أعاريب الهزيمة... و هزيمة الإرهاب ومؤتمراته؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الشيء المؤكد فيما يحصل من معارك أو مجازر ضد البشرية والآمنين والمستضعفين في العراق اليوم ستكون نتيجته النهائية هزيمة الإرهاب بكل أشكاله التكفيرية أو الطائفية أو القومية، و المعركة ضد الإرهاب في العراق هي من طراز المعارك التاريخية الكبرى التي تتطلب تضحيات كبيرة و جهود مضاعفة، وقدرات واسعة لعل من قدر الشعب العراقي المحروم عبر التاريخ تحملها ضمن إطار الحرب الحضارية و المستقبلية الكبرى، وما تساقط المجرمين من تنظيم القاعدة الإرهابي التكفيري التافه من أبي مصعب الزرقاوي و حتى أبو حمزة المهاجر وصولا لكل أبوات و أمهات الإرهاب المتوحش الحديث إلا البداية الفعلية لإنحسار ظلال الخوارج من التكفيريين الجدد و إنتهاء ريحهم العفنة التي أثارت كل فتن و هواجس التاريخ الموروثة و التي كانت مختفية تحت تراب السنين، في العراق اليوم تدور رحى معركة الرهان على المستقبل و على الحضارة و تصاغ رغم كل عوامل الإحباط ملامح المشروع النهضوي الحقيقي القائم على هزيمة الإرهاب و التخلف مهما كانت مصادره و ليس التعاون معه أو التحالف معه من أجل تدمير الأمة العربية من الداخل و هو ما يفعله جحوش من يسمون أنفسهم بقيادات و كوادر (المؤتمر القومي العربي) البيروتي النشأة و البعثي الهوى والإنتماء والفرع اليابس المعوج المتبقي من مرحلة الحرب الكونية الباردة و الذي أنهى مؤخرا في البحرين إجتماع الدورة الثامنة عشر له وسط فضيحة قومية كانت بجلاجل و أجراس مجلجلة بعد إنكشاف الإبعاد الطائفية و التقسيمية التي توجه عمل و فكر أهل ذلك المؤتمر؟ خصوصا و إن مكان إلتئامه الأخير في (البحرين) تحديدا يمثل مرحلة مهمة من مراحل نشر الفتنة الطائفية و تلويث الأجواء العربية و إعادة خلق المشاكل في العالم العربي، فسياسة أهل المؤتمر القومي هي سياسة بعثية واضحة تعتمد أساسا على إثارة رياح الفتنة في الأقطار العربية و خلق مناطق توتر طائفية تستغل لأهداف واضحة المدى و المنال، فمملكة البحرين مثلا وهي تعيش عصرها الإنتقالي الجديد بعد أن تحولت لمملكة دستورية صغيرة و كيفت أنظمتها القانونية و الدستورية على هذا الأساس تجتهد من أجل ترويض بل إنهاء حالات التوتر الطائفي المعروفة هناك و هي الحالة التي إستغلتها أطراف خارجية و من أهل المنطقة أيضا لتعكير إتجاه الرياح هناك، تلك البحرين الجديدة لا نعتقد أن أهل و أصحاب المؤتمر القومي العربي يتحمسون كثيرا لمشروعها السياسي ولا لدورها الستراتيجي المهم و لا لحالة الحداثة و الديمقراطية الناشئة، و لا لتعاونها مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب!! لأنهم بصراحة جنود مجندة و معدة لأهداف ووسائل أخرى لم ينفع بيان الرفيق (معن بشور) رئيس الدورة الحالية ولا هدوء الرفيق محامي الشيطان (خالد السفياني) المغربي في التعتيم عليها، فالسيد خالد السفياني الذي كان أحد رجال النظام العراقي البائد في المغرب وكانت فضائية النظام البائد تفرد له ساعات المقابلة الطوال وتغدق عليه من كرمها المعروف كان في وقت سابق قد تهجم بأسوأ الألفاظ على الحكومة العراقية الحالية وعلى رئيسها وعلى رئيس الجمهورية العراقية متهما إياهم بالعمالة والجاسوسية و بكونهم (أشباه الرجال) وأتحداه أن ينكر تصريحاته المعيبة و التي تعبر عن تدخل فظ وأهوج وغير مقبول و مبرر في شؤون العراق الداخلية، وعن إحتقاره لملايين الأصوات العراقية التي تحدت الإرهاب و شاركت في وضع أسس التغيير العراقي الكبير والذي سيتطور لا محالة رغم أطنان المصاعب و المعوقات ورغم الفشل المرحلي، فطريق المليون ميل يبدأ بخطوة واحدة... أما التحيز الفاضح والمكشوف لنظام البعث البائد بل و التطوع في فرق الدفاع عن مجرمي ذلك النظام هو عمل عدواني موجه ضد قيم العروبة الحقة التي لا تدافع عن المجرمين و تنصف المظلومين و ذلك ما فعلته القبائل العربية في الجاهلية وهي تؤسس (حلف الفضول)!! لإنصاف المظلوم!! بينما نرى قبائل أحزاب الجحوش القومية الراهنة وهي تنتصر للديكتاتوريين و أتظمة الإرهاب و السادية و الموت و تدافع عن عصابات القتل الطائفية المجرمة التي تتدثر بالعناوين الإسلامية البراقة لتعيث فسادا في الأوطان و الأرواح و لتنشر الفتنة الطائفية و توقع بين أهلنا من السنة و الشيعة في العراق أولا ثم في دول المنطقة و منها البحرين ثانيا و ثالثا و رابعا، فهؤلاء المجرمون هم رسل شياطين الإرهاب وهم من تربى في أحضان مؤسسات الفاشية البائدة العسكرية، وهم من كانوا ينتظرون يوم التغيير لتحقيق حلم قائدهم المقبور القائل:
"من يفكر بأخذ العراق منا سنسلمه لهم وطنا بدون شعب"!!
هذه هي الحقيقة العارية بالصوت والصورة... فجحوش الإرهاب قد تدحرجت رؤوسها و أهل المؤتمر القومي بكل بياناته الفارغة و السخيفة مجرد فاصلة في تاريخ الهزيمة النهائية لجيوش الإرهاب الطائفية، وحفظ الله العراق وشعوب المنطقة من كل مكروه....!