كيف تُغير العالم.....!!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"هذا كتابِ متفائل بشكل رائع وتَنويري . فقصص أصحاب المشاريع الاجتماعية هؤلاء سَتُلهم وتُشجّع الناسَ الذين يُريدونَ بِناء عالم أفضل." (نيلسون مانديلا)
..... ليس هذا بكتيب سري لجماعة ثورية غاضبة ..أو مقالات لمجموعة فكرية حالمة. إنما كتاب يروي حكايات واقعية لأناس عاديون مثلي ومثلك قرروا أن يجعلوا من حياتهم وأعمالهم وسيلة لإدخال التغيير في هذا العالم. ونجحوا. فمن الولايات المتحدة والهند إلى البرازيل والمجر يروي لنا الكاتب والصحفي الأمريكي ديفيد بورنستين على صفحات هذا
يوضح لنا الكاتب أنه وسط هذا السيل الهائل من الأخبار عن الحروب والاقتتال والصراعات السياسية والمذهبية أصبح من الصعب على المرء أن يتخيل انه ثمة أمل في إحداث تغيير في الواقع المزري لمئات الملايين من الناس. ولكن هناك أشياء طيبة تحدث وفي أماكن غير متوقعة .
بذور ضئيلة وأشجار عظيمة
يخبرنا الكاتب بأسلوب مشوق وبلغة صحافية راقية كيف استطاع بالتصميم والإبداع أفراد ومنظمات من حول العالم من انجاز تغييرات هائلة وذات مغزى من خلال المشاريع ذات البعد الاجتماعي . ففابيو روزا طورت طريقة عملية وغير مكلفة لكهربة أجزاء من الريف البرازيلي وحاربت من اجل ذلك بكل قوة وحيوية شركات الكهرباء البرازيلية. وجيرو بليموريا التي ربطت بواسطة شبكتها الهاتفية المجانية Childline بين الملايين من الأطفال المشردين بالهند والمعرضين للأخطار بالمئات من المؤسسات الاجتماعية القادرة على مساعدتهم وتوفير الحماية لهم. وجاكوب سكرام الذي تقوم مؤسسته "كلية القمة" بإعداد وتدريب أبناء الفقراء لدخول الجامعات وتهيئهم لعملية القبول الأكاديمية الصارمة. و جيمس جرانت، الذي قاد حملة عالمية من اجل التطعيم وينسب إليه إنقاذ 25 مليون إنسان.
هؤلاء وغيرهم يتلقون المساعدة والعون من مؤسسة المبتكرون من اجل الصالح العام و التي أسسها بيل درايتون الناشط الشهير بجهوده من اجل حماية البيئة. تبحث هذه المؤسسة المسماة " آشوكا" عن الأفراد الذين يجمعون بين الإبداع والالتزام الاجتماعي والراغبين في تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل. إن رجال المشاريع هؤلاء بحكم تركيبتهم الشخصية كما يوضح درايتون " يحدث تزاوج في أعماقهم مابين الفكرة والرغبة في رؤيتها تتحقق على ارض الواقع".
لكن من هم أصحاب المشاريع الاجتماعية..؟؟
يعرف الكاتب رجال الأعمال الاجتماعيون بالقول " لا معنى للحديث عنهم دونما التطرق إلى البواعث الأخلاقية التي تحفزهم. فهم في نهاية المطاف مثلهم مثل أصحاب المشاريع الاقتصادية . يتعاطون مع المشاكل بنفس الطريقة و يطرحون نفس الأسئلة. الاختلاف بينهم ليس في المزاج أو القدرات وإنما في الرؤى.
لنضع الأمر في صيغة سؤال: هل يحلم رجل الأعمال بامتلاك أكبر شركة لصناعة الأحذية الرياضية أو يحلم بتلقيح كافة أطفال العالم"......
" إذا ما عدنا بتفكيرنا إلى أصل فكرة المواطنة والى مسئوليات وواجبات المواطن يتضح لنا دور المواطن كحامي للمجتمع وكمشارك نشط في بناء المجتمع الذي نود أن نبنيه. المعنى الأصلي لفكرة المواطنة لم يكن يرمز إلى الشخص الذي لا يرتكب الجرائم ويقوم بدفع ضرائبه كما يعتقد الناس اليوم. لقد رمزت الفكرة إلى ما هو أكثر صلابة ومتانة من ذلك. اعتقد أن رجال المشاريع الاجتماعية يتصرفون وفق قدرتهم كمواطنين من خلال هذا الترميز."
من ينقذ الأطفال...!!
تحوي شوارع الهند العدد الأكبر من الأطفال المشردين في العالم. فالفقر المدقع والحرمان العاطفي وظروف العيش والرغبة في الاستقلال تدفع بهؤلاء الصبية إلى أحضان الشوارع حيث تطاردهم الأمراض والإصابات والاعتداءات الجنسية و الاستغلال الاقتصادي ..وهراوات الشرطة. وفي غياب مخططات حكومية شاملة ، ونقابات عمالية قوية أصبحت الأعداد المتزايدة من هؤلاء الأطفال (48 مليون في آخر إحصائية) يمثلون عبئا للمجتمع وحرجا شديدا للحكومة. فبينما توجد مؤسسات اجتماعية راغبة في تقديم الخدمات إليهم إلا أنها تعاني من قلة محدودية الإمكانيات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. كان الأزمة أكبر من طاقات الجميع.
لكن سيدة تعمل كأستاذة في معهد للعلوم الاجتماعية (TISS) كان لها رأي آخر. فقد قامت بتقديم مقترح إلى إدارة الأحداث بمديرية الشرطة بشأن استخدام هواتف طوارئ يتم ربطها بغرف التحكم بإدارة الشرطة لتمكين الأطفال من الاتصال عند الحاجة ولكن بلادة الشرطة وانعدام تجاوبها جعل السيدة جيرو بليموريا تفكر في مسار مختلف. فتوصلت وزملائها بالمعهد إلى فكرة إقامة شبكة من الهواتف المجانية(Childline) بشوارع المدينة وربطها بالمؤسسات الاجتماعية القادرة على توفير الخدمات لأطفال الشوارع.
تلك كانت البداية
أصعب الخطوات كانت في رفع مستوى وعي الأطفال بأهمية هذه الخدمة وفي تشجيعهم على استخدام الهواتف وعدم العبث بها. وقد اعتمدت السيدة في ذلك على جيش من المتطوعين الذين تم تدريبهم بالمعهد وإرسالهم إلى الشوارع. التحدي الثاني كان في إدماج خدمات المؤسسات التطوعية والخيرية بهذه الشبكة الهاتفية. تم استحداث قاعدة بيانات بجميع هذه المؤسسات، وبتفاصيل ما يمكن أن تقدمه من خدمات وببيانات العاملين فيها. كما تمت دعوة هذه المؤسسات للمساهمة الفعالة في تصميم وتنفيذ المشروع. وبعد تنفيذ البرامج التدريبية تم إطلاق هذه الخدمة بشوارع مدينة مومباي.
هذه القصة وغيرها من القصص الاستثنائية التي يزخر بها الكتاب تُبرزُ التحول الهائل الذي لا يلقي اهتماما من أجهزةِ الإعلام : ففي حقيقة الأمر أن القطاع الأسرع نموا في المجتمعات هو قطاع الأعمال الخيرية والتطوعية و اللاربحية، فملايين الناسِ العاديينِ -- رجال أعمال اجتماعيون -- يَتدخّلون لحل المشاكل على نحو متزايد حيث ما فشلت الحكومات والبيروقراطيات .
كَيفَ تُغير العالم، يبين وبشكل مقنع بأنه بالتصميمِ والإبداعِ يُمْكِنُ لقلة من الأشخاص إحداث تغييرا مذهلاً. فأن كنت تسعى لترك أثر إيجابي على حياة الغير، ستجد الكثير من الإلهام بين صفحات هذا الكتاب وسيغير هذا الكتاب من الطريقة التي ترى بها العالم.