كتَّاب إيلاف

حل مأزق الحكم في العراق على الطريقة الفلسطينية!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ وقت طويل وتوقعات وإشاعات وتسريبات تتحدث عن قرب صرف حكومة المالكي والإتيان بحكومة إنقاذ وطني، أو حكومة تكنوقراط تستطيع انتشال العراق من مستنقع الدم والفساد الذي يغوص به أكثر فأكثر ،يوماً بعد آخر. بل أن تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين تحدثت عن قرب نفاذ صبر أمريكا كلها شعباً وحكومة وكونغرس من أداء حكومة المالكي وطاقمه الحزبي والاستشاري،وما تبقى من إتلاف الشمعة الذي يقف وراءه، وهناك من تحدث عن شهر وأحد فقط أمامها كمهلة لتدارك ما فاتها من مهام خطيرة لا يمكن تجاوزها.لكن المالكي وحكومته يبدوان أكثر تشبثاً بالسلطة والمالكي يلوح بيد من حديد!
ولم يعد المراقب يحتاج لتفكير طويل ليجد أن المالكي وحكومته لا يستطيعان تحقيق المهمات المطروحة والمطلوبة ، وحتى لو حققها المالكي وحكومته فإنها سـتأتي مبتسرة ومشوهة ومعكوسة النتائج ،والسبب هو ليس فقط إطار تفكيره الديني والطائفي الضيق إلى أبعد حد، بل هو لكونه يعاني مما يمكن تسميتها بحالة الكنغر الذي لا يستطيع السير بشكل سوي، ذلك لأنه يحمل في كيس ملتصق به كنغراً آخر! ولم يعد خافياً أن المالكي يحمل في كيس ملتصق به السيد مقتدى الصدر والسيد الحكيم مع ميليشياتهما، قوات بدر والمهدي، وفرقهما القاتلة، وارتباطاتها الإيرانية التي تجاوزت مرحلة الرضاعة وبلغت الآن سن التجنيد الإجباري في جيش ينافس أمريكا في احتلال العراق بل وصار يتفوق عليها!
ونظرة أخرى حتى لو كانت عجلى ترينا أن المالكي يسلك نفس طريق السيد إسماعيل هنيه المقال في غزة!
فهنيه أعيا السيد محمود عباس والمجتمع العربي والدولي وهم يحاولون نصحه للسير في طريق واقعي يمتثل لحقائق العصر وحقائق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالدرجة الأولى لحاجات ومتطلبات الشعب الفلسطيني الذي أنهكته الشعارات الهائمة في الهواء، وأماتته من الجوع، وهي تريد إرضاء الدين على حساب الدنيا، حتى لو أدى ذلك لقيادة أهلها إلى الجحيم! والمالكي أعيا الشعب العراقي والأمريكان في مراوغات لا تنتهي إلا لتبدأ بل صار هذه المرة هو الذي يرفض ويكابر ويتفضل على الناس ويهدد بل أن مستشاره سامي العسكري هدد علناً بالاحتماء بإيران !
في فلسطين كان هناك محمود عباس ،وخلفه منظمة التحرير القوية حيث حسما الأمر بقوة وشجاعة وعدالة حقيقية لا شكلية! ولكن من هناك في العراق ليتخذ مثل هذا الإجراء التاريخي الضروري والعادل والصحيح؟ ويصرف حكومة المالكي المشلولة الفاشلة العاجزة والتي معها ستذهب كل جهود وأعمال الخطط الأمنية والسياسية التصالحية سدى!
في العراق هناك جلال الطالباني وهو رئيس شكلي بلا صلاحيات أساسية، ويبدو منهمكاً بقضية وزنه الجسدي أكثر من انهماكه بحقيقة الوزن السياسي للحكم الذي يتربع على رأسه بشكل برتكولي،,وإذا أراد أن يقوم بعمل ما فعينه على كردستان وكركوك فقط لا غير!
والسيد بوش الحاكم الفعلي للعراق ما يزال يعاني من ذات الاضطراب والتخبط اللذين بدأ بهما حكم العراق وقادا للكثير من هذه الكوارث. فهو ما يزال يصرح أنه يسند حكومة المالكي وينتظر منها تحقيق ما سمي بالمهمات العاجلة الملحة والمتعلقة بالمصالحة الوطنية وقانون النفط وبعض القضايا الأخرى،وكأن هذه القضايا هي العصا السحرية التي لو وضعت بيد المالكي حلت المشكلة العراقية!
كيف يمكن أن ننتظر من الكنغر أن يلقي حمله؟ وحتى إذا أراد، من يضمن أن الكناغر الأخرى التي ستلقى من الكيس لا يتملكها المزيد من التوحش وتنقض على من حملها وقفز بها بين كل هذه المنعرجات السياسية الكثيرة ولم يسقطها؟
لا ينبغي لأحد أن يشغل نفسه بهكذا أسئلة معقدة وغريبة وتعيسة! الحل هو أن يصحو العراقيون في صباح قريب كما صحا الفلسطينيون على قرارات تصرف حكومة المالكي، وتشكل مكانها حكومة إنقاذ وطني، أو حكومة تكنوقراط، ولا بأس من مطابقتها مع الحكومة الفلسطينية بقوامها ومهامها وبعدد النساء والمثقفين والعلماء والخبراء الذين فيها وبأشكالهم وسحنات وجوههم أيضاً! بالطبع لا حاجة أن تتحرك دبابة واحدة لذلك أو حتى أن تطلق رصاصة واحدة. فزمن الانقلابات العسكرية يجب أن يولي وإلى الأبد! هناك إمكانات دستورية وبرلمانية واضحة وكثيرة وكافية للوصول لهذا الحل،وللإعداد لانتخابات عامة بطرق وأوقات مناسبة ، فقط لو توفرت الرؤية الصحيحة وبالطبع الإرادة الحازمة أيضاً، فهي الأهم ، وهي الغائبة حتى الآن !

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف