جمهورية (ثأر الله) و شركاه... البصراوية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لعل واحدة من أقبح و أسوأ مظاهر ديمقراطية الخراب العراقية هي نمو الظاهرة الطائفية بأشد أشكالها قبحا و تخلفا و عبثية و سوداوية مما فتح المجال واسعا أمام عصابات التخلف الموروث و الكامنة في أشد خلايا القعر الإجتماعي بالنهوض من جديد و إستغلال مساحات الحرية و زواياها المضيئة للإنقلاب عليها و تشويهها و خنقها وهي حالات حصلت في تاريخ العالم في ظروف معينة فصعود النازية و الفاشية للحكم في ألمانيا و إيطاليا جاء من خلال مظلة الديمقراطية البرلمانية!! و بالديمقراطية و تحت ظلالها و شعاراتها سيق العالم بأسره لحروب كونية مدمرة!، فحين يكون الشعب في حال مرض طال قرونا عديدة فإن خياراته المستعجلة و المدفوعة بعوامل عاطفية تكون مستعجلة و غير مقدرة للظروف و لتطورات الأحوال، و ما حصل في العراق بعد سقوط النظام الشمولي الإستبدادي كان حالة من أشد الحالات غرابة في التاريخ البشري المعاصر، فسقوط الدكتاتورية في العراق لم يكن بيد الشعب و لا بيد قواه السياسية و العسكرية و لا بيد أي تنظيم سياسي أو عسكري آخر، بل كان عن طريق التدخل الخارجي و بقرار من الولايات المتحدة التي قررت بعد الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 قلب المائدة على الأنظمة التي رعتها و حمتها ردحا طويلا من الزمن!، ولأن ستراتيجية المرحلة الكونية القادمة تتطلب وجوها جديدة و أنظمة جديدة تتجاوز المتبقي و المترسب من عصر الحرب الباردة ومخلفاتها من الأنظمة الحزبية و العشائرية التي ساقت الشعوب كالنعاج نحو مسالخها و كان النظام البعثي البائد في العراق في طليعة الأنظمة المرشحة لبداية السيناريو الأمريكي الجديد، و كان العراق يعيش حالة هائلة من الفراغ السياسي الداخلي بعد أن نجح نظام البعث البائد و بإمتياز في إفراغ الساحة من القوى السياسية الحرة و المتنورة، فلا حزب سوى حزب السلطة و لا وجود إلا لأحزاب رديفة أراد النظام تشكيلها في أخريات أيامه وهي إن طال العمر بالنظام لا تعدو أن تكون سوى حزب بعث بعناوين مختلفة أي كأننا و الماء من حولنا قوم نيام حولهم ماء!!.....، فسقوط النظام بتلك الطريقة الخارجية و الظروف العامة التي أحاطت بالعراق، و تكالب القوى الإقليمية و دول الجوار لترتيب أوراقها و فرض ستراتيجياتها الدفاعية في العمق العراقي قد هيأ المجال للقوى الطائفية لأن تسد الفراغ السياسي القاتل مما خلق ظروف و أوضاع سياسية شاذة إنعكست ميدانيا على طبيعة تركيب القوى السياسية، و كانت مدينة البصرة التي هي أهم مدن العراق قاطبة و تشكل قطب الرحى الستراتيجي في مستقبل الخليج العربي و الشرق الأوسط سيئة الحظ عبر تاريخها الطويل و الممتد منذ أول أيام الفتح العربي الإسلامي للشرق الأوسط، فنصيبها من الخراب عبر كل العصور كان نصيب الأسد حتى ذهب خرابها لمستوى الأقوال المأثورة (بعد خراب البصرة)!! رغم أن المقصود به كان خرابها بسبب ثورة الزنج في القرن الثالث الهجري إلا أن خرابها في العصر الحديث و منذ عام 1980 تحديدا قد أطاح بكل ذكريات الخراب الماضية، و اليوم و بسبب نمو الأحزاب الطفيلية و الطائفية و العشائرية المتخلفة بات للخراب و جوه أخرى بعد أن صعدت قوى الفاشية الدينية الطائفية و باتت تفرض سطوتها و مفاهيمها المتخلفة على الناس الذين باتوا يعظون اليوم أصابع الندم على خياراتهم السابقة التي فتحت الطريق لتلكم الجماعات للتمدد و الهيمنة، و الصراع على النفوذ القائم اليوم في البصرة بين العصابات الدينية و الطائفية قد وصل لأبعاد إنفجارية خطيرة بعد خروج حزب الفضيلة الحاكم في البصرة من تحت مظلة الإئتلاف الشيعي العراقي و بروز الأسنان الطائفية الحادة التي تهدد بالويل و الثبور و الإنتقام من ذلك الحزب مما حرك جماعات و عصابات تأتمر بإمرة المخابرات الإيرانية بصورة مباشرة و بزعامة عناصر لا تعرف من السياسة سوى أسلوب البلطجة و الشقاوات لتعكير الأوضاع في المدينة المنكوبة و المنهوبة من خلال حرب الهيمنة على المحافظة و مجلسها و محاصرة حزب الفضيلة الذي هو في النهاية ليس فوق مستوى الشبهات، و تصعيد الإرهاب في البصرة لغرض قتل المحافظ و أسرته كما حصل قبل أسابيع قليلة و مازالت النتائج و المخاوف التصعيدية تتفاعل و كان البيان الأخير لحزب الفضيلة حول التهديدات الصادرة من جماعة ما يسمى ب (ثأر الله) و دكان (سيد الشهداء) لأعضاء مجلس المحافظة بالقتل ما لم يسحبوا ثقتهم بمحافظ البصرة الحالي (محمد الوائلي) و الذي ما أنفك يعلن و بشكل دائم عن كونه مستهدفا من عملاء إيران في المحافظة!! و لكن للقضية أبعاد سياسية و إقتصادية و طائفية عميقة الجذور تتعلق أساسا بالصراع بين قوى الإئتلاف المهدد حاليا بالإنفراط!!، و يبدو أن جماعة الإئتلاف و منعا للإحراج قد قرروا تكليف الجناح التعرضي و الصدامي ممثلا في عصابة (ثأر الله) و شركاه في العناوين المثيرة للسخرية من أمثال (بقية الله)!! و (غضب الله)!! و (يد الله) و (سيد الشهداء)!! و (جماعة الفضلاء)!!.. و غيرهم من المسميات الديناصورية و الميتافيزيقية لتصدر الصورة و فرض الإرهاب الطائفي بأشد أشكاله توحشا و تخلفا.... فمتى تنزل (رحمة الله) على أهل البصرة و تنقذهم من أنياب أولئك الذئاب و العملاء... أم أننا نحلم.. لأن جمهورية الولي الفقيه البصرية على شفا حفرة من البزوغ....!