كتَّاب إيلاف

ثعالب المتأسلمين تجندوا: لتقويض حكومة الوحدة الوطنية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" حديث شريف


كانت الفتنة الأهلية بين حماس وفتح تدمي قلوبنا، فأمل الدولة الفلسطينية كان يتلاشي ويتلاشي معه الأمل في خروج أمتنا من الحفرة العميقة التي سقطت فيها منذ ثمانية قرون، حفرة الانحطاط والهوان على النفس وعلي الناس،وتكفير العقل،أي كراهية العلم والحياة، والإيمان بالخرافة والشعوذة ... حتى انعقدت "قمة مكة" بمعجزة حقيقية، ونتج عنها "اتفاق مكة" الذي أوقف الاقتتال بين الإخوة في فتح وحماس، وأدي إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي وجهت ضربة ناجحة للحملة الإسرائيلية لرفض التفاوض مع الفلسطينيين على الاعتراف لهم بالدولة الفلسطينية بحجة "انعدام الشريك الفلسطيني" لأن المفاوضات كما يقول الإسرائيليين"كرقصة التانجو يلزمها راقصين"، لكن عناق الأخوين أبو مازن وخالد مشعل في المسجد الحرام، وتعاهدهما على القرآن الكريم ليبقوا اليد في اليد حتى نهاية المشوار والاعتراف بالدولة الفلسطينية ، أعطي الأمل للشعب الفلسطيني وأصدقائه في الأمة العربية والإسلامية وفي العالم. لكن "ضربة المعلم" التي هي "اتفاق مكة" أثارت غضب، بل جنون ثلاثة من أعداء الأمة العربية الإسلامية والشعب الفلسطيني التاريخيين هم :أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي رفض "اتفاق مكة"، وحكومة الوحدة الوطنية، التي ترتبت عنه بزعم أن أبو مازن هو الذي انتقل إلى حماس وهدد برفض الاجتماع مع عباس، ورايس "رداً على اتفاق مكة"(هارتس 27/2/2007).وأغضب الإرهابي أيمن الظواهري الذي كفر قيادة حماس ، ووجه نداء إلى كتائب القسام للإنشقاق عليها ومواصلة الجهاد، وأغضب ثالث الثلاثة المتأسلمين وفي مقدمتهم ثعلب تونس المتأسلم، ورئيس "النهضة" التي فر منها شبابها ، الذي أعرف الكثيرين منهم، لقد تركوه وحده استنكاراً لديكتاتوريته وتطرفه"المتزايد يوماً بعد يوم" كما قال لي أحدهم. قصف هذا الثالوث الشيطاني المتحالف"حكومة الوحدة الوطنية" بالرفض والتكفير والدعوة إلى الفتنة الداخلية ، كما فعل المجرم أيمن الظواهري وثعلب تونس، الذي وجه في السنة الماضية ندائين إلى كتائب القسام للتمرد على قيادة حماس، ورفض "الهدنة" التي وافقت عليها جميع الفصائل المقاتلة على أرض فلسطين المحتلة استجابة لمصلحة الشعب الفلسطينيي، واقتناعاً بهزيمة "الانتفاضة" والإفلاس الأخلاقي والسياسي لعمليات حماس الانتحارية ضد المدنيين الإسرائيليين التي أدانها 73% من الشعب الفلسطيني، ويدينها الرأي العام العالمي بالإجماع، ويجب أن يكون الإخوة في قيادة حماس مجانين حتى يصروا على تكرار تجربة فاشلة، لم تجلب على شعبهم إلا الويلات، حتى أصبح شعبهم يحن إلى أيام الاحتلال الإسرائيلي لغزة ورعباً من الاقتتال بين حماس وفتح، ورعباً أكثر من الفوضي الدامية التي عمت قطاع غزة بعد انسحاب المستوطنين والجيش الإسرائيلي منه. لقد كانت الفوضي والفتنة بين حماس وفتح تقول للعالم بلسان الحال"نحن لسنا أهل لحكم أنفسنا بأنفسنا في دولة حديثة وديمقراطية". وكل من يدعو إلى استمرار الفوضي والإقتتال بين الإخوة الفلسطينيين هو عدو مبين للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية.
ما الذي جعل ثعالب المتأسلمين تصاب بـ"الجنون" من إيقاف الانتفاضة المهزومة، والعمليات الانتحارية المفلسة أخلاقياً وسياسياً، ومن تشكيل حكومة الوحدة والوطنية، ومن حقن دماء المقاتلين من فتح وحماس؟
ما أصابهم بـ"الجنون" هو رؤية قيادة حماس من الأستاذ اسماعيل هنيه، رئيس حكومة الوحدة الوطنية،والأستاذ خالد مشعل، رئيس مكتب حماس تجنح إلى الاعتدال والسلم" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" كما يقول جلّ ذكره، بعد أن جربوا العمليات الانتحارية وأخذوا الدرس من إفلاسها. ثعالب المتألسلمين لم تكن تصفق للعمليات الانتحارية وتصدر الفتاوى الإجرامية بالتحريض عليها دينياً كما فعل يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي وفهمي هويدي، وغيرهم من عشاق إراقة دماء الأبرياء، إلا لغاية في نفس يعقوب يريد قضاءها، هو أن تنتقل الانتفاضة إلى جميع البلدان الإسلامية لزلزلة استقرارها وتعميم الفوضي فيها . لقد يئسوا من حكم العالم الإسلامي فقرروا تسليمه للفوضي والدم وشعارهم "علي وعلى أعدائي يارب". هدفهم أن يصبح العالم الإسلامي كله غزة ومقاديشيو وكابول قبل طرد طالبان و"القاعدة" منها. هؤلاء المتأسلمون الذين مات ضميرهم الأخلاقي والديني لا يهمهم في سبيل شفاء غليلهم وأحقادهم أن يستمعوا إلى شكوى الفلسطينيين المرة:"يقول المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة أن الأزمة الفصائلية التي يعيشها القطاع من جراء الاقتتال الداخلي بين مسلحين من حركتي فتح وحماس، والتي راح ضحيتها حتى الآن المئات بين قتيل وجريح، وأثرت بشكل كبير في العلاقات "داخل الأسرة الواحدة الاشتباكات الدموية بين التنظيمين، تؤجج الخلافات الأسرية بين الأشقاء والأزواج" (مراسل القدس العربي من غزة الأستاذ أشرف الهور 31/5/2007). هذه الفتنة العمياء بين الأخ وأخيه، والإبن وأبيه، والزوج وزوجته، هي التي يدعو لها بأعلي صوته ثعلب تونس ويدعو لها معه عتاة الصهاينة والمستوطنين !!!.
باستثناء سعيد صيام، وزير داخلية حكومة حماس السابق، والدكتور الزهار وزير خارجيتها السابق، اللذين شقا صف حماس وانحازا للظواهري على ما شاع، فإن قيادة حماس التي إلتزمت في "اتفاق مكة" المكرمة بجميع الوثائق الدولية التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية منذ أوسلو 1993 حتى الآن، أى اعترفت ضمنياً بإسرائيل ، التي صرح الأستاذ خالد مشعل :"بأن إسرائيل أمر واقع . و المطلوب هو الاعتراف الإسرائيلي بحقوق الشعب الفلسطيني ". وبذلك انضمت قيادة حماس العاقلة، إلى قيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسحبت البساط من تحت الدعاية الصهيونية بأن الفلسطينيين يريدون رمي إسرائيل في البحر و"لا يوجد شريك فيهم للتفاوض معه".
أعداء الشعب الفلسطيني الذين في قلوبهم مرض، يزدادون مرضاً عندما يرون قيادات حماس التي تمشي على أرض وطنها بين الشوك والنار، والتي يطاردها قناصوا الجيش الإسرائيلي، وتقصف الطائرات أسرهم حتى الموت، يدينون العمليات الانتحارية المفلسة،وامتدادها المتمثل في إطلاق صواريخ القسام الفلكولورية التي تقدم الذريعة للجيش الإسرائيلي لكي يقتل المدنيين الأبرياء في غزة. لنستمع إلى أحد قادة حماس الذي اقتنع أخيراً بعقم إطلاق هذه الصواريخ، يقول مراسلا "القدس العربي" من فلسطين الأستاذين زهير أندراوس ووليد عوض:"في خطوة نادرة للغاية هاجم مساء أمس الخميس24/5/2007 الدكتور أحمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس الوزراء اسماعيل هنيه، إطلاق الصواريخ من المقاومة الفلسطينية[كتائب القسام] باتجاه جنوب الدولة العبرية. وقال الدكتور أحمد يوسف وهو من قيادي حماس في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن:"القسام لا يجدي نفعاً، على المقاومين الفلسطينيين الكف عن إطلاقه"(القدس العربي 25/5/2007). ومما يسر أصدقاء الشعب الفلسطيني الذين يفرحون لفرحه ويتألمون لألمه أن ما اقتنعت به اليوم قيادة حماس، التي جنحت إلى الإعتدال والسلم وتوكلت على الله، هو ما كان يقوله لقيادة حماس أصدقاء الشعب الفلسطيني الحقيقيون قبل ست سنوات، بل حتى أكثرفأنا- وأعوذ بالله من كلمة أنا- أدنت عمليات حماس الانتحارية منذ سنة 1993 في جريدة"المحرر" الباريسية . وبعدي أنا فعل الشيء ذاته الأساتذة إدوارد سعيد والعفيف الأخضر- شفاه الله وعافاه- وعبد الله العروي، وغيرهم من خيرة ما أنجبت الأمة من مفكرين الذين دعوا حماس إلى التخلي عن العنف الأعمى ضد المدنيين الإسرائيليين والانتقال إلى النضال السلمي... الذي نجح به مانديلا في إفريقيا الجنوبية ... وها نحن نري اليوم الدكتور أحمد يوسف الناطق باسم قيادي حماس يقول "علينا أن نلتزم بموازين القوى التي لا يمكن القفز عليها بين المقاومة وجيش الإحتلال"، كما قلنا نحن ذلك لحماس منذ سنوات، فارتفع صوت التخوين والتكفير لثعالب المتأسلمين المسعورة. لنستمع له يتحدث إلى مراسل القدس العربي: "وأضاف أحمد يوسف، الذي كان يتحدث لمراسل التلفزيون الإسرائيلي من أحد البيوت التي اختبأ بها خشية استهدافه من جانب جيش الإحتلال الإسرائيلي "أن على الفلسطينيين أن يكونوا واقعيين وأن يفهموا معادلة القوة بينهم وبين الدولة العبرية، وجيش احتلالها، وقال لا يمكن المقارنة بين العصا والسيف (...) وصواريخ القسام هي عبارة عن إشارات لإسرائيل لكي تقوم بشن العدوان تلو العدوان على الشعب الفلسطيني ... علينا أن نتصرف بحكمة وحنكه". كلام هذا القائد من حماس يعطي الحق بعد عدة سنوات لنا نحن الذين كنا نقول أن حماس متواطئة موضوعياً مع جيش الإحتلال الإسرائيلي، وانها تقدم له الذريعة التي يبحث عنها للإنتقام من الأبرياء الفلسطينيين بما في ذلك عائلات قادة حماس أنفسهم.
وفي الوقت الذي يري فيه د. احمد يوسف قائد حماس يندد بصواريخ القسام، ويقول عنها : "ما هي إلا مفرقعات نارية ليس إلا". نري ثعلب تونس يصفها تحت عنوان "يابركة عز الدين القسام ادركينا" (القدس العربي 30/5/2007)رداً على كاتب جزائري وصف ،مثل الدكتور أحمد يوسف، "صواريخ القسام بالمحيرقات التي تعطي التبرير اللازم للصهيونية" ويرد عليه الثعلب إياه"صواريخ القسام هي فخر الصناعة العسكرية الفلسطينية" مضيفاً"مازال هناك من يعتقد في بركة أولياء الله الصالحين، وعز الدين القسام بدون شك واحد منهم وإن لم يكن آخرهم"أما هو الذي تفوه بهذا الهذيان الديني السياسي من شقته اللندنية الآمنة فيدعي أنه يعرف عن هذه الصواريخ أكثر مما يعرف عنها الدكتور أحمد يوسف الذي وصفها بـ "مفرقعات نارية" :"من أحد البيوت التي اختبأ فيها خشية استهدافه من جيش الإحتلال الإسرائيلي"!!!
كم عندنا من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكاء. يكتب رئيس المتطرفين التونسيين تحت عنوان"حول صدامات غزة بين فتح وحماس...أين الموضوعية في تحديد المسؤولية؟ "(القدس العربي 26/5/2007) يطالب بتخوين وتجريم فتح وتحكيم السيف في رقاب قياداتها ومناصريها حتى الإستسلام أو القتل لأنه ليس من "الموضوعية" المساواة بين الجلاد "فتح" والضحية "حماس". أو على الأصح قائد حماس "سعيد صيام" الذي انشق على قيادته استجابة لنداء الظواهري، الذي كفر ، كعادة المتأسلمين، حماس. ففي حين نري قائداً كبيراً من قادة الثورة الفلسطينية التاريخيين، الأستاذ نائف حواتمة رفيق سلاح الشهيد أبو عمار، يعلن بعد لقاءه أمين عام الجامعة العربية يوم 7/6/2007:"يجب حقن الدم الفلسطيني وايقاف الإقتتال بين حماس وفتح وعدم صوملة غزة"، نري الثعلب يذكي نار الفتنة بين حماس وفتح قائلاً:" إن الحيادية [بين حماس وفتح] في مثل هذه المواقف تكون بحد ذاتها انحيازاً للظلم والظالم والإعتداء والمعتدي". لاحظوا هذه الكلمات الإنفعالية التي تقطر فتنة ودعوة مسعورة لسفك الدم الفلسطيني، الذي كان الشهيد عرفات يعتبره "خط أحمر"!!!.
حتى متطرفي حماس لم يتهموا فتح بالخيانة والعمالة للعدو ... لكن ثعلبنا المتأسلم لم يتردد في تعداده "جرائم" فتح منذ اتفاق أوسلو و"تعاونها مع العدو الإسرائيلي". وهي فتوى من أحد قادة الدولية الإسلامية ونائب القرضاوي بإهدار دم كل منتسب لفتح !!!. في الوقت الذي نري أنصار الشعب الفلسطيني بناشدون الحركتين الأساسيتين في الثورة الفلسطينية بالإلتزام بـ"اتفاق مكة" المكرمة الذي يشكل بارقة أمل للمصالحة الفلسطينية الضرورية لدفع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للدخول في مفاوضات الحل النهائي، يري هوأن "اتفاق مكة" ... برعاية العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وما تبعه من تشكيل حكومة وحدة وطنية قدمت فيها حماس تنازلات كبيرة ومؤلمة بما في ذلك أهم وزارات السيادة مثل الخارجية والإعلام ..." اضحكوا بربكم على "وزارات السيادة" في غزة المستباحة من جيش الإحتلال والضفة الغربية التي ماتزال رازحة تحت كلاكل هذا الإحتلال البغيض !!! رغم "هذه التنازلات المؤلمة" من حماس لفتح لم تعد فتح إلى صوابها "ومن هنا جاءت هذه الصدامات الدموية المؤسفة" التي يتحمل اتفاق مكة وفتح مسؤوليتهما. وللإمعان في التحريض على الفتنة يقول:"إن توصيف الحال في فلسطين إذا أريد له أن يكون موضوعياً، فإنه ينبغي أن يشير إلى ما يجري على أنه انقلاب عسكري ومحاولة انقلاب على الشرعية الشعبية[قامت به فتح] وإن مسؤولية إية حكومة، لا حكومة حماس وحسب، أن تتصدى لمن يريد العبث بأمن واستقرار النظام المنتخب ديمقراطياً". تماماً كما كتب قائلاً عن مائة ألف معارض إيراني أعدمهم الخميني دون محاكمة، وعشرات الضباط والمدنيين الذين أعدمهم انقلاب عمر البشير بمعدل خمسة دقائق لا غير محاكمة لكل منهم وبعدها صدر الحكم بالإعدام:"الثورات لابد أن تكون في بدايتها دموية". وها هو يطالب بأن تكون ثورة متطرفي حماس بقيادة حليف القاعدة سعيد صيام:"دموية" لتنحر المئات من قيادات فتح والآلاف من كوادرها ومئات الآلاف من أعضائها ومناصريها !!! قائلاً:"إن الصدام الجاري في غزة، فضلاً عن أنه محاولة انقلابية، إنما هو صدام بين مشروعين ونهجين، مشروع يريد التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية [هو مشروع حماس] ومشروع مدعوم من الخارج يريد تصفية القضية لمصالح ومنافع شخصية [هو مشروع فتح] فحق الجهاد وحق الفداء ... ويندد بأصوات الخير التي تحمّل الطرفين مسؤولية إراقة الدم الفلسطيني:"لكن الكثير من الكتاب والمعلقين المتألمين مما يحدث ... يعانون من غبش في تعريف الموضوعية التي هي عندهم تعني إدانة الطرفين الظالم والمظلوم معاً والمدافع عن الشرعية [حماس]وأداة المشاريع الخارجية [فتح]، وأصحاب المشروع الوطني [متطرفو حماس]ووضعها في ذات السلة".
يتعجب صاحبنا من انضمام المعتدلين في حماس إلى "اتفاق مكة" فيطالب كتائب القسام بأن تضرب فتح والمعتدلين في حماس بيد من حديد:"حماس[اقرأ متطرفوا حماس]مطالبة بأن تخضع السلطة لنظام الشرعية الشعبية الوطنية (...) وأن تضرب باسم الشرعية والتفويض الشعبي على أيدي الفاسدين والمارقين واللصوص ومصاصي دماء الشعب الفلسطيني وسماسرة بيع الحقوق والثوابت الوطنية، وحماس إن فعلت ذلك، فإنما تقوم بما انتخبت من أجله، وهي إن فعلت ذلك وتصدت للتمرد فإنما تضرب بسيف الشرعية متمردين وانقلابيين [فتحاويين]ولا يمكن بحال المساواة بين المدافع عن القانون والنظام والخارج عنهما"... وهكذا اسقطت صاحبنا إيران الثورة الإسلامية الدموية وسودان بيوت الأشباح على متطرفي حماس وحرضّهم على ارتكاب مجزرة عرضها غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ... وربما أبعد !!!. وفي ختام تحريضة الطويل بإراقة نهر من الدم الفلسطيني"الخارج على القانون والنظام" قانون إيه ونظام إيه يا عم راشد ... ياراجل صلي على النبي!!! في غزة التي حولها الانتحاريون الذين سدت أمامهم حدود إسرائيل إلى مسلخ للفلسطينيين فمن تعود على عادة إراقة الدماء شاب عليها. ويصل إلى بيت القصيد وهو تحريض كتائب القسام ضد قيادة حماس التي قبلت "اتفاق مكة" يقول:" لا شك إننا نشهد جيلاً جديداً من حماس،[كتائب القسام]جيل لا يقبل أبداً أن يعيد اجترار تجربة عام 1996 ببكائياتها التراجيدية" بل يقرر التصدي بالحديد والنار للسلطة الفلسطينية"المتعاونة مع العدو"، كما يحرض شباب كل حركة متأسلمة ترفض استخدام العنف ضد الأنظمة الحاكمة تماماً كما تقول"القاعدة" يقول:"من الواضح أن هذا الجيل [الشاب] يقطع أول ما يقطع مع صيرورة التجربة الإخوانية [في مصر وخارج مصر] المريرة التي تتلذذ بعيشة الضحية ومنطق الثكلى النائحة.تلك المدرسة الإخوانية التي تتراجع كلما تقدم خصومها نحوها.فلا خصومها يوقفون توغلهم في حصونها، ولا هي توقف تراجعها وتدافع عن حرماتها".
إنه نداء صارخ وصريح إلى إراقة الدماء لا في غزة وكامل التراب الفلسطيني ومخيمات الشتات ،بل أيضاً في كل مكان كانت"المدرسة الإخوانية"تحجم فيه عن خوض غمار "الفتنة الكبرى" بين المسلمين التي لن يخرج منها أحد منتصراً. "شباب"،هم شباب الحركة السلفية للدعوة والقتال في "المغرب الإسلامي"، وشباب القاعدة في مصر والسعودية وباكستان ...إلخ .
ها هي نواقيس الحرب الأهلية تقرع في فلسطين وكل بلد مسلم، وويل لمن يركض إليها، وتذكروا الحديث النبوي الشريف عن الفتنة بين المسلمين"القاتل والمقتول في النار"، والرابح هو العدو المشترك، الذي دفع الإكتئاب واليأس ثعالب المتأسلمين إلى الإرتماء في أحضان مخططاته بعيون مغمضة.
لقد سقط آخر قناع وآخر طاقية إخفاء:
والحق أبلج والسيوف عواري / فحذار، حذار، ثم حذار

Ashraf3@wanadoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف