كتَّاب إيلاف

لماذا اخترت إيلاف منبرا لأفكاري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في الذكرى السادسة لتأسيسها كتابها الدائمون يوضحون
لماذا اخترت إيلاف منبرا لأفكاري

إيلاف: اليوم تدخل إيلاف عامها السادس بتصميم جديد وعزم لا يُكل من أجل إعلام حر ومفتوح للجميع، تتضارب فيه الآراء بحرية متزنة ثقافيا وسياسيا... ففي 21 أيار(مايو) 2001 بدأت الفكرة تتحقق بصدور أول صحيفة إلكترونية في عالم العرب وللعرب عبر القارات، ولم يكن مقدّرًا لأحد أن يدرك، كما يصعب على أحد اليوم أن يتخيل، المدى الذي ستبلغ إليه في قابل السنين. كانت محاولة لملاقاة المستقبل المفتوح على العصر الجديد بالكلمة والصورة المبثوثتين في الفضاء الإنترنتي الشاسع بعد طول احتكار للصحافة الورقية والإذاعة والتلفزة. وكان التحدي أمامها كبيرًا والمعوقات لا تُحصى، أولها إن العرب غير معتادين هذا الأسلوب في الإطلاع الذي يخالف كل ما ألفوه سابقاً، وإن الإنترنت لم يتوافر للأكثرية الساحقة من القراء، وإن الأنظمة لا تعدم وسيلة لممارسة المنع عبر حجب المواقع، في حال اعتبرت أن ثمة فيها ما يتسبب بإقلاقها أو يخالف مصالحها. فضلاً عن أن العرب، أساساً، شعوب لا تقرأ، أحكامها جاهزة وترى نفسها مزودة ما يكفي من المعلومات والمعطيات، الفكرية والثقافية والسياسية فلماذا يُعمل أفرادها أذهانهم ويجهدون أنفسهم في ملاحقة الحقائق ومحاولة تكوين رأي بالمتابعة والمقارنة والاستنتاج؟
إلا أن التحدي الأكبر كان مع الذات: تكون "إيلاف" صحيفة تنويرية وموضوعية تلزم الحياد ما أمكن وإلى أقصى حد، أو لا تكون. فتحمل مهمة فتح الأبواب إلى الزمن الآني والآتي معاً، من غير أن تصدم اقتناعات وقيم تميّز عالم العرب أينما كانوا، فتظل واقفة عند خط الاحترام الحاسم لقرائها بمختلف مشاربهم، ومن غير أن تستسلم في الوقت نفسه للجمود والتحجر والانغلاق، التي تؤبّد أحوال العرب وتخرجهم من العصر.
أي أن "إيلاف" رسالية. فأبعد من مهنة التقارير والتحقيقات ونقل الأنباء والتعليقات والابتكارات، عاهدت هذه الصحيفة نفسها قبل قرائها أن تقدم نموذجاً عن حق الإنسان في الإطلاع والمعرفة وتكوين الرأي والتعبير عنه والنقد والانفتاح على الذات وعلى الآخر المختلف في آن واحد. وبمناسبة حلول الذكرى السادسة لميلادها، طرحنا على بعض كتابها الدائمين السؤال التالي: لماذا اخترت إيلاف منبرا لأفكارك؟ وها ما وصل من إجابات:


العفيف الأخضر: لأنها حررتني من كابوس الرقابة ...

"سأشكر "العمير" ما تراخت منيتي،
أيادي لم يَمنُن وإن هي جَـلـّتِ"
كما لم يقله زهير ابن أبي سلمى

ذات يوم من عام 2003 دعاني الصديق عبد القادر الجنابي، مع صديقنا المشترك شمعون بلاص، للعشاء. خلال السهرة ودون سابق تخطيط من كلينا اختارني لإيلاف. لم أكن أعرف انني هذه المرة سأودع غير آسف كابوس الرقابة إلى الأبد. هذا الكابوس الذي لازمني منذ 1966 في داري "الآداب" و"الطليعة" وفي مجلتيهما "الآداب" و"دراسات عربية" كان د. سهيل إدريس ود. بشير الداعوق يقرآن بالميكروسكوب كتبي ومقالاتي، خشية منع الكتاب أوالمجلة في سوريا أو العراق، سوقيهما الموسرتين. ذات مرة منع الرقيبان، السوري والعراقي، "دراسات عربية" بسبب مقالي. فدعاني د. بشير الداعوق للغداء- والاشاعة تقول انه شحيح- ليشكرني على "توحيدي حزبي البعث المتعاديين"! في "الحرية" البيروتية كنت أفاوض في الكلمة والفاصلة... بعد بيات شتوي استغرق 23 عاماً،بدأت أكتب في "الحياة". في السنة الأولي كان حازم صاغية يطلب مني تغيير أو حذف بعض الجمل"التي تحرق الحياة"في الرياض . أما في السنوات الأربع الأخيرة فكان قلم الرقيب يحذف كلمة أو جملة دونما استشارة ... ولم ينشر لي مقالان أحدهما عن الجزائر بتدخل من صحفي فلسطيني معروف بخدمة أئمة الجور. وأخيراً منعني صاحبها، الأمير خالد بن سلطان، من الكتابة فيها مرة وإلى الأبد... وحسناً فعل. لولاه لما اختارتني واخترت إيلاف بمحض الصدفة. سأقول في سيرتي الذاتية، أنه كان خياراً تاريخياً فقد حررتني إيلاف من كابوس الرقابة الذي لازمني طويلاً وشجعتني على أن أقدم لعشرات آلاف القراء الفكر النقدي الذي قلما التقوا به في وسيلة نشر جماهيرية.
لا إيلاف شاءت ولا أنا طلبت رقابة سيل الشتائم التي يكيلها لي، إثر كل مقال، إسلامي سيكوباتي يتخفي وراء عشرات الأسماء المستعارة.الابقاء على هذه الشتائم ضروري ليعرف مؤرخو الأفكار كيف استقبل بعض معاصريّ فكري النقدي.
المعارضة النقدية، في جمهورية الأفكار التي أنتمي إليها، ليست حقاً وحسب، بل هي أيضاً واجب.من لا يمارسها يحرم من حق المواطنة بل ومن حق الإقامة فيها أيضاً.
لقد دخل الأستاذ عثمان العمير تاريخ الإعلام العربي كصاحب أكبر منبر إعلامي حر،زاره26 مليون قارئفي سنة 2006 أتاح فيه لكاتب هذه السطور حرية نشر لم يلتق بها قط في أي منبر إعلامي عربي أخر . وحسبه ذلك فخراً.

باسم النبريص (كاتب من غزة): لماذا اخترت إيلاف؟

رب صدفة خير من ألف ميعاد حقاً. في صيف 2005 كنت عائدًا من جنوب فرنسا، وكتبت شيئاً عما رأيته وعشته هناك. لكنني احترت أين أنشره، فالصحافة الفلسطينية التي لم أنشر طوال عمري خارجها، لديها رقابة، وتحذف أحياناً كثيرة. فضلاً عن أنّ قرّاءها يزدادون أصوليةً يوماً بعد يوم. اطلع على أمري صديق شاب من جيل الإنترنت، فأخذ المادة ونشرها في إيلاف. كانت هذه أول مرة أقرأ وأكتب في الصحافة الإلكترونية. ومنذ ذلك التاريخ، استمرت علاقتي بإيلاف، وتطوّرت، بحيث قررت نهائياً، ترك الصحافة الورقية، قراءة ونشرًا، والانضمام إلى عالم النشر الإلكتروني.
لقد كنت محظوظاً أنني بدأت في إيلاف. فهذا المنبر الليبرالي، الكبير والرائد، بالمعنى الأوروبي للكلمة، أتاح لي ولزملائي من الكُتاب، فسحة من الحرية والأكسجين، لم أكن أحلم بها ككاتب عربي. كل ما أبعثه للصديق النبيل عبد القادر الجنابي، يُنشر. يُنشر دون أي حذف أو رقابة. وأنا أعتقد، من ناحيتي، أنّ هذه المسألة بالأخص، هي أهمّ ما يهمّني ككاتب في حياتي.
إيلاف بالنسبة إلي موئل تنوير عظيم. وموقع متقدّم ضد فقهاء الظلام. أجد فيها ما لا أجده في غيرها. أجد تقاليد راقية من قبل مدير تحريرها في تعامله معي ومع زملائي، فلم يحدث مرة، طوال عامين من العلاقة، أن خذلني. وهذا شيء نادر حقاً في عالمنا العربي.
أتمنى لإيلاف، بمناسبة مرور ست سنوات على صدورها الباهر، مزيداً من التقدم والنجاح، خصوصاً في معركتها الحضارية والثقافية، ضد الأصوليات الجاهلة والمتخلّفة في المنطقة. شكراً لكم أعزائي، قرّاء إيلاف وكُتابها، محرريها والقائمين عليها، فلولاكم لكان منسوب الإحباط ارتفع منذ زمان في أرواحنا.

***

شاكر النابلسي: كل عام وإيلاف بخير وتقدم وازدهار
وكل عام وكتّاب إيلاف بخير، وبتنوير أكثر، وقدرة وشجاعة أكبر وأعظم على كشف الحقيقة.
وكل عام وقراء إيلاف بخير، وبفهم أكثر، ووعي أعمق، وصوت أخفض، وأكثر هدوءاً، وأقل شتماً لشخصيات الكتّاب، تعليقاً عما يقرأون، ويكتبون من تعليقات.
إيلاف كأي وسيلة اعلامية تنويرية، هي بكتّابها، وبوعي وعمق فهم قرائها. الكتّاب والقراء هم الذين يصنعون الوسيلة الاعلامية، بما يثيرونه من قضايا وموضوعات. ولو استعرضنا القضايا والموضوعات التي أثارها كتّاب ايلاف طيلة السنوات الماضية، لرأينا بأن سرَّ الاقبال الكبير الذي تمتعت به وتتمتع به إيلاف اليوم، هو حرارة وصدقية وإلحاح هذه القضايا والموضوعات. وكان على رأسها الحالة العراقية، والحالة الفلسطينية واللبنانية، وظاهرة الارهاب، وظاهرة اضطهاد الأقليات واضطهاد المرأة، وظاهرة الفساد السياسي والمالي في هذا الشرق، وغيرها من الموضوعات الساخنة، التي لاقت جمهوراً عريضاً وصل الى الملايين من المتلقين في كافة أنحاء العالم.
إن ما تنشره إيلاف، ينشره الآخرون أيضاً. ولكن ما يميز المقال الواحد المنشور في إيلاف عن غيرها من وسائل الاعلام العربية الالكترونية والورقية الأخرى، هو هذا الكم الهائل من القراء الذين يقرأون هذا المقال، وهذه الردود المختلفة من القراء التي تدلُّ على مدى انتشار إيلاف في أنحاء الأرض، وكذلك سرعة هذا الانتشار. حيث لا يمضي على نشر المقال غير دقائق محدودة، حتى تتدفق الردود مرحبة ومستنكرة، راضية وغاضبة، مؤيدة ومعارضة. وبذا أصبحت إيلاف مدرسة لممارسة الديمقراطية العربية، بعيداً عن المصالح الرسمية، وقضبان الإيديولوجيات، وحسابات البيادر والعنابر.
لإيلاف الفضل كل الفضل في نشر فكر الليبراليين العرب، وسرعة نشر هذا الفكر ومواقفه من كافة قضايا ومشكلات هذا الشرق. فارتبط اسم إيلاف بالليبرالية العربية، وبالتنوير العربي، والعقلانية العربية، وأصبحت هي النافذة الاليكترونية الواسعة للحرية، والتنوير، والعقل العربي الذي لا تحده حدود، ولا تقف في وجه تقدمه سدود
.

***

د. ابو خولة (ناشط اجتماعي من تونس):

لقد كانت قراءتي و كتاباتي كلها بالفرنسية و الانكليزية عندما كنت في وطني تونس حتى مغادرتي للخليج سنة 2001.عندها اعلمني زميل و عن طريق الصدفة سنة 2003 بوجود موقع اسمه ايلاف ينشر لليبراليين والعلمانيين امثال العفيف الاخضر وتركي الحمد فطلبت منه اعطائي العنوان بدقة من يومها اصبحت ازور الموقع يوميا وعندما قررت الانتقال للفعل بكتابة مقالات كان ركن اصداء ايلاف هو خياري الاول و قد ساعدني السيد سامي البحيري على ذلك.
تعلقي بايلاف له سببان : (1) انا اقرا مقالات ايلاف يوميا و اود ان اكون منتجا ايضا لا مجرد مستهلك ، و(2). لإيلاف قراء يوميون يعدون بمئات الالاف وهذامهم لان الكاتب يريد ان تصل افكاره للجميع. مع تمنياتي لكم بطول العمر ومزيد من النجاح.

***

د.إسماعيل نوري الربيعي (مؤرخ وأكاديمي من العراق): إيلاف بوصفها مغامرة سردية

تحث ما فيك لاستخلاص فكرة، تضاهي وتقارن وتستدرك،ترسي وتصغي وتستوحي، فيما يبقى الذي يمور في داخلك يسعى نحو تهيئة المعنى باعتبار ما يستهويك. في الغموض الذي يحط على النص على حين غرة، يكون المسعى نحو زخم الدلالة التي توخز بها تلك العبارة مقارنة بتلك. فيما يتبدى الأهم والمهم والأقل أهمية جاثما على الصدر، جاعلا منك في أشد حالات صراع الذات.
عن أي مسؤولية أم خيال يمكن أن يوجه مسار تلك المغامرة السردية، أو إذا جاز لنا التعبير(( الوليمة السردية العامرة )) حيث إيلاف التي تزخر بالشخصيات والأحداث، إنها العالم الذي يأتيك عامرا متشكلا في خيال كتاب وقراء، مشاركة واعية ملؤها التدقيق والتمحيص في هذا الفضاء الذي يحث ما فيه نحو القارئ.إنها حسبة المهام غير المنجزة و التأويلات في أشد انفتاحها سعيا إلى استفزاز عقل المتلقي، في مركب من الموجهات والمحاولات والتضمينات.
في الهيكل الإيلافي تعثر على تلك اللغة اللامتناهية، المتشظية المنقسمة على نفسها، الساعية إلى نزع الثابت والجاهز والبديهي، خلطة سحرية من البساطة والتكثيف، التيسير والتركيب، الرصين الدقيق إلى جانب الطريف المزدان بروح الظرافة. كأنها المختبر الذي لا يني عن التفاعل والتلاقح والإبداع، والثقة الممسكة بروية بروح المبادرة والإرادة الشاخصة.
حين دافعت شهرزاد عن حياتها من خلال السرد، بإزاء سطوة شهريار العاتية، تغور إيلاف عميقا في مغامرتها السردية دفاعا عن وعي القارئ العربي، باعتبار التواصل والحداثة والدفاع عن قيم الحرية والتسامح والتجديد والتأصيل، والحضور الساعي إلى إكساب العالم المعنى في سبيل منحه بعضا من إنسانيته. إيلاف النص والمحكي و العلاقة مع القارئ، والتفعيل والحضور من أجل معرفة العالم، حيث التصور الساعي إلى ذر الجهالة ونبذ الاقتضاب وتخصيب العلاقة مع الوعي، هذا الاختيار الذي سعت إليه إيلاف عبر سنواتها الست، تلك التي تحضر فيك، حتى تجعل منك مرغما على احترام هذا الوعاء الالكتروني، المزدان بالحيوية والأنسنة والتأثير والحضور الحي، إيلاف باستعدادها وحيويتها تمكنت من كسر حاجز الثقافة الرقمية، لتبث فيها زخم الورق، ذلك الذي نذوب حبا وعشقا وهياما فيه، هذا بوصفنا كائنات ورقية.إنها إيلاف التي يكمن فيها الاستعداد الذي يعمق دالة الكشف، والصديق الموثوق الذي يحثك على التماهي العميق مع الوجود، من دون استبعاد أو تهميش، إنها السعي عما يوجد؛ مستعملا مصابيح التجربة في الوقائع والمشاعر.

***

سلمان مصالحة (شاعر وكاتب من القدس): نقلة إعلاميّة عربيّة

لقد حرّكت ثورة الإنترنت المياه الرّاكدة في عالم الإعلام، فبعد أن لعب الرّاديو أوّلاً بنقل الكلمة مسموعةً إلى أرجاء الأرض، ثم التّلفزة الّتي نقلت الكلمة والصّورة، جاء دور ثورة المعلومات المتمثّلة في الإنترنت الّتي تنقل الكلمة المكتوبة والصّوت والصّورة إلى كلّ مكان يوجد فيه حاسوب مربوط بهذه الشّبكة.
لكن، يبدو أنّ الصحافة العربية لا زالت متخلّفة في الوراء، إذ يبدو أنّ القائمين عليها لا يفهمون كنه هذه الثّورة، فعلى الغالب أنشأت الصحف العربيّة مواقع لها على هذه الشّبكة، غير أنّ هذه المواقع لا تختلف في حقيقة الأمر عن النّشرة الورقية المطبوعة من الصحيفة. من هنا فإنّ أخبار هذه الصحافة العربية، وكما في مواقعها، لا تواكب الحدث وإنّما تظهر بوصفها أخبارًا بائتة، لا تفي بطموح القارئ العصري الّذي يواكب الأحداث المتسارعة.
في هذا الجوّ، ظهرت "إيلاف" لتشكّل بديلاً صحافيًّا عصريًّا يستمتع بما توفّره هذه الثّورة الإعلاميّة. لذلك، لا عجب أن تحتلّ "إيلاف" هذه المكانة المرموقة في عالم الصّحافة العربيّة المؤنلنة (نحتًا من أونلاين). وفوق كلّ ذلك فقد وسّعت إيلاف نطاق حريّة التّعبير للكتّاب العرب، ولم ترتدع عن الخوض في مسائل لم تسمح الصحافة المطبوعة والقائمين عليها بالتّطرّق إليها.
من هنا، فحينما طلب منّي أن أنضمّ إلى "كتّاب إيلاف"، وبعد أن فهمت أنّ حريّة التّعبير مكفولة لي، رأيتُ أن أباشر الكتابة في هذا الموقع الرّائد. وبعد تجربة طويلة، أستطيع أن أقول إنّه لم يخب ظنّي بهذا الموقع المتقدّم وبالقائمين عليه، إذ إنّ حريّة التّعبير الّتي تعني حريّة التّفكير في نهاية المطاف هي من سماته.
ومع ذلك، لا بدّ من بعض الملاحظات الموجّهة إلى هيئة التّحرير: من الواضح أنّ ثمّة نواقص واضحة في عمليّة التّحرير، إذ إنّنا كثيرًا ما نشمئز من كثرة الأخطاء الّتي تظهر في العناوين والأخبار، ناهيك عن الأخطاء في المقالات الموقّعة بأسماء كتّابها. وإذا كنّا نحيل أخطاء التّقارير والأخبار إلى ركاكة لغة المراسلين، فمن واجب التّحرير أن يقوم بتصحيح الأخطاء وعرض الخبر والتّقرير بلغة سليمة. أمّا الأخطاء الشّنيعة في مقالات الكتّاب فهذا عيب في الكتّاب ذاتهم أيضًا، وهذا أيضًا لا يعفي التّحرير من مهمّة التّصحيح.
يجب علينا جميعًا أن نحترم لغتنا العربيّة، فاحترامها ينبع من احترامنا لذواتنا. أليس كذلك؟

***

أسامة عجاج المهتار (كاتب لبناني):

لم أختر إيلاف ولكنها اختارتني. كان ذلك بعد أن أرسل الصديق الأديب أحمد مراد إحدى مقالاتي إلى إيلاف فنشرتها مشكورة. ومنذ ذلك الوقت انضممت إلى "كتاب إيلاف" ولم أزل. على الرغم من انحيازي الواضح المعبر عنه في كتابي الأخير "منحاز بلا حدود" وهو مجموعة مقالات نشرت في إيلاف، فإن إيلاف لم تحذف لي حرفًا ولم تمنع مقالاً. في هذا قوة إيلاف وثراء للقارئ العربي وفسحة أمل للعالم العربي قاطبة. وشكرًا.

***

خالد شوكات (كاتب من تونس): هنيئا لإيلاف بعيدها السادس.. وهنيئا للحداثة أيضا

رغم كل الضجيج الذي أثير من حول الليبراليين العرب الجدد، فإن الحقيقة تؤكد أنهم الحلقة الأضعف على مستوى وسائل الإعلام، فهم قياسا بالتيارات الغوغائية والشعبوية التي تملأ الفضائيات العربية جلبة وصراخا، وتبيع عبرها للشباب أشد أنواع المخدرات الدينية والسياسية فتكا بالعقل العربي، فقراء لا حول لهم، ولولا "إيلاف" لكان المصاب أعظم.
لقد وجدت في "إيلاف" طوال السنوات الفارطة، سندا للرأي العقلاني الحر الشجاع، غير المتردد في مواجهة التابوهات وزحزحة العقد والجرأة على الممنوعات، كما وجدت في القائمين عليها تصميما مستمرا على توسيع مساحة النقاش، وعدم الممانعة في إثارة أشد القضايا حساسية، وصبرا على الانتقادات والمزايدات.
وأحسب أن "إيلاف" قد منحت التنويريين والتحديثيين والإصلاحيين العرب، فرصة للتواصل مع جمهور واسع و عريض، لم يكن ليتحقق لو لا قيمة الحرية التي قدست، وقيمة الإنسان التي احترمت، وقيمة الحوار التي التزمت.
لا شك أن للبعض انتقادات وتعليقات على مسيرة، كبيرة بانجازاتها رغم قصر عمرها، ولا شك أن هذه الانتقادات مردها - وأقصد تلك الصادرة عن المهتمين المخلصين بالتجربة- الرغبة في تطوير هذا المنبر، وتكريس مكانته الريادية عربيا، غير أن النقد لا يكتمل إلا بالعمل، والعمل مسؤولية مشتركة بين هيئة تحرير إيلاف وكتاب الرأي فيها وقرائها الكرام، مع تأكيد لا يكل على أن الحرية هي شرط الإبداع الأول، و أن المثابرة جزء لا يتجزأ من العملية الإعلامية، وأن طريق الحداثة موصل لا محالة، لكنه بالضرورة شاق ومؤلم.
آلام تصنع آمالا، وأقلام تحرر عقولا مرتهنة، وكلمات كسر جدران الصمت الموحشة من حولنا، وحروب ضروس مع العقد والتابوهات، ومواجهات مصيرية مع أمراض نفسية واجتماعية وثقافية ألبست لبوس القداسة وتدثر أهلها بمراتب دينية وعنوية خادعة.
مع محبتي.

***

غالب حسن الشابندر (باحث من العراق):

كان سبب اختياري أيلاف لسبب واحد هو الحرية، وليس لشي آخر، تحياتي وشكري

***

د. كاظم المقدادي (كاتب وأكاديمي من العراق): بتجربة رائدة نجحت في كل المقاييس!

بصراحة،لا تكفي ألف كلمة، وليس ثلاثمئة كلمة-كما طلب الأخ العزيز مدير التحرير- لإيفاء "إيلاف" الغراء حقها بمناسبة الذكرى السادسة لصدورها!
كلمة الحق،التي أود أن أقولها بكل أمانة في هذه المناسبة العزيزة،تتطلب أكثر من الكلمات المحددة.
يكفي "إيلاف" فخراً وإعتزازاً أنها ليس فقط أول جريدة عربية يومية ألكترونية، وإنما لأنها سجلت أيضاً أول دخول لمئات اَلاف البيوت العربية،وهو ما لم تستطع تحقيقه كبريات الصحف والمجلات العربية الورقية، مخترقة أقوى جدران المنع، مكسرة أعتى حواجز التابو، ناقلة إليها أخبار وأحداث الساعة،وكل ما يجري في العالم وفي أرجاء الوطن العربي، مواكبة الأحداث، أينما كانت وحيثما حدثت، ساعة بساعة، موصلة إليها الكلمة الهادفة والصادقة، منورة إياها بافكار واَراء وموضوعات لم تصلها، ولم تسمع بها من قبل، لتنتشلها من الجهل والظلامية، واضعة في خدمة قرائها، وهم مئاَت الآلاف يومياً، صفحاتها العديدة وزواياها المتنوعة: سياسة، إقتصاد، ثقافة، صحة، جريدة الجرائد،كتاب إيلاف، أصداء، رياضة، تحقيقات،لقاءات، مختارات، شباب،فنون، كومبيوتر وإنترنت،وغيرها..

وثمة مسألة مهمة أخرى، وهي: تميز "إيلاف" بكونها أول صحيفة حرة ومستقلة وديمقراطية بكل معنى الكلمة،مجسدة بكل صدق وموضوعية، ودون تمييز أو تحيز لأي بلد او حكومة أو جهة أو حزب أو منظمة سياسية، الكلمة الشريفة،وحرية الرأي، وإحترام الرأي الآخر.وقد رفعت عالياً راية حقوق الإنسان،كل إنسان،ودافعت عنها، وناوءت الظلم والطغيان،أي كان الظالم والطاغي. وكانت على الدوام منبراً حراً لمقالات واَراء المعارضة، ومنها العراقية، التي فضحت طبيعة نظام صدام حسين البائد وجرائمه النكراء بحق الشعب العراقي والشعوب الشقيقة والمجاورة.

إنني شخصياً أعتز بكوني من أوائل الكتاب الذين اَزروا "إيلاف" منذ أول عدد لصدورها لمعرفتي بناشرها الصحافي القدير والأكاديمي عثمان العمير منذ أن كان رئيساً لتحرير " الشرق الأوسط" اللندنية، التي طورها كثيراً قبل ان طلب إعفاءه من مهمة "رئيس تحرير"!..وكانت "إيلاف" موئلاً فعالاً لأفكاري وهواجسي،وهي أول من نشر لي مقالات وأبحاث مكرسة لذخائر اليورانيوم المشعة، فضحت أضرارها البيئية والصحية، وسلطت الضوء على ضحاياها في العراق والكويت والسعودية، وفندت مزاعم وأكاذيب البنتاغون والحكومات العربية المتوافقة والمتواطئة معه، في وقت رفضت كبريات الصحف العربية نشرها كي لا تحرج نفسها مع الحكومات العربية الخليجية. لكنها راحت،بعد "إيلاف"، تنشر مثل تلك الموضوعات. لقد تطورت "إيلاف" تطوراً كبيراً، من حيث المحتوى والمضمون، بالإضافة الى الجوانب الفنية الرائدة،وحصل ذلك خلال فترة قصيرة نسبياً،وعلى الرغم من أن التجربة كانت جديدة وتخاض لأول مرة.. تمنياتي الصادقة لأسرة تحرير "إيلاف" بالتوفيق في مهمتها الإعلامية النبيلة، ونحو مزيد من الإبداع والتطوير لخدمة القارئ باللغة العربية!وكل عام وأنتم و"إيلاف" بألف خير!

***

سعد الله خليل (كاتب من سوريا): إيلاف تبري قلمي

رأيتها أول ما رأيتها في العام (2002) صبية عذبة، مثقفة، ممشوقة القوام. لكنني وإن همست في سري، لم تخلب لبي، ولم تستول عليَّ من النظرة الأولى.
لم أهملها، ولم ألاحقها يوميا. كنت أنتقل من شارع إلى شارع، ومن ساح إلى ساح، ثم أعود إليها.
لفتتني جرأتها، قسماتها المميزة، وخطواتها الواثقة.
راقبتها باهتمام أكثر، تابعتها يوما إثر يوم، فما لبثت أن انتزعت إعجابي، وأمسكت بتلابيبي، وشيئا فشيئا هويتها، وعلقت في شباكها.
تعلقت بها، أحببت فيها تناسقها، كلامها، كبرياءها، عصريتها، أزياءها، شجاعتها، اشمئزازها من المياه الآسنة، وإصرارها على تحريك الماء الراكد.
أحببت فيها منطق الرفض والتجديد، وثورتها على الجهل والتخلف والخرافات، ورغبتها الجامحة في التنوير، وسعيها الدائب خلف الحقيقة، وقدرتها على النطق بها.
لاحقتها بشغف أشهرا عدة، أردت أن تعرفني، وأحظى بصداقتها.
عاكستها، غازلتها، راسلتها، لم تستجب، وأنا لا أعرف من أقربائها أو أصدقائها أحدا يتوسط لي عندها.
لم أيأس. ازددت إصرارا وعنادا. وقفت لها في كل زاوية وركن، إلى أن قيض لي واحد من أسرتها اكتشف خبيئتي، وأدرك حبي، ونواياي الحسنة.
في الحادي عشر من مارس (2003) أومأت لي إيلاف وابتسمت، ثم دعتني، فدخلت بيتها.
حييتها، ألقيت أقلامي في حضنها، فأحاطتني برعايتها، ووفرت لي مناخا دافئا، ومساحات واسعة من الحرية والمعرفة، فلم نفترق بعدها.
غمست في مدادها ريشتي، ولونت به أحرفي. تتلمذت على كتابها وقرائها، وتعلمت منها صياغة الحرف وتوثيق الشواهد.
وجدت فيها قريتي وأسرتي وضالتي، وها أنا أطير في سمائها، أعب من نسيمها، وأعدو في بساتينها بلا رقيب أو حسيب أو حدود.
تحية إلى إيلاف في عيدها. إلى مخترعها وناشرها. إلى مدير تحريرها، إلى نوابه، وجميع المحررين والعاملين بها. وإلى كتابها وقرائها أجمعين.

***

نصرت مردان (قاص ومترجم من العراق): موقع إيلاف، يشعل شمعة في ظلمة الروح

شخصيا اخترت التعامل مع ( إيلاف) منذ سنوات لكونها أهم موقع عربي، ولأن رحلتها طوال هذه السنوات مع قرائها وكتابها، امتازت بالرقي واختفاء الخطوط الحمراء والمزاجية في التعامل ولامتلاك العاملين فيها والمشرفين على صفحاتها، حرفية عالية في الأداء الصحافي والإعلامي. ولكون (إيلاف) سخية مع محبيها في مواضيعها المتعددة. وبحكم تعاملي أيضا أحسست أنها من أكثر المواقع والصحف الالكترونية احتراما للكاتب وإيصال نصوصه سواء كانت ثقافية أو سياسية إلى القراء حتى لو كانت تبدو منافية لقيم البعض والخيمة الثقافية التي تخرجوا من افيائها، ممن لا تزال حبالهم السرية معقودة مع التقاليد والأعراف الماضوية.
اقتحمت وتقتحم ( إيلاف ) فضاء الحرية الواسع الذي تمتلكه وتقدمه لقرائها بسخاء لتنقل دون كلل من خلاله الاتجاهات التي تبدو معاكسة في الوهلة الأولى للبعض،لإيمانها المطلق بالحوار والتنوير الثقافي والسياسي، وإشاعة جو الحوار الحضاري بين الأفكار، لعلم القائمين عليها بمدى حاجة مجتمعاتنا التي تنخر جسدها العصبية القبلية والعنصرية وإلغاء الآخر وشطب صوته وأفكاره وطموحاته في سبيل إقامة مجتمع شمولي أحادي النظرة، إلى الحوار والتسامح، لذلك لا تتردد ( إيلاف) من اقتحام حقل الألغام ونشر موضوعات وملفات ساخنة عن ظواهر سلبية ومدانة تعاني منها مجتمعاتنا العربية والإسلامية، التي تفضل غرس رؤوسها في الرمال كالنعامة بدلا من التعرف إلى أبعاد تلك المشكلات للتوصل إلى مسبباتها، كوسيلة للوصول إلى حلول جذرية بصددها.
اخترت وأختار التعامل مع ( إيلاف ) لأنها منبر حضاري وثقافي وسياسي،تسبق المواقع والصحف الالكترونية الأخرى بفراسخ كثيرة. انطلقت ( إيلاف ) قبل سنوات ست،أي في بداية القرن الحادي والعشرين، واستطاعت أن تستوعب تطورات وافرازات هذا القرن وان تتعامل معه على ضوء معطياته الكثيرة في الفن والسياسة والثقافة والاقتصاد، وان تستقطب اهتمام خيرة الكتاب والمثقفين العرب على اختلاف اتجاهاتهم السياسية والفكرية في كل مكان من الوطن العربي.

***

طارق حمو (إعلامي من كردستان/ سوريا): إيلاف التي نتنفسها..!

تطفئ "إيلاف" اليوم شمعتها السادسة. سنوات سريعة مضت منذ ان اعلن الصحافي العربي عثمان العمير تأسيس الموقع لكي يكون منبر الليبرالية والتنوير العربي في مواجهة المنابر والقنوات السائدة التي عملت على إبقاء المواطن العربي في "الحجر القومجي والإسلاموي" دهراً آخر من الزمن، يٌشحن كل يوم بالأكاذيب والتحريض ضد خلق الله المختلفين معه: سواء في الداخل أو الخارج. لقد بدأت "إيلاف" البث لكي تقدم البديل الحضاري عن القنوات الإعلامية العربية الراهنة، ونجحت في ذلك، حيث هي الآن الموقع العربي الضخم والأكثر متابعة. ثمة متابعة كبيرة للموقع في الأوساط العربية والمشرقية وحتى الغربية. ولن نزيد كثيراً اذا ما تحدثنا مسهبين عن التغيير الكبير والبنيوي الذي احدثته "إيلاف" في قطاع الإعلام والكلمة العربية. لقد فتحت "إيلاف" المجال واسعاً امام الكتاب العرب وابناء القوميات الأخرى في المحيط العربي ليعبروا عن آرائهم الجريئة التي تهدف إلى نشر التنوير والليبرالية والعلمانية بين اوساط الشعوب العربية المهمشة. وعملت "إيلاف" كذلك على احتضان كل الكتاب الذين اوصدت منابر السلطان العربي ابوابها في وجوههم وحاربتهم المؤسسات الرسمية وكتائب الشغيلة فيها بوصفهم خارجين، مارقين، خونة!.

لقد اتاحت "إيلاف" في الوقت عينه المجال لأبناء القوميات والأديان الشرقية، من الذين يكتبون ألمهم ومظاليمهم بالعربية، لعرض أحوالهم وشرح الإنتهاكات والإرهاب القومجي والديني الحاصل بحقهم، ومنهم: الكرد(مسلمون وإيزيديون) والأقباط والنوبيون والسودانيون الجنوبيون والأمازيغ والآشوريون وغيرهم. واستدعى هذا التصرف "الإيلافي" الغريب مطاردة الأنظمة العربية القمعية للموقع وغضب المؤسسات الدينية الظلامية في الشرق العربي...

موقع "إيلاف" الإلكتروني( المحجوب في أكثر من بلد عربي) يتقدم بشكل واضح. ينشر ثقاقة المحبة وقبول الآخر ويستقطب أصواتاً ليبرالية فاعلة ومحترمة استطاع خطابها إختراق عتمة الظلام العربي والتأثير في الجيل الجديد كل يوم. ثمة حاجة إلى مزيد من التفعيل والتطوير إلى جانب السعي الكبير للحفاظ على نوعية الخطاب الحالي: فالمحافظة على الإنجاز ورونقه اصعب من تحقيق هذا الإنجاز احياناً...

***
عزيز الحاج (كاتب من العراق): في الذكرى السادسة لإيلاف..

أتوجه لإيلاف وللأستاذ العمير، ولكتاب جريدة إيلاف الالكترونية وقرائها، بالتهاني الحارة في الذكرى السادسة لميلادها.
لقد نشرت في إيلاف مقالاتي منذ2003 قبل الحرب على نظام صدام. ومع الزمن أصبحت مزمن الكتابة فيها، حيث وجدتها لا تفرض أي نوع من الرقابة، وإذ تأكد لي أنها موقع تنويري، تؤمن بالقيم الديمقراطية والإنسانية، وتفتح صفحاتها للكتاب برحابة صدر، مهما كان بعض ما ينشر لا ينسجم مع ما يؤمن به الأستاذ العمير والكادر الأساسي معه. ومن فضائل الموقع علي أيضا أن عدة مقالات لي نشرت فيه وجدت طريقها للقراء الفرنسيين، حيث ترجمتها ونشرتها المجلة الأسبوعية السياسية " كوريه أنترنشنال".
لقد قدمت لي إيلاف منبرا للتعرف إلى كتاب ومفكرين لامعين،عرب وعراقيين، لم أكن مع الأسف قد اطلعت على كامل توجهات فريق منهم ومواقفهم، وأفكارهم العلمانية والديمقراطية، وهو ما يقربني منهم غاية القرب.
إنني أعتقد أن إيلاف قدمت كذلك خدمة ممتازة لمديري العديد من المواقع العربية الألكترونية، حيث كانت الصحيفة الرائدة، منشأ، وتبويبا، ومواد. كما قدمت خدمات جليلة للشعب العراقي، بجعل قضيته في مقدمة الهموم والقضايا الكبرى التي كانت تعالجها المقالات المنشورة في إيلاف. ونحن الكتاب العراقيين ممتنون كثيرا لأن هذا المنبر الرائد قد فتح صدره الرحب للكتاب العراقيين، وهو يواصل هذا النهج.
في هذه الأوضاع، التي تشتعل فيها قضايا ساخنة جدا في المنطقة العربية، لاسيما في لبنان، والعراق، والساحة الفلسطينية، وإذ يواجه العالمان العربي والإسلامي غزو سرطان التطرف الديني والمذهبي موجة الإرهاب الإسلاموي، وإذ يهدد النووي الإيراني شعوب المنطقة والأمن الدولي، فإن لإيلاف دورا كبيرا في هذه القضايا، بتنوير الرأي العام العربي بالحقائق دون مواربة ومجاملات، والتنبيه الدائم للمخاطر الكبيرة التي نواجهها.
مرة أخرى وأخرى ألف تحية وتهنئة بهذه الذكرى السادسة لمولد إيلاف.

***

زهير كاظم عبود (باحث من العراق): إيلاف وشمعتها السادسة التي تضيء

شكل عالم الانترنت مساحة مضافة للأقلام التي لم تجد لها الفرصة في أن تجد فرصتها أو تتزاحم مكانيا مع المبدعين، ووفرت النوافذ التي تطل على عوالم الثقافة والسياسة فضاءات واسعة، وكل نافذة لها حدودها وضوابطها، غير إن (( إيلاف )) تمكنت من احتلال مساحة ليس في شبابيك الثقافة والسياسة التي تطل على عالمنا العربي، وإنما استطاعت أن تحتل حيزا كبيرا في قلوب القراء العرب، وتحوز ثقتهم وتقديرهم، ووفق نهجها المتناسب مع التطور الإنساني واحترام الرأي والرأي الآخر، ومتابعة الجديد من الثقافة في تطور ملحوظ يتناسب مع مكانتها الكبيرة التي صارت في الساحة الثقافية.
تمكنت (( إيلاف )) أن تدخل بيوت العرب التي أقفلتها الظروف، وتمكنت إيلاف أن تساهم في ترميم الخراب الثقافي العربي، مثلما تمكنت إيلاف أن تمنح الفرصة للعديد من الأقلام السياسية والثقافية، والتي التزمت التزاما صارما بكل الأخلاق المهنية والضوابط التي تستوجبها قيمنا العربية.
ونحن نشعل الشمعة السادسة لإيلاف ونقفمعا مع جنودها وقرائها احتفاء بهذه الذكرى، نؤكد أن اختيارنا لإيلاف لثقتنا الكبيرة بأنها الواحة التي ألغت من قواميسها مقصات الرقيب، وأضحت شبابيكها المفتوحة توفر لنا نسمات من الحرية كنا بحاجة ماسة اليها، وكانت على الدوام حريصة على ما نكتبه من أفكار، نتعلم خلالها من تعليقات القراء وما يجيش في عقل القارئ، مع إشارات ايجابية إلى حاجتنا الدائمة لتقبل الرأي الآخر ومناقشته ومعارضته بالطرق المقبولة إنسانيا.
وجدت في إيلاف ليس فقط المكان الذي أتمكن من الكتابة على سبورتها، إنما رفقة العمر في الزمن الصعب فكانت خير رفقة وكل عام وإيلاف وجنودها وقراؤها بألف خير..

***

إبراهيم أحمد (روائي وكاتب من العراق): Elaph باقة أقلام مزهرة

يسعدني أنني بدأت الكتابة لإيلاف منذ بدء انطلاقتها الجميلة،ما جذبني إليها أن أيادي عراقية ساهمت في تشييدها مع مؤسسها،ثم بدأت باقة الأقلام العربية في حديقتها الكبيرة تتفتح وتزهر وتنشر أريجها الجميل في كل مكان حيث وصلت الالكترونات المضيئة! أي أقلام؟ إنها الأكثر جرأة وتمرداً،أقلام تبحر ضد التيار كقوارب صيادين متمرسين مغامرين لا تستهويهم المياة الضحلة ولا تخيفهم الشلالات والمرتقيات المائية العالية! أقلام أكثر حرصاً على الحقائق وعلى مصائر الناس من حرصها على أرواحها وسلامتها! ولأن إيلاف لم تغرس على شاشتها حاسة شم بوليسية بل منحتنا فضاء واسعاً للتحليق والتغلغل بين الغابات والبحار فقد شدتنا إليها ووجدنا فيها ملاذنا وعزاءنا في هذا الزمن الذي كلما ظننا أن الحرية قد فتحت مكاناً أو بلداً انقضت عليها العواصف السوداء وخنقتها! أرى اليوم إيلاف نافذة للعقل العربي على صخب العالم وفتوحاته وأنواره!
كان رجال التنوير القدامى فرحين مستبشرين بجريدة تطبع على الحجر في الاستانة ويحلمون بعالم جديد لا يعود فيه الدين قنديلاً منطفئاً يحمله رجل أعمى أمام حشود البشر المعذبين الواهمين،واليوم من حقنا أن نفرح بصحيفة تطبع بحبات النور لعالم ما تزال الظلمات تجثم فيه على البقاع التي كانت مصادر النور قبل آلاف السنين!
ورغم ان إيلاف لا تخشى أن يلم رجال الشرطة رزمها الورقية من الأرصفة أو تختم أبواب مطابعها بالشمع الأحمر إلا أنها وكتابها الشجعان مستهدفة من فقهاء العدم والموت أولئك الذين أدركوا رغم غبائهم كم هي خطرة هذه الجري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف