أنا ما أعرفش حاجة عن الدستور: أصل أنا جديد هنا!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أعتقد أن الإنترنت هو من أهم الإختراعات فى التاريخ، لقد أتاحت لكل من ليس له صوت (زى حالاتى) أن يكون صوته مسموعا وأصبح يسمع صوتى أناس يبعدون عنى آلاف الأميال، وتخطت الإنترنت حواجز ومقصات الرقيب، ومع إزدياد أعداد الكومبيوتر وزيادة أعدادا مقاهى الإنترنت فسوف ينتشر الوعى، وبواسطة الإنترنت هناك أمل أن يتغلب "الغلابة" على الطامعين والمستغلين والمتطرفين، وأتاحت الإنترنت المعرفة للجميع بسعر زهيد.
ومن أهم المواقع على الإنترنت فى العالم موقع :
www.youtube.com
وهذا الموقع إشترته شركة جوجل فىالعام الماضى ودفعت فيه ألف وسبعمائة مليون دولار (يابلاش)، ولو كنت أعرف إن الموقع معروض للبيع ما كنتش إتأخرت!!
وهذا الموقع يعرض فيه الناس أى شئ يرغبون فى عرضه من كليبات فيديو ومعظمها كليبات طريفة، وقد عرض مواطن مصرى كليب فيديو مدته حوالى أربع دقائق عن إستطلاع رأى المصريين فى شوارع القاهرة عن التعديلات الدستورية الأخيرة، ويمكن مشاهدة هذا الكليب عن طريق هذا الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=VqjGoED0NkA
وفى هذا الفيديو تراوحت آراء المصريين:
* ما فيش أحسن من الريس حسنى مبارك، عشرة على عشرة ، كل إللى يقول عليه إحنا موافقين.
* إحنا عاوزين ناكل عيش، والله وافقوا على التعديلات يبقى إحنا موافقين.
* إحنا مالناش دعوة بالسياسة.
....
أما أجمل تعليق فكان تعليق لمواطن ريفى حضر مؤخرا للقاهرة، وقال بلهجته الريفية المحببة:
"أنا لا مؤاخذة ما أعرفش حاجة عن الدستور ده، لأنى لا مؤاخذة لسه جديد هنا !!"
وهذا المواطن الشاب المهذب لخص تاريخ مصر كله فى كلمتين بأنه :"لسه جديد هنا":
أولا: هو ليس مواطن قاهرى، وهو يعرف أن أهل الريف لا يحق لهم التدخل فىالسياسة، لذلك بما أنه "لسه جديد على القاهرة" ولم يحصل بعد على الجنسية القاهرية فليس من حقه الكلام عن الدستور.
ثانيا: هذا المواطن جاء ليسعى وراء لقمة العيش فى القاهرة، لذلك قرر إتباع مبدأ السلامة أولا، لأنه خشى أن يتكلم فيما لا يعرف فيه، فيبدأ فى العك، وقد ينتهى به الحال إلى قسم البوليس.
ثالثا: المواطن وجد نفسه فجأة فى مواجه كاميرا تليفزيونية، وخشى أن يتم إتهامه بالجهل أمام ملايين المواطنين لذلك إستعبط وقال :"أنا لسه جديد هنا"، وذكرنى هذا بالنكتة القديمة القائلة، أن شخصا قاهريا قابل مواطنا قرويا فى الطريق بعد منتصف الليل، وسأله : هى الساعة كام دلوقت ؟ (ولما كان المواطن القروى لا يحمل ساعة) فما كان منه إلا أنه جاوب القاهرى قائلا:" والله ما خبرش أصل أنا مش من البلد دى" !!
رابعا: أجاب هذا المواطن الريفى على أهم سؤال لدىالمثقفين المصريين( سلطة ومعارضة)، لماذا قاطع المصريون الإستفتاء الأخير، فالأجابة هى ببساطة : "أنهم كلهم مش من هنا"، بمعنى أنهم لا يشعرون أن البلد بلدهم.
...
وقد صور بعض المواطنين المصريين عمليات تزوير بطاقات الإستفتاء بواسطة كاميرات موبيل، ويمكن مشاهدة التزوير على موقع "يو تيوب: أيضا:
http://www.youtube.com/watch?v=xVNuodz4w-samp;mode=relatedamp;search=
http://www.youtube.com/watch?v=zdXl7qjIXysamp;mode=relatedamp;search=
..............
والحقيقة أن المواطنين الذين إشتركوا فى هذا التزوير هم مواطنون مصريون ولم يتم إستيرادهم من الصين أوإسرائيل أو أمريكا، ومارسوا التزوير بخفة دم مصرية أصيلة وبإقتناع وحرفية عالية، وكان من أجمل التعليقات التى ذكرها أحد الموطنين الذين قاموا بالتزوير :
"الأخ من أحزاب المعارضة ؟، معارضة إيه ياعم... صلى ع النبى "
وقد عبر المواطن عن رأى الشعب المصرى فى أحزاب معارضته :" معارضة إيه ياعم... صلى ع النبى ".
فالكل يعرف أن العملية كلها عملية شكلية: الحكومة والمعارضة والدستور، كلها مناظر، لأن :"الريس حسنى مبارك عشرة على عشرة، وإللى يقول عليه إحنا موافقين عليه"، وماتقلبوش دماغنا بقى !!
والحقيقة أننى لم أؤيد طلب أحزاب المعارضة من الشعب بمقاطعة الإستفتاء علىالتعديلات الدستورية، لأن الإمتناع عن التصويت هو إتخاذ "اللاموقف"، و"اللاموقف" هو تأكيد للوضع الراهن، وكان الأجدر بأحزاب المعارضة لو كان لها وجود حقيقى فىالشارع المصرى أن تدعو كل المواطنين للذهاب إلى صناديق الإنتخابات وترفض تلك التعديلات، ولكن لأن تلك الأحزاب هى مجرد أحزاب ورقية لا وجود لها فى الشارع، فكان الأسهل بالنسبة لها الإمتناع عن التصويت.
وإعتقد بعض المثقفين السذج بحسن نية بأن الشعب المصرى قاطع الإستفتاء الأخير لأنه ضد الحكومة أو لأنه متخذ موقف من الحكومة، وهذا غير صحيح فقد قاطع الشعب المصرى كل الإستفتاءات التى حدثت أيام عبد الناصر (وكان فى عز شعبيته الجارفة) وأيام السادات وأيام مبارك، ليس لأنه متخذ موقف سياسى، ولكنه يفعل ذلك لسبب إيجابى ألا وهو أنه (فاقس العملية كلها) ومدرك تماما أن الرئيس ومن معه يفعلون ما يريدون، وسبب سلبى ألا وهو "الكسل"، نصف الناس فى مصر ليس لديهم بطاقات إنتخابية، وحتى من لديهم بطاقات إنتخابية لا يذهبون لمراكز الإقتراع.
...
ويجب أن نكف عن إستخدام عبارات من نوع :"الشعب المصرى العظيم "، لأ هذا غير حقيقى، الشعوب العظيمة حقيقة هى الشعوب التى تأخذ مصيرها بيدها، ولا تتركه للأفاقين والحرامية والمستغلين، الشعوب العظيمة هى الشعوب التى لا تنام فى العسل نوم، هى الشعوب التى تصحو وتنهض وتثور ضد الظلم والفساد والطغيان.
وقد يسألنى سائل : ولماذا لا تثور حضرتك مادمت متحمس كده ؟
وجوابى هو:" أنا ما أقدرش أثور لأنى لسه جديد هنا !!"
samybehiri@aol.com