كتَّاب إيلاف

المؤتمر القومي العربي.. والشجار الطائفي؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كما توقعنا في مقالات سابقة، فقد إنفجر المؤتمر القومي العربي من الداخل بعد أن بلغت التناقضات مدياتها القصوى و بانت الحقيقة العارية بعد أن تطايرت كل أوراق الشجر الناعمة التي كانت تغطي سوءات من يقف خلف ذلك المؤتمر القومي الفاشل من بقايا البعثيين و أتباع أنظمة الموت و الهزيمة و الفشل و من محامي الشيطان الذين عرفناهم و شخصناهم جيدا بإعتبارهم أحد أهم أدوات الهزيمة الحضارية و السياسية من الذين طبلوا و صفقوا و مجدوا كثيرا و طويلا لصالح الأنظمة الفاشية التي أبدعت في إفشال الحلم العربي و جعلوا من القومية العربية أضحوكة بين أمم الأرض، لسنا ضد الفكر القومي العربي بصيغته الإنسانية الصرفة المتحيزة للإنسان العربي و الهادفة لرفعته و إنتشاله من أزمات الفقر و الضياع و التخلف التاريخية و لكننا بالضرورة لسنا مع الأنظمة السياسية التي إتخذت من قضية العروبة قميص عثمان لتمارس أقصى درجات الفاشية و تطبق كل معايير و قيم ألأنظمة الشمولية الفاشلة التي كانت نتيجتها تدمير البشر و الحجر و كل شيء حي في عالم العروبة المنكوبة بأهلها و أحزابها و شخوصها الديناصورية القحة!، لقد إنفجرت جلسات المؤتمر القومي العربي المعقود في البحرين و تحولت المناقشات الهادفة لدراسة حال الأمة!! و إصدار التوصيات (النهضوية) المباركة!! لساحة حرب طائفية بين السنة و الشيعة!! من أهل المؤتمر القومي بسبب تداخلات الجماعات الطائفية التي أضحت مهيمنة على شؤون و شجون ذلك المؤتمر و تصوير المجازر الإرهابية القائمة في العراق بوصفها مجازرا للشيعة ضد السنة!! و هو تصوير طائفي مريض و سقيم و يعبر عن حال و لسان عصابات الطائفيين و المهووسين و السلفيين المفخخين الذين رفعوا راية القومية العربية زورا كما أنهم على أتم الإستعداد لرفع راية (الشيوعية) ذاتها لو أنها تحقق أهدافهم و تطلعاتهم المريضة!! فهل تناسى المؤتمرون أن المجازر المعقودة و المنصوبة لإخواننا شيعة العراق كانت هي البداية الفعلية لكل المجازر المتتالية التي تواصلت في العراق؟ هل تناسى المؤتمرون و بعضهم من أهل الحقد الطائفي و الفكر التفكيري أن حملات التكفير و القتل الشاملة الموجهة ضد شيعة العراق و التي تدعو لإبادتهم علنا و بكرة و أصيلا ضد تجاوزت كل حسابات و منطق الإحصائيين!! و هل يعلمون أن (الجثث المجهولة) التي يتحدثون عنها لا تضم سنة فقط؟ بل أنها مجهولة لكونها تضم شتى الخليط العراقي المعروف؟ و هل دماء الأبرياء من الأطفال و الشيوخ و النساء و الباعة و المستضعفين في أسواق العراق رخيصة إلى هذا الحد لكي يتم تناسيها و يتم التركيز على بعض أعمال الإنتقام الفردية التي تحدث في كل دول العالم... لقد فضح المؤتمر القومي العربي نفسه و تبينت حقيقته المخفية و المعروفة بكونه أحد أهم الأدوات المساندة للجماعات الإرهابية و السلفية التكفيرية التي تعيث في أرض الفراتين فسادا، فهل يتمكن ذلك المؤتمر في ختام بيانه و إنتهاء حفلاته الفندقية من إعلان وثيقة إدانة شاملة لفرق الموت السلفية و الطائفية و تحديدا لعصابات ما يسمى بدولة العراق الإسلامية التابعة لعصابة القاعدة أو بقية عصابات السلف البعثي الطالح ممثلة بعصابات ما يسمى بجيوش المجاهدين و ثورة العشرين و جند الصحابة و جيش عمر و كتائب اللواء عبد طيطو.. وغيرها من القطعان الظلامية و التكفيرية التي يؤيدها الرفيق حارث الضاري و بقية شلة الأنس المتضامنة معه بدءا من البعثي السابق الرفيق (معن بشور) و ليس إنتهاءا بمحامي النظام البائد و أحد أنصاره المعروفين في الساحة المغربية و المنشق عن حزب الإتحاد الإشتراكي المغربي سماحة الرفيق (خالد السفياني)... و غيرهم من الرفاق الذين حولوا البندقية من كتف (وحدة ما يغلبها غلاب)!! إلى كتف (الشيعة و السنة و المعتزلة و المرجئة)!!!.
الفشل التاريخي لأهل المؤتمر القومي العربي لا ينفصل في إطاره العام عن الفشل الموروث للأنظمة العسكرية و الطائفية و العشائرية و الشمولية التي حملت الراية القومية وهي نفسها التي تحول أتباعها و مماليكها فيما بعد لجزر طائفية و مراكز وباء متفش لنقل الفكر الطائفي المتعفن الذي فاح من بيانات و نشاطات أهل ذلك المؤتمر الذي إحتضنته البحرين التي تعاني أشد معاناة من حملات التكفير و التطيف و الفتن و التي ما فتأ قادتها يعملون بجد و تميز حقيقي لقبر جذور الفتنة الطائفية و تطهير الوطن الصغير من أدرانها... لقد تجمع الطائفيون من أهل المؤتمر القومي العربي ليشيعوا الخراب في الديار الآمنة و ليزرعوا الفتنة فهم رسلها و أهلها و هم نتاج الغرس الطبيعي لأنظمة الموت الطائفية التي رحلت و أقامت إقامة دائمة في... مزبلة التاريخ..!!.. تلك هي الحقيقة القومية الناصعة الوحيدة...!.

dawoodalbasri@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف