كتَّاب إيلاف

معركة سوريا وأمريكا في نهر البارد!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

-1-
كما يحارب نظام الحكم السوري أمريكا الآن على الساحة العراقية، حرباً غير متكافئة (مليشيات ضد جيش نظامي) ويريد أن يُسدد لها ضربات مقابل الضربات التي تسددها أمريكا يومياً لنظام الحكم السوري، قام النظام السوري بفتح جبهة عسكرية جديدة غير متكافئة أيضاً بين الجيش اللبناني، وبين أنصاره (قُبح الظلام)، الذين دخلوا من الحدود السورية، ويدخلون كل يوم. فهذه الزمرة لم تسقط من السماء، أو لم تنفذ من الحدود الإسرائيلية، أو من خلال البحر المطوّق بقوة السلام الدولية أو ما يُطلق عليها بـ (اليونيفيل).

-2-
منذ شهرين والمعارك مندلعة بين الجيش اللبناني الذي تعتبره سوريا "صنيعة أمريكية" حيث تمَّ تمويله وإمداده مؤخراً بالسلاح والمال والعتاد والدعم السياسي الأمريكي، وبين عناصر "قُبح الظلام" الإرهابية التي تدعمها سوريا يومياً، ومنذ شهرين بالمال، والسلاح، والتغطية السياسية، والإعلامية العربية والإيرانية الفضائية، والورقية السورية والإيرانية.

-3-

منذ شهرين والجيش اللبناني بكافة قواه وسلاحه وفصائله، يحارب ليلاً نهاراً، فئة ربما لا يتجاوز عدد أفرادها "الدائمين" الخمسمائة، ولم ينته بعد من مهمته. ونقول "الدائمين" لأنهم يتجددون يومياً.
وأنا اطمئن الشعب اللبناني النبيل والجميل، بأن معركة نهر البارد بين النظام السوري وأمريكا لن تنته إلا بنهاية إحدى القوتين العظميين: انهيار الإمبراطورية الأمريكية، أو انهيار الإمبراطورية العلوية السورية.
وأظن أن انهيار الإمبراطورية الأمريكية هو الأسرع، وهو ما سيتم قريباً حسب تحليلات المحللين السياسيين في الإعلام السوري، والمحللين السياسيين الذين تستضيفهم الفضائيات الدينية والقومية المؤيدة لـ "التوجه القومي السوري" الممانع للتطبيع، والتسريع، والتشميع.

-4-
الشعب اللبناني النبيل الجميل، يأمل في كل يوم، أن يكون هذا اليوم هو اليوم الأخير في تنظيف مخيم نهر البارد من فيروس الإرهاب، الذي أطلقه نظام الحكم السوري في لبنان، والبشّارون اللبنانيون الذين يطلقون عليهم الآن "المعارضة" يضحكون في سرهم من هذه الآمال، ونحن نضحك معهم كذلك على هذه الآمال، لجيش يخوض معركته الأولى لأول مرة في تاريخه، مع دولة عظمى، وقوة عظمى في المنطقة كنظام الحكم السوري.

-5-
فكيف يمكن للجيش اللبناني المحدود عدداً وعدة وخبرة عسكرية، أن ينتصر في معركة، خصمه فيها قوة عظمى في المنطقة كنظام الحكم السوري؟
كيف للجيش اللبناني أن ينتصر على زمرة "قُبح الظلام" في "نهر البارد"، والحدود السورية اللبنانية مفتوحة على مصراعيها للدعم المالي والعسكري واللوجستي لهذه الزمرة؟
فكلما قُتل منهم شرير، عبر في اليوم التالي إلى لبنان، عشرة أشرار آخرين.
وكلما خسروا بندقية، زُودوا في اليوم التالي بعشرة بنادق أخرى.
وكلما خسروا ألف دولار، وصلهم في اليوم التالي عشرة آلاف بدلاً منها، بواسطة البنك الإيراني في دمشق وبيروت والجنوب اللبناني.
وكيف يمكن للجيش اللبناني أن ينتصر بسرعة على زمرة "قُبح الظلام"، وهذه الزمرة تحارب على أرضها، ووسط مؤيدها، وداعميها، ومباركيها، وحافظيها، ومزويدها من كارهي وأعداء الأكثرية الحاكمة في لبنان الآن؟

-6-
الجيش اللبناني هو الضعيف الآن، حيث لا أنظمة عربية تدعمه إلا بالشعارات والبيانات العنترية الفارغة والكاذبة، في حين أن الدعم الأمريكي الخجول والمتردد الذي يتلقاه، ربما ينقطع في أية لحظة، حتى تُبعد أمريكا عن نفسها تهمة التدخل في الشأن اللبناني. في حين أن زمرة "قُبح الظلام" هي القوية، حيث لا تخشى سوريا في تدخلها في الشأن اللبناني من لوم اللائمين، وصيحات الصائحين، وهي تعتبر نفسها الوصية الوحيدة، وولية الأمر الوحيدة على لبنان.
فهي التي تختار رئيس الجمهورية، وتعيّنه منتخباً من قبل أزلامها، وتأمره بعدم التوقيع على أي قرار حكومي حتى إشعار آخر.
وهي التي تنتخب رئيس مجلس النواب، وتأمره بإغلاق مجلس النواب المنتخب (الدكان النيابي) ووضع مفاتيح المجلس في جيبه، وعدم فتحه إلا بإشارة من الباب العالي العلوي في دمشق.
وهي التي تسحب من الوزراء ما تشاء من الحكومة، وتعطل أعمال الحكومة، وتعلن الحرب على إسرائيل من لبنان، دون استشارة أحد، وتُلحق بلبنان خسائر بمليارات الدولارات، وتهدم آلاف البيوت، وتشرد عشرات الآلاف من الأسر، وترغم الشباب المناهض والمعارض لها على الهجرة من لبنان.

-7-
فهل بعد هذا كله تريدون من جيش لبنان أن ينتصر على قوة عظمى كسوريا تدفع كل يوم عبر الحدود (في واقع الأمر ليس هناك حدود بين سوريا ولبنان، فهذه المناطق "سداح مداح" للمهربين، واللصوص، والإرهابيين، ومقاولي الموت، وقطاع الطريق) بالعشرات لكي تُذيق أمريكا من خلال الجيش اللبناني المرَّ المرير؟

-8-
إمبراطوريتان لا تتعايشان في منطقة الشرق الأوسط: الإمبراطورية الأمريكية والإمبراطورية السورية.
ولا بُدَّ من سقوط إحداهما.

السلام عليكم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف