كتَّاب إيلاف

تامر بيك أمين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لعل الأمر الوحيد المثير في انتخابات مجلس الشورى المصرية، هو تغطية تلفزيون الحكومة الرشيدة، وما تضمنته من مواقف فكاهية، ومفارقات تليق ببداية الصيف، فصل المرح والانطلاق والمغامرات.
ولأنه كما يقال "أول القصيدة كفر"، فقد استهل "تلفزيون الريادة" تغطيته بانفراد حصري على كافة تلفزيونات العالم، ففي سابقة لم تحدث من قبل استضاف المذيع المعجزة تامر أمين، والده أمين بسيوني، بصفته يشغل مناصب إعلامية رسمية لا حصر لها، لعل أحدثها رئاسة اللجنة التي وضعت ما أسماه التلفزيون الحكومي وكهنته، بمعايير التغطية الإعلامية الموضوعية للانتخابات.
ولأن "البيت بيتك" هو اسم البرنامج فلا مانع من أن يكون برنامجاً عائلياً، يستضيف فيه المذيعون آباءهم، وتستضيف فيه المذيعات أمهاتهن وأزواجهن، وهذا أمر طيب لا اعتراض عليه، فهو يرسخ صلة الرحم، ويؤكد "أخلاق القرية"، ناهيك عما نعرفه جميعاً من مشاغل الحياة، التي قد تُلهي المرء عن أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، خاصة إذا كان هذا المرء يحمل في عنقه أمانة كبيرة، ومسؤوليات جسام كتلك التي يحملها "آل بسيوني"، الأب والأبناء والأحفاد بإذنه الله.
لأن هذه الأعباء قد لا يتمكن معها "الشاب الروش" تامر الذي يقدم حزمة برامج، من لقاء والده المسؤول الكبير ذي المسؤوليات الجسام، اللهم إلا في وقت البرنامج، وها هو ربك يرتب كل شئ، والمطلوب الآن هو تغطية مولد "سيدي الشورى"، ولن نجد من هو أهمّ ولا أفضل من الحاج أمين بسيوني ليشرح ويوضح ويؤكد ويشدد ويعد ويتوعد.
طيب، ولو على سبيل منع القيل والقال، وإذا لم يكن هناك مفر من استضافة بسيوني باشا الأب، فهل كان مستحيلاً أن يتنحى بسيوني بيك الابن عن تقديم هذه الفقرة، ولن نقول الحلقة كلها، مكتفياً بزميله، خاصة وأن عدد مقدمي هذا البرنامج يكاد ينافس عدد مشاهديه ـ خمسة وخميسة في عين العدو ـ ولو من باب درء الشبهات، على غرار القضاة حين يتنحون لو كان هناك من بين أطراف القضية من تربطه به أي صلة اجتماعية، أو حتى مجرد صداقة.
ما علينا،
مرت هذه الحلقة بسلام، شأن أحداث كثيرة تمر في مصر دون أن نتوقف أمامها، وحتى لو حدث ذلك، فهناك متطوعون دائمون للدفاع والتبرير والتمرير والتمييع.
المهم أن بعدها بأيام قلائل استهل الأخ تامر طلته البهية على "تلفزيون الريادة"، بمحاضرة طويلة عريضة من طراز الخطب التي اشتهرت في عهد سيئ الذكر "الاتحاد الاشتراكي"، وراح تامر يقرع الرئيس الأميركي على مطالبته بإطلاق سراح أيمن نور، ولم يكتف "سي تامر" بعزف السيمفونيات الحكومية التي وصفت تصريحات بوش بأنها تدخل غير مقبول في "السيادة الوطنية"، حفظها الله، بل حلل وفند وشجب وأرغى وأزبد، وباختصار قام "المذيع المعجزة" بدور الضيف ومقدم البرنامج معاً، وبغض النظر عن مضمون تصريحات بوش وقبولها أو رفضها أو التحفظ عليها، فإن ألف باء الإعلام، تلزم المذيع بألا يتبنى موقفاً على هذا النحو الفج، بل عليه أن يستضيف مصدراً معتبراً، له وزنه في القضية المطروحة، ليقول هذا الضيف ما يشاء، وعلى المذيع أن يثير الرأي الآخر لو لم يكن هناك ضيف يتبنى ذلك الرأي، لكن في مصر تحدث معجزات كثيرة، ويستضيف المذيع أباه، ويقوم بدور المصدر لأن "البيت بيته".
وفي التلفزيون المصري وحده، يشترك أربعة مذيعين في مناقشة ضيف واحد، بينما نشاهد عبر (الجزيرة) الشايب سامي حداد، يوزع ما حباه الله به من (غلاسة) على أربعة ضيوف، ليجعل كلاً منهم يتنفس الصعداء في نهاية الحلقة، ويسعد لأنها مرت بسلام، بينما يمارس مذيعو "ماسبيرو" المصرية هواية تدليك مشاعر الضيوف إلى حد الاسترخاء، فيتوه الضيف ويثأثأ ويتهته ويبرطم، وينعس المشاهد، وربما يذهب المصورون لإعداد فنجان قهوة حتى تنتهي الحلقة، ناهيك عن كوارث فنية أخرى لا حصر لها، بدءاً بالصوت الذي يرتفع وينخفض، وصولاً إلى الاتصالات الهاتفية مع المراسلين والضيوف، وما يكتنفها من مواقف كوميدية من طراز شر البلية الذي يفطس من الضحك.
وهيه دي مصر يا عبلة
Nabil@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف