خائفون من ايران.. وايران خائفة منا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نعم.. انتقدت موقف ايران من عشقها لليورانيوم.
كنت اتحدث بذلك عن مخاوفي من هذا العشق.
الخليج كله خائف، ومعه حق في خوفه.
لكن يجب ان نتعايش مع هذا الخوف. فلن توقف ايران تخصيبها. حتى لو وجهت واشنطن ضربة لها في الصميم. هي قد توقف التخصيب ربما. لكنها لن تقتل الفكرة في نفس الايراني.
يجب على كل دول الخليج ان تنظر الى مسألة القدرة النووية الايرانية على أنها حقيقة لا مفر من التسليم بها. على انها واقع يجب التعامل معه، ولو كان صعبا.
قلت ان الخليج كله خائف، لكن أليست ايران خائفة بالمثل؟
لا اتحدث عن الخوف من ضربة اميركية.
لا.. لا.. ليس ذاك ما عنيته. بل عنيت اليست ايران خائفة بالمثل من دول الخليج؟
نعم خائفة. أو في احسن الظروف هي غير غير واثقة من نوايا الخليج.
هي ليست خائفة من قوة دول الخليج، لأنها ضعيفة جدا.
لكنها خائفة من غياب اي حليف حقيقي لها في هذا الخليج.
يجب ان ننظر الى ايران على انها دولة وحيدة في محيط لا يحبها.
يجب ان نعترف بذلك.
نعم.. لا يحبها. من اجل ذلك هي خائفة من نوايا المنطقة تجاهها. وليس الأمس بالبعيد.
فعندما نشبت حربها مع العراق، لم تكن هي البادئة. رغم ذلك وقفت دول الخليج مجتمعة ضد ايران وهي المعتدى عليها.
انا لست ابرر خوف ايران، او اضع المبررات لقدراتها النووية المحتملة. لكني احلل ما أرى.. وما رأيت.
لم يسبق ان اصطدمت ايران مباشرة مع اي دولة خليجية عسكريا. لكن صداما كهذا حدث من خلال العراق.
نعم.. ايران دولة شيعية. لكني لست ارى المد الشيعي هو الدافع لقدراتها النووية بقدر ما هو احساسها بأنها سلبت من تراثها الحضاري بسبب رفض العالم الاسلامي لها. على الاقل العالم الاسلامي الاقرب لها جغرافيا.
من اجل ذلك هي وحيدة. وخائفة.
القدرات النووية الايرانية تهديد للسلام في المنطقة ولا شك.
لكن ما هو افضل من انتظار ضربة اميركية لايران، كما يتمنى البعض، اقول أن ما هو افضل هو ان تدفع دول الخليج بعلاقاتها مع ايران الى السير في اتجاه افضل مما هو عليه. اتجاه يكسب ثقة ايران فينا، وثقتنا فيها.
هناك حاجز من الثقة يفصل بيننا وبين جارنا الساكن قبالتنا من الخليج. ليست الحرب الباردة هي ما سيكسر الحاجز. ولا هي سياسات رامبو الخرقاء في المنطقة، ولا الشياطين، بل هي مبادرات يجب ان نقوم بها نحن. يجب ان تطمئن ايران الى اننا نراها دولة اسلامية صديقة وقريبة منا.
يجب ان ندفعها الى ان تخرج من عزلتها.
كيف؟
بأن نخرج نحن من عزلتنا تجاهها. ونكسر الرفض النفسي الساكن فينا لكل ما يأتينا من الضفة الاخرى.
كنا نخاف من تصدير الثورة. ويجب ان يبقى الخوف. لكن تصدير الثورة أراه مثل القدرة النووية، هدفه ايجاد اصدقاء وحلفاء في المنطقة، لا خصوم.
لنكن الحلفاء اذا، فذاك افضل من ان نكون اعداء في بيت واحد.
nakshabandih@hotmail.com