كتَّاب إيلاف

شذى العراقية / العربية... و أحزاب إيران العراقية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


أثار الفوز المثير للفتاة العراقية الأصل شذى حسون ببرنامج ستار أكاديمي و الذي حسمه إضافة لموهبتها الصوتية و تميزها الشخصي أصوات ملايين عدة من العراقيين صوتت من داخل العراق تحديدا في إنقلاب مثير للتوجهات الشعبية و قلب واضح للتوجهات الطائفية و المفاهيم المتخلفة التي ترسخت بعد سقوط نظام البعث البائد و فشل الأحزاب الدينية و الطائفية في سد الفراغ بل خلقت مراكز توتر و عوامل شد طائفية أسست ضمن أسباب و عوامل أخرى لحالة الحرب الطائفية الرهيبة القائمة في العراق و التي حولت العراق بأسره لمقبرة جماعية جامعة لسكانه و لأكبر وطن طارد لسكانه منذ فجر التاريخ في أكبر فضيحة فشل سياسي في التاريخ الحديث، و لعل فوز ( شذى ) المدوي مع كل ما صاحبه من ضجة إعلامية في هذا الزمن العراقي العصيب قد أثار جملة من المواقف بعضها إنساني محض و بعضها مرتبط بمواقف سياسية و دينية و طائفية!!، ففي الوقت الذي إعتبر بعض العراقيين ذلك الفوز بمثابة حالة توحيد شعبية ووطنية تتجاوز الآفاق و المفاهيم الطائفية المريضة السائدة في عراق المحاصصة الطائفية المريضة، بل و طالب البعض بإسناد رئاسة الوزارة لها وهي قادرة على ذلك بطبيعة الحال و بسبب ثقافتها، رفض البعض الآخر هذا الفوز و هذا الموضوع جملة و تفصيلا و أعتبره رجس من عمل الشيطان ينبغي تجنبه و التخلص من آثامه بكل السبل و الوسائل الممكنة!! و لو تطلب الأمر ذبح شذى و والدها ووالدتها ومن صوت لها من الوريد إلى الوريد تقربا لله تعالى!!! وصونا للشرف و العفاف المهدور؟، و لعل أطرف المواقف إن لم تكن أشدها خبثا موقف جماعة ( المجلس الإيراني الأعلى للثورة الإيرانية في العراق )! سواء من خلال مؤسسة ( شهيد المحراب )، أو من خلال ( إذاعة النجف ) التي طالب معلقها بسحب الجنسية العراقية من شذى ووالدها و منعهم من دخول العراق!! وهي مطالبة غريبة تذكرنا بأساليب نظام صدام البائد في سحب الجنسية عن العراقيين و إعطائها للصوماليين!!، رغم أن هنالك جملة من الوقائع الموضوعية لم تسلط عليها الأضواء كون الآنسة شذى خليط عراقي/ مغربي وهي نتاج للوحدة العربية الطبيعية الواقعية البعيدة عن الشعارات الرنانة فوالدتها مغربية وقد نشأت في المغرب في جو صحي خالي من التخلف و الطائفية المريضة وعقد التاريخ الغبية و أوهام الخرافات الغيبية و بقية الأساطير الخرافية التي هي كل عدة و برامج الأحزاب و الجماعات الدينية و الطائفية الفاشلة و الرديئة و المعبرة عن حالة الضياع العراقي الشامل و التي جعلت من المرأة العراقية المكافحة مجرد عورة ووعاء للخطيئة و نجحت بتميز في إفراغ الشارع العراقي من التواجد النسوي بسبب أساليب الإرهاب و الخطف و الإغتصاب و البلطجة المريضة.... لذلك فإن موضوع الجنسية العراقية بالنسبة لشذى ليس بالأمر المهم ولكن إنتمائها و تعلقها بجذورها و تحيزها لوطنها ليس بيد الجماعات الإيرانية!! و الطائفية، و لعل قمة المأساة تتمثل في كون الإيرانيين أو الموالين لهم هم من يصنفون الهوية الوطنية للعراقيين!!، و هم من يمنحون الجنسية العراقية و من يملكون قرار سحبها وفي ذلك قمة المأساة و الملهاة و المهزلة.
لقد تم إستبدال فاشية بعثية سوداء ذات متعلقات فكرية قومية مزيفة مخلوطة ببهارات الإشتراكية بالشعارات التقدمية الفارغة من مضامينها الحقيقية المفترضة، بفاشية أشد سوادا و قتامة و عتمة و جاهلية جعلت من العراق مزبلة كبرى لا نظير لمخلفاتها الفكرية و السلوكية توزع صكوك الغفران على منتسبيها و تمارس من الرذائل الخفية و السرية ما يجعل من أية رذائل أخرى بمثابة لعب أطفال!، لقد وصلت المهزلة لأقصى مدياتها و بات الحديث عن إنتشال العراق من واقعه الأسود أمرا مصيريا لبقايا وطن يحتضر بلا هوادة.
لقد كشفت شذى عن الوجوه الحقيقية للذين يحاولون تسويق مشروعهم الطائفي برؤوس العراقيين، و هؤلاء الطائفيون و بمساندة حثالات الفرق الإرهابية التكفيرية الذين يشيعون الموت في الحياة العراقية لا بضاعة لديهم سوى التعكير على كل ما هو جميل و تشويه كل معالم الحياة، و لكن الحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء إن إرادة الحياة لدى ملايين المحرومين ستجعل من تلك المشاريع أضغاث أحلام لن ترى النور مهما بلغت سيوف الإرهاب شراسة فإنها سترتد لنحور مطلقيها.

dawoodalbasri@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف