس القداسة و تحتمي خلف سطوة الدين والمذهب والعمائم المقدسة و بالطرق الوراثية المعروفة، فالسيد لا ينجب إلا سيدا؟ و على العامة أن يكونوا عبيدا لذلك السيد الذي ينشأ المؤسسات ويصادر الأراضي و يقيم الإقطاعيات؟ بل ويعقد صفقات البترول والتجارة الخارجية ويقوم بالمهام الدبلوماسية في دول الجوار بعيدا عن وصاية أو معرفة وزارة الخارجية والتي هي كالزوج المخدوع تماما... آخر من يعلم؟ هذا إن علم بشيء أصلا؟
ترى ماذا كان يفعل (زعيم شهيد المحراب) في إيران في زمن الخطة الأمنية؟ و ما هي مهامه الملحة هناك التي تجعله يخترق الحدود بكرة وأصيلا؟ فهل زالت الحدود مع إيران و دخل العراق في وحدة ما يغلبها غلاب مع نظام آيات الله النووي ؟ و كيف يتوافق ما حصل مع ما يقال عن خطط لإغلاق الحدود مع منافذ الشر في طهران و دمشق ؟ و كيف يسافر أهل الحل و العقد من قوى الإقطاع السياسي والطائفي الجديد من دون ترخيص و لا معرفة من أحد؟
ما هي الوظيفة الرسمية التي يشغلها (عمار الحكيم) في الدولة العراقية سوى كونه (إبن القائد الفذ)؟ و ما هي أسرار زياراته المكوكية العديدة للعديد من دول المنطقة و الخليجية منها تحديدا ؟ هل هو إمام معصوم ليكون فوق المساءلة و فوق كل الإجراءات الأمنية المحضة ؟ و لماذا كل هذه الضجة والإحتجاجات والإجتماعات الخطيرة في النجف إحتجاجا على إحتجاز الأخ عمار بل والإستعداد لمسيرات جماهيرية كبرى في الوقت الذي لم نر تلك الإحتجاجات حزنا على دماء شيعة العراق ما غيرهم في كارثة الجسر في العام الماضي أو في كوارث تفجير الأسواق الشعبية من قبل بهائم القاعدة و أهل السلف المتوحش ؟ أو نسمع بأي مساءلة شعبية حقيقية عن ما حصل في مجازر (الزركة) و نحر مئات الأبرياء من الشيعة وتوريطهم بقضية (جند السماء أو غزاة الفضاء)!! في وقت إختلطت فيه الأوراق وتفاعلت قضايا الإغتصاب مع قضايا و فواجع الرؤوس المقطوعة والجثث المشوهة المجهولة و تصمت الحكومة العراقية المحروسة صمت القبور عن جميع تلك الفواجع وتقيم الدنيا وتقعدها من أجل إجراء أمني لا بد منه في وقت تبخر فيه قادة جيش المهدي الإرهابي و ذابوا في الأهواز وقم وطهران وغيرها من الأمصار في إقليم ما وراء النهر؟.
و لا شك إن من أهم نتائج الخطة الأمنية الميدانية حتى اليوم هو هروب قادة جيش المهدي مع كبيرهم المختفي في غيبته الصغرى و هروب بعض أعضاء البرلمان من أصحاب الملفات الإرهابية أو ملفات السرقة!!، و حيث يستمر الأمريكان في مداعبة أهل فرق الموت و عملاء النظام الإيراني في لعبة مكشوفة لا نعلم كم ستستمر و لكنها واقعة على كل حال... إنها اللعبة الدموية الخطيرة في العراق ؟.