غزة: الوصاية الدولية مطلب إنساني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الصورة المنشورة هذا المساء، في صفحات الموقع الإخباري الالكتروني (إيلاف) للأستاذ إسماعيل هنية مبتسما وهو يجلس في أحد مساجد غزة، مقززة وتصيب المرء بالغثيان.. كيف يسمح مواطن فلسطيني لنفسه بالإبتسام وهو يعلم أن المجازر التي ارتكبتها المليشيات "الإسلامية" حصدت أكثر من مئة نفس بشرية في يوم واحد... و"أعدمت" ـ نعم أعدمت ـ عشرات بتهمة الخيانة التي تلصقها بخصومها.. عفوا بأشقائها!!!
أتمنى أن يستيقظ الضمير العربي المسئول، وأن يطالب وزراء الخارجية العرب إسرائيل بإسم الجيرة والإنسانية، أن تعيد احتلال قطاع غزة، وأن تطرد منه الأوباش الذي يتحكمون في مصائر الناس بإسم الدين.. وكم هو محزن أن يصدر "إخوان" مصر بيانا يشيدون به بما حدث في غزة.. عن أي إسلام يتحدث هؤلاء! وأين هو الإسلام من تصرفاتهم الهمجية!
لقد كتبت في عام 2003 على صفحات "الشرق الأوسط" أن على إسرائيل أن توجه الشكر لمليشيات حماس، لما تفعله من حماقات وجرائم، أصبحت معها تل أبيب مثار تقدير وإعجاب لما تبديه من خجل وتقدمه من اعتذار، لممارساتها! ولا أتذكر أني رايت مسئولا إسرائيلا يبتسم أمام الكاميرات بعد مقتل طفل أو إمرأة أو كهل!
هذه القيادات الفلسطينية واجب وضعها تحت الوصاية الدولية، لأن الجامعة العربية أعجز من أن تصنع شيئا مفيدا وايجابيا، ولا يجوز أن تنفق الحكومات العربية أموال شعوبها لمصاريف سفر ونفقات تشغيل لجسد هامد خامل... الشعوب العربية أحق بمساهمات حكوماتها من موظفي الجامعة!!..
وحال منظمة المؤتمر الإسلامي ليس افضل من شقيقتها القابعة على ضفاف النيل العظيم.. فلا هي قادرة على اتخاذ قرار يمكن تنفيذه، ولا تملك صوتا يمكن أن يسمعه المتناحرون في غزة أو لبنان أو العراق أو الصومال أو الصحراء الغربية أو السودان..
في غزة نظام طالبان جديد.. وفي جنوب بيروت دولة ضمن أخرى.. وفي العراق دويلات لا حاكم لها.. وفي الصومال وضع يندى له الجبين.. فاين من كل هذا هي الجامعة العربية! وأين هي منظمة المؤتمر الإسلامي!.
هل يخبرنا المؤرخون إن كان حال العرب قد وصل في ماضيهم الى مآل أسوأ مما هم عليه الآن؟!. أدرك أن اللعنة حلت بنا جميعا عندما امتطى أمر الشعوب فقهاء وأصحاب عمائم سوداء وبيضاء، لا يبحثون في حاضر أمتهم ومستقبلها، وإنما إنشغلوا في أمرها بعد الموت.. "سيد" ينتظر وحيا يأتيه من "قم".. و"شيخ" يمعن في اجترار الموتى وحكاياتهم ويريد اسقاطها على واقع اليوم!!
ولا ننسى الشركاء الذين منحوا هؤلاء القداسة، والألوهية.. الشركاء الذين حجبوا كل صوت حر مستنير، واستبدلوه بأصوات تعيش في ظلمات القبور وخرافات عذاباتها.. الشركاء الذين قمعوا نسمات الحرية، والتفكير الذي يجعل الوطن اسمى وأعلى وأغلى من كل ترهاتهم..
متى تستيقظ هذه الشعوب النائمة! متى تدرك أنها تتلقى سياط الجلد من "السيد" و"الشيخ" وهي تعيش وهم حياة أفضل تحت نير تسلطهم واستبدادهم..
اللهم رحمتك بأمتك!