كتَّاب إيلاف

الحملة المشبوهة على شيعة العراق... إستدراك لا بد منه؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

منذ أن قررت خوض معمعة التصدي و الدفاع عن قيم الولاء الوطني و السلوكي لأبناء و اهل الشيعة في العراق في الحرب الطائفية التكفيرية الشرسة و العدوانية المشهرة ضدهم، و تصديت لمحاولة تصحيح بعض المعلومات الخاطئة و الظالمة، كنت أعلم مسبقا من أنني أخوض في لجة بحر هائج، بل و في عفونة تاريخية لا نظير لها ؟ و سأتعرض تبعا لذلك لموجات متتالية من الهجمات التسقيطية التي تعودت عليها و ماعادت تؤثر في شخصي المتواضع وحيث أصبحت كما يقول شاعرنا المتنبي العظيم إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال، فقد زعم المرجفون من أنني واحد من عملاء الأميركان!! بل و لفقوا لي ملفا وهميا بكوني قد خدمت كمترجم مع الجيش البريطاني في البصرة و مارست التعذيب و الإغتصاب و القتل ؟ وهي مسرحيات بائسة أعرف تماما من يقف خلفها من التعساء و المرضى النفسيين الذين تحولوا لصحفيين و كتاب في آخر الزمان العراقي المر المشبع بالعذاب و الدماء و الدموع، إن إنتصاري لقضية أهلنا الشيعة في العراق لا يعني أبدا الدفاع عن الأحزاب العميلة و لا عن عصابات القتل و فرق الموت و لا عن أصحاب الخرافة من اللصوص و القتلة الذين يستغلون مأساة الغالبية الفقيرة و المعدمة من شيعة العراق ليبنوا زعاماتهم الدموية الهشة، بل يعني الإنتصار للإنسان و للدماء البريئة و يعني الوقوف الصريح ضد حملات الإبادة و التطهير الطائفي المجنون الذي بات يلتهم أرواح العباد و يدمر ما بقي من العراق الذي نعرفه، وغني عن الذكر فإن دمي مهدور من قبل عصابات القتل الطائفية و أنا لا أستطيع دخول مدينتي البصرة لأن فرق الموت تتربص بي هناك! كما هو معلوم و منشور و موثق، كما أنني لم أعتمر العمامة الشيعية كما أتهمني أحد الإخوة الكرام من القراء في مقال سابق لي، لقد كرست نفسي و جهدي لمقاومة قوى الشر و الفاشية تحت أي لبوس أو قناع جاءت، و مواقفي الرافضة لفتاوي بهائم التكفير و التفخيخ المجرمة تحتم علي وعلى جميع أحرار الشعب العراقي الوقوف و التصدي جبهة واحدة ضد أعداء الشعب العراقي من الغرباء الذين لا يعرفون سر الخلطة و التركيبة العراقية أو من مجرمي البعث البائد و جيشه المهزوم الذين رفعوا راية التدين المزيفة لنشر الموت و الدمار المجاني في العراق أولا تمهيدا لنقله لبقية دول الجوار، وقضية تكفير و قتل الشيعة بالمجان و بمباركة من شيوخ الإرهاب الطائفي اللعين هي اليوم واحدة من أخطر القضايا التي تمهد لا لتفتيت العراق بل لتقسيم المنطقة و خلق الحروب و النزاعات الأهلية بين مكوناتها، و لن تستطيع كل التخرصات الرخيصة و المبتذلة أن تمنعنا من قول كلمة الحق و التضامن مع المظلومين و المستضعفين، إنني لا أدافع عن حزب أو عمامة أو قيادة مقدسةّ! فكل تلك الأمور و الظواهر و الزعامات هي في نهاية المطاف إلى زوال حتمي بعد نهاية الظروف الشاذة التي يعيشها العراق ولكن من سيبقى و يستمر هو الشعب العراقي بكل مكوناته الحية و طوائفه الجميلة المتعددة التي ظلت عبر التاريخ عنوانا و هوية حضارية متميزة لذلك البلد المنكوب و المهشم بنيران الحقد الأصولي و البعثي.

حينما أطالع و أتصفح بريدي اليومي أبذل جهودا كبيرة لتنظيفه من رسائل الزبالة التكفيرية التي تتحدث عن الروافض الذين يزنون بمحارمهم!! وعن بقية أساطير مريضة لا مصداقية لها على أرض الواقع ؟ فإذا كان شيعة العراق روافض و كفرة فهل أن الشعوب الأخرى التي تتعرض للإرهاب في القاهرة أو عمان أو الجزائر أو الدار البيضاء كذلك أيضا ؟ و لماذا كل هذا التحامل من تلكم الجماعات المريضة و التسابق لهدر أكبر كمية من دماء فقراء العراق من الشيعة أو غيرهم ؟ فالبهيمة المفخخة حينما تفجر نفسها في سوق عراقي فأنها تقتل كل ما هو حي و متحرك من شيعي و سني و مسيحي و صابئي، فالإرهاب أعمى لا دين له و لا طائفة، وحسب علمي فإن جميع فقهاء الشيعة و مراجعهم القدماء و المعاصرون لم يكفروا أحدا، و لم يدعوا لقتل قطة، و كانوا دائما عنوانا للتسامح و صورة كريمة للعبادة الروحية الصادقة و الزاهدة المبتعدة عن السباق على غنائم الدنيا رغم الأموال الواسعة التي تحت تصرفهم ؟ إنهم بكلمة واحدة يستطيعون قلب الشارع لحمامات من الدماء لو أرادوا ؟ لكنهم لن يفعلوا ذلك أبدا لحرصهم على دماء الناس كل الناس وهذا هو ديدنهم عبر التاريخ القديم و الحديث و أتحدى من يثبت عكس هذه الحقيقة... و ها هي ساحة التاريخ أمامنا لتكون الفيصل و الشاهد على ما نقول..... نعيدها و نكررها في أن من يقتل على الهوية الطائفية و من يفجر المساجد و يسحل الجثث ليس من التشيع في شيء كما لا علاقة له بأهل السنة الأحرار المسالمين المتصاهرين مع إخوتهم الشيعة في رباط ووثاق أبدي هو سر الكينونة العراقية المتدفقة عبر التاريخ. و ثمة حقيقة واحدة ستبقى وهي أن الإرهاب و أهله بات يسير نحو الجحيم، و ستوأد الفتنة العمياء التي ستحرق في النهاية قلوب التكفيريين و البعثيين... تلك هي الحقيقة الأزلية و الخالدة.

dawoodalbasri@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف