السودان يعمل موظفا سرّيا امريكيا في العراق!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تقرير عن أسرار الابواب الخلفية
مقدمة: أهمية التقرير
نشر يوم امس تقرير خطير على صحيفة البالتيمور صن Baltimore Sun الصادرة في واشنطن دي سي وبالترافق مع رصيفتها صحيفة لوس انجلوس تايمز بعنوان " السودان الشريك السري الأميركي " ومع عناوين فرعية من ان " الخرطوم غدت دائرة ضرورية لمعلومات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية " ، خصوصا في ما يتعّلق بالمتمردين في العراق.. وقد كتب (المقال) كل من غريك ميلر وجوش ماير ، وقد نشر اصلا في 11 حزيران / يونيو 2007. والمقال عبارة عن: تقرير وثائقي مهم لم ينشر اعتباطا ، بل اعتقد ان لنشره صلة بصناع القرار الامريكيين ، وقد تفصّدت الادارة الامريكية ان تنشره على العالم كله في مثل هذا الوقت. ونظرا لأهمية هذه " المادة " الدسمة من المعلومات السرية ، فأنني أود ان اعرضها عربيا على الناس من اجل تكوين جملة من الافكار عما يدور في منطقتنا من قبل الولايات المتحدة الامريكية ضد الارهاب باشكاله المتنوعة ، والادوار التي تقوم بها بلدان معينة من اجل استئصال عناصر الارهاب التي ترّبت على اراضيها وكانت حاضنة لها منذ أكثر من خمس وعشرين سنة ، فضلا عن بعض دول عربية اصبحت معبرا للارهابيين نحو العراق.
السودان يعمل سّرا:
يقول التقرير: لقد غدا السودان يعمل سرا مع دوائر المخابرات الامريكية للتجسس على التمرد والمتمردين في العراق ، ويأتي مثالا لكيفية تواصل الولايات المتحدة في التعاون مع النظام السوداني حتى في الوقت الذي يدان دوره في قتل عشرات الآلاف من المدنيين في اقليم دارفور. ان الرئيس جورج بوش ادان عمليات القتل في اقليم دارفور ، ووصفها بانها ابادة جماعيه ، وقام بفرض عقوبات على حكومة السودان. لكن بعض المراقبين والنقاد والمتابعين يقولون بأن الادارة الامريكية قد سحبت الفرامل فجأة والتوقف ازاء فرض العقوبات الواسعة للحفاظ على التعاون مع الاستخبارات السودانية.
المصالح الدولية هي الاقوى من مسألة دارفور
ويبدو ان مسألة دارفور قد استخدمت لبناء تلك "العلاقة " التي تؤكدها حقائق معقده لمرحلة اعقبت ما بعد 11 سبتمبر في العالم ، اي ان الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الاستخبارات والتعاون العسكري لعديد من البلدان ، بما في ذلك السودان واوزبكستان والتي تعتبر واحدة من الدول المنبوذه نظرا لعدم نظافة سجلاتها المتعلقة بحقوق الانسان. هذا ما ورد بالنص في التقرير المنشور قبل ساعات! كي نعقل قليلا وندرك بأن لعبة المصالح الدولية اقوى من كل ما نسمعه ونشهده في الاعلام من مفبركات وبيانات وخطابات.. فالسياسة مصالح ومتغيرات من دون اي مواقف وثوابت.
ونبقى مع التقرير الذي يشير الى ان توظيف "الاستخبارات يأتي من اجل ان يتم التعاون نظرا لمجموعة كبيرة من الاسباب " ويستطرد بالنص ان مسؤول المخابرات الأمريكية يذكر ، ـ وقد طلب عدم ذكر اسمه ـ عند مناقشة التقييمات الاستخبارية قائلا: " لا يمكن ان يتوطد حب عميق دوما بين الناس بعضهم لبعض ". لقد اصبحت السودان قيمة متزايدة لدى الولايات المتحدة الامريكية منذ اعتداءات 11 ايلول / سبتمبر 2001 بسبب اغلبية السكان " السّنة " في الأمة العربية ، وغدت السودان مفترق طرق للناشطين الاسلاميين الذين يتجهون الى العراق وباكستان.
