لا حيادية في الإعلام بل مصداقية وغير مصداقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الإعلام كما هو حال القضايا الأخرى المرتبطة بنشاط الإنسان الفكري والعملي لا يمكن أن يكون حيادياً صرفاً أو مستقلاً تماماً ومن يحاول الادعاء بالحيادية والاستقلالية التامة سيجد آجلاً أو عاجلاً نفسه منحازاً فكرياً لطرف معين وبهذا سيدرك أن الحيادية التامة غير موجودة على الإطلاق في الفكر الإنساني وما يدور حوله من قضايا في العالم ولكن نستطيع القول أن هناك نوعين في العمل الإعلامي، الاستقامة والمصداقية والشرف والبحث عن الحقيقية، يقابلها عدم الاستقامة واللامصداقية وتحريف وتشويه الحقائق، من هذا الباب الأخير يضمر البعض من وسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي المصري المحرض على انتشار العنف نوعاً من طمس الحقائق أو تشويهها و العداء تجاه الشعب العراقي بحجة الدفاع عنه والوقوف ضد الاحتلال وهو يخلط الأوراق ما بين المقاومة الوطنية التي تسعى فعلاً لإنهاء الاحتلال وليس معاقبة الشعب العراقي وما بين المنظمات الإرهابية وفرق الموت الطائفية التي تسعى لمعاقبة الشعب وتدمير العراق عبر طرق ووسائل هدفها جعل العراق ساحة منازلة وتصفيات حسابات إقليمية ودولية ليتسنى لها الكسب غير المشروع على حساب مآسي الشعب ومقدار ما تستفيد منه ببقاء الاحتلال لكي يكون حجة ومبرراً لوجودها وديمومتها، وتحاول هذه الوسائل الإعلامية تغيب الواقع المر الذي نتج عن الحكم الدكتاتوري الفردي طول حقبة تاريخية طويلة وبخاصة بعد أن قدم الذرائع والأسباب التي أدت إلى احتلال البلاد، باعتقادنا أن هذا العداء له أسباب ذاتية ولا يمت بصلة للحرص من اجل إنقاذ الشعب العراقي من براثن الإرهاب السلفي والأصولي والتدخلات من قبل بعض دول الجوار في الشأن العراقي هذه الأسباب جعلت من يعص وسائل الإعلام أبواقا تُسَخر كل ما يمكن الإساءة لسعي أكثرية الشعب العراق من اجل عراق مستتب ومستقل وخالي من النزعات الدكتاتورية وسياسة المحاصصات الطائفية والقومية الضيقة وللتخلص من الجيوش الأجنبية وتنتهج البعض من الصحف المصرية النهج نفسه في إشاعة التعتيم وقلب الأمور مثلما حدث كمثال نشر جريدة الأسبوع المصرية المملوكة من قبل النائب في البرلمان المصري مصطفى بكري عندما نشرت بيان تحية للمقاومة العراقية باسم المؤتمر والمؤتمرين البيطريين العرب السابع والعشرين الذي انعقد في أيار 2007 وقد ثبت بعد ذلك عدم صحته وانه مفبرك من قبل صاحب الجريد المعروف بعلاقاته مع النظام العراقي السابق وكانت التحية عبارة عن تلفيق وخداع وتشويه مما أثار استياء أكثرية المؤتمرين وطلبهم بنشر بيان تكذيبي للتحية المذكورة وغير ذلك مما ينشر من تشويهات ملفقة و محرضة لا تمت للواقع بصلة إلا اللهم من اجل التضخيم وتجسيم الحوادث أكثر مما هي عليه في الواقع وتصاغ حجة باهتة بان هذه الصحف ووسائل الإعلام تستقي أخبارها داخلياً، ولو صح ذلك الأمر فمن الممكن على الأقل الحصول على الحقائق و الإطلاع عليها بطرق عديدة على شرط أن تكون وسائل البحث مصادقية وشريفة وبخاصة ما يجري على ارض الواقع وليس بشكل مفضوح ومعروف من نتائج القتل العشوائي بواسطة أدوات تدميرية تتنافى مع ابسط القيم والأعراف الدينية والإنسانية، فالقتل بالجملة بواسطة المفخخات والعبوات الناسفة وقنابل الهاون والخطف الجماعي وتفجير الجسور والمرافق الخدمية والصناعية والكهرباء والماء والوقود والمدارس ومنع الطلاب من الدوام المدرسي وكذلك العمال والموظفين إضافة إلى الاغتيالات الفردية والخطف واستخدام وسائل غريبة وغير أخلاقية وهي بعيدة عن مفهوم المقاومة الوطنية الحقيقية، وبدلاً من فضح هذه التوجهات لأنها تضر فعلاً المقاومة بأنواعها فإنها تعالجها وكأنها مقاومة للاحتلال الأجنبي أو اتهام الاحتلال بالتفجيرات وغيرها كمحاولة للتملص من قول الحقيقة، على الرغم من أننا ضد الاحتلال ونطالب بخروجه بعد استكمال المؤسسات الأمنية والجيش لكن بتصورنا أن ذلك تحريف للحقيقة وما يجري على ارض الواقع وبخاصة إذا ما اطلعنا على بيانات المنظمات الإرهابية التي تدعي مسؤوليتها عن التفجيرات والقتل العشوائي وعلى الهوية وعن كل ما ذكرناه في مقدمة المقال.
لا نعرف ماذا سيكون موقف أو شعور الحكومة المصرية إذا قامت البعض من وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية العراقية بنشر القضايا التي تحدث في مصر بشكل مقلوب ومشوه ومنها تدعو للعنف والقتل وتفجير الأماكن العامة والبنى التحتية واعتبرت المنظمات التي تستعمل العنف كيفما اتفق بدون مراعاة لمشاعر المصريين مقاومة وطنية ضد النظام المصري وتشجعها من خلال عقد مؤتمرات في العراق بحجة الوطنية ومن اجل القضية المركزية! وبسبب الاعتراف بإسرائيل وعلمها الذي يرفرف في سماء القاهرة الحبيبة، إسرائيل التي مازالت تحتل أراضي عربية بالإضافة للأراضي الفلسطينية، هل تتقبل الحكومة المصرية الدعاية الإعلامية المضادة التي تشجع على التطرف والإرهاب والعنف والقتل بحجة المقاومة الوطنية المصرية.. باعتقادنا سوف لن تحتج الحكومة المصرية وتعتبرها تدخلاً في شؤونها الداخلية فحسب بل أنها ستقوم القيامة ضد الحكومة العراقية أو سائل الإعلام وتقيم الدعوى القضائية ضد المحرضين على قتل المصريين الأبرياء وقد تصل الأمور إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها.
بصراحة تامة نريد من الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها مصر أولاً وآخراً مساعدة شعبنا وبلدنا وتقديم الدعم والمساندة للتخلص من الإرهاب والمحاصصة الطائفية والاحتلال بطرق صحيحة وواضحة وليس عن طريق دعم الإرهاب وتشويه وجه المقاومة الوطنية الحقيقية، نريد من هؤلاء الذين يدعون الحرص على وحدة شعبنا أن يقفوا بجانبه ويساعدوه على تخطى هذه المحنة التي أوجدتها رعونة النظام البعثصدامي وفاقمته قوى الاحتلال والمحاصصة الطائفية التي تهدف إلى تقسيم البلاد تحت شعارات طائفية وطوائفية لكي يستمر الوضع المأساوي لا بل يزداد سوء يوماً بعد يوم كما هو حاصل في الوقت الراهن.