كتَّاب إيلاف

بيل غيتس الوجه الحقيقى لأمريكا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كل من إستخدم جهاز كومبيوتر أو من لم يستخدم كومبيوتر مدين بالفضل إلى حد ما إلى العبقرى الأمريكى "بيل غيتس"، حتى الذين يشتمون أمريكا والحضارة الأمريكية أناء الليل وأطراف النهار يدركون فى أعماقهم بأنه بدون بيل غيتس وأمثاله من عباقرة الحضارة الغربية منذ عصر النهضة وحتى القرن الواحد والعشرين سوف يرجعون للعيش فى خيام وفى أكواخ من الطين.
كل من يركب طائرة أو يستخدم تليفونا أرضيا كان أو موبيلا، كل من يرسل رسالة إليكترونية، كل من يشاهد قناة لهلوبة الفضائية أو غيرها، كل من يشاهد مباراة كرة قدم عبر البحار وعلى الهواء مباشرة ، كل من يدخل فى آلة الأشعة المقطعية ويرى كل قطاعات جسمه على جهاز الكومبيوتر، مدين بشكل مباشر للحضارة الغربية والأمريكية على وجه التحديد وإلى حد كبير مدين إلى بيل غيتس شخصيا، ويجب عليه أن يرسل له خطاب شكر شخصى، وياحبذا لو خصه بالدعاء بعد صلاة الجمعة لكى يوفيه بعض حقه فيما قدمه للبشرية، على المستوى العلمى وعلى المستوى الخيرى.
ومن يريد أن يعرف نبذة عن حياة بيل غيتس يمكنه أن يتوجه إلى هذا الرابط:
http://www.microsoft.com/presspass/exec/billg/bio.mspx

ولد بيل غيتس عام 1955 لأب محام ولأم مدرسة فى الجامعة، وبدأت معرفته ببرمجة الكومبيتر وعمره 13 سنة، ودخل جامعة هارفارد العريقة عام 1973، ولكنه" للأسف" لم يكمل تعليمه ناك، ترك الجامعة وعمره 20 عاما ليبدأ شركة ميكروسوفت مع صديق طفولته (بول آلن). وأنا أتخيل أبو بيل غيتس وقد جاءه ولده وعمره لم يتعد العشرين عاما لكى يخبره بأنه يكمل تعليمه فى جامعة هارفارد ودار بينهما الحديث التالى:
- أيوه يادادى كنت عاوز أكلمك فى موضوع.
- إتفضل يابيل يابنى... إيه خير
- خير.. أناقررت أترك جامعة هارفارد !!
(يكاد الأب يقع من طوله، ويجلس على الكرسى لكى يفيق من الصدمة)
- بتقول إيه ؟ عاوز تسيب الجامعة، إنت إتجننت !!
- بس إسمعنى الأول.
- ما أسمعش حاجة، أنا صرفت عليك دم قلبى عشان أدخلك جامعة هارفارد، إنت عارف يعنى إيه جامعة هارفارد ؟ ودلوقت جاى تقوللى حتسيب الجامعة، إنت داير على مين إللى حيضيع مستقبلك ؟
- أنا وصديق عمرى (بول آلن) قررنا تأسيس شركة.
- شركة إيه، ده إنتو لسه عيال ما كملتوش عشرين سنة، ده إنت لسه بتاخد مصروفك منى، وإيه بول آلن ده كمان إللى حيضيع مستقبلك ؟
- إحنا قررنا تأسيس شركة إسمها (ميكروسوفت) لكتابة برامج الكومبيوتر.
- ولما إنتو حتكتبوا برامج كومبيوتر، خليتوا إيه لشركة أى. بى.إم. ، وغيرها من شركات الكومبيوتر.
- أنا على العموم إتخذت قرارى وحأسيب الجامعة، وأنا أكبر من 18 سنة وأقدر أتصرف فى مستقبلى زى ماأنا عاوز.
- أحلق شنبى لو فلحت... روح لا إنت إبنى ولا أعرفك !!
.....
طبعا السيناريو السابق كان سيحدث فى بلاد "بتاعة شهادات"، ولكن ما حدث حقيقة هو أن أبو "بيل غيتس" أعطاه سلفة ليبدأ شركة ميكروسوفت. وشركة ميكروسوفت تعتبر من أغنى الشركات فى العالم، فقد بلغت مبيعاتها فى عام 2006 أكثر من 51 بليون دولار وتقوم بتوظيف أكثر من 78000 موظف فى 105 دولة فى العالم.
وبيل غيتس من القلائل فى التاريخ الذى أصبح أغنى شخص فى العالم لسنوات عديدة، ليس لأنه ورث عن أهله المال، وليس لأنه وجد بترولا فى أرضه، وليس لأنه تاجر فى العقارات أو أخذ سمسرة على صفقات سلاح، أو ضارب فى البورصة، ولكنه أصبح أغنى شخص فى العالم بعقله وفكره وذكائه على المستوى المهنى والمستوى العملى.
وقد وضع بيل غيتس جزأ كبيرا من ثروته لصالح البشرية، وأنشأ واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية فى العالم وتدعى مؤسسة بيل وميلندا غيتس (ميلندا هى زوجته حيث تزوجها عام 1994 وأنجبا ثلاث أبناء)، وتبلغ ميزانية تلك المؤسسة الخيرية 25 بليون دولار (بليون بالباء وليس بالميم). ولمعرفة المزيد عن تلك الجمعية يمكن الذهاب إلى الرابط:
http://www.gatesfoundation.org/default.htm

ومؤخرا قرأنا أن بيل غيتس قد خسر مركزه كأغنى واحد فى العالم لأول مرة منذ ثلاثة عشر عاما، وذلك لصالح رجل أعمال مكسيكى من أصل لبنانى (كارلوس سليم الحلو)والذى يملك أكبر شركة إتصالات فى أمريكا اللاتينية.
وقد كان الخبر مفاجأة كبيرة لعائلة بيل غيتس وبصفة خاصة لزوجته ميلندا، وتخيلت أن الحوار التالى قد دار بينهما ذات ليلة فى شهر يوليو الماضى:
- إيه يا بيل مالك زعلان ليه
- إيه إنتى ما سمعتيش الأخبار ولا إيه؟
- لأ خير إيه إللى حصل ؟
- راح منى المركز الأول فى قائمة أغنى الأغنياء.
- يانهار أسود ومنيل !!
- تصورى، أنا مش مصدق نفسى.
- ومين ياترى بقى نمرة واحد ؟
- مش حتصدقى !!
- قوللى.. قوللى.. ماأنا كانت عينى بترف فى اليوم إللى مش باين له آخر ده.
- واحد مكسيكى ياستى أسمه كارلوس.
- وكمان مكسيكى، أودى وشى فين من صاحباتى فى نادى البليونيرات، بلاش النادى، حأودى وشى فين من الجناينى المكسيكى بتاعنا ؟
- ومش بس كده، ده طلع إنه كمان مكسيكى من أصل عربى !
- وكمان من أصل عربى، يادى المصيبة..ضرورى تتصرف يابيل ضرورى تعمل حاجة عشان ترجع تانى للمركز الأول.
- أعمل إيه بس ؟
- مش لو كنت إشتغلت زيادة شوية السنة إللى فاتت كانت مبيعات ميكروسوفت زادت شوية.
- ما إنت عارفانى كنت مشغول فى الجمعية الخيرية بتاعتنا.
- خيرية إيه وبتاع إيه.
- طيب بس هدى نفسك، إحنا والحمد لله مستورة، لسه عندنا حوالى 52 بليون دولار.
- أنا مايهمنيش عندنا كام، أنا يهمنى إنك ما تخسرش المركز الأول، وبعدين يعملوا إيه 52 بليون دولار فى الغلا إللى إحنا عايشينه ده، إنت عارف النهارده الطيارة النفاثة الخصوصى الجلف ستريم بقت بكام ؟
- إيه خير بقت بكام ؟
- طبعا ما إنت مش داريان بحاجة، الطيارة الجلف ستريم ياسى بيل عدت النهاردة الخمسة وعشرين مليون دولار بدون أى كماليات!
- لا شيخة وكمان بدون كماليات، طيب خلاص نرجع نركب طيارات درجة أولى.
- أنا برضه على آخر الزمن أركب طيارات مع الناس العاديين.
- على العموم أنا حأتصرف، يمكن أطلب من صديقى (وارن بافيت) سلفة خمسة بليون دولار لغاية لما نطلع برنامج جديد من ميكروسوف.
- آه يابيل يا حبيبى ضرورى تتصرف، وبعدين خلينى أبخرك من الحسد قبل ماتنام.
- حاضر ياروحى ولا يهمك
......
دعونا نقرأ الفاتحة لمستر بيل غيتس حيا ودعونا نقيم له ضريحا فى مدينة سياتل (مسقط رأسه) لكى نزوره بعد وفاته ونتبارك به، وربما ينقذنا من العقم الأزلى الذى نعيش فيه.
samybehiri@aol.com

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف