كتَّاب إيلاف

حماس التي حررت جونستون

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
استقبل خبر إطلاق سراح الإعلامي البريطاني الآن جونستون داخلياً وخارجياً بحفاوة ملحوظة خصوصاً على مستوى حكومة إسماعيل هنية المقالة التي كانت أول من استضافه وقدم له وجبة الإفطار وأهداه الكوفية الفلسطينية للذكرى.. وكذلك خالد مشعل الذى وصف الدور الذي قامت به حماس بأنه " برهان على مصداقيتها " وعلى قدرتها على " ضبط الأمور " مشيراً إلي أنها وعدت فور استقلالها بإدارة القطاع بالعمل على اطلاق سرحه,ووفت بالوعد.. أما الإعلام البريطاني فتابع الخبر أولاً بأول منذ أبلغه رودى درموند القائم بالأعمال البريطاني في دمشق إلى الأجهزة المختصة في العاصمة البريطانية بعد أن أحاطه به علماً وزير الخارجية السورية وليد المعلم..
وبينما حرص إسماعيل هنية ضمن الكلمة الارتجالية التي قالها مودعاًالرجل المحرر على الإشارة إلى استتباب الأمن في قطاع غزة وعلى إصرار حكومته على استئصال بقايا " عوامل الانفلات الأمني " ركز خالد مشعل في مقالة له نشرتها صحيفة الجارديان علي الحرية باعتبارها حق إنساني لكل البشر مطالباً بضرورة أن يُثمن المجتمع الدولي المتحضر " الدور الذي قامت به حماس " ومؤكدا بشكل مباشر علي أن التواصل معها سيؤدى حتما لتحقيق العدالة والحرية لشعب فلسطين..
في نفس الوقت نشرت صحيفة الفينانشيال تايمز اللندنية تحت عنوان " حماس التي حررت جونستون " تحقيقاً مطولا بالصفحة العاشرة من عدد يوم الخميس 5 الجاري تناولت فيه بالتحليل المفاوضات التي جرت بين حكومة حماس ( المقالة ) التي يمثلها إسماعيل هنية وبين جيش الإسلام الذي اختطفت كوادره مراسل إذاعة B.B.C. منذ يوم 12 مارس الماضي.. وتساءلت في نهاية العرض: هل يفتح هذا التصرف الباب لمزيد من التهدئة الايجابية لصالح السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين؟؟..
قصدت االصحيفة من وراء هذا التساؤل لفت الأنظار إلى مشاركة جيش الإسلام في اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط,وتركت للقارئ استخلاص ما إذا كان نجاح حماس في إغلاق ملف المراسل البريطاني سيتوج باتفاق حول جندي جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم تؤد الاتصالات التي تراكمت لأكثر من عام لمبادلته بعدة مئات من الأسري الفلسطينيين بالإضافة إلى إقرار من جانب حكومة إسرائيل بعدد من الحقوق الفلسطينية المنسية والمهملة منذ توقيع اتفاق أوسلو؟؟.. أم سيؤدى فقط إلي تخفيف الضغوط الأوربية على منظمة حماس ومن ثم الاعتراف بها فصيلاً مناضلاً من اجل الاستقلال والتحرر بدلاً من مواصلة إدراج إسمها ضمن كشوف الإرهابيين من باب الظلم والتعصب والعنصرية اتفاقاً مع إستراتيجية إسرائيل الاستعمارية؟؟.. أم أن الأمر سينتهي عند هذه النهاية ويسجل كحالة فردية ليس لها نتائج ايجابية ابعد من حصول المراسل الاسكتلندي على حرية!!..
أصبح معروفاً لكافة المتابعين والمحللين أن ملف الآن جونستون تناولته طوال الأسبوعين الماضيين بالإضافة إلى حركة حماس, ثلاثة أطراف هي:
-الحكومة السورية التي أحسنت التصرف بعد اتصال الجهات البريطانية بها للمساعدة في الإفراج عنه واختارت سيناريو تشجيع خالد مشعل لترجيح كفة إطلاق سراحه دون انتظار تنفيذ الشرط الذي وضعته ممتاز دغمش ( قائد جيش الإسلام ) لمبادلته بعدد من السجناء المسلمين القابعين في السجون البريطانية.. مع العلم بان المبادلة هنا لم تكن لتتحقق لأن المطلوب مبادلته مراسل صحفي دخل إلي المنطقة بشروط تعاقدية لم يَخل بها, أما السجناء المسلمون في بريطانيا وعلي رأسهم أبو قتادة فيقضون أحكاماً صدرت ضدهم وفقاً لقواعد قانونية رأت أنهم اخلوا بالقواعد التي تنظم علاقتهم بشرائح المجتمع الذي يعيشون فيه..
-جيش الإسلام الذي وافق قائده على التنازل عن شرط المبادلة وتمسك بضرورة إفراج حكومة إسماعيل هنية عن ساعده الأيمن خطاب المقدسي بالإضافة إلي 16 عنصراً من كوادره الذين قبضت عليهم القوة التنفيذية التي تسيطر على وتضبط الحالة الأمنية لقطاع غزة منذ منتصف الشهر الماضي..
-الشيخ سليمان الداية احد كبار مشايخ التيار السلفي والمسئول عن جماعة التبليغ والدعوة فى قطاع غزة الذى أصدر فتوة شرعية تجيز إطلاق سراح المخطوف الاسكتلندي, بعد أن شرح له أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام ( الذراع العسكرية لحماس ) حساسية الموقف برمته..
فهل في إمكان هذه الأطراف وغيرها أن تنسق فيما بينها لتخفيف الحصار المفروض علي قطاع غزة عبر تقليب أوراق ملف الجندي الإسرائيلي, قبل أن تنجح الآلة العسكرية لحكومة إيهود أولمرت في الوصول إليه عبر اجتياحها شبه اليومي المتواصل لقطاع غزه؟؟ وهل يُسهل هذا التنسيق بين حماس وفتح كمنظمتين تحريريتين عودة المياه بينهما إلي مجاريها قبل أن يترسخ لدى العالم وبالذات عند إسرائيل وأمريكا أنهما قد تحولا إلي كيانين فلسطينيين منفصلين لكل منهما توجهاته التي تفرض على الأطراف الأخرى كيفية التعامل معه!! خصوصا بعد ان عدل الآن جونستون بينهما فزار الرئيس الفلسطيني فى رام الله قبل ان يعود وطنه..
bull;استشاري إعلامي مقيم فى بريطانيا
bull;
drhassanelmassry@yahoo.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف