كتَّاب إيلاف

الأوطان والوطنية صنعها البرابرة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كثير من كرم الاسئلة مهانة خرساء
طرح علي سؤال بسيط منذ اشهر عدة ( سوف لا اذكره لانه حزبي ساذج )، فلم اتمكن من ارضاء نفسي بعد ان تخطت اجابتي اكثر من مئة صفحة، كل الاسئلة هي اجابات مضمّرة تفترض ملامح همومك واهتماماتك، حيث لا يمكن ان نسال فرويد عن الالعاب الاولمبية ! ولان السؤال وضعني بتهمة ( وهي تبدو تهمة مخلة بالنسبة لي واسوء منها ان اكون مواطنا جغرافيا في معزل ومحمية صنعها تاريخ المحاربين والجنود ولم يصنعها اباء الحضارة والمعرفة، خصوصا وان سؤال الوطنية هو سؤال يدخل في الاسرة الللغوية لبيئة العنف والحروب ) الانتماء لمجموعتي الانسانية حيث لم اكن اشعر، على طريقة الايديولوجيين، باني في الحزب البشري / الفرقة الادمية، وهذا اتحدث خارج التقابل والتضاد المضمر، اي لم تكن حواسي المقارنة جعلتني بجهة مقابلة للاحساس ببشريتي، انما كان الاحساس هكذا دون الشعور برغبة البحث عن غباء السؤال الدائم في صيغ الــ [ لماذا ].. هنا ايضا تستفرع الافكار عناصر جديدة تقوم على ضرورة إبقاء مساحة محو وبياض دائم يحمي مساحة الفراغ التشكيلي للفكرة، والا فالاجابة على كل شيء هي سفاهة وسماجة مقززة. لابد من الجهل العرفاني وان جاء من اكبر العقول، هذا الجهل هو الملح الضروري للافكار كي تصبح صادقة ممكنة غير ممسرحة ومتكلفة فمتصانعة، ولا باس ان يكون الجهل قصدي والاحسن عفوي، يمنح الاخر حق التورط باملاء الغافل والشاغر الشرطي.. تلك موضوعة خاطفة لحوار كبير وطويل.. احيانا يلطمك سؤال لم تتوقعه لان التوصيف الذي خلقته لنفسك في محيطك لا يمكن ان يجعل سائلك يقدم على هكذا سؤال.. انا الذي لو عشت كل العمر بجانب احزاب ومنظمات وفرق لم يطلب مني الانتماء لفريق لان الطالب حتمما يعرف كراهيتي للجمع والجماعة وفي التقابل الاخر حيال ايديولوجيا الفردنة اللهم الا اذا اراد ان يحدث زلزلا او انشقاقا او هدما لجماعاته، لاني زلزال متجول / كارثة متنقلة كما كان يدعهوني البعض، فلقد عشت خارطة متنقلة من الانشقاقات والتخريب والهدم الدائب للاوثان الفاسدة في صيغة توليف طبغرافية تختلف عن السائد ازاء الفغكرة الوثنية التي حمت عليها اللغة بتوصيف الاخطاء الشائعة، تلك الاخطاء التي احتوت كل قواميسنا حتى بات الصحاح هو الشاذ والقاعدة هي الخطا. اي فكرة اتناولها تغرقني الاستطرادات الفرعية لان كل شيء لا يصلح للحوار فهو مليء بعيوب الاستدلال والاعتماء - مزج بين عتمة وإعماء -ـ السيميائي، مشحون برمزية متوترة سريع الخلط والتلبس. السؤال اشعرني في النظام البشري كاي رقم غبي جريح الوجدان والضمير، كما لو اني موجود في دوائر الجنسية / صيرورة رقمية واحصائية في مزابل صناديق الاقتراع / تركة خرقاء في قائمة مختار المحلة... تدفع ضريبة التمنن الذي يحاصر العقل، سواء بدء هذا التمنن غير الحميد، في مشروع الله المنحول بشريا او جاء من اصحاب الطواطم المقدسة،( عملنا وعملنا وخلقنا فخلقنا !!) قادة القضايا، التي في مضمونها، كانت لاشيئية تطفلت على الحضارة ودمرت التساكن الانساني بشتى المحمولات والمشاريع غير اللازمة، معتقدة انها مثلت الابوة الحضارية فيما هي لا تمثل الا بقايا الغاب في الارث الانساني، وصلات النزوع البربري الهمجي ذلك الذي صاغ حوار الحضارات / صراع الثقافات والهويات / حروب الوطنيات / الاثنوغرافيات المتعازلة / الحاصرة الانثروبولوجية المميتة.. الخ الخ وكل ذلك انعش هوس المحاربين وقادة الحياة في شرطها الواقعي الامني، حيث تفرض دائرة الامان العملية المباشرة بعد مسرحتها بمشروع يفتتن الاخوة البشرية ليصبح عقل الشرطة والجنود هو الابوة الخلاقة للنظام وليس المعرفة ( الشرطة والجنود ضرورة ولكن عقل ونظرية الشرطة والجنود هي الكارثة. اذ من الممكن معالجة الامن بسواعدهم وليس بعقلهم ونظريتهم التي تلبست حتى الشعر والادب، في الغالب ).. تلك التي بنتها وطورت حضارتها منظومة التاخي المعرفي، والذي استفاد منه المحاربون والمصلحون والجنرالات والسياسيون وكل المحضونين بحمالة الابتكار المعرفي العابر للاوطان والقارات كالماء والهواء. لكن الفقه البربري تمكن من مجارات اللعبة فادخل الايديولوجيا والعقيدة والخيال الوعودي المجيئي...
ليخلق تطفلا معرفيا لا حاجة للانسانية له، وهو يمحور البشر كمجموعات تفسيرية لها تصور خاص، يمكن عزلتها عن الباقي،فابتكر تمييز خصوصيتها عبر قيم كونية كاذبة سرعان ما تكشف استنسابها العرقي والقومي فالوطني، وهكذا طالعتنا الاممية الخادعة لتخلق امما تمجد قومية او عرقا واحدا تصبح فيها الفكرة ملكية عرقية لامة المصدر النظري والايديولوجي بما تملك من دهاء الاستغفال المعرفي، ولعلها مارست اسوأ العرقية المقنعة، ولا تزال تمارس تمجيد نسبية الفكرة او العقيدة من زاوية نقاء السلالة والدم والعرق فالقبيلة الى حد جعل شرها مكرمة وذلها اعطية حسب نظام العصمة والحصانات المقدسة [ الرحمة المتوحشة ]، وهكذا تبرجت فيه افكار وعقائد معتبرة وكبيرة امكنها تنويم الوعي بسحر البيان والكهانة.
البرابرة صنعوا الوطنيات والهويات. ( لقد جربت ذات مرة اطلاق فكرة " مثقفون بلا حدود "قبل عشرين عاما، لكني كعادتي خربت المشروع بعد ان شعرت بدنو الغوغاء والتحزب الذي ينفي فكرته اصلا.. وفيه شرح جريح عن تاخي المعرفة وحوارها على خصخصة الحضارة وحصرية الثقافة، وقد نشرر البيان عام 1999 ).. لعلي تاخرت كثيرا على اذاعة افكار بسبب الاكتئاب الوجودي الذي اصابني. فلدي عشرات الصياغات الشكوكية، لغرض واحد هو ارضاء نرجسيتي على العقود المخالفة للكرامة تلك التي عقدتني في غيابي امه الحضور بصيغة الغائب دائما، كما لو انها فوضت المستنوبين عني تمثيل نفسي. كل الارث المحارب اغتصب منظومة القيم الانسانية المحفوفة بالبراءة والعفوية وخلق نظامها القصدي، كما لو انه خلق الضلال بعد حق وخلق الاتساخ بعد طهارة، حسبه ان العقل يمكنه صياغة الكون الحوادثي عبر اصنام الفكرة، فهزم ولكن علته لا يعترف، وعدم اعترافه، ايضا، ضرورة الامر الواقع الخاطئ، عبر جدلية الصحاح والخطا، الهدم والنمو، الذي سيلاحقنا حتى فناء الحياة.
الوطنية ليست مهنتي، الموجود المعتقدي هو تعويض لهزية خلقها المهزوم كرياضة لوظيفة الخيال وتاليا عدم كفايته وشكره للمحيط الممكن، وهنا مكمن الانخداع بما يخلقه التعويض ليصبح فكرة الوقائع فيحل المحظور وتغيب الحكمة . ولعلي هنا لا اعرف الابرار من الاشرار سواء من احتل او دافع عن وطنه، فوطني لم يخلق بعد وسوف لا يخلق لانه كينونة خارج توصيف العقل غير قابلة للغة ! انه ببساطة انتماء الفقمة او الطيور المهاجرة فهتك الروح الغجرية للحنين الجغرافي، لاسيما ونحن في زمن الشكر العظيم حيث سقطت الجغرافيا وانهارت الهويات والمعازل والجدران والمحميات التي يترزق منها بقايا الدهاء الهمجي البربري. ولعل ارث السقوط جاء {أفي بدء منذ التكوين الاول حين اكتشف البشر اول مبضع طبيب واول طريقة لشواء الخبز واول مشترك جنسي في مساحات الحب العابرة للقارات، منذ ان اكتشف البشر امكانات المقدرة على تسامح قاتليهم. انه العبور المؤسس لمؤاخات الاخر في الطرف الثاني / المحمية الوطتية والفرقية. نحن في الجغرافيا الومضية تلك التي بعد الاف السنين من حروب الوطنيات تكتشف فضيلة الغجر في عصيانهم الجغرافي ويكونون الوصلة الاممية الكونيةلعالم بلا وطنيات، فمنذ الاف السنين كانوا اقصى مستقبل علاقات الامم والشعوب
حين يحضرني كل هذا لا اعرف الاجابة عما هو بار او فاجر، ألغزاة والمدافعون هم من جبهة واحدة في ضوء الجبهات المعرفية المتعالية، كلاهما سافل او بار ! لا اعرف لاني فقدت هموم المقارنة في هكذا جبهات، لا اعرف المفاضلة لئلا اكون مغفلا في مصايد اسوء طبقات الارض وهم السياسيون والايديولوجيون والعقوديون... الخ ا
- ملاحظة واستدراك : فهم من بعض الاصدقاء باني مصاب بشظايا وطلق ناري في حروب العرب مع اسرائيل وهذا خطا، اذ لا اريد تلك المجانية البطولية او البقاء في دعاية الابلسة الاسرائيلية.. كلا فانا مصاب من قبل ذوي القربى ونيران صديقة كما يقول المصطلح العسكري وهي حرب داخلية بين الفصائل الفلسطينية، واعتقد ان حروب المنظمات الداخلية قتلت اضعاف الاضعاف عما قتلته اسرائيل.. أنه صراع الفراغيات في بيئة العدم ! التي تسببت باعاقتي. وهنا اعترف بان اسرائيل علمتني كيف اخجل نفسي.. اعتذر وأنحني للعذاب الفلسطيني كما انحني لكل امناء شرف المخاصمة لا ادنياء الانتقام والتسقيط


بربرية وطن وحضارة مستعمر !
جمل الانهار هي التي تكون البلاد لا تتكون في البلاد ذلك لانها تخون الحاصرة الجغرافية وتنتمي لسيولها وليس للمحددات الوطنية التي يخترعها المحابربون.. بلاد ما بين النهرين وليس بلادين ما بين نهر ولا نهرين ما بين بلاد... هكذا عندما لا تسيل المياه خارج الجغرافية الوطنية التي صنعها البشر ولم تصنعها فطرة الارض ستصبح متعفنة. اعود لكلمتي المكررة وهي : /ان النهر يخون شواطئه كي لا يتعفن/ ويصبح مستنقع ( انا اتحدث عن خيانة هيجل وبروتون ونيتشة لا اتحدث عن خيانة مرتزثق يبيع العبادة بالجنة ويبيع الحب بالشهوة ويبيع الابوة بالسلطة الفاحشة.. ألخ )، انها مقارنة قاسية لفكرة الوطنية التي لا تحمي نفسها الا بالقمع والتعفن والمناقعة الساكنة، الاستغراق البليد في التماثيل وجعل الافكار تصويرية كايقونات مقدسة لا تصلح الا لمعبد او متحف وقد قطعت واجتزات عن محيطها بسبب البلاغة التشكيلية التي لا تليق بهدم الحياة وسلوبها المهيب بفورانه وطغيانه الهاتك والمتسيب ثم جعل الحيطان للمباكي وليس لجدار المنزل. هذا مكون الفخ العقلي الذي يوقع اكبر العبقريات بالمحظور والتاليه الوظيفي الحتمي فكيف بغوغاء ودهماء؟ ليست دعوة فوضوية لان الفوضى والتسيب موجودتين رغما عن هندسة العقل وخطوطه الحادة، وهي ليست فوضى الا لان العقل يراها هكذا بسبب غشه في ارادة السيطرة والاستشراف الخائب دائما.. هناك نظام صارم اخرس لا يرشوه اكبر دعاة البيان واصفى مكنات التجريد والرمزية، وكل مخالفة تدفع ثمن الاتساق الكوني خارج العقل ن في الفطرة الذكية والساذجة بان لغرض استدراجها وقيعة الشره القصدي بواسطة معرفة غير لازمة يحميها نظام قضائي وشرطة وجنود واجهزة ما ولن يحميها العقل العقائدي القصدي، وامثال فلاسفة الفوضى فانهم وقعوا بغفلة النوايا الحسنة وورثوا مكنة الوظيفة العقلية وكان حريا بهم تجنب هذه التركة الوراثية لئلا يقعوا بالزام قصدي فتكون دعوتهم نقيض نفسه ونقيض فطة النظام / الفوضى ! في اشكال ثنائية العقل والحدث.
ومثل باكونين او غيره كان تقليعة تقاطعت مع الافراط الرومانسي بالعدالة المثالية طالما هو متناظر مع الغوغاء التحزبية للفلسفة وهي تنزل من مجالها الارستقراطي للجماهيروية الفاسدة، حيث بقي الفكر والثورات الاجتماعية تقوم على قاعدة كلاب بافلوف، حتى ثورة المراة التي وقعت باستغراقية ردات الفعل البافلوفية، فسقطت بالفخ المحظور واكلت طعم تناظر الاضداد بمثلية معادية للطبيعة والارث المليوني في عمر العلاقات الجنسية القائمة على ظلم بيولوجي كون رفاه المظلوم وتواطئة كما كون رفاه الظالم بساديته واستجابته الشهوانية للتواطئ المرتكز على قاعدة الظلم العضوي هذا بحيث تكون الظلم في صيغة عدالة اضطرارية تقوم عليها منظومة الشهوة وحتوم التوالد الحيواني اللاعقلي واللاروحي، غير القابل للتفكير والتجريد، غير القابل للحب او الكراهية والماساة هنا ليس في الحقوق انما بخلط عالم الشهوة الجنسية بالنظام الاجتماعي، وبنفس الوتيرة تحدث خلطات اخرى كثير تمزج بين الملائكة الابرار في النظام التفكيري وبين صرخات الثور الهائج، في نظام الحدث، بما في ذلك خلط المعتقدات بين المعبد الخلوي وبين الشارع الهائج.. وما صياغة الحب والكراهية اللغوية الا اسقاطا ملتبسا يراد به تمضية الحوار الخفي الذي لا يعرف النطق. هكذا لا تملك الطبيعة استراحة للاستدراكات العقلية.. لتفهم ما تشاء وتسقط ما تشاء، فهذا غير ممنوع، لكنه بثمن ما فليدفع اصحاب الخيارات ثمن العبور الى ميولهم.
- للاسف هكذا خذلنا العقل بسبب سقف الاماني وتصورات وظيفته اكثر من طاقتها حيث تصرف برغبة التاله وستغرق في دهاء التماهي كي يصوغ كونا مصاغا خارج رغبته وميوله : جبابرة الفكر والفلسفة / انبياء ومصلحون ورهبان لم تخلق افكارهم سحر التغيير اكثر مما احدثته هوامش خفية لا يخلقها القصد الفكري المدون بل تراكم الاثار الفعلية المتطورة في مساحة صامتة خفية كونتها احداث خارج كل المقابض العقلية النظرية / ثمة طاقة للوجد، رعشته الصاعقة حين تتاخى الفكرة بضالة شحيحة جدا، مع اللحم والدم، بصيغة تيه، في لويحظة عاقلة، لكنها خارج العقل حيث تحتويه لا يحتويها، لانها اللالغة، غير الكلمات المرمزة، في السيمياء الخاطفة. انها كيمياء مجهولة بلا مصقفين ولا اعلان ولا اوسمة، تلك مساحة الله في ماثرة اسماك السلمون واضاحي الكنغارو النبيلة، حيث تورطنا الابصار بكل هذا الدمع المتكبر والاحزان المتعجرفة، في وجود، كنا نخشى ان تغمرنا سعادته وفرحه لئلا نصاب ببخل الاضاحي وانانية البقاء، فتسحرنا نصوص الابدية ونصاب بدوار ادبي ونفخة بلاغية، نحو سلطة الغائبين، لنصبح في عداء الحاضرين وتاليا تقع النفس في حرب مع الحياة نظرا لسوء استخدام بناء العلاقة المعقولة مع وظائف التفكير، حيث الوقوع في وحدنة الاضداد وغياب المقارنة والتمييز لتصبح الكراهية هي الحب والعكس وهنا يختفي المكان والزمان من كساء الحدث فيختفي معه النظام الكابح .. للاسف لا تقبل الحقيقة رشوة الولاء ولا الطلاق بالبراء، لانها بسيطة غير مؤسطرة تشبه اضدادها العملية كومة قش لا حائط مبكى او قبر خرافي لكائن سكن جسده ولم يسكن الخرافة / للاسف كل الاشياء جاءت من اضدادها. كل الاشرار جاؤوا من مشروع الخير وكل الطغاة جاؤوا من فكرة الثورة والتغيير والتحرر، كل الشياطين جاؤوا من خطاب المؤمنين / كل الحروب جاءت من فكرة التبشير باديان التسامح وفكرة المدينة الفاضلة.. اكبر الارهابيين جاؤوا من عالم الضحية فخطفوا ما ليس لهم من طبيعته الام، فاصبح الارهاب في القصد بعد ا كان عند الطغاة في انظمة البراء والبداهة العفوية / اجمل الاشياء، حين تفقد نظام براءتها تصبح مقززة قبيحة / كل القسوة تلبست مشروعية الرقة والوصال فالحب، بل هي المنتج المضمّر للرقة والعاطفة/ كل الاستبداد جاء من الضحية وليس من الجلاد / اشنع الاعمال قام بها عبيد قيصر باسم الثورة.. حين تصبح الحرية قاتلة للعبيد فالقيد خير لامنهم وسلامتهم.. للاسف يا لهذا الاعماء عند الناس حين لا يبصرون خطورة ما تنتجه العقول واللغة من تجارب مريرة يشرعها الخلاقون ويبنفذها الاغبياء الفاشلون.
- للاسف تتحكم باللعبة ميكانيزما التقابل والتضاد وتلك الطباق المضمرة سرا لئلا تتشوه صورة تلقي الرضى والشكر، لعله الخداع الجليل ذلك الذي يمنح الحياة مناعة من فضول الذكاء وافساده للحفل كل مرة.. للاسف لا تنفع الرقع اللغوية غلق ثقوب الفضيحة لاسيما هي مضمون الستر وحشمة الحضارة، كما تخلقه موروثات المغارة ! وهي تثبت الاضداد كما يستجيب شرها وحاجتها للعنف والخراب، ولعلها تعاني من خبل تصورات البدائل وتوضيع نظام التقابل بطريقة الخطا، اذ لا يضطر الانسان لفكرة الهوية في ضوء المفاضلة بين السيارة والحصان وبين طيران الملائكة ووكالة ناسا ! لا لزوم لذلك، لان النمل السري والكلاب السائبة وكل مجازر الدجاج والاغنام التي نحدثها يوميا ! ساهموا ببناء هذه المسيرة الموحدة للحضارة. اذ لا باس من المفاضلة بوهم التسابق المعرفي ولكن لا يمكن ان تتسابق السيوف بعقل علوم الفيزياء، ثم تصبح اللايزر كحلبة ملاكمة ضوئية كما يشيع قادة الهوية من المحاربين الرعناء، فلا يحق لعبد الرحمان الغافقي ان يخوض معركة بواتيه باسم ابن خلدون ولا يحق لهارون الرشيد احتلال غرناطة باسم مفاعلات ابن سينا المعرفية او كبرياء الفلسفة عند التوحيدي، هكذا كانت افكار التوحيد، وحين دخلت الوظائف العقلية ومنظومة اللغة اصبحت، اكبر من فرق البشر لقبائل مكبرة وداخل كل قبيلة ثمة عشائر وفرق لانها اصبحت في الممجال القصدي بعد ان كانت في البراءة ، طالما اللغة يديبرها الاذكياء كمصوغات بلاغية في عقول الغوغاء فسوف تبقى انقسامات البشر محكومة بعلاقات العنف، الذي يؤطر بطريقته الرمزية جماعات متعصبة تحتاج لسيمياء مميزة لا تتحقق الا بوجود خصومة حادة وتلك الخصومة بمثابة اقراص مهدئة لانفجاراتها الداخلية، الافكار حشرت نفسها بما لا يعنيها وتمكنت تبسيط صعوبتها برمزيات العنف، حيث بقي الاصعب فيها، ممارسة السلام وطرد خطاب المحاربين والجنود / على الاقل طردهم من الاكاديميات والتربية والعلم والعقائد السياسية والافكار والعقول والصناعات الموازية للعنف / طردهم من فكرة السلام المتقابل مع الحرب بتعقيمه من ميكانيزم الاضداد تطهيره من ضده،لان السلام الحقيقي لا ينقابل ويتضاد مع الحرب ليكون طرف الثنائية الاخر، ويكون ردت فعل مؤقتة طارئة تختزن كمون الحرب في ضدية هذا السلام الذي سيكون صناعة الجنود لا صناعة المصلحين..
هكذا حدث فلقد فرضت حرب التحرير تقابلا بين الحضارة والبداوة وفقدت التقابل بين محتل ومواطن وهذا بسبب الدفاع عن عقائد وليس عن وطن فيه عقائد بل عقائد فيها وطن.. الدفاع عن عقيدة هو نزعة توسعية امبراطورية تحتمي بحجة القانون الدولي للمقاومة ، فيصبح الفكر الامبراكطوري غزوا في صيغة مغزو، بل يقدم خدمة للغزاة ويجعلهم في وضع الدفاع فيما اهل الوطن بحالة اعتداء وذلك لان البدائل معادية للحياة والبشر واهل المكان.. كيف يمكن تصور مقاومة بفكر ظلامي وانكفاء الى اسوء التجارب المهزومة لدى البشر، تلك التي سحقهاريخ بسبب ظلمها وفسادها، ثم ان ازمة الفكر ومشاريع التاريخ والمواقف ليس لها علاقة بالغزو لانها حرب المؤجلات التاريخية مع المجتمع الوطني نفسه، ومضمون مجيئها لا يتعلق باحتلال بل بمشاكل ارخها صراع الفقهاء والخلفاء وفي الخلاصة انها تتقابل في تصادف حتمي وجبري كقوة معادية للحضارة بما يفرض تقابله بان القوة المضادة هي قوة متساكنة مع الحضارة لتكون النتيجة حربا بين التاريخ والمستقبل بين ألبرابرة والحضر بين الحضارة والبداوة.. لعل ذلك حدث في زمن التمركزات الحضارية التكنولوجية حيث لا تصلح معه مقولات الغزو والتحرر القديمة الا عند طبقة الطامحين والحكام والقادة.
وختاما لا استطع ذكر السؤال مستدركا وقوعي البديهي المستغفل بجواب لا املك همومه ولا مشاغله، لاني متحرر من وطنية دوائر الاحصاء والحنين والجنسية والمهانة الرقمية لدى احزاب وتقليعات وبدائل شوهت الحياة وشكلت نواة الاعصار الكبير، الذي لم يتوقف منذ قرن من الزمان.

ملاحظة واستدراك : فهم من بعض الاصدقاء باني مصاب بشظايا وطلق ناري في حروب العرب مع اسرائيل وهذا خطا، اذ لا اريد تلك المجانية البطولية او البقاء في دعاية الابلسة الاسرائيلية.. كلا فانا مصاب من قبل ذوي القربى ونيران صديقة كما يقول المصطلح العسكري وهي حرب داخلية بين الفصائل الفلسطينية، واعتقد ان حروب المنظمات الداخلية قتلت اضعاف الاضعاف عما قتلته اسرائيل.. أنه صراع الفراغيات في بيئة العدم ! التي تسببت باعاقتي. وهنا اعترف بان اسرائيل علمتني كيف اخجل نفسي.. اعتذر وأنحني للعذاب الفلسطيني كما انحني لكل امناء شرف المخاصمة لا ادنياء الانتقام والتسقيط.

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف