كتَّاب إيلاف

هل الإخوان المسلمون خطر على أمن مصر؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


فى تصريح مفاجئ فى شهر يناير الماضى صرح الرئيس المصرى حسنى مبارك فى حديث صحفى لمجلة الأسبوع المصرية بأن :"الأخوان المسلمون خطر على أمن مصر"
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_6254000/6254451.stm
وهو تصريح غاية فى الخطورة ويطرح عددا من التساؤلات:

أولا : هذا الإتهام يجئ من رئيس الدولة تجاه أكبر جماعة معارضة فى البلد، بأنهم خطر على أمن هذا البلد، وبهذا يضعهم فى خانة الأعداء بدلا من خانة المعارضة، فهل قصد الرئيس مبارك وضع الإخوان فى صف الأعداء الواجب محاربتهم؟

ثانيا: لو كان الرئيس يدرك بأن هذه الجماعة (والتى مازالت تفخر بإحتفاظها بلقب "الجماعة المحظورة" ) خطر على أمن مصر فماذا فعل لإتقاء هذا الخطر خلال 25 عاما ؟ ومتى أدرك وجود مثل هذا الخطر ؟ هل أدرك هذا الخطر فقط بعد النجاح المذهل للإخوان فى الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ؟ ولماذا لم يشعر بهذا الخطر حين جربه بنفسه فى حادث المنصة الشهير وكان على بعد خطوة واحدة من هذا الخطر ؟ بل وأصيب فى يده أثناء إغتيال الرئيس السادات على يد جماعة الجهاد والتى خرجت من عباءة الإخوان.

ثالثا: هل هذا التصريح هو بمثابة الخط الأخضر لكل الأجهزة الحكومية (من أمن دولة ومخابرات ومباحث عامة وإعلام وأجهزة دينية حكومية) لبدء حملة كبرى على الإخوان تمهيدا لحلها؟ وهل ظروف مصر فى الستينيات (عندما أعدم عبد الناصر سيد قطب وقبض على ما يقرب من خمسين ألف عضو من الإخوان فى خلال 48 ساعة) مثل ظروفها فى بداية القرن الواحد والعشرين حيث إنتشرت المظاهر الدينية بشكل لم يسبق له مثيل منذ دخلت مصر العصر الحديث على يد محمد على والحملة الفرنسية؟

رابعا : هل الدولة فى مصر قادرة على مواجهة أكبر جماعة معارضة ؟ وهل التعديلات الدستورية الأخيرة المقصود بها منع الإخوان من ممارسة العمل بالسياسة ؟

خامسا: ماذا فعلت الدولة وأجهزتها عندما صرح المرشد العام للإخوان المسلمين تصريحه المشهور : "طظ فى مصر وإللى فى مصر وإللى جابوا مصر"، لماذا لم توجه إليه تهمة الإساءة لمصر وللشعب المصرى كما وجهت للعديد من المصريين من قبل؟ رغم أننى واثق أنه لم يقصد إهانة مصر أو المصريين، ولكنه كان يقصد رفض فكرة إنتماء الإنسان إلى وطن، ويرغب فى أن ينتمى الإنسان إلى الدين فقط (وطظ فى الوطن).
.....
وتعالوا معى الآن نحاول أن نعرف نحاول أن نفهم مبادئ الأخوان ولنرى إن كانت حقا خطرا على أمن مصر:
ولنبدأ بشعار الأخوان :
الشعار منشور فى هذا المقال كما أخذته من موقع الإخوان بالإنترنت، ويبدو أعلى الشعار القرآن الكريم، القرآن الكريم هو كلام الله وهو ملكنا جميعا وملك كل المسلمون، من أعطى الأخوان الحق فى إستخدام القرآن الكريم كجزء من شعارهم lsquo; إلا أن يكون هذا بهدف إجتذاب عامة الناس نظرا لحبهم وتقديرهم للقرآن الكريم، لذلك أعتقد أن الأخوان وضعوا المصحف على رأس شعارهم بهدف إستغلاله سياسيا، والقرآن نزل على محمد ككتاب نور وهداية لا لكى يستخدم لأهداف سياسية والأخوان يقعون فى نفس الخطأ الذى يقع فيه حزب الله عندما يختار أسمه من لفظ الجلالة، من أين أتى هذا الحزب بتفويض إلهى يسمح لهم بإطلاق لفظ الجلالة على حزب سياسى؟
وإذا تغاضينا عن إستخدام القرآن الكريم فى الشعار، فماذا عن السيفين المتقاطعين ؟ أما كان من الأفضل وضع شجرتين أو نخلتين دليلا على النماء والبناء بدلا من الحرب والدمار؟ وعلى من سوف يعلنون الحرب ؟ ولماذا سيفين ألا يكفى سيفا واحدا؟ وكيف يتفق هذا مع إعلانهم عن أن:
" أسلوبهم في الدعوة إلى الله التزموا فيه قول ربهم سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل:125)" وهذا بنص ما جاء فى موقعهم على الإنترنت إجابة عن :"من نحن؟":
من نحن؟
جماعة من المسلمين، ندعو ونطالب بتحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلام، كما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكما دعا إليه السلف الصالح، وعملوا به وله، عقيدة راسخة تملأ القلوب، وفهمًا صحيحًا يملأ العقول والأذهان، وشريعة تضبط الجوارح والسلوك والسياسات. أسلوبهم في الدعوة إلى الله التزموا فيه قول ربهم سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل:125). الحوار عندهم أسلوب حضاري، وسبيل الإقناع والاقتناع الذي يعتمد الحجة، والمنطق، والبينة، والدليل........
ولمن يريد الإطلاع على باقى (من نحن)، عليه الإطلاع على:
http://www.ikhwanonline.com/ik/Who.asp
وهل السيفان المتقاطعان يتفقان مع الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؟

وبمناسبة الكلام عن السيفين المتقاطعين، من الثابت تاريخيا بأن التنظيم السرى للإخوان (الجهاز الخاص) برئاسة عبد الرحمن السندى، كان يجعل أعضائه يقسمون قسم البيعة على قرآن كريم موضوع فوقه مسدس!! (راجع ذكريات عضو التنظيم الخاص أحمد كمال )، بالذمة ده كلام، وأى دعوة دينية التى تبدأ بالمسدس فوق المصحف ثم تنتهى بالإغتيالات، لذلك أطلق عليهم مؤسس الإخوان حسن البنا (ليسوا إخوانا وليسوا مسلمون)، ولكنه لم يغير شعار السيفين المتقاطعين.

والآن نأتى للجزء الأخير من الشعار : كلمة "وأعدوا" وهى بداية للآية الكريمة :" وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"
وأنا أتساءل على من يعود الضمير "لهم" (أعدوا لهم)، ومن هو هذا العدو الذين يريد الأخوان أن يرهبوه ؟ وكيف يتفق هذا مع دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة؟
......
وإذا تغاضينا عن الشعار و تصفحنا موقع الأخوان على الإنترنت وقرأنا كل شئ عنهم إبتداء من: كلمة المرشد العام إلى من نحن، مبادئنا، أهدافنا، وسائلنا، منهجنا، فلن تجد أى ذكر لمصر أو لأى وطن، بل تجد كيانات من نوع:
الولايات الإسلامية المتحدة، الدولة الإسلامية الواحدة، والدولة الإسلامية العالمية، والأمة الإسلامية.
ومؤخرا هاجم أحد ممثلوهم فى مجلس الشعب المصرى مبدأ "المواطنة"، لأنهم بالطبع لا يهتمون بفكرة الوطن، وبالتالى فإن المواطنة أمر لا يعنيعهم، فقد صرح النائب الإخواني فى مجلس الشعب المصرى رجب أبوزيد أثناء مناقشة التعديلات الدستورية :" إن المواطنة مبدأ تم استيراده من الغرب، ويعني فصل الدين عن الدولة، والمناخ السياسي في مصر لا يمكنه قبول هذه الكلمة"!

لذلك فإننى أعتقد أن الأخوان لا يمثلون خطرا على أمن مصر، ولكنهم وأفكارهم وكل من يتعاطف
معهم يمثلون خطرا على وجود مصر نفسه.
مصر التى عرفناها من آلاف السنين، مصر الفرعونية، مصر القبطية، مصر البحر أوسطية، مصر الإسلامية، مصر الأفريقية، مصر الشرق أوسطية، مصر العربية، مصر المصرية، كل هذا سيختفى تماما، لأن الأخوان ينكرون فكرة الوطن ويعتبرون أن الأمة هى الأمة الإسلامية فقط.
وقد حاول عبد الناصر من قبل إلغاء "مصر" تحت شعار القومية العربية، وبعد الوحدة مع سوريا، ظهرت إلى الوجود "الجمهورية العربية المتحدة" وإختفت كلمة مصر وأصبحت مجرد الإقليم الجنوبى، وسوريا أصبحت الإقليم الشمالى، ولكن فشلت الوحدة وعادت مصر..مصر، وعادت سوريا..سوريا.
ونفس الشئ فعله الحزب الشيوعى بالإتحاد السوفيتى إذ حاول إلغاء هوية بلاد عديدة تحت لواء الشيوعية، ولكن بعد أكثر من سبعين سنة إنهار الإتحاد السوفيتى وإنهارت الشيوعية ( لأنها أنكرت المواطن والمواطنة)، وعادت جمهوريات جورجيا وأوكرانيا ولاتفيا وملدوفيا وغيرها عادت أوطانا وأصبح المواطن الأوكرانى يفخر بأنه أوكرانى مرة أخرى، بعد أن ظن الجميع أنه يمكن إذابة هذا المواطن تحت ظل عقيدة الشيوعية.

وعلى الأخوان المسلمون أن يتعظوا من هذا، حتى إن نجحوا فى حلمهم فى تكوين الولايات المتحدة الإسلامية، فسوف تظل مصر هى مصر ولو طال الزمن.

أما إذا إختفت مصر من الوجود وسمح الشعب المصرى بهذا فساعتها لا بأس أن يحكم المصريين مسلم من ماليزيا!

samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف