كوميديا فتاوى الرضاع والبول وجناح الذبابه..عرض مستمر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
* شيوخنا تعلموا من الوهابية إهمال متن الحديث والإهتمام بالسند فقط.
* لانريد تغيير الأحاديث ولكننا نريد تغيير منهج البحث.
* الأئمة الأربعة أنكروا بعض أحاديث البخارى لغرابة المتن، فهل نتهمهم بإنكار المعلوم من الدين بالضرورة ؟.
* محمد عبده رد حديث سحر الرسول، والغزالى إستنكر حديث فقأ موسى لعين ملك الموت، ورشيد رضا هاجم حديث جناح الذبابة.
[ صدم الجميع بفتوى رضاع الكبير التى أفتى بها رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين، ثم جاءت الصدمة الأكبر من المفتى المستنير على جمعه حينما ذكر أن الصحابة كانوا يتبركون بشرب بول الرسول!، وكلاهما مظلوم فهو أسير منهج جامد صخرى لايتغير، وضحية أسلوب بحث غير علمى بل غير إنسانى، والحقيقة أننى شخصياً لم أصدم فقد توقعت وحذرت من قبل، وقلت أن المنهج الذى يفكر به الأصوليون هو منهج سيقودهم بالضرورة إلى هذا الطريق وإلى هذه الفتاوى البهلوانية، والمسألة كانت مسألة وقت فقط، فمنهج أن صحة الحديث هى صحة السند الذى يلتزم به رجال الدين والذى يرفعون راية التفكير فى وجه كل من يعترض مناقشاً أو محللاً أو طالباً لبعض المرونة فى التعامل مع تلك الأحاديث، هذا المنهج الذى يرفض النظر إلى الأحاديث من خلال الظروف والملابسات والعصر والزمن والمكان...إلى آخر تلك المعايير، هو منهج جامد، ومستحيل أن يفرز فكراً متطوراً، فمستحيل أن يرتدى العملاق الذى ينمو نفس ملابسه عندما كان طفلاً!.
[ متن الحديث ممنوع التعامل معه والإقتراب والتصوير، ومادام العدول قد قالوا وصح السند فلا يصح أن تقول ولو حتى همساً:مش معقول متن وموضوع هذا الحديث!، وظل هذا الخوف يتنامى، وظلت كل طاقة المشايخ أن يلخصوا الملخصات ويشرحوا الشروح، والكارثة أن هذه الملخصات والشروح فى عصر ماكينة الفضائيات المرعبة صارت "بيزنس " و"سبوبة " لابد من الدفاع عن حصونها والذود عن حياضها حتى آخر قطرة دم وبالطبع ليس آخر ريال!، وأصبح الحديث جيتو لايقترب منه، وكهنوت محاط بالسواتر وحصون الدفاع، ولم ننتبه إلى أن المتخصصين فى علم الحديث الذين نعترف بأنهم فى منتهى الشطاره والمهارة فى التدقيق فى التفاصيل وقياس صحة الحديث، لم ننتبه إلى أنهم إفتقدوا المنهج ولابد أن يغيروه، فهم يعرفون شوارع وأزقة المدينة جيداً، ولكنهم للأسف فقدوا البوصلة فدخلوا مدينة شبيهة، بمعنى أن مانحتاجه ليس تغيير الأحاديث، ولكن مانحتاجه فقط هو تغيير منهج قياس صحتها، وهو ببساطة إضافة منطقية وصحة المتن إلى جانب مدرسة صحة السند، وأظن أن هذا مطلب مشروع.
[ بالطبع سيرفع المعترضون راية عدم التخصص، وأقر وأعترف بأننى لست متخصصاً فى علم الحديث، ولكنى أتكلم عن منهج مغاير لايحتاج إلى متخصص، فأنا لن أدل المشايخ على دروب وتعاريج ودهاليز مدينة الأحاديث التى يحفظونها جيداً أفضل منى ومن ألف مثلى، ولكنى أريدهم أن يهتدوا إلى باب المدينة الصحيح الذى لايستغنى المرء عن عقله على عتباته، إنه مجرد باب مختلف، أرجو من الشيوخ أن يجربوه، باب النظر فى متن وموضوع الحديث من حيث المنطق والتماشى مع العلم حتى لايضحك علينا الناس، هو باب كتب فيه الكثيرون من قبلى بداية من الإمام محمد عبده حتى الغزالى وإسماعيل الكردى.
[ كيف نحترم الصحابة والأئمة ونكرمهم؟، هل بإسباغ وإضفاء الألقاب الفخيمة عليهم فقط؟، هل بمنع تصويرهم فى الأفلام؟، هل بالبكاء عند ذكر سيرتهم العطرة؟، أعتقد أن أهم شئ نفعله لكى نثبت إحترامنا وتبجيلنا لهؤلاء أن نحذو حذوهم فى إعمال عقولنا وشحذ تفكيرنا كما فكروا وإجتهدوا!، أما أن نرقد فى الظل مخدرين مستمتعين بخدر الكسل اللذيذ، وأن يقول شيوخنا ليس فى الإمكان أبدع مماكان، وأن كل بدعة ضلالة، وأن خير القرون هو مامضى، فهذا لن يوصلنا إلا إلى طريق مسدود، سكة اللى يروح مايرجعش.
[ تعالوا نسأل سؤالاً مهماً، هل صحيح البخارى كله صحيح؟، وهل صحيح مسلم لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه؟، لن أجيب أنا ولكن سأترك الإجابة للأئمة الأربعة الكبار الذين أنكروا أحاديث كثيرة فى الصحيحين بدون أن ترفع فى وجوههم راية التكفير، وسأضرب بعض الأمثلة السريعة، لعل البعض يفيق من الغفوة، ويعيد النظر فى مسلماته وبديهياته، ويفتح نافذة ضوء أمام نور العقل، هذا العضو الذى أصبح ضامراً كالزائدة الدودية فى الجسد الإسلامى.
أولاً:الإمام أبو حنيفة أشهر المخالفين لكثير من أحاديث الصحيحين إنطلاقاً من كونه رائد مدرسة الرأى، وقد أحصى البعض أنه إعترض على مائتين من الأحاديث، بل ووصل فى إعتراضه درجة الحدة والهجوم فقد وصف حديث رضخ رأس اليهودى بين حجرين الموجود فى صحيح البخارى فى ست مواضع وصحيح مسلم فى كتاب القسامه، وصفه بأنه هذيان!، وأيضاً عندما سأله إبن المبارك عن حديث رفع اليدين عند الركوع قائلاً:يريد أن يطير فيرفع يديه!.
ثانياً:الإمام مالك رد أحاديث كثيرة منها حديث غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعاً (البخارى كتاب الوضوء ومسلم كتاب الطهاره )، قائلاً:يؤكل صيده فكيف يكره لعابه؟، وحديث من مات وعليه صوم صام عنه وليه (البخارى كتاب الصوم /42 ومسلم كتاب الصيام /27) وقال أنه ينافى الأصل القرآنى " ألاتزر وازرة وزر أخرى "، وأنكر حديث إكفاء القدور التى طبخت من الإبل قبل القسمه (البخارى الجهاد والسير /191 )، ولم يعتبر فى الرضاع خمساً ولاعشر مخالفاً ماجاء فى صحيح مسلم كتاب الرضاع /6.
ثالثاً: الإمام الشافعى ضعف أحاديث فى الصحيحين منها حديث عدم ذكر البسملة فى الصلاة قبل الفاتحه، وأيضاً صلاة الكسوف التى عارض فيها صحيح مسلم الذى قال إنها إما ثلاث ركعات أو أربع أو ركوعين، وأكد الشافعى على أنها ركعتان وقال إن النبى صلاها يوم مات إبراهيم، وقال مستنكراً إن النبى لم يكن له إبراهيمان ليصليها بعدة طرق!!.
رابعاً: الإمام بن حنبل لم يصدق الحديث الذى رواه أبو هريرة عن أن المرأة والحمار والكلب يقطعون الصلاة (صحيح مسلم كتاب الصلاة /50)، معتمداً على إعتراض السيدة عائشة على مساواة المرأة بالكلب والحمار، وإعترض هو والكثير من الأئمة على حديث طلاق الثلاث وإعتبارها واحدة، وقد خالفه إبن حزم وإعتبر أن الطلاق بأى عدد فى المجلس الواحد لايحسب إلا طلقة واحدة، وأخذ بهذا الرأى قانون الأحوال الشخصية بمصر .
[ رد الأئمة الأربعة الكبار على من يقدسون كتب الأحاديث ويعتبرونها مقدسة بشجاعة وبساطة، فإعترضوا على الكثير منها لأنه لامقدس إلا القرآن، وعلى مشايخنا الأفاضل الآن أن ينفضوا عنهم الكسل ويقدموا أفضل هدية تبجيل وتوقير إلى هؤلاء الأئمة بإعمال عقولهم بالإجتهاد مثلما إجتهد السابقون، ولأن باب الإجتهاد أغلق بالضبة والمفتاح والشمع الأحمر فى عالمنا الإسلامى منذ قرون طويلة، كان لزاماً على أن أعرض على القراء بعض الأحاديث التى إعترض عليها فقهاء ومفكرون إسلاميون من ذوى القامات العملاقة، ممن لم يرضوا للإسلام أن يتم تحنيطه فى تابوت التقليد والنقل، وإليكم عينة من تلك الأحاديث الموجودة التى إعترض عليها هؤلاء ومن بينهم محمد عبده وإسماعيل الكردى من ناحية المتن:
حديث " خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد......إلى أن ذكرالحديث خلق آدم فى آخر ساعة من الجمعه "، إعترض عليه إبن تيميه قائلاً أنه مخالف للقرآن لأن الأرض خلقت فى ستة أيام، وأشار العلامة محمد رشيد رضا إلى هذا الأمر بعنف وحدة قائلاً "هذا الحديث غلط من أصله ".
رواية شريك عن أنس لحديث الإسراء والمعراج والمذكور فى صحيح البخارى كتاب التوحيد / 37 المذكور فيه عبارتى " جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه...,وعبارة ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله فيما أوحى إليه خمسين صلاة...."، ومن المعلوم أن معجزة الإسراء قد وقعت بعد البعثة بعدة سنوات وليس قبلها كما فى الحديث!، أما العبارة الثانية فقد قال فيها الإمام أبو سليمان الخطابى " ليس فى هذا الكتاب -يعنى صحيح البخارى - حديث أشنع ظاهراً ولا أشنع مذاقاً من هذا ".
حديث قيام يهودى من بنى زريق بسحر رسول الله (البخارى كتاب الطب /47 مكرر سبع مرات فى مواضع مختلفة!!)، رفضه المعتزلة قديماً ولكن شيوخنا الأفاضل الذين يعتمدون على مدرسة السند فقط يعتبرون المعتزلة من المارقين، ولذلك لن نذكر رأى المعتزلة، ولكن ألا يكفى إنكار القرآن وتكذيبه لسحر الرسول فى قوله "وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً "، وقد رفض هذا الحديث الشيخ الجليل محمد عبده فى تفسيره لجزء عم حين كتب " قال كثير من المقلدين الذين لايعقلون ماهى النبوة ولامايجب لها أن الخبر بتأثير السحر فى النفس الشريفة قد صح فيلزم الإعتقاد به، وعدم التصديق به من بدع المبتدعين لأنه ضرب من إنكار السحر، وقد جاء القرآن بصحة السحر، فإنظر كيف ينقلب الدين الصحيح والحق الصريح فى نظر المقلد بدعة، نعوذ بالله يحتج بالقرآن على ثبوت السحر، ويعرض عن القرآن فى نفيه السحر عنه وعده من إفتراء المشركين عليه، ويؤول فى هذه، ولايؤول فى تلك!!"، وختم الإمام قوله بنتيجة هامة وهى " لا نحكم هذا الحديث فى عقيدتنا، ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل، فإنه إذا خولط النبى فى عقله كما زعموا جاز عليه أن يظن أنه بلغ شيئاً، وهو لم يبلغه، أو أن شيئاً نزل عليه وهو لم ينزل عليه ".
حديث إختصام الجنة والنار إلى ربهما (البخارى كتاب التوحيد /25)، والمذكور فى نهايته "إنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقون فيها فتقول هل من مزيد؟، ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ "، والحديث غريب فى متنه ففى بدايته الجنة حزينة لأن الضعفاء هم الذين يدخلونها، وهى تحسد النار على أنها مليئة بذوى الجاه من المتكبرين!!، أما الجملة التى أوردناها فى نهاية الحديث فمعناها أن الله تعالى يخلق أناساً -مخصوص!! - ولسبب واحد فقط وهو إلقاؤهم فى النار بدون أى ذنب ليكتمل العدد وترضى النار وتستريح!!!، وإعترض على متن هذا الحديث إبن القيم وإبن تيميه وطاهر بن صالح الدمشقى......الخ.
حديث لطم موسى لعين ملك الموت وفقأها لأنه يرفض الموت!!!(البخارى كتاب الجنائز /69)، وقد رفضه الشيخ الغزالى فى كتابه العظيم "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " والذى هوجم عليه أقسى هجوم وألف ضده 14 كتاباً، قال الشيخ الجليل " إن الحديث صحيح السند، لكن متنه يثير الريبة، إذ يفيد أن موسى يكره الموت، ولايحب لقاء الله بعد ماإنتهى أجله، وهذا المعنى مرفوض.....ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات التى تعرض للبشر من عمى أو عور؟!!..لما رجعت إلى الحديث فى أحد مصادره ساءنى أن الشارح جعل رد الحديث إلحاداً!" ويستنكر الغزالى أى دفاع عن الحديث ويقول " إنه دفاع تافه لايساغ، ومن وصم منكر الحديث بالإلحاد، فهو يستطيل فى أعراض المسلمين، والحق أن فى متنه علة قادحة تنزل به عن مرتبة الصحة ".
حديث لايموت مسلم إلا أدخل الله مكانه يهودياً أو نصرانياً فى النار (صحيح مسلم كتاب التوبة /8)، ولاتعليق منى وأحيل القراء إلى القرآن الذى أكد على أنه لاتزر وازرة وزر أخرى، وإلى منطق العدل، وأسأل شيوخنا الأجلاء ممن يحاربون الفتنة الطائفية بالقبلات عن تفسيره الصحيح.
حديث غمس الذباب إذا وقع على الطعام أو الشراب (البخارى كتاب الطب /58)، والذى بلغ تمسك الشيوخ بصحته وفرضيته أن كفروا من خالفهم مثل الدكتور محمد توفيق صدقى الذى أنكر صحته فى مجلة المنار، إلى أن رمى له العلامة رشيد رضا طوق النجاة وكتب فى العشرينات فى نفس المجلة " حديث الذباب غريب عن الرأى والتشريع جميعاً،....ولم نر أحد من المسلمين، ولم نقرأ عن أحد منهم العمل بهذا الحديث..وإننى أعلم أن ذلك المسلم الغيور لم يطعن فى صحة هذا الحديث إلا لعلمه بأن تصحيحه من المطاعن التى تنفر الناس من الإسلام، وتكون سبباً لردة بعض ضعفاء الإيمان "، ويؤكد رشيد رضا فى مقاله على عدم قدسية كتاب البخارى قائلاً " ماكلف الله مسلماً أن يقرأ صحيح البخارى ويؤمن بكل مافيه،...".
[ هذه بعض الأحاديث التى رفضها علماء أجلاء لم يخافوا من التكفير، وكانوا للأسف أشجع وأحكم وأعقل من بعض المقلدين الذين يعيشون بيننا ويدرسون لنا الدين الإسلامى، وأقول للأسف لأن لدينا الآن من مناهج البحث الحديثة وأدواته التكنولوجية المتقدمة ووسائل الإتصال الرهيبة مايجعل شيوخنا إن أخلصوا النية متفوقين على هؤلاء العلماء، ولكنهم للأسف إرتضوا أن يباع العلم لشراء رضا الوهابية، يهان العلم من أجل إعارة خليجية هنا أو جائزة وهابية هناك، وصاروا يتبعون فتاوى بن باز فى تكفير من يقول بكروية الأرض بدلاً من إتباع إمامهم الجليل محمد عبده، وياإمامنا محمد عبده، ياشيخ شلتوت، ياأبا زهره، ياأبا ريه، يامن لم تعيشوا زمن سبوبة الفضائيات والبرامج الدينية، أين أنتم؟، ففى الليلة الظلماء يفتقد البدر، وفى زمن غياب العمالقة يظهر الأقزام !!.
khmontasser2001@yahoo.com