راشد الغنوشي يدافع عن تعدد الزوجات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رسالة مفتوحة إلي سنا بن عاشور
سيدتي سنا بن عاشور، قرأت في العدد الأخير حديثك في الاسبوعية "مواطنون" التي يصدرها الحزب التونسي المعارض "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" بقيادة الأستاذ مصطفي بن جعفر المعارض.
سيدتي
اسمحي لي أن أقدمك للقراء خارج تونس لأقول لهم انك بنت الشيخ العلامة محمد الفاضل بن عاشور أول مفتي لجمهورية تونس المستقلة والذي كتب بيديه الطاهرتين مجلة ا لأحوال الشخصية التونسية التي حررت المرأة التونسية من قشور فقه العصور الوسطي الإسلامي الكاره للمرأة، وألغت تعدد الزوجات، وانك سيدتي حفيدة سيدي محمد الطاهر بن عاشور، تلميذ وصديق الأستاذ الإمام محمد عبده وصاحب "تفسير التحرير والتنوير" الذي يعتبره علماء الأمة الإسلامية أهم تفسير للقرآن الكريم ظهر حتى الآن. والبروفسيره سنا بن عاشور هي إحدى قائدات "جمعية النساء الديمقراطيات" وهي جمعية معتدلة معارضة للنظام التونسي.
سيدتي
رددت على سؤال الصحفي المعارض غسان بن خليفة" عبرت هيئة 18 أكتوبر (وهي هيئة معارضة للنظام التونسي تشارك فيها حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي ) عن تمسكها بمجلة الأحوال الشخصية (التي ألغت تعدد الزوجات) وبالمكاسب الاجتماعية للمرأة، وعن سعيها لتطويرها رغم عدم حسمها لنقاط خلافية كالمساواة في الإرث... فما رأيك؟"
سنا بن عاشور:"ايجابي ولكنه غير كاف بالنسبة لنا... كما أن هناك التباساً فيما يخص موقف احدي مكونات هيئة 18 أكتوبر وهي حركة النهضة، إذ هي في نفس الوقت الذي تتمسك فيه بمجلة الأحوال الشخصية يرأس زعيمها السيد راشد الغنوشي لجنة للدفاع عن تعدد الزوجات خارج تونس. وهو موقف يدل على تناقض واضح".
أقول لك سيدتي العزيزة، أنت لا تعرفين المتأسلمين، كما أسماهم صديقي المفكر المصري الإسلامي الكبير د. رفعت السعيد، أنهم يلبسون ألف طاقية إخفاء لإخفاء أهدافهم الحقيقية ويسمون هذا الغدر "التقية"، وعندهم حديث مكذوب على سيد الخلق صلي الله عليه وسلم"الكذب في المصالح جائز"... وينطبق عليهم قول المولي عز وجل في المنافقين"قال المنافقون نشهد انك لرسول الله والله يشهد انك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون". لو عاد رسول الله صلي الله عليه وسلم لنسخ تعدد الزوجات الذي هو مجرد رخصة مقيدة بشرط مشدد يستحيل على البشر تحقيقه " وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ولن تعدلوا مع النساء ولو حرصتم" لنسخ هذه الآية كما نسخ 850 آية لأن أحاكمها لم تعد ملائمة لحاجات المسلمين في عصر الوحي، فكيف سيكون الحال بعد 15 قرن؟!.
رغم بشاعة خبر رئاسة راشد الغنوشي لجمعية الدفاع عن تعدد الزوجات، وكان أحرى به أن يسميها لجنة التحريض على تعدد الزوجات، فإنه لم يفاجئني، فرئيس النهضة هو "أفضل أعدائي" ولا يترك فرصة إلا ويهاجمني فيها بتهم كاذبة.لم يفاجئني لأن الغنوشي سلفي يعادي الاصلاح الديني الإسلامي. يكره الإمام محمد عبده وتلميذه وصديقه جدك محمد الطاهر بن عاشور ويقدس الإرهابي سيد قطب ويسميه "الشهيد". على فكره هذا الخبر البشع ذكرني بخطاب للرئيس السوداني عمر البشير قرأت فقرات منه نقلتها مشكورة جريدة "القدس العربي" فقد صرح أمام تلفزيون بلاده يحرض رجال السودان على الاقتداء به شخصياً والزواج بأربعة نساء... وكأنه لا يعلم أن أكثر من 70 % من شعبه يعيشون تحت خط الفقر، وبلاده واحدة من الـ 36 دولة الاكثر فقر في العالم، قال لهم:"أنا تزوجت أربع زوجات، فتزوجوا مثلي أربع زوجات، فالسودان في حاجة إلى رجال".
مسكينة أمة الإسلام، حكامها وزعماؤها المتأسلمون لا يفكرون إلا في نصفهم السفلي وبنصفهم السفلي بالزواج بأربعة"وما ملكت أيمانهم" من سبايا النساء المسيحيين والإحيائيين في جنوب السودان... قيل إن بن لادن عندما كان يقيم في السودان كضيف على الترابي أهداه هدا الأخير ثمانية من "ملك اليمين"هم حوريات الدنيا بانتظار حوريات الجنة... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم...
سيدتي
تدكري المثل الشعبي "عش رجباً تري عجباً"، وها نحن نري من المتأسلمين العجب العجاب، وهم في المعارضة، والله وحده يعلم مادا سنري منهم عندما يستولون على السلطة عندنا وعندكم لا قدر الله ولا كان، و"ياما في الجراب يا حاوي".
Ashraf3@wanadoo.fr