القضية المصرية- نوال السعداوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
د.نوال السعداوي اسم مشاكس مشهور على الصعيد الاعلامي. صاحبته مازالت متمسكة بالطروحات التي طرحتها منذ ثلاثين عاما أو أكثر. تحرر المرأة هو الموضوع الذي تدور عليها أفكارها. وقضية المرأة أمست مطية سهلة يمتطيها القاصي والداني، قضية التحرر والحرية والديمقراطية هي أفكار هوائية تنفخُ المنطاد بها كي تعلو لتراك المدينة وسهولها. أقصد أنها مطية سهلة ذلك لأنها أفكار جاهزة مسبقة الصنع محررة من أثقالها ومن واقعها بمعنى أنها جاءت من دون دراسة معمقة للمجتمع ولسيرورته وتاريخه.
الآن في موقع الحوار المتمدن يفتتح هذا الموقع قائمة للتضامن مع د نوال السعداوي ومع كاتب آخر اسمه عبد الكريم سليمان، كاتب حديث العهد بالكتابة لا يحسن استخدام عباراته فيصف الرئيس حسني مبارك ب"الفرعون" وهنا توقفت عند هذا الوصف واعتبرته تعسفا قصور رؤية من الكاتب. فمن الجانبين الإيجابي والسلبي لا يصل الرئيس مبارك الى مصاف الفرعون حيث الفراعنة هم الذين بنوا الدنيا العريقة \ الحضارة المبهرة التي مازال العالم يفتش وينقب ويتساءل حولها، والجانب السلبي منها هو معاملة الفرعون لراعياه وعلى سبيل المثال مانسمعه أو نقرأه من موت مئات الألوف من ابناء مصر أثناء بنائهم للاهرامات تحت صخورها، لم يفعل الرئيس حسني مبارك هذا ولا ذاك وليست المسألة فعلا فلا هو ولا غيره من الحكام العرب ولا حتى الزمن بقادر على فعل ما فعله بناة الحضارة الفرعونية، لذا هناك غبن في إطلاق هذا الوصف على الرئيس المصري. وهذا الغبن وراءه استعراض وحب للظهور - حب اعلامي وفي الواقع يقلل شآن الكاتب أكثر مما يرفعه.
د نوال السعداوي تطرح ايضا قضية اخرى رأيتها ساذجة مضحكة وهي قضية نسب الابناء الى امهاتهم- وهي قضية قديمة كانت جارية كما أظن قبل العهد الرعوي - لو أن السعداوي تذهب الى امريكا لما لاقت إذنا صاغية على اسلوب طرحها لهذه القضية بالذات، ذلك لأن طرحا من هذا القبيل لم يأت عن قراءة المجتمع ودراسته دراسة مستفيضة. يجب أن تستلهم السعدواي من دراسات معمقة لطبيعة المجتمع النتائج والحلول التي ترفعها وإلا ستكون نتائج ومطالبات غير واقعية وتعاكس طبيعة الشعب وتربيته.
المأخذ بالطبع على المحاكم المصرية هو حجبها للفكر ولمحاولة التفكير وحجبها للحرية، لكن وكما أن هناك مآخذا على المحاكم المصرية سيكون هناك مآخذ على أساليب الطرح المتسرع الذي لا ينبع من ضرورة حاسمة يحسها قلب المفكر قبل عقله.
لقد طرحت قضية المرأة في مناطق الشام ومصر منذ مائة وخمسين عاما (على يد نهضويين من لبنان وسورية) وكان الطرح على الأغلب هو تعليم المرأة والتخلص من جهلها لبناء اسرة صحية وهنا أرى أن هذا الطرح كان ايامها أقوم من طرح اليوم الذي ترفعه نوال السعداوي.
الأفكار التي يطرحها علينا (مفكروا! ) اليوم هي أفكار جاهزة لم تأت من واقع المجتمع ولا من نبضه بل جاءت على الأغلب من الغرب. تحرر المرأة مصاحب لتحرر الرجل، هو تحرر العقل الذي نفتقده في الشرق العربي.
hsolaiman@hotmail.com