الارهابيون والجواسيس معا
ان تدفق المقاتلين الاجانب قد وفر غطاء لعناصر المخابرات السودانية ان تقوم باداء خدمة ادخال الجواسيس الى العراق ، وقال المسؤولون: "اذا حظيت بالمجاهدين يسافرون عبر السودان في الوصول الى العراق ، فان هناك ثمة نمط في حد ذاته لا يثير الشكوك " ، وقال موظف سابق رفيع المستوى في وكالة المخابرات المركزية الرسمية بأن ثمة دراية بالتعاون السوداني مع الوكالة. " انها تخلق الفرصة لارسال السودانيين في داخل هذا الانبوب وهذا الخط". وكنتيجه لذلك ، فان الجواسيس السودانيين غالبا ما يكونوا في مواقع حسنة في السي اي اي لجمع المعلومات عن تنظيم القاعده في العراق ، فضلا عن انشطه جماعات متمردة اخرى.
عيون زرقاء بلا فائدة واستخدام السودانيين العرب
يستطرد التقرير قائلا: " ليس هناك الكثير من اصحاب الشعر الاشقر والعيون الزرق ضباطا من الولايات المتحدة ان يفعلوا شيئا في الشرق الاوسط بأسره ، وليس هناك شيء يمكنهم عمله في العراق" ، يقول المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية المطّلع رسميا على العمليات السودانية بأن " باستطاعة السودانيين ان يذهبوا لأماكن لا نستطيع نحن الذهاب اليها.. انهم عرب باستطاعتهم ان يجولون في اي مكان!! لقد رفض المسؤولون ان يقولوا ما اذا كانت المخابرات قد ارسلت ضباطها الخاصين بها وبدوائرها الى البلاد ، مشيرا باهتمام الى القلق بصدد حماية المصادر والاساليب. لقد قالوا بأن السودان قد جّمع شبكة مخبرين في العراق يقومون بالاخبار عن التمردات. وان بعض المجندين قد سافروا بالفعل من خلال العاصمة السودانية الخرطوم.
علاقات تتجاوز العراق نفسه:
ان العلاقة بين الولايات المتحدة والسودان تتجاوز العراق نفسه ، فالسودان ساعد الولايات المتحدة في مسار الاضطرابات المضنية التي تعم الصومال ، وقد عمل على تنمية وتنشيط الاتصالات مع ميليشيات المحاكم الاسلامية بالصومال في محاولة لتحديد مواقع عناصر منظمة القاعدة المشتبه فيهم والذين يختبئون فيها. كما قدم السودان تعاونا واسع النطاق فى عمليات مكافحة الارهاب ، بناء على طلبات الولايات المتحدة لاحتجاز المشتبه بهم والذين يمّرون عبر الخرطوم. ان السودان يحصل على عدد من المزايا والمنافع التي تعود عليه بتقديمه مثل هذه الجهود. ان علاقته مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية قد اعطته قناة مهمة جدا للاتصالات مع الحكومة الامريكية. وان الولايات المتحدة تستخدم أيضا هذه القناة لتتكئ على السودان بشان الازمات في دارفور وغيرها من القضايا.
الادانة الدولية والاثمان المقبوضة
وفى الوقت الذى يدان فيه السودان في اروقة المجتمع الدولي ، فانه يفوز بالثمن لقاء ما يقدّمه من اعمال . لقد اصدرت وزارة الخارجية الامريكية مؤخرا تقريرا يدعو السودان بالوصف الدقيق " "شريك قوي في الحرب على الارهاب." Sudan a "strong partner in the war on terror."
ان بعض النقاد يتهمون ادارة بوش بأنها تتبع سياسة لينة مع السودان خوفا من تعريض التعاون في مكافحة الارهاب الى الخطر. ان جون برندرغيست ، وهو المدير السابق للشؤون الافريقيه بمجلس الأمن القومي في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون طالب بأقصى العقوبات التي اعلنها جورج دبليو بوش الشهر الماضي والمسماة بـ " window dressing " والتي وصفت كونها مجرد ديكور يظهر الشدة ، ولكنه يضع ضغطا حقيقيا قليلا على حكومة السودان لوقف ارتباطات الميليشيات العربية من قتل افراد القبائل الافريقيه في دارفور. ويبقى التقرير يسرد التوصيفات والادلة بالقول: " ان أحد أهم الاسقف الزجاجيه الكبيرة في العمل الحقيقي لللتصدي لعمليات الاباده الجماعية في دارفور قد وفر علاقتنا المتنامية مع السلطات في الخرطوم من اجل مكافحة الارهاب". هكذا يقول جون برندرغيست ، والآن مع مجموعة الازمات الدولية ، يذكر التقرير بأن "هذه هي المساهمة الوحيدة الاكبر في طرح السؤال عن سبب ضخامة الفجوه جدا بين القول والعمل ".
الغرامات المالية وتقاطع المصالح:
يقول التقرير بأن سفير السودان في الولايات المتحدة جون اوكيك لوث اوكيك اقترح اثناء المقابلة بان العقوبات يمكن ان تؤثر على استعدادات البلاد للتعاون في مجال قضايا الاستخبارات. ان الخطوات التى اعلنها الرئيس بوش والمتضمنة 31 حظرا للاعمال التجارية التي تملكها الحكومة السودانية من الوصول الى النظام المالي الامريكى. ان قرار لفرض عقوبات مالية "ليست فكرة جيدة" ، قال وكيك مستطردا بأنه "يقلل من تعاوننا ، ويجعل اولئك الذين يقفون على الجانب المتطرف ، لا يريدون التعاون الاقوى مع الولايات المتحدة ، اقوى. "!! لكن البيت الأبيض وكل مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأميركية قد قللوا من احتمال قيام تعاون يمكن ان يغدو بمثابة معاناة ، لكنه كما يقول انه في مصلحة البلدين.
جاء في التقرير ايضا بأن الاجندة الامريكية تتضمن رقم 1: النظر في فرض عقوبات اشد هو أن الحكومة السودانية لم توقف اعمال العنف هناك وتتواصل معاناة الشعب تماما "، وقال غوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي: " اننا نتوقع بالتأكيد ان السودانيين يواصلون جهودهم ضد الارهاب لأن ذلك من مصلحتهم ، وليس لمصلحتنا فقط ". ان السودان له مصالحه الخاصة في اعقاب التمرد لأن المتطرفين السودانيين والمقاتلين الاجانب الذين يدخلون البلاد من المرجح عودة الاضطرابات واحتمالات زعزعة الاستقرار.
السودان: محطة الجهاديين
يتضمن التقرير ايضا ما نصّه: " لقد تراخت الرقابة في السودان عن السفر ، وهذا ما حدا باحد المسؤولين ان يوصف السودان أنه "طريق محطة" او " معبر " للمجاهدين ليس فقط من شمال افريقيا ، وانما ايضا من السعودية ومصر ودول الخليج الاخرى ". يذكر التقرير أيضا بأن احد المسؤولين السابقين عن اجهزة الاستخبارات الاميركية قال بان السودان قد لا يساعد في العراق ، اذ انه ذات قيمة محدودة ، ويعود ذلك جزئيا الى البلاد التي تشكل جزءا صغيرا من المقاتلين الاجانب ، ولا سيما عند مستويات أدنى من التمرد. " لا يمكن ان نقارن بين ان تكون اي مواطن سوداني ازاء قيادات القاعدة في العراق! " قال المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية العاملة في بغداد: "قد يكون لديهم بعض المقاتلين هناك ، لكن هذا فقط وقودا للمدافع. انهم لا يمتلكون الثقة ولا القدرة على العمل في الطريق هناك ، ولكن قيادات القاعدة في العراق هم من العراقيين والاردنيين والسعوديين. "
فاعلية الدور السوداني أزاء الآخرين
ولكن آخرون يقولون بأن للسودان مساهمات كبيرة بسبب ان السودانيين يحتلون مواقع مدعومة من المجتمع العربي - بما في ذلك التمرد - بحيث يعطيهم ويسمح لهم بالحركات وسلاسل التوريد. ونقرأ ايضا: " وكل فريق يحتاج الى الاسلحة. كل فريق يحتاج الى مكان الاجتماع "، وقال موظف آخر سابق رفيع المستوى في وكالة المخابرات المركزية الرسمية ، وهو من الذين اشرفوا على جمع المعلومات الاستخباريه في العراق ، بأن "السودانيين يمكنهم الانخراط في سلسلة الدعم او في قنوات التهريب من السعودية والكويت". ويقول مسؤول في وزارة الخارجية بان السودان لديه " جملة معلومات مهمة جدا ساعدت في مجهودات عملياتنا في مكافحة الارهاب حول العالم" لكن لاحظنا بأن ثمة تضارب متأصل في العلاقة.
نهايات اللعبة المشتركة
وماذا ايضا؟ يقولون انهم قد انجزوا اشياء مشتركة عدة تلك التي انقذت ارواح الامريكيين "وقال المسئول. "لكن الخلاصه هي انها قصفت ابناء شعبها في وازو ودارفور. ويبدو ان التعامل مع السودان ، وكأن السودانيين يلعبون دائما على الطرفين باتجاه الوسط. يقول التقرير أيضا: ان " وكالة الاستخبارات المركزية رفضت مناقشة اي تعاون مع السودان. وان "الوكالة كقاعدة عامة ، لا تعلق ابدا بدورها على العلاقات مع اجهزة الاستخبارات الاجنبية" ، هذا ما قاله المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية بول غيميغليانو في التقرير. اما وكيك ، السفير السوداني فيقول: بان "تفاصيل ما نفعله في مقاومه الارهاب ليست متاحة للمناقشات". ولكنه اشار الى ان وزارة الخارجية الامريكية "وقال علنا اننا منخرطون في مكافحة الارهاب" ، وان المساعدات التي تقدم السودان "ليس فقط في السودان".
العلاقات الامريكية والسودانية من الانقطاع حتى الاتصال
في منتصف عقد التسعينات المنصرم ، كانت علاقة المخابرات المركزية مع السودان منقطعة. في ذلك الوقت ، كان السودان يوفّر شاطىء الأمان لاسامة بن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعده. لكن اعيدت نشأة الروابط قريبا بعد اعتداءات 11 ايلول / سبتمبر 2001 ، عندما اعادت الولايات المتحدة وفتحت محطة وكالة المخابرات المركزية في العاصمة الخرطوم. وقد ركزت في البداية على تعاون السودان بتوفيره معلومات عن تنظيم القاعده قبل ان يحّول ابن لادن انشطته ويغادر السودان الى افغانستان في عام 1996 ، بما في ذلك تنظيم القاعده برمة قياداته ، ساعيا لامتلاك اسلحه كيمياوية او بيولوجية او نوويه والكثير من الجبهات وشركاء الاعمال هناك.
من التبادلية مع السودان الى مشاركة المركزية العراقية
ومنذ ذلك الحين ، تجاوز السودان تبادل المعلومات التاريخية عن تنظيم القاعده الى المشاركة في عمليات مكافحة الارهاب الجاريه ، مع التركيز على المجالات التي تتمتع فيها المساعدة ليكون اكثر تقديرا. وينص التقرير: وحسب ما تعرضه اجهزة الاستخبارات الاميركية يقول المسؤول "ان العراق سيكون بيئة مخابراتية له الأثر الأكبر على الأميركيين". وفى عام 2005 ، أرسلت وكالة المخابرات المركزية طائرة نفاثه الى السودان وهي تحمل رئيس مخابرات السودان اللواء صلاح عبدالله غوش ، لتأتي به الى واشنطن من اجل عقد اجتماعات مع المسؤولين في مقر الوكالة. غوش لم يعد الى واشنطن منذ ذلك الوقت ، ولكن مسؤول سابق قال "هناك اتصال وزيارات كل يوم" بين السي اي اي ووكالة السودان للمخابرات.
ماذا نستنتج.. وماذا نقول؟
انني اذ انقل الى الرأي العام العربي مثل هذا " التقرير " الامريكي الذي نشر قبل ساعات ، ينبغي علينا ان نتفهم لعبة الادوار الامريكية العربية قبل ان ندرك لعبة الادوار الامريكية الاقليمية حتى نصل الى ازمة الادوار الدولية حول مشاكل الشرق الاوسط.. كما وان علينا ادراك ما لتنظيم القاعدة من خطورة وعمق في تحركاته في المنطقة ناهيكم عن تغلغل خلاياه في بيئات متعددة ومتنوعة من الشرق الاوسط ، ومدى قوة اختفائه وتستره وقوة استفاقة تلك " الخلايا " عند الحاجة. اننا اذ نعرض هذا التقرير في ما تضمنه على العالم العربي ، نتساءل فعلا عن دور السودان في العراق؟ وما الادوار التي يؤديها اليوم؟ وما الثمن الذي قبضه ويقبضه كما يشير التقرير؟ ان ما يحدث في العراق اليوم من فوضى وارهاب يحتم علينا كشف ابعاده من اجل رفع الغمة عن ابناء الشعب العراقي الذي ذاق الامرين.. كما يمكننا ان نتفهم من " التقرير " مدى ضلوع اطراف عدة في المستنقع العراقي الذي اختلطت فيه الاوراق لدى كل المسلحين بتسمياتهم المتنوعة ، فلا يمكن ابدا ان نخلط عمليات القاعدة الارهابية بعمليات اخرى لا علاقة لها بمنظمة القاعدة ابدا.. كما لا يمكننا ابدا ان نبقي العراق بيئة تستقطب الارهاب من كل مكان على حساب دماء ابناء الشعب العراقي.. ان تساؤلاتنا للحكومة السودانية لابد ان تكون واضحة وقاطعة عن طبيعة الدور ( او: الادوار ) التي تمارسها او تقايض بها مشاكلها في دارفور وغير دارفور بالاثمان التي تقبضها حول العراق او غير العراق.
وأخيرا: هل من تساؤلات عن مستقبلنا وسبل خلاصنا؟
انني اذ اعرض امام كل القراء الاعزاء ما تضمنه هكذا " تقرير " نشر قبل ساعات في الاعلام الامريكي ، اتمنى ان يكون موضوعا باستطاعتنا ان يكون بوابة حقيقية لفهم جملة الغاز لم تزل تحوم في رؤوسنا منذ العام 2003 وحتى اليوم.. واذا كان " التقرير " قد خص السودان بمثل هكذا معلومات ، فأنني اتوقّع ان تنشر " تقارير " اخرى في الميديا والصحف الامريكية تكشف بالتفاصيل عن ادوار دول واحزاب ومنظمات عدة سواء في منطقتنا العربية ام الاقليمية ازاء الوجود الامريكي في العراق. فهل سنتعّلم من ذلك جملة دروس اساسية في صناعة الاحداث ومتغيرات المنطقة؟ هل سنتعلم لماذا كان العراق ولم يزل هو المحور الحقيقي للاحداث الساخنة؟ هل ستنتصر امريكا في حملتها ضد الارهاب الذي تقوده منظمة القاعدة؟ وهل ستنحدر المنطقة كلها الى الاسفل ، ام ستنجح في ان تنقذ ما يمكن انقاذه؟
اسئلة حقيقية اضعها امام القراء الاعزاء.. عسى نوّفق في ايجاد اجوبة حقيقية لها بعيدا عن اللعبة الدائرة اليوم بين مختلف القوى الدولية والاقليمية..