كتَّاب إيلاف

زيارة جديدة لـمقال!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كلما حصل حدث في لبنان ينسجم مع السياق العام الذي سبق ولحق جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عملت "ماكينات" الاطراف المعارضة للغالبية على تسويق فرضيات شاذة عن ذلك السياق مستعينة بالتسريبات الاعلامية محليا وببعض المقالات عربيا ودوليا، بهدف توجيه التفكير الى مساحات اخرى.
فلان قتله فلان، هذه الفئة صنيعة فلان، الكاتب العظيم الدولي كشف كل القصة، الكاتب الاسرائيلي وضع اصبعه على الجرح، في الغرف المغلقة قيل الكثير... وهكذا تم خلق "حقائق وفرضيات" لها آلياتها وطرقها وامتداداتها في الداخل والخارج.
وفي هذا السياق، لا بأس ايضا من "زيارة" جديدة لمقال في غاية الاهمية، لم يكتبه اميركي او اسرائيلي بل مسؤول "شقيق" من سورية هو اللواء الكتور بهجت سليمان رئيس الفرع الداخلي في ادارة امن الدولة، واحد اللاعبين الكبار في فترة ما في سورية وغير سورية. المقال كتب في 15- 5- 2003 في صحيفة "السفير" اللبنانية أي قبل اربعة اعوام.
"زيارة" لا تجوز معها التفسيرات او التوضيحات، ولا التأويل ولا التحريف ولا التوجيه ولا الانتقائية، هي عبارة عن عرض لبعض فقرات المقال كما جاءت في سياقها انعاشا للذاكرة ومدخلا الى اعادة تقويم المواقف والتفسيرات.
يبدأ الرجل من الحدث على حدود سورية الشرقية، حدث عراق ما بعد صدام حسين، فيكتب: "سورية لن تكون في مواجهتها التهديدات الأميركية والاسرائيلية قادرة على التأثير في الأوضاع المستجدة هناك، إلا في حالة واحدة، هي إسناد الموقف الإيراني الداعم لمقاومة الاحتلال من جانب الشعب العراقي، وذلك تبعاً لما أعلنه آية الله خامنئي من أنه بعد الاطاحة بنظام صدام لن يكون بمقدور إيران أن تقف على الحياد بين الشعب العراقي والمحتلين".
ويتابع مع الوعود التي قيل ان دمشق ابرمتها مع واشنطن وتراجعت عنها، مشيرا الى " أن هناك تضييقاً متزايداً من جانب هؤلاء المسؤولين (الاميركيين)، إذ أصبحوا يتحدثون وكأن ما تحقق لهم من انتزاع بعض الوعود من القيادة السورية جراء ممارسة ضغوط هائلة عليها أثناء زيارة (وزير الخارجية الاميركية السابق كولن) باول قد تحول الى حق لهم في محاسبتها".
وعن استحقاقات التسديد المطلوبة من سورية ولبنان جراء هذه الضغوط يقول سليمان: "وهنا يمكن لسورية أن تجد هامشاً واسعاً للمناورة وترتيب الأولويات وتغيير الخيارات أو تعديلها تبعاً لتطورات الموقف الداخلي والإقليمي والدولي... خاصة".
ثم ينتقل سليمان بعد "هامش المناورة الواسعة وتغيير الخيارات" الى الضفة الغربية، الى لبنان، فيرى ان واشنطن "تدعو، بين حين وآخر، الى سحب القوات السورية من لبنان، غير أنها تضمر غير ما تعلن، وذلك لسبب بسيط وهو خوفها من أن يتحول جنوب لبنان الى ساحة من ساحات الصراع الذي ما زال مفتوحاً مع العدو الإسرائيلي، وتعود الأمور الى ما كانت عليه قبل التحرير في /26/ أيار 2000".
ويؤكد إن الوجود السوري في لبنان "يجب أن يستمر في نظر واشنطن ليكون عنصر ضبط إزاء القوى الفاعلة في ساحة الجنوب الذي ما زال يضم في عدد سكانه أكثر من مائة ألف فلسطيني".
ورأى سليمان ان باول يعرف ان الانسحاب السوري من لبنان "سيؤدي الى خلط الأوراق ولخبطة الحسابات، وفتح الأوضاع على كل الاحتمالات، ووضع عناصرها أمام حزمة معقدة من المجاهل والمفاجآت، بحيث تضيع البوصلة وينعدم التفكير في اختيار الوجهة السليمة والقرار الصحيح، وهكذا كان دور سورية دائماً في لبنان، يحافظ على البوصلة واتجاهها الصحيح، ويمنع انفلات الأمور التي تنقلب وبالاً على الجميع".
ويضيف (قبل اربع سنوات) ان التطورات وفرت "مناخ نمو الأصولية الإسلامية ورجحان كفتها بما لا يقاس بموازين القوى التي كانت قائمة لدى نشوب الحرب اللبنانية عام 1975، وبمعنى أوضح فإن الحاجة الى سورية كعنصر توازن ستظل قائمة، بل وستصبح أشد، في ظل اختلال التوازن الديموغرافي (اللبناني) وتزايد نفوذ الأصوليين وارتفاع الأصوات التي تطالب بإعادة صياغة السلطة".
ويتابع سليمان: "فعندما يتم سحب هذه القوات تكون سورية في حل من المسؤولية عن حركة حزب الله المتواجد في الأراضي اللبنانية حصرا، ولن يكون بمقدور الأميركيين أو الإسرائيليين الطلب من سورية اتخاذ أي موقف أو إجراء سواء كان سياسيا أو عسكريا... كما لن يكون بمقدورهم في حال إغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية الطلب من سورية منع الفلسطينيين المشطوبين من أي تسوية محتملة، وبالذات من خريطة الطريق، من الخروج من أراضيها والتوجه الى لبنان وتكرار تجربة الانتقال من أحراج جرش وعجلون في الأردن عام 1971 الى جنوب لبنان وخلق وجود فعال وقوي لهم هناك، بل أقوى مما كان عليه في الفترة المحصورة بين ذلك العام وعام 1982.
وحجة سوريا جاهزة، وهي أنه لا وجود للمنظمات الفلسطينية التي يتهمها الأميركيون بممارسة الإرهاب على أراضيها، أما وجودها على الأراضي اللبنانية فهو أمر لا علاقة لها به طالما أنه لا وجود لقواتنا فيها، وبالطبع فإن أكثر ما يمكن أن يثير قلق هؤلاء ليس توجه عناصر هذه المنظمات، بحد ذاته، الى الأراضي اللبنانية، بل أن يعقب هذا التوجه ظهور خريطة جيوسياسية بتضاريس أصولية في منطقة الجنوب تضم الى جانب حزب الله اللبناني، حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين حيث لن يكون سهلا على الإسرائيليين أو الأميركيين العودة الى مواجهة تجربة مريرة هناك، خاصة في ظل ما كشف عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اخيرا بأنه كان يعد العدة لمواجهة أشد ضراوة، وذلك منذ 26 أيار عام 2000".
***
دعم ايران في العراق استجابة للسيد الخامنئي. خلط اوراق في لبنان ولخبطة الحسابات وفتح الأوضاع على كل الاحتمالات. عودة الجنوب اللبناني ساحة حرب. تزايد نفوذ الأصوليين واختلال التوازن الديموغرافي (اللبناني) وارتفاع الأصوات التي تطالب بإعادة صياغة السلطة. خروج حركتي "حماس" و"الجهاد" من سورية والتوجه الى لبنان وتكرار تجربة الانتقال من أحراج جرش وعجلون في الأردن عام 1971.
هذا هي العناوين الرئيسية للمقال الذي "زرناه" ويصح ان تكون خريطة طريق.
ماذا تحقق منها؟... ماذا ننتظر؟
انتهت "الزيارة".
alirooz@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف