فضيلة الشيخة الداعية رغد صدام: إذا لم تستح فقل ما شئت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دخلت رغد بنت المجرم المقبور صدام حسين مجال الوعظ والإرشاد الموجه لكافة وسائل الإعلام العربي (نعم لكافة وسائل الإعلام العربي المرئية والمقرؤوة والمسموعة)، مما أهلها فعلا لنيل لقب (الشيخة والداعية المسبوق بصفة فضيلة)، ففي بيان لها نشرته العديد من وسائل الإعلام العربية، تشكو متألمة من (أجهزة الإعلام المليئة بالكذب الرخيص والتي جعلتها تفقد المصداقية لدى المتابع) حسب قولها، وهذا الحكم القاطع من فضيلتها يرد هكذا بدون تفاصيل، وكأنها مركز عالمي للتحري المدعوم بالأرقام مما يؤهلها لهذا الحكم. وليت فضيلتها قالت لنا هل هذا الحكم ينطبق على وسائل إعلام والدها المقبور التي كانت تروج لجرائمه بحق الشعب العراقي عربا وأكرادا سنة وشيعة؟. وهل تتذكر فضيلتها إعلام والدها كيف تعامل مع قتل زوجها (حسين كامل) وشقيقه؟. هل لديها ذرة من إحساس و ضمير كي تقول رأيها في مجرم يتّم أطفالها حتى لو كان والدها؟. وماذا قالت أو ستقول لأطفالها عندما يكبرون ويسألونها: من قتل والدنا ولماذا؟ وهل يستطيع وزير إعلام والدها محمد سعيد الصحاف أن يساعدها في الإجابة بنفس الطريقة التي كان يبشرنا فيها بالمقاومة والبساطير الأمريكية تعبر فوق جسور بغداد التي لم يطلق والدها وجيشه رصاصة واحدة للدفاع عنها؟
وتواصل فضيلة الشيخة رغد إصدار تعليماتها لمحبي والدها بنفس طريقة أصحاب الفتاوي (التيك أوي)، فتقول موجهة إرشاداتها تحديدا لمرتزقة (كوبونات النفط): (إن المسؤولية الأخلاقية في حماية عائلة رمزكم الذي أحببتموه هي أمانة في أعناقكم وفي أعناق كل الشرفاء من أبناء وطننا وأمتنا). أي شريف يدافع عن جرائم والدك إلا إذا فقد الخلق والضمير والإنسانية؟. وتحديدا في الشعب العراقي الذي تتبرأ غالبيته المطلقة من ذلك المجرم، فكيف سيدافع عنك شرفاء الأنبار مثلا، والطريقة الهمجية لقتل ابنهم اللواء محمد مظلوم الدليمي تقض مضاجعهم كل لحظة؟. وكيف سينسى الشعب الكويتي جرائم والدك الذي سجّل سابقة همجية في احتلال دولة عربية، ثم أحرق آبار نفطها ومؤسساتها عندما أرغمته قوات التحالف المدعومة بالجيش المصري والبعثي السوري على الخروج منها صاغرا ذليلا؟.
ولا تبخل الشيخة (رغد) على منح والدها المجرم صفة (الشهيد)، وبكل صلف وغرور الجهلاء ترى أن الدفاع عنها وعن أسرة (الشهيد) هي مسؤولية أخلاقية، وإذا كان والدك القاتل شهيدا حسب فتواك وفتوى العديد من المغرر بهم، فماذا نسمي ضحاياه بمئات ألآلآف؟. ودوما في هذا السياق أتذكر قول الكاتب العراقي (محي الدين المسعودي): " إذا كان عدي و قصي شهيدان فابشر يا إبليس بدخول الجنة)!. كي تعرفي من يدافع عن والدك ليتك تتذكرين الخلافات والاتهامات التي راجت بين المحامين الذين كانوا يتولون الدفاع عنه، تلك الاتهامات التي كان من بينها اتهامات بسرقة مئات ألآلآف من الدولارات وانسحاب بعض المحامين مما سمّي (هيئة الدفاع).
إن حالة الشيخة الواعظة (رغد) تدلل على حجم الهاوية السحيقة التي وصلت لها الأخلاق العربية، حيث يصبح القاتل (بطلا) و المجرم (شهيدا)، عندما يفتح باب التوصيف والدعوة والفتوى لكل من له علاقة بالمجرم والقاتل، وضمن هذا السياق أعتبر نفسي أجدر من أغلبهم بالنصح والإفتاء، لذلك أفتي وأقول : (استنادا لإطلاعي على ملفات جرائم المدعو صدام حسين الموثقة بالأدلة وشهادات ذوي الضحايا، ومنهم عائلة اللواء محمد مظلوم الدليمي، وأعضاء القيادة القطرية الذين أعدمهم في بداية استيلائه على السلطة، ووثائق اغتيال مخابراته للشيخ طالب السهيل في لبنان، وفضيحة تطليقه السيدة سميرة الشهبندر من زوجها للزواج منها، وجرائم ومجازر الأنفال وضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي، أقرر أن المدعو صدام حسين مجرم وقاتل من الدرجة الأولى ولا يستحق صفة الشهيد، لأن هذه الصفة خاصة بمن يقتل وهو يدافع عن أرض المسلمين إذا تعرضت لغزو أو احتلال، بينما هو قام باحتلال دولة عربية وحرقها ودمّرها). فماذا ستقول الشيخة الداعية رغد ردا على إرشاداتي هذه؟.
ahmad64@hotmail.com