كتَّاب إيلاف

في حق الفلسفة اليهودية من افتراء وبهتان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ردا على يوسف زيدان فيما قاله

لم أكد أفرغ من إنهائي لـ"مقدمة لدراسة الفكر العبري الوسيط" وهو عنوان كتاب سيصدر قريبا، حتى طلع علينا مقال للدكتور يوسف زيدان "حقيقة الفلسفة اليهودية"lt;1gt;، ويتحدث فيه عن ما أسماه "حقيقة الفلسفة اليهودية" التي لم ير فيها إلا حيلة "ماكرة" ومؤامرة من "النشاط الإسرائيلي الواسع في شتى بقاع العالم وشتى مجال الحياة" !!.."حتى تصير الفلسفة اليهودية مع الوقت والتكرار والتراجم كأنها بديهية من البديهيات" و " هكذا يبدأ التسلل اليهودي الجديد بطرح مقولة "الفلسفة اليهودية".
والحق أنه لم يكن لدي لا الوقت ولا الاستعداد للرد على مثل هذا الهذيان الفكري المزمن الذي يشكو منه كاتب ذلك المقال، الواضحة أعراضه في "حمى المؤامرة" التي يحيكها الآخرون "الأشرار" ضدنا نحن "الأبرياء المساكين" صباح مساء. وهي في الحقيقة أنشودة نصادفها في كل مكان ويبدو أـنها ما زالت تطرب بعض المثقفين ومنهم كاتبنا مع الأسف.

وإذا رجعنا الى نص المقال لنحاول متابعة أهم ما جاء فيه، أو بالأحرى أخطر ما حاول الترويج له نجد أنه بعد مقدمته المنفعلة والغير المسؤولة والتي تظهر أعراض "حمى المؤامرة" كمبدأ أولي في التحليل وكمرجعية هجينة في التفكير، يمضي صاحبنا في مجازفاته غير محسوبة فيحدثنا عن "كتاب ضخم" هو مصدر عبارة "فلسفة يهودية" "يقع في مجلدين يبدأ الأول بالكلام عن موسى النبي ويبدأ الثاني بشخصية ابن ميمون" هكذا في سطر ونصف يعتقد يوسف زيدان أنه تحدث للقارئ عن كتاب يقع في مجلدين وعرف بمحتواه؟؟!! ربما كان ذلك غير ذي أهمية بالنسبة لمدير إدارتىْ المخطوطات والتزويد بمكتبة الإسكندرية التي كانت تعد الأكبر والأهم من حيث التدقيق في المخطوطات وفحص الوثائق خلال القرون الوسطى والعالم القديم. لا يحدثنا كاتب المقال عن مؤلف كتاب "الفلسفة اليهودية" ولا السنة التي صدر فيها كل ما يخبرنا به هو أنه "صدر بالانجليزية منذ عدة سنوات؟ ولعله ترجم الى لغات أخرى؟؟".
لكننا لا نلبث نفطن الى ما يروم صاحبنا إليه بحديثه عن كتاب مجهول بدون مؤلف وبدون تاريخ إصدار مباشرة بعد تناوله ل"النشاط الاسرائيلي الواسع" وصولا الى الادعاء بوجود حيلة ماكرة بعد إجهازه على مجلدي الكتاب في سطر ونصف. إن الكاتب في حقيقة الأمر يستدرج قارئ مقاله الى الخروج باستنتاج مفاده بأن كتاب "الفلسفة اليهودية" ما هو إلا "مؤامرة إسرائيلية وبأنه كتاب ملفق لا وجود له في نهاية المطاف وبالتالي لا وجود لشيء اسمه فلسفة يهودية بالمرة." أما إذا تحرينا الصدق والتزمنا الموضوعية وسألنا المختصين المعاصرين في الفلسفة اليهودية أو الفلسفة في القرون الوسطى بشكل عام فإن أي باحث رزين سيخبرنا بأن هناك كتابان اثنان صدرا بهذا العنوان خلال سنوات القرن العشرين وبداية القرن الواحد العشرين.

أما الكتاب الأول، فهو la philosophie juive " " للكاتب الفرنسي موريس روبين بن حيون صدر سنة 2004 عن دار أرمون كولان ويقع في 444 صفحة. ولا نعتقد أنه الكتاب الذي يقصده صاحب المقال. الكتاب الثاني، للكاتب الكبير يوليوس غاتمان, " des philosophie des judentums " julies Guttmann صدر سنة 1933 ميونيخ بالألمانية وليس بالانجليزية.
إذا نحن انتبهنا بسرعة الى مكان وتاريخ صدور الكتاب أي ميونيخ ألمانيا 1933، تاريخ وصول النازية الألمانية الى الحكم، وعلمنا أن النازية لا ترتبط بذكرى جميلة في مخيلة اليهود عموما أمكننا القول بأن مشروع الكتاب هو أبعد ما يكون عن إدخاله في دائرة "النشاط الاسرائيلي" وحيلته الماكرة، كما يزعم يوسف زيدان وإنما هو عمل أكاديمي مستقل يعتبره جورج فاجدا عميد الدراسات العبرية في فرنسا خلال القرن العشرين "أطروحة لا مثيل لها ولا يمكن تجاوزها الى يومنا هذا" . وهو ليس الكتاب الوحيد الذي يتحدث عن الفلسفة اليهودية، ومفكريها الكبار فقد ظهر كتاب مهم بعنوان " Meacute;lange de philosophie juive et arabe " للكاتب الكبير سليمان مونك سنة 1857، وبفضله اكتشف العالم كله شخصية سليمان ابن جبرول الشاعر والفيسلوف اليهودي الأندلسي الذي عاش بين 1021 و 1051 بعدما ظلت هويته تتأرجح بين المسيحية والإسلام لمدة ثمانية قرون وقبله كان موسى مندلسون Moise mendelssohn 1729-1786، واحد من أهم أعمدة " الأنوار البرلينية" بنصه "ما التنوير" 1784، قبل أن يشتهر كانط بنص يحمل نفس العنوان وقبله إيلي دلميديغو 1460-1493، بنزعته الرشدية وتحفته الشهيرة "فحص الدين" وقبله حسداي كريسكاس و"نور الإله" 1410، وقبله المتصوف المغربي الكبير يهودا بن نسيم بن ملقا نهاية القرن 14، وكتابه "أنس الغريب" وقبله اسحاق موسى الناربوني 1300-1370، وقبله اسحاق البلاغ 1270-...، وشرحه الشهير ل"مقاصد الفلاسفة" للغزالي، وقبله موسى دوليون 1240-1305، وكتاب "الزهر أو الإبهار" la splendeur أكبر مرجع عرفه التصوف اليهودي في القرون الوسطى، وقبله سليمان ابن جبرول 1021-1051، ورائعته "تاج الملكوت" و"ينبوع الحياة" النص الذي أعلن به وصول الأفلاطونية المحدثة الى أوروبا وقبله اسحاق بن سليمان الاسرائيلي 855-955، تلميذ الطبيب اسحاق بن عمران الذي يقال أن به "ظهر الطب بالمغرب وعرفت الفلسفة" ومعاصرا له سعيد بن يوسف الفيومي المشهور عند اللاتينيين ب"Saadia Gaon" 882-942، وبه بلغ علم الكلام اليهودي أوجه وقبله جماعة المتكلمين يوسف البصير، وداوود ابن مروان المقمس والقرقساني وغيرهم..وقبلهم فقهاء التلمود مثل المعلم أكيبا Akiba والمعلم شمعون بن يوشاي 175م والمعلم اسماعيل وغيرهم كثير يخرجون عن دائرة اختصاصنا. وتطول القائمة ونكاد لا نرى لها نهاية في مقام أردنا أن يكون ردا سريعا على مغالطات متسرعة محكومة بهموم السياسوية الايديولوجية لا يليق إقحامها في مجال المعرفة الذي يراد له أن يبقى موضوعيا ونزيها. إننا نعتقد بأن الالتزامات السياسية والقناعات الايديولوجية يجب أن تبقى بعيدة كل البعد عن البحث الأكاديمي الذي لا نرى لأمتنا مستقبلا بين باقي الأمم إلا به كما أننا نعتقد بأن خدمة القضية الفلسطينية لا تمر بالضرورة عبر نشر أكاذيب وإبداع المغالطات التاريخية التي لا تخدم القضية العربية في شيء بل تسيء إليها أيما إساءة.
نعود مرة أخرى الى نص مقال الدكتور يوسف زيدان حول حقيقة الفلسفة اليهودية، فبعد نظرية "المؤامرة" والحيلة الماكرة التي بنى عليها الكاتب منذ البداية والتي أوضحنا قبل قليل جانبا من تهافتها واختلال توازنها، يحاول الدكتور، دائما بنفس الحماس الزائد على اللازم وبتسرع واضح، محو كل أثر للحياة الفكرية، الثقافية أو الإبداعية عن أتباع الملة الموسوية ففي رأيه "لم يقدم اليهود فكرا ولا فلسفة ولا فنا ولا أدبا" لذلك سيختار ثلاث شخصيات من التراث الفكري اليهودي "المزعوم" على حد تعبير صاحبنا هي شخصية فيلون الاسكندري وموسى بن ميمون وابن كمونة.
هاته الشخصيات الثلاث المتميزة في تاريخ الفلسفة العبرية سوف يستدعيها كاتبنا ليجري من خلالها محاكمة صورية لتراث عبري يزيد عمره عن خمسة ألاف سنة، ولن يكلفه ذلك أكثر من نصف صفحة لا أقل ولا أكثر.
أما فيلون الاسكندري الذي "قام بشرح رموز التوراة " فقد عاب عليه دكتورنا الأخذ بالتأويل الرمزي للتوراة والأخذ بالفلسفة الأفلاطونية المستحدثة ومن ثمة "كانت فلسفته انعكاسا وصدى للفلسفة اليونانية التي كانت سائدة في عصره...".

ما أغرب هذا الكلام وما أعجبه؟؟!.. وكأن التأويل الرمزي الذي اشتغل عليه فيلون الاسكندري أمر بسيط في متناول أي كان ونحن نتحدث عن بداية القرن الأول الميلاد؟!، تم بعد ذلك مباشرة يسوق لنا الكاتب شهادة وول دورانت في قصة الحضارة حول كون "الحاجة الى صياغة العقائد اليهودية من جديد كي توائم عقلية اليوناني ذو النزعة الفلسفية" هي ما كان يحرك فيلون الاسكندري ويشغل باله وكأن محاولة التوفيق بين العقيدة اليهودية والفلسفة اليونانية عمل روتيني لا يرتفع بمتبعيه الى مستوى الإبداع الفلسفي!..يا سبحان الله!، وماذا إذا تذكرنا جميعا ومعنا الدكتور يوسف زيدان بأن الإشكالية الأساسية والمحورية التي انبنت عليها الفلسفة العربية الإسلامية كانت هي التوفيق بين الحكمة والشريعة، ألم يكن الهم الأكبر لفلاسفتنا العظماء من الكندي الفارابي الى ابن سينا وابن رشد هو محاولة التوفيق بين الشريعة الإسلامية وأرسطو؟؟.
"لقد عالج الفلاسفة الإسلاميون إشكالية نظرية واحدة هي ما يعبر عنه عادة بالتوفيق بين العقل والنقل، هذا التوفيق الذي انطلق مع المعتزلة بانشعار "العقل قبل ورود السمع" وأصبح مع المدرسة الفلسفية بالمشرق التي بلغت أوجهها مع ابن سينا محاولة متواصلة لدمج بنيات الفكر العلمي اليوناني في بنية الفكر الديني الإسلامية، باعتبار أن الأولى تمثل الرؤية العقلية "العلمية للكون والإنسان" والثانية تمثل الحقيقة "المطلقة" وأيضا الهوية الحضارية".lt;2gt;

لم تكن فلسفتنا كما يعلم الجميع مبادرة ذاتية نابعة من "قراءة متواصلة ومتجددة باستمرار لتاريخها الخاص" بل كانت ولا حرج في ذلك قراءة لفلسفة أخرى هي الفلسفة اليونانية تماما كما قامت الفلسفة الدينية المسيحية مع توما الإكويني والأب أوغسطين على محاولة إدماج أرسطو في بنية الكنيسة الكاتوليكية.
إن ما اقترفه الدكتور يوسف زيدان في حق الفلسفة اليهودية وحكمه عليها بالإعدام يذكرنا بالحكم اللاتاريخي الذي أصدره ارنست رينان على الفلسفة العربية الإسلامية عندما اعتبرها في نهاية القرن 19 مجرد "فلسفة يونانية مكتوبة بحروف عربية".
أما حديث صاحب المقال عن ابي عمران موسى ابن ميمون القرطبي 1135-1204م، فهو أقرب ما يكون الى الهذيان منه الى شيء آخر، ذلك أنه أراد إقحامه في زمرة "الفلاسفة الإسلاميين" فقط لأنه "نشأ في ذلك المناخ الفكري فساهم فيه وأضاف إليه بمقدار ما أخذ منه" تماما كما يمكن اعتبار حنين ابن اسحاق النصراني مفكرا إسلاميا إنما أراده صاحب المقال هو حق أريد به باطل، فصاحبنا لا يقحم ابن ميمون في زمرة الإسلاميين إلا ليحول بين اليهود و"معلمهم الأول". تم إذا كان ابن ميمون فيلسوفا إسلاميا كما يزعم صاحب المقال بماذا نفسر كل هذا الصمت؟ الذي تضربه الثقافة العربية حول المفكرين اليهود منذ الأزل؟ لماذا لا تدرس أعمالهم في الثانويات والكليات الى جانب المفكرين المسلمين؟ لماذا ضاعت أمهات الكتب الفكرية العبرية القروسطوية رغم أنها كتبت باللغة العربية؟ أين هو كتاب الإيمانات والاعتقادات؟ وأين "تاج الملكوت" و "ينبوع الحياة" "تهذيب الأخلاق" و"مختار الجواهر" وكلها لسليمان ابن جبرول؟ وكيف اختفت الطبعة الأصلية لدلالات الحائرين و "انس الغريب" ليهودا ابن نسيم بن ملقا و"التوفيق بين الكابالا والفلسفة" لابن وقار؟ وأين اختفى "الهداية الى فرائض القلوب" لباحيا بن باكودا ؟ "كفاية العابدين" لابراهام ابن ميمون المتصوف؟ أين اختفى كل ذلك إذا كنا نعتبره من صميم الفكر الإسلامي؟

إن هذيان صاحبنا ما كان ليذهب به ليقول ما قال لولا رغبته الجامحة في نزع كل أثر للإبداع والفكر والفلسفة والأدب والفن عن أبناء الديانات اليهودية .وأما قوله بأن سبينوزا وماركس وبرغسون ونضيف إليهم إميل دوركايم عالم ومؤسس الاجتماع الحديث، لا يمثلون الفلسفة اليهودية فهذا قول فيه نظر. فأما إذا كان صاحبنا لا يعتبر "فلسفة يهودية" إلا ما ارتبط بتيولوجيا والالهيات والدين اليهودي فهذا شأنه وأما إذا كان الفكر العبري قد عرف نهضة كبيرة يشهد لها التاريخ بدأت مع اسحاق نيوتن وموسى مندلسون وسبينوزا ليشكل أهم ركائز انتقال أوروبا الى العالم الحديث فهذا أمر آخر.

إن المفكرين والفنانين الكبار ذوو الأصول اليهودية من أمثال دوركايم مؤسس علم الاجتماع الحديث وفرويد مؤسس علم النفس الحديث وإيمانويل ليفيناس 1906-1999، وفيليكس ماندلسون آخر ممثلي النزعة الرومانسية في الموسيقى الكلاسيكية الغربية، ومعه يوهان برامس وسترافينسكي وسمفونيته الخالدة "عصفور النار" والروائي الكبير فرانز كافكا، والكوميدي القدير شارلي شابلن، وأيلي سيمون والأخوين الموسيقيين المغربيين مارسيل وحاييم بوطبول وما قدمه اليهود المغاربة للموسيقى الأندلسية، والفيزيائي العظيم ألبير أنشتاين والفيلسوف المتميز فيزكنشاتين والمخرج السينمائي صاحب أعظم عمل سينمائي في القرن العشرين، نتحدث طبعا عن ستيفن سبيلبورغ..كل أولئك وغيرهم كثير كانوا دائما واعون بالجذور هويتهم وانتمائهم للديانة اليهودية محافظين أو متحررين هذا شأنهم ولكن لم يكن هذا يمنعهم من الانطلاق نحو فضاء الإنسانية الرحب تماما كما يستحيل علينا اعتبار فاطمة المرنيسي والطاهر بنجلون وإدريس الشرايبي كتاب غربيين فقط لأنهم منخرطون في إشكاليات كونية ويفضلون معالجتها بلغة أخرى غير لغة الضاد.
وأما القول موسى بن ميمون كان قد أسلم في المغرب تم ارتد فما هذا إلا ادعاء أريد به الإساءة الى شخصية الرجل ومصداقيته ولو أنه ارتد عن الديانة الموساوية لبقي في موطنه ولكنه هاجر صون لهويته واحتراما لعقيدته وخوفا من بطش الموحدين وفضل تكبد عناء الهجرة الى فاس سنة 1160م بعد أن كان أبوه قد مهد لها وبتشجيع من الطائفة الفاسية اليهودية القوية، وبالفعل ما أن وصلوا الى فاس بأشهر معدودة حتى جاءها الموحدون فأعدموا كوهين بن سوسة رئيس الطائفة اليهودية بفاس أمام الملأ، عشرة ايام بعد ذلك أي في 28 أبريل 1165م . طبعا لم يكن هذا ما تنتظره عائلة ابن ميمون ففروا من المغرب الى فلسطين التي كانت تحت نير الصليبيين فلم يتمكنوا من البقاء إلا أشهرا قليلة بعد ذلك نزلوا مصرا واستقروا بها واشتغل ابن ميمون كطبيب خاص للملك نورالدين تم طبيب وصديق حميم لصلاح الدين الأيوبي ووزيره الفاضل، وبعد وفاته أعلن الحداد ثلاثة أيام في كل أرجاء المملكة الأيوبية. أبعد كل هذا يصح لنا أن ننفي كل أثر للإبداع والمساهمة عن أتباع الملة الموساوية ونقول بأنه لم يكن لهم أي شيء؟ أم "أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".


هوامش:
lt;1gt; "حقيقة الفلسفة اليهودية" د.يوسف زيدان www.ziedan.com.
lt;2gt; محمد عابد الجابري "نحن والتراث" ص31

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف