كتَّاب إيلاف

الإبل... مصدر الصادرات في موريتانيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يمتاز حليب النوق بقلة دهونه و غنائه بالفيتامينات، إذ يحتوي على ثلاثة أضعاف فيتامين "سي " مقارنة بحليب الأبقار، وعشرة أضعاف محتواه من الحديد، بالإضافة إلى كمية كبيرة من فيتامين "ج''، مما يعطيه قيمة كبيرة كغذاء و دواء... و يوفر تصنيع مشتقات حليب الإبل مزايا اكبر لما له من قيمة مضافة و فرص عمل، بالإضافة إلى إمكانية التصدير إلى الأسواق الخارجية.

بدأت السيدة نانسي عبد الرحمان، البريطانية المولد، بإنشاء أول مشروع تجاري ناجح لتصنيع اجبان حليب النوق بموريتانيا منذ 15 سنة. و شجعها الطلب على منتجاتها في ألمانيا على البحث على أسواق أخرى بدءا بمتاجر " هارودز " الشهيرة بلندن. هذا، بالإضافة إلى الطلب المحلي على هذه المنتجات من المواطنين و السياح، مما يعني أن العائق الأساسي في الوقت الحاضر يأتي من جهة العرض.

و تعمل السيدة نانسي عبد الرحمان حاليا على تصنيع مستحضرات التجميل من حليب الإبل، اذ ثبت أن الموريتانيات الآتي يشربن بانتظام حليب الإبل يحافظن على بشرة نضرة وصافية. و لهذه المنتجات إذا ما تم إنتاجها بالجودة المطلوبة سوق واعدة في مختلف دول العالم، إذ أن الطلب عليها كبير جدا بينما العرض يحكمه الإنتاج - المحدود - من حليب النوق.

و يمثل التطبيق الصناعي الثالث لهذه المادة إنتاج أنواع " الايس كريم " و الشوكولاته، و تم هذا فعلا في أوروبا، حيث تقوم شركة في فيينا بتصنيع عدة أنواع من الشوكولاته من مسحوق لبن الجمال.

أدركت منظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة ( الفاو ) أهمية الإبل في المناطق الصحراوية القاحلة كمصدر للتغذية و موطن للرزق، يقدم بديلا على الهجرة إلى المدن. و هي تعمل حاليا على توفير الدعم التقني اللازم في مجال الرعاية البيطرية لزيادة إنتاجية النوق من الحليب من 5 لترات يوميا إلى 20 لترا. و مع هذه التطورات، يتوقع خبير الفاو "انتوني بينيت" أن تبلغ السوق الدولية لحليب النوق قرابة 10 مليار دولار، إذا ما توفرت الظروف الملائمة لذلك.


لعل أهم العراقيل في الوقت الحاضر قلة الموارد و الخبرات في مجال تطوير و تصنيع المنتجات، لكن الشراكة مع المؤسسات العالمية المتخصصة بإمكانها أن تساعد على تجاوز هذه العقبة. كما وضع الاتحاد الأوروبي عراقيل أمام بعض أنواع الصادرات بدعوى أنها لا تتوافق مع معايير الجودة و السلامة الصحية، و سبق أن حصل هذا من قبل مع تصدير لحوم النعام و مواد غذائية أخرى من الدول العربية، و تم تجاوز هذه العقبات فيما بعد. و نتوقع أن يحصل نفس الشيء مع تصدير المواد المصنعة من حليب النوق في المستقبل القريب، مع زيادة الانفتاح التجاري في نطاق اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة، و لما للدول الأوروبية نفسها من مصلحة في تطور المناطق الصحراوية، كبديل للهجرة غير الشرعية إليها.

لذلك فالأولوية للدول العربية و الأفريقية في الوقت الراهن يجب أن تكون العمل مع منظمة " الفاو " على الاستفادة من هذه الثروة الحيوانية النادرة كمصدر للرزق و الصادرات. و يمكن البدء بإنشاء مزارع نموذجية لانتاج حليب النوق شبيهة بمزارع النعام التي لاقت نجاحا كبيرا في الدول العربية التي قامت بتطويرها، و الاستثمار بالشراكة مع الشركات العالمية لتطوير صناعة قائمة على هذه المادة في المواد الغذائية و مواد التجميل و غيرها.
-----------------------------------------
كاتب المقال محلل إيلاف الاقتصادي و خبير سابق بصندوق النقد الدولي بواشنطن
Abuk1010@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف