حزب الدعوة و الإرتماء في الحضن الإيراني؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن ما نطق به لسان مستشار رئيس الوزراء العراقي السيد سامي العسكري و هو من قيادات حزب الدعوة العراقي من دعوة صريحة للإستنجاد بإيران من أجل التشبث بالسلطة و محاولة البقاء و الهيمنة على مقاليد الحكم في العراق يعيدنا للمربع الأول من الحكم الإستبدادي الدكتاتوري المطلق و لو كان بقفازات حريرية من الشعارات الديمقراطية الرنانة و الفارغة من أية مضامين سيادية حقيقية! ، و يبدو أيضا أن السيد العسكري قد خلع رداء ( التقية ) و كشف بشكل واضح عن كل المغاليق والأسرار التي تحيط بعلاقات أطراف رئيسية و فاعلة من الإئتلاف العراقي بالأجهزة السرية الإيرانية و بدولة الولي الإيراني الفقيه التي هي في المحصلة النموذج المفضل لأهل الإئتلاف وفقا لعقيدة التخادم و الولاء السياسي التي ربطت بعض مجاميع المعارضة ( الإسلامية ) العراقية السابقة بالنظام الإيراني و التي هي مرتبطة أيضا بكل موجبات و مستوجبات الحلف الإيراني / السوري الذي نشأ منذ الثمانينيات و لم ينقطع حتى اليوم! فالمعارضة الإسلامية العراقية و خصوصا المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة العراقي هو أحد مكونات و عناصر ذلك المجلس كانت لا تخفي ولائها و دعمها المطلق للنظام الإيراني بل كانت حتى على المستوى المذهبي و العقيدي من أتباع نظرية (ولاية الفقيه ) التي تعني ضمن ما تعنيه الخضوع التام لإرادة و مشيئة و رغبات الولي الإيراني الفقيه و تنفيذ أوامره لأنها مقدسة وصادرة عن نائب الإمام الغائب!! أما حول الصراعات التي برزت بين حزب الدعوة و جماعة السيد الحكيم فيبدو أن مردها لا يعود للخلاف حول المرجعية الوطنية أو القرار المستقل بل لأسباب الزعامة و التفرد بها و صدارة العمل السياسي فحزب الدعوة كان يرى أن السيد الراحل محمد باقر الحكيم قد سرق منه الأضواء و الأدوار و أختزل بشخصه كل تضحيات الدعوة و رجالها و بما طبع العلاقات المتوترة لأكثر من عقدين! رغم أن أحد أهم العناصر القيادية و المؤسسة لحزب الدعوة و أكبر قادته حتى وقت قريب كان الشيخ الإيراني ( محمد مهدي الآصفي) الذي ترك السياسة وهمومها و مشاكلها و أنحاز بالكامل لوليه الفقيه وحيث يعمل تحت أمرته، و ماتفوه به القيادي في الدعوة سامي العسكري لم يكن زلة لسان و لا خطأ في التعبير بل كان تعبيرا حقيقيا و فصيحا عن الحقيقة المغيبة وهي كون حزب الدعوة و سائر الأحزاب الطائفية في العراق ذات مرجعيات خارجية و مرتبطة بالكامل بولائها التاريخي للدولة و النظام في إيران و بما يؤكد أيضا جدية و حيوية و مركزية الدور و العامل الإيراني في صياغة توجهات السياسة الداخلية لبعض الأحزاب العراقية التي تحاول عكس الصورة الحقيقية وإظهار عنتريات و مواقف وطنية نعرف أنها مزيفة و غير حقيقية و لكنها لعبة النفاق العراقي التاريخية المعروفة!!؟ و أعتقد أن الكثير من أتباع هذه الأحزاب سيحاول الدفاع عن وجهة نظر مستشارهم ( حفظه الله ) بإلقاء اللوم على العالم العربي الذي تركهم فريسة للإرهاب و باتوا يتلمسون الحماية و النصرة من إيران!! و سيشتم بعض كتابهم بأقذع الألفاظ الأمة العربية التي يرونها أنها متآمرة عليهم!! وهو الأمر الذي عهده الشعب العراقي من خلال أحزابه التعبانة في إلقاء مسؤولية الفشل على الآخرين في تبريرات جاهزة و سهلة ، ولكن العجيب أن السيد سامي العسكري وهو يهدد باللجوء صوب إيران طلبا للنصرة و النجدة يتجاهل حقيقة أنه يتمتع في منصبه و إمتيازاته و حماياته هو و رفاقه في الدعوة و الإئتلاف بفضل الحماية الأميركية وحدها و بسبب القوة الأميركية التي جعلت ممن كانوا لاجئين و مشردين في أزقة ( قم ) الضيقة و جحور السيدة زينب في ريف دمشق حكاما و مستشارين يأمرون و ينهون و يصرحون، و لو تخلت تلك القوة الأميركية عنهم ليوم واحد فإن لا إيران و لا أشباه إيران يمكن أن يوفر لهم الحماية و الحكم في بغداد!!! لم نستغرب تصريحات العسكري لأن الإناء ينضح بما فيه! و لأن شهوة السلطة و نشوتها قد صورت للعسكري كما صورت للنظام البعثي البائد من قبل عناصر قوة وهمية لا يملكونها إلا في عوالم الخيال و الأحلام الوردية.
تصريح سامي العسكري التهديدي و الواضح أكبر من عملية إبتزاز سياسي و إعلامي إنه إعتراف صريح بالعمل لصالح دولة أجنبية يهدد بالإستقواء بها بينما البلد بأسره يخضع اليوم لعملية أمنية واسعة عنوانها الرئيسي خطة ( فرض القانون )!! تتضمن أهم محاورها طرد النفوذ الإيراني من العراق؟ فمن نصدق رئيس الوزراء و الرجل الثاني في حزب الدعوة السيد نوري المالكي وهو يتصل بالأميركان ليلا ونهارا بالدوائر التلفزيونية المغلقة من أجل تنظيف العراق من القتلة و فرق الموت التي تعتبر إيران أحد مصادرها ، أم نصدق المستشار الألمعي العظيم السيد سامي العسكري ( الذي كثرت تصريحاته هذه الأيام ) وهو يهدد بالإنحياز للنظام الإيراني في حرب هي حرب مصير العراق ووحدته و حرية شعبه؟ و أعتقد أنه في حال بقاء السيد العسكري في منصبه بعد هذه الفضيحة تكون الوثائق التي تسربت عن علاقة حزب الدعوة بتهريب الرؤوس القيادية في جيش المهدي صحيحة و ليست ملفقة ،لأن هذا المستشار قد فضح المخبوء و أثبت إن الولاءات التاريخية لا يمكن أن تغيرها أو تحرف مسارها ( التقية ) السياسية ، فعمالة أحزاب الإئتلاف و خصوصا حزب الدعوة لإيران ليست مجرد وجهة نظر... بل أنها الحقيقة العارية التي تشوه وجه العراق للأسف..... على السيد المستشار الإستقالة فورا لو كان يملك ذرة من الحياء الوطني... و لا حول و لا قوة إلا بالله... ولك الله يا شعب العراق و أنت تتقلب على جمر النار ، فمن حكم الفئة البعثية المجرمة الباغية الطاغية إلى حكم العملاء ووكلاء الشيطان.