سفاحونا وسفاح فيرجينيا: هناك فرق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يا لفرحة بعضنا بجريمة جامعة فيرجينيا..
والفرحة طبعا ليست لمقتل ثلاثين شخصا داخل الحرم الجامعي من بينهم ثلاثة عرب،وانما الفرحة والبهجة التي صاحبت الجريمة هي لأن القاتل هذه المرة -ومن باب التغيير! -هو من كوريا،أي ليس عربيا ولا مسلما،فبدأنا تدبيج المقالات التي وان اختلفت في أساليبها الا أن خلاصتها :"الارهاب والعنف ليس تخصص عربي واسلامي ".
لكن هل نستطيع أن نقارن-دون أن نكذب على أنفسنا - بين جريمة يقوم بها فرد اما بسبب الجنون أو المرض النفسي والاكتئاب الأسود أو حتى في الرغبة في القتل والانتقام وبين الموت الذي تدعمه مؤسسات وفتاوى وقنوات ومواقع انترنت وتمويل بالملايين ومبايعات أمام الكعبة المشرفة؟
لا نستطيع أن نحجب الشمس بمنخل أو نختبئ خلف أصابعنا ونقارن بين الحالتين فقط لنريح ضمائرنا ورؤوسنا.
تقديس الموت للموت فقط هو تخصص اسلامي عربي بامتياز،والاغراء بالموت والانتحار وقتل الأبرياء كطريق مختصر الى الجنة لا يشاركنا فيه أحد من خلق الله،فهل هناك غير العرب من يقوم بنحر الصحفيين ونشطاء السلام الذين تركوا بيوتهم لخدمة الحقيقة أو نصرة قضايانا وذلك بجريرة بشرتهم الشقراء وعيونهم الملونة ؟هل هناك غيرنا من يغير اسمه خوفا من القتل على الهوية ؟هل غيرنا من (يحتفل) بالموت داخل عرس أو سوق أو مقهى؟
حتى مصطلح (الشهادة) ومشتقاته من (شهيد) و(استشهد) و(شهادة )نتفرد به وحدنا،بل يذهب البعض الى تخوين القنوات الاخبارية التي تستخدم مصطلح (مقتل) أو (قتيل) رغم أنه الأكثر دقة،فابتذالنا لمصطلح الشهادة أضاع معناه وأفقد الموت قيمته ورهبته فأصبح (استشهاد) العرب وكأنه مكافأة لهم وليس كارثة أو مصيبة -ألا يعني الاستشهاد أن قاتلهم نقلهم من هذه الدنيا البائسة الى جنات النعيم ؟- ثم هناك فرق بين (الشهيد) و(الضحية) فالشهيد هو الذي يموت وهو يؤمن بشيء ما ومستعد لأن يدفع من أجله حياته،أما الضحية فغالبا يكون مات بالخطأ لوجوده في اللحظة الخطأ بالمكان الخاطئ فلماذا نسبغ عليه صفة الشهيد؟
ان المبالغة في تقديس الموت جعل الكثير من الشباب يفضل أن يتخذ طريقا مختصرا الى الجنة (شورت كت) بدلا من أن يمتثل الى ارادة الخالق التي جعلت أن من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا،وأراد له أن يسعى الى العمل والحياة واستغلال الطاقات الكبيرة التي أودعها لديه في عمارة الأرض وترك بصمته الانسانية على هذا الكون
في استطلاع للرأي قامت به صحيفة التايمز، أظهر أن تسعة من عشرة من الجالية المسلمة في بريطانيا يعتقدون أن الهجمات ضد الأبرياء غير مبررة وخاطئة أخلاقيا، ولوقرأنا نتيجة الاستطلاع بالمقلوب فهذا يعني أن: واحدا من عشرة يرون أنها مبررة، فاذا كان عدد الجالية المسلمة في بريطانيا مليون فمن بينهم (عصابة) مكونة من مئة ألف شخص ترى أن (قتل الأبرياء مبرر وغير خاطئ أخلاقيا) وهذه كارثة!!ء.
ليس كل العرب والمسلمين ارهابين،وجميعنا يدفع ثمن هذه الصورة النمطية بين فترة وأخرى،لكن بالمقابل وهو ما علينا أن نعيه ونستوعبه ونواجهه أن معظم الانتحاريين والارهابيين هم عرب ومسلمين.