كتَّاب إيلاف

موسيقى وكلمات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"لايهمني من يضع للناس قوانينهم بقدر ما يهمني من يضع للناس أغنياتهم" (كونفوشيوس)

موسيقى وكلمات هو اسم الفيلم الجديد للنجم الانجليزي هيوغرانت، وهو يناقش موضوعا حيويا مهملا.. الأغنيات التي تحاصرنا كل يوم ونتنفسها في سياراتنا ورياضتنا وحفلاتنا ومقاهينا، يتساءل الفيلم أيهما أهم في الأغنية :الكلمة أم النغمة ؟تجيب بطلة الفيلم دروبري مور "اللحن يشبه الانجذاب الأول للشخص أما الكلمة هي المرحلة الأعمق في العلاقة والتعرف على حكايته وقصته، وعندما يلتقي اللحن الجميل بالكلمة الجميلة وينصهرا معا هنا يحدث السحر"،
الفيلم رومانسي وجميل، ونجاحه يظهر رغبة الغرب في العودة الى الرومانسية وقصص الحب النقية -في الوقت الذي تتجه فيه الروايات العربية الى قصص حب من نوع وآخر وكأن الكل يبحث عما يفتقده !!-في الفيلم نكتشف أن نقدنا للأغنيات العربية ومستواها المتردي هو مشكلة عالمية، وأن "الله على الزمن الجميل "ليست كليشيه عربي، وأن الحنين للكلمة الجميلة واللحن الجميل يشترك فيه الشرق والغرب معا، والجميع في شوق الى الأغنية التي تلامس احساسك وتهز وجدانك وليس فقط (وسطك) !حيث الكلمة هي سر خلود أغنيات مثل "ماي واي "أو "على طريقتي "و"غرباء في الليل " لفرانك سيناترا، و"الحب هو كل ما تحتاجه " وقيثارتي تنتحب" وغيرها من أغاني البيتلز و"شكرا للموسيقى "و"اس أو اس " لفرقة الأبا السويدية. وغيرها.

اليوم في فضائياتنا العربية برامج غنائية تحظى بمتابعة واسعة مثل ستار أكاديمي وسوبر ستار وغيرها تساهم جميعها في (ضخ) مطربين ومطربات بكميات هائلة الى السوق، لكن دون أن يكون هناك اعتناء مواز بكتاب الكلمة أو بالموسيقيين والملحنين، فكأنك تنتج سيارات فاخرة وجميلة ولكن دون مكينة قوية، واذا أضفنا الى ذلك وجود قنوات غنائية بأعداد كبيرة تفغر أفواهها لتتلقف كل من يغني حتى تملأ ساعات بثها، فلنا أن نتخيل الكارثة التي تحل بالأغنية العربية دون أن ندري ولعل هذه السهولة هي في حد ذاتها كارثة على الأغنية، فصعوبة الطريق على القدماء هو الذي فرق بين الفنان الحقيقي وغيره.

لكن المفارقة هي أن كثرة الغث الذي نسمعه لم يفسد -حتى الآن -الذائقة العربية، بل جعل السمين القليل الذي نسمعه بين فترة وأخرى اكثر سطوعا ووضوحا، وربما هذا يفسر النجاح الكبير لأغنية " الأماكن "لمحمد عبده على سبيل المثال أو "اطلع فيي هيك " لكارول سماحة.
الصوت والكلمة واللحن علاقة كيميائية، اما أن تكون أو لا تكون ونجد الكثير من (الخلطات) الغنائية التي نجحت في الوصول الى السحر واللمعة التي تميزها، أذكر على سبيل المثال: الرحابنة وفيروز، البريق الخاص في التقاء صوت محمد عبده مع شعر بدربن عبد المحسن، ذوبان صوت ماجدة الرومي بشعر نزار قباني، التقاء مروان خوري مع نفسه، والتواصل الروحي بين الثنائي محمد منير و كوثر مصطفى، واللقاء الأخير بين لطيفة و زياد الرحباني الذي أنتج خليطا متفردا ومختلفا

تقول الفنانة ماجدة الرومي: "أحسد الكاتب والرسام ففنه مرتبط بقلمه وريشته، بينما علي أن أنتظر كلمة جميلة ولحن جميل حتى أمارس فني "ولعل ذلك ما دفع ماجدة الى كتابة معظم أغاني ألبومها الجديد وفي رأيي أنها لم توفق، فبقدر ما هي مطربة عظيمة فهي -في رأيي -شاعرة متواضعة، بينما كانت رائعة في أغنيتها "جئت لأقول كلمة وسأقولها "وهي الكلمات التي أخذتها من مقدمة كتاب "دمعة وابتسامة" لجبران والتي لم تكن قصيدة ولم تكتب لتغنى. أيضا ندرة الملحن الموهوب والأصيل أدى الى انتشار مصطلح جديد في عالم الغناء العربي وهو اعداد الألحان أو (اللحن المعدّ) والاعداد ببساطة هو الاسم الحركي الذي يطلق على الألحان المسروقة!!

أما عن المستوى الذي وصل اليه الفيديو كليب فيمكن تلخيصه في التصريح التالي للفنان يوري مرقدي، صاحب أغنية (عربي أنا) :"لا أسمح لأولادي بمشاهدة القنوات الغنائية "وشهد شاهد من أهله.
وأخيرا لا أعرف لماذا ينشغل النقاد كثيرا في نقد الكتاب والفيلم والبرنامج التلفزيوني لكنهم يهملون النقد الجاد للأغنية رغم أنها الأكثر حضورا وتأثيرا.

thepuzzle3@hotmail.com.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف