كتَّاب إيلاف

السياسيون الحمقى!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هل "فتح الاسلام" منظمة ارهابية؟
اقول نعم. لكن اعضائها ليسوا كذلك بالضرورة.
او فالنقل: ليسوا مجرمين بقدر ما نحن مثلهم ايضا.
قيل ان "فتح الاسلام" تخطط لانفصال طرابلس.. ولسلسة تفجيرات في لبنان وخارجه.
كل ذلك يجعلها بالتأكيد في مصاف المنظمات الارهابية من الدرجة الاولى.
لكن اعضائها ليسوا المجرم الوحيد.
ربما ايضا ان "فتح الاسلام" ذراع سورية للعبث في لبنان. ربما قنبلة بعثية في قلب لبنان. ربما وربما..
لكن اعضاء هذه المنظمة وان كانوا قتلة، فهم ضحايا ايضا. وان كانوا المجرمون، فليسوا وحدهم.
لماذا؟
برزت قوة "فتح الاسلام" في مخيم فلسطيني.
ربما كانت قيادات التنظيم ليست فلسطينية بالكامل، الا ان وقود التنظيم هو فلسطيني محض.
والآن اسأل:
كيف لا يكون التنظيم كذلك وثلاثمائة الف فلسطيني في لبنان محرومون من كل حقوق الانسانية؟
محرومون من العمل في 90% من الوظائف، لا العامة فقط، بل والخاصة ايضا.
محرومون من التعليم في المدارس والجامعات اللبنانية.
محرومون من التملك.
محرومون من العلاج.
وفوق كل ذلك محرومون من ان ينظر لهم كبشر.
وفوق ذلك وذلك لا يرون اي بارقة أمل في مستقبل افضل. لا على مستوى معيشتهم الداخلية، ولا على مستوى وطنهم القريب البعيد.
وعندما يفقد الانسان الأمل، يصبح مجرما، ومتطرفا، وارهابيا.
عندما يفقد الانسان الامل على الارض، يبحث عنه في السماء.
وهذا ما حدث.
"فتح الاسلام" قتلت ابرياء ويجب أن يدفع القاتل الثمن. لا شك في ذلك. لكن ليس "فتح الاسلام" وحدها المذنبة. نحن ايضا مذنبون.
نحن في الواقع من صنع "فتح الاسلام" وكثير من التنظيمات المتطرفة الاخرى.
نحن من صنعها دون ان ندري.
هي قصة مكررة للتطرف في العالم العربي. فهذا التطرف لم يأت حبا في جنة السماء بقدر ما هو فقدان الأمل على الارض.
وليست المسألة محصورة بلبنان وحده. فوضع الفلسطيني في باقي العالم العربي يكاد يكون مساويا. وضعهم في الاردن ليس افضل. وضعهم في الخليج ليس افضل. وضعهم حتى في اليمن ليس افضل.
لست احذر الدول العربية من انفجارات فلسطينية على ارضها، بل اطالبها ان تعيد النظر في قرار مصادرة انسانية الفلسطيني من على ارضها.
الوطن العربي، الذي لم يكن يوما وطنا واحدا، يقف عاجزا عن استيعاب الفلسطيني على ارضه. ربما لأنه يذكرنا بمذاق الهزيمة. من اجل ذلك تتدني مكانته، مع كل صباح، من مواطن كدرجة عاشرة، الى كائن ليته ما كان.
لمن يقول أني مخطئ، فاليذهب الى احياء الفلسطينيين في كل مدينة عربية ويرى بأم عينيه.
على النقيض تماما وضع الفلسطيني في الغرب.
انسان من الدرجة الاولى. وبمجرد ان يحصل على جواز اوروبي سيصبح مواطنا من الدرجة الاولى. في البلاد التي نتهمها بالكفر والانحياز والهمجية: فرنسا ،ايطاليا ،بريطانيا، وحتى امريكا. يصبح الفلسطيني مواطنا من الدرجة الاولى. درجة لن يبلغها احفاد احفاد احفاده في العالم العربي.
قال لي بعض السياسيين العرب ان الغرب من مصلحته ان يذوب الشعب الفلسطيني في كيانات جديدة كي ينسى قضية عودته الى وطنه، فيموت الوطن.
ياللسياسيين الحمقى.. هل يعتقدون ان الشعب الفلسطيني بات يملك املا بعودته الى وطنه؟ ثم هل بقي هناك وطن يعود اليه؟
nakshabandih@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف