كتَّاب إيلاف

العراق هدف أم وسيلة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الولايات المتحدة الأمريكية
كان للولايات المتحدة الامركية أربعة أهداف جوهرية من إحتلالها للعراق، ولا أعتقد أن هذه الاهداف قد رسمتها الولايات المتحدة الامريكية ممثلة في إدارة جورج بوش، بل هي أهداف كانت قد وضعت على طاولة المفكريين الاستراتيجين وأرباب الصناعات الكبرى وصناع القرار السياسي في أمريكا...
أولا: البترول لآماد مستقبلية بعيدة.
ثانيا: الموقع الاستراتيجي للعراق لتغيير خارطة المنطقة، أي النفاذ منه لتحقيق هذا الهدف، ربما نأتي في المستقبل على قراءة الفكر الاستراتيجي الامريكي في هذه النقطة بالذات.
ثالثا: نشر ثقافة جديدة تتناسب مع القيم الغربية.
رابعا: محاربة ما تسميه بالارهاب.
فالعراق إذن هدف ووسيلة، وقد أفصحت خطابات بوش والممارسات الفعلية للقوات الامريكية في العراق عن هذه الأهداف المركزية، فقد أولت إدارة بوش أهمية قصوى لتشريع قانون النفط الذي يجعل من نفط العراق تحت رحمة الاستثمارات الامريكية العملاقة، وقال بوش اكثر من مرة أن العراق مصيدة أمريكية للإرهاب، وكثيرا ما يصرح بوش إن أمريكا حامية الديمقراطية في العراق، وفي ظل مشروع أسماه سابقا بالشرق الاوسط الجديد. ولا أعتقد أن الاهداف تغيرت، ربما تتغير الخطة ولكن الاهداف مستمرة، وليس من شك أن خسارة الولايات المتحدة الامريكية في العراق يعني تقديم هدية ثمينة للأ خر، سوريا وإيران وقبل هذا وذاك القاعدة، وبالتالي، معركة أمريكا في العراق سوف تطول وتطول.
سوف تتراوح الخطة الا مريكية إلى أمد ليس بالقصير بين مدرستين : ــ
الأولى: إدارة الصراع بين الاطراف المتصارعة.
الثانية: حل الصراع بالشكل الذي يضمن المصالح الامريكية.
ولكن ليس هناك حسم كما يبدو في الإستقرار على مدرسة واحده، بحكم تعقيدات الموقف بشكل عام، وعليه، هناك تناوب بين التصورين أو الفكرتين.
في ضوء هذه المقتربات هناك نقاط جوهرية في التصور والممارسة الا مريكيين، منها :
1: لا غالب ولا مغلوب بشكل واضح في العراق، أي لا تسمح الولايات المتحدة الامريكية بتسلط أي مكوِّن من مكوِّنات الشعب العراقي على على العراق.
2: يبقى الاكراد نقطة ضبط وضغط.
3: إضعاف نقاط القوة المعنوية لأي مكون روحي / السيستانية مثلا /.
4: لا لتدويل القضية العراقية.
5: إمضاء قانون النفط.
6: التوكيد على حرية الاقليات والإثنيات.
7: عدم تسليم المهمات الامنية و العسكرية الكبيرة للعراقيين في الو قت الحاضر وربما لآماد بعيدة.
8: ا لإبقاء على القوات العسكرية العراقية ضعيفة بدرجة ملحوظة وبالمستوى الذي يمنعها من أن تكون قوة حاسمة في العراق.
9: حكومة عراقية ضعيفة، لا تخرج بشكل وآخر عن الإ صرة الا مريكية المحكمة.
ملاحظة: تكاد تشارك بريطانيا حليفتها الولايات المتحدة الامريكة ذات المنحى.
الغرب / ما عدا أمريكا وبريطانيا
إن كل من روسيا وفرنسا والمانيا واسبانيا وكثير من دول الغرب الاوربي يملكهم هاجس كبير من إستقرار أمريكي بريطاني في العراق، عسكريا وا قتصاديا وسياسيا وفكريا واستراتيجيا، وتهدف أو جوهر عملها الدبلوماسي المكثف في هذه المشكلة هو ليس إ خراج أمريكا وحليفتها من العراق، بل المشاركة في ا لحضور، المشاركة في المكاسب الضخمة بل الخيالية في العراق، هذا الاستقرار الذي يقود إلى نفوذ امريكي بريطاني مطلق في العراق، ا لامر الذي يقضي أو يؤول إلى نفوذ يشا بهه با لقوة والحيوية والنشاط على الشرق الاوسط والادنى برمتيه. لا تسعى هذه الدول لأ فشال المشرو ع الا مريكي البريطاني من الأ ساس، تعمل على إفشال التفرد الأمريكي ا لبريطاني بالمكاسب الضخمة والخيالية.
إيران وسوريا
لقد حوّلت كل من سوريا وإيران العراق إلى ساحة صراع مرير، ترى ماذا تريد كل من سوريا وإيران من وراء هذا الموقف الصعب العسير ؟
في البداية، أي لو نظرنا الأن إلى المعادلة بدقة، نفهم، أن كلا من إيران وسوريا حوّلتا العراق إلى ساحة صراع مع أمريكا، ولكن ما هو الهدف ؟هل الهدف صراع من أجل الصراع ؟ لا بطبيعة الحال...
هذا الصراع يهدف إلى ما يلي :ـ
1: إرباك الوجود الامريكي في المنطقة كلها،أي إلى إضعاف الوجود او التواجد الامريكي في المنطقة برمتها.
2: إعتراف امريكا لإيران وسوريا بدور إقليمي، ليس بدور في العراق وحسب، بل بدور في كل المنطقة، خاصة لبنان وفسلطين با لنسبة لسوريا، وكل منطقة الشرق الاوسط وربما الادنى بالنسبة لإيران.
3: أن يكون لكلا الدوليتن نفوذ اقتصادي أو منافع اقتصادية وسياسية في العراق.
هذه هي أبرز معالم التوجهات الاستراتيجية لكل من إيران وسوريا في صراعها مع الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا في العراق، فالعراق بالنسبة لكليهما وسيلة وغاية في آن واحد.
ولكن يخطا من يرى أو يتصور أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترغب في خروج القوات الامريكية تماما من العراق وفي أسرع وقت، بل الجمهورية الا سلامية في ايران ترى ما يلي : ــ
أوّلا : بقاء واستمرار هذه القوات كي تزيد من تورط إمريكا وتصعد من متاعبها في الشرق الاوسط،مما يستتبع إرهاقها أكثر، وبالتالي، ربما يضطر امريكا الى الجلوس مع إيران على طاولة مباحثات معمقة حول العراق ومستقبله، بل ربما المنطقة كلها.
ثانيا: إ ن خروج أمريكا من العراق سوف يخلق فوضى إقليمية لا قبل لإيران بالسيطرة عليها أو إتخاذ موقف منتصر أو غالب أو نافذ من خلالها في العراق.
ثالثا: أن مثل هذه الفوضى قد تؤدي إلى تدويل القضية العراقية وإيران لا قبل لها تجاه هذا التدويل، بل يضعها على حدود الخطر.
رابعا: إ ن إيران ترغب في عراق ضعيف مستقر على الامد البعيد.
المملكة العربية السعودية
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيق ما يلي :
أوّلا: تمكين السنة العرب من العراق بمساحة كبيرة من القوة والنفوذ والهيبة والهيمنة، ومن الخطا أن نتصور بأ ن السعودية تفكر في عودة العراق إلى المربع الأول، هذه قضية في غاية الصعوبة، إن لم تكن مستحيلة، ولكن تسعى أن يكون للسنة العرب موقعهم الريادي والنافذ المؤثر في العراق، وعلى كل الاصعدة.
ثانيا: لا تريد الآن عراقا قويا، خوفا من النفوذ الشيعي.
ثالثا: تفكر المملكة العربية السعودية حقا بسياسة إستثمار مستقبلي في العراق كما هي سياستها في سوريا ومصر والمغرب وكثير من البلدان العربية و الاسلامية، فإن ذلك من آليات النفوذ السياسي في العراق، ومن آليات مواجهة النفوذ الأيراني، فضلا عن عوائده الاقتصادية الكبيرة.
رابعا: سيبقى الفكر الوهابي آلية نفوذ وحركة سعوديين في العراق.
وإتماما لما سبق، نعتقد أن المملكة العربية السعودية لا ترغب بل ترفض بقوة أي مقترح لخروج القوات الأمريكية من العراق، ومن جهة أخرى تدفع بقوة السنة العرب للمشاركة بالعملية السياسية، وبا لوقت الذي تقف بل ربما تساعد على إرباك عمل الحكومة العراقية الحالية، تعمل على خلق كتلة سنية معتدلة، ليكونوا واجهة الحراك السياسي في العراق، وقوة نا فذة في الحكم بإسم السنة.
تتوسل المملكة العربية السعودية سياسة المطرقة المخملية في مواجهة إيران في العراق، أي عنص الزمن والضعط المتواصل بهدوء ظاهرا وعمل دؤوب باطنا، وتجييش دولي ضد إيران كذلك إقليمي، وبالتهويل ممّأ يسمى ( بالخطر الشيعي ) على العالم الاسلامي، بل العالم كله.
خامسا: سوف تواصل المملكة العربية السعودية إقنع الطرف السني المعتدل أو الذي يعلن أنه ضد الإرهاب بالمماطلة والتسويف وإبقاء سياسة شعرة( معاوية ) مع الحكومة العراقية الحالية من أجل إتعابها لمزيد من المكاسب، فمثل هذا الأسلوب، أي إسلوب التهديدات المستمرة ثم الانسحاب ثم التهديد، أسلوب طرح المطالب ثم الموافقة على الحوار على ما ئدتها ثم الانسحاب... مثل هذا الاسلوب ناجح وقد أثبت أنه يأتي بنتائج.
تركيا
سوف تبقى تركيا حاضرة على الحدود العراقية من جهة الشماب والشرق بأقصى درجة من اليقظة والحذر والاستعداد، ربما تجتاح الشمال، أو تقوم بعمليات أجتياح مستمرة. أن تركيا لا تعمل على تحويل العراق إلى آلية صراع لا مع إيران ولا مع المملكة العربية السعودية، بل تسعى أولا وقبل كل شي إلى إبطال قانون 140 وعدم تمكين الأكراد من حضور طاغ ومؤثر على القرار السياسي العراقي في الأمور المفصلية إقليميا وعالميا فضلا على مستوى العراق بالذات. تركيا همها الجوهري هو الأكراد والمياه، وسوف تقاتل على الصعيدين، تحجيم الطموح الكردي، ون ثم تحقيق أكبر منسوب من الماء، ماء الفراتين. بطبيعة الحال تحتل قضية التواجد الشيعي بمساحة عريضة أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا، ولكن ليست بأهمية القضية الكردية والمياه، وتعالج الموضوع المذكور ربما بالتعاون مع المملكة العربية السعودية. ليس من شك أن تركيا قد تتعاون مع فصائل شيعية، وربما فصائل شيعية تفكر بالتعاون مع تركيا. أعتقد فيما كان هناك خلاف كردي / تركي سيكون لأمريكا دور في حلّه، وسوف تراعي مصلحة تركيا القومية بنسة عالية لدى الامريكان.
الكويت
الكويت تخاف من نظامين، النظام الإيراني والنظام العراقي حال كونهما قويين، ولم تعد تؤمن بأن نظامين قويين يحميانها نم اعتداء احدهما عملا بنظرية التوازن، بعد أن إحتل صدام الكويت، وذلك ستراتيجيتها أو تطلعها الرئيسي أن ترى كلا من إيران والعراق ضعيفين معا، وهو مع أي عمل يضعف إيران، لا تملك مقومات الصراع مع الأخرين عبر العراق، ولكنها تعمل على كبح جماح المتطرفين السنةوالشيعة، لا نها ت خاف أن ينعكس ذلك على تركيبتها الداخلية.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف