كتَّاب إيلاف

عندما يقترب الموت منا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تجربة الموت تجربة صعبة للغاية مهما كانت درجة إيماننا. وخصوصاً عندما تمس شخص عزيز علينا. ولكن الاصعب عندما تشعر بأن الموت يقترب منك أنت.
تجربة شخصية عشتها مؤخراً بسبب تشخيص خاطئ من طبيب -يقال بأنه من أفضل الاطباء- قال لي بأنني مصابة بورم.. قد يكون خبيثا! ببساطة وبدون أي تردد قدم لي رأيه بناء على فحص نظري لا أكثر ولا أقل.
ولعدة أيام وأنا أجري فحوصات طبية بناء على طلبه.. وبعد ظهور نتائج الفحوصات -الطبيعية جداً بنظر أطباء آخرين- قال لي بحزم بأن هذه النتائج لا ترضيه لانه لا يزال لديه شك بانني مصابة بورم... وقد يكون حميد! لذلك علي أن أجري فحوصات أخرى...وهكذا لعدة مرات...
علمت فيما بعد بأن هناك بعض الاطباء الذين يستغلون مهنتهم للمتاجرة بالبشر بقلب من حجر... والتلاعب بمشاعرهم وحياتهم من خلال أكثر المهن إنسانية! من خلال الحصول على نسبة من المال عند إرسال أي مريض ليجري فحوصات في مختبرات معينة. وهناك من يوهم المريض بأنه مصاب بمرض خطير ويدوخه بكم من الفحوصات التي ينتفع من وراءها هو وغيره! الى أي فئة ينتمي هذا الطبيب؟ لا أدري... ولكن افترضت حسن النية واعتبرت انه تشخيص خاطئ فقط!
في لحظات اليأس التي انتابتني وأنا بانتظار نتائج فحوصاتي وآراء أطباء آخرين.. كانت ذاكرتي تستدعي كل تفاصيل ذكريات الطفولة والمدرسة والجامعة.. العمل والعلاقات.. الامومة..والامومة..والامومة....ذكريات بأدق تفاصيلها.. بالرغم من إننا عادة نشكو من ضعف الذاكرة وتذكر التفاصيل!!
تذكرت أن الموت لا يوجد له مكان أو زمان ولا يقف أمام سن معين.. وكم من مرة كنا نتوقع الموت لاشخاص معينين إما مصابين بمرض معين أو كبار في السن ولكن يأتي الموت ليختطف غيرهم!
أعدت تقليب أوراق حياتي.. الشخصيات والاماكن.. تنقلت بين الماضي والحاضر.. ومستقبل طفلي الذي أتم ثلاث سنوات مؤخراً..وحكايا كل الناس الذين تخللوا حياتي..
أسئلة كثيرة تبادرت الى ذهني.. وأهمها... هل يستحق ما يحدث في الحياة كل هذا الجهد؟ هل صنعت شيئاً يذكر في حياتي؟
ومثل أي تجربة في الحياة فيها المبكي.. والمضحك أيضاً..فقد تسلمت كماً كبيراً من الوصفات الشعبية والطبيعية لعلاج هذا الورم-الوهمي-.. كل يقدم وصفته حسب موروثه واعتقاده..وصفات لم تخطر على بال بشر..إضافة الى أن كل من رأى حلماً في تلك الفترة قام بتفسيره بأنه فال خير.. أو إشارة الى أن علاج الورم-الوهمي- ممكن!!
بالرغم من إنها كانت تجربة قاسية نوعاً ما... إلا إنني فكرت بمغزاها كثيراً..تجربة قد تريد أن تعلمني ما لم أتعلمه أو لاهية عن تعلمه! اكتشفت أن الحياة فيها أشياء كثيرة جميلة لا نراها كما يجب... وأشخاص يجب أن نعبر لهم عن مدى حبنا وإشتياقنا لهم..وأعمال يجب أن نقوم بها وننجزها...
يقال بأن الازمات وجدت لتخلق الانسان..وأنا اخترت أن أخلق من جديد..لاننا نتعلم شيئاً مع كل معركة نخوضها...حتى لو كانت معركة وهمية!!

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